بوابة الفجر:
2025-06-15@05:40:20 GMT

البيت الفلسطيني.. ماذا يحدث بين حماس وفتح؟

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

يُعد الوضع السياسي الفلسطيني في الوقت الراهن أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، إذ يواصل الانقسام بين حركتي "حماس" و"فتح" التفاقم، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثامن عشر. فقد أودت الحرب بحياة أكثر من 50 ألف فلسطيني، وأدت إلى إصابة أكثر من 113 ألف آخرين. وتستمر الحركتان في تبادل الاتهامات والتصريحات الحادة، مما يعمق الانقسام، ويؤثر على وحدة "البيت الفلسطيني".

تستمر الحركتان في تبادل الاتهامات والتصريحات الحادة، مما يعمق الانقسام، ويؤثر على وحدة "البيت الفلسطيني".جذور وأسباب الانقسام

التوتر بين حركتي "حماس" و"فتح" ليس جديدًا، بل هو نتاج تاريخ طويل من الاختلافات السياسية والإيديولوجية. وقد أرجع منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي لحركة فتح، السبب الأساسي للانقسام إلى "فكر حركة حماس الذي نشأ بهدف مناكفة منظمة التحرير الفلسطينية"، مؤكدًا أن هذا الفكر "مبني على الاختلاف في البرامج". وأشار الجاغوب إلى أن حماس قد رفضت السلام مع إسرائيل منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، بينما سعت باقي الفصائل الفلسطينية إلى السلام.

من ناحية أخرى، ترى حماس أن حركة فتح "تستمر في تجاهل تطلعات الشعب الفلسطيني"، معتبرة أن الضغط الخارجي، وخاصة من الولايات المتحدة، هو من يقف وراء عرقلة أي اتفاق بين الحركتين.

هل نحن أقرب إلى الوحدة أم إلى الخلاف؟

ووفقًا للجاغوب، فإن الفجوة بين حماس وفتح تتسع، مشيرًا إلى أن العالم بأسره يدعو لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، لكن حماس وإسرائيل ترفضان هذا الحل، مما يعمق الهوة بين الطرفين. ويؤكد الجاغوب أن هجوم السابع من أكتوبر 2023 قد دمر الوضع الفلسطيني، ونقل المواجهة إلى الضفة الغربية.

من جانبها، أكدت حماس أنها تسعى لترتيب البيت الفلسطيني، مشيرة إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع الفصائل، وهو ما يقابل بتشكيك من قبل رئيس منتدى العلاقات الدولية شرحبيل الغريب، الذي يرى أن الوحدة الفلسطينية غير واردة في الوقت الحالي.

كيف تؤثر الوحدة الفلسطينية على الصراع مع إسرائيل؟

يرى شرحبيل الغريب أن وجود استراتيجية فلسطينية موحدة كان من شأنه أن يغير المعادلة السياسية والحقوقية، ويمنح الموقف الفلسطيني قوة أكبر في مواجهة إسرائيل. وفي هذه المرحلة الحرجة، يصبح من المهم جدًا أن يتوحد الفلسطينيون في مواجهة محاولات تصفية قضيتهم.

نشأة الحركتين: حماس وفتح

تأسست حركة فتح في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وركزت على النضال المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما ظهرت حركة حماس في عام 1987 بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وعلى الرغم من أن حماس لم تكن منضوية في منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنها كانت تسعى دائمًا إلى تمثيل الفلسطينيين، معلنةً أن مرجعيتها في العمل السياسي هي الإسلام.

الاختلافات الإيديولوجية

بينما تعتمد حركة حماس على فكر المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، تعتبر حركة فتح أن الحل السياسي هو السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ففي الوقت الذي تقر حركة فتح بمشروع السلام مع إسرائيل، ترفض حماس التنازل عن "فلسطين التاريخية"، متمسكة بحقها في المقاومة بكل أشكالها.

التنافس على تمثيل الشعب الفلسطيني

منذ تأسيسها، حملت حركة فتح شعار "التحرير الوطني"، في حين اعتمدت حماس على المقاومة المسلحة، مما أدى إلى توتر كبير بين الحركتين. في عام 1993، بعد توقيع اتفاق أوسلو، بدأت الخلافات تتسارع، حيث رفضت حماس الاتفاق واعتبرت أنه يقدم تنازلات غير مقبولة. ومع تصاعد التوتر بين الطرفين، شهدت غزة اشتباكات بين أنصار الحركتين في عام 1994.

وفي عام 2006، فازت حماس بالأغلبية في الانتخابات التشريعية، مما دفع فتح إلى رفض الانضمام للحكومة الجديدة، وهو ما أدى إلى تصاعد العنف بين الحركتين. وفي 2007، سيطرت حماس على غزة، بينما استمرت فتح في السيطرة على الضفة الغربية، مما أدى إلى حدوث انقسام سياسي عميق.

محاولات المصالحة 

حاولت العديد من الأطراف العربية والدولية التوسط بين الحركتين لإنهاء الانقسام، لكن محاولات المصالحة باءت بالفشل. ففي عام 2011، وقع اتفاق في القاهرة بين الحركتين لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق. وفي عام 2014، تم تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة رامي الحمد الله، لكن الاتفاقات كانت عرضة للفشل بسبب الاتهامات المتبادلة.

في عام 2017، تم توقيع اتفاق آخر بين الحركتين، ولكنه انهار مجددًا بسبب توترات أمنية بين السلطة الفلسطينية وحماس في قطاع غزة. كما استمرت الاتهامات المتبادلة بشأن الانتهاكات الأمنية والتنسيق مع إسرائيل.

الواقع الحالي والتحديات

في الوقت الراهن، يبقى التوتر بين حماس وفتح على أشده، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، حيث اتهمت حركة فتح حماس بمسؤوليتها عن تفاقم الوضع، فيما ردت حماس بتوجيه اللوم إلى السلطة الفلسطينية على مواقفها.

وفي يوليو 2024، تم الإعلان عن وثيقة جديدة تهدف إلى تحقيق وحدة وطنية شاملة، والمعروفة باتفاق "بكين"، لكن جددت المواجهات بين الطرفين، بما في ذلك العمليات الأمنية في مخيم جنين، التي كانت لها تأثيرات كبيرة على محاولات المصالحة.

الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس ما يزال يُعيق تحقيق الوحدة الوطنية، وهو أمر يعقد من قدرة الفلسطينيين على مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي. في الوقت نفسه، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية التوصل إلى حلول فعلية لهذه القضية التي تستمر في التسبب في معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: البيت الفلسطيني حماس فتح الحرب الإسرائيلية قطاع غزة السلطة الفلسطينية الضفة الغربية اتفاق اوسلو المقاومة الفلسطينية الوحدة الوطنية اتفاقية وقف إطلاق النار الكفاح المسلح تطورات القضية الفلسطينية برنامج حماس برنامج فتح فكر حماس التنسيق الأمني الحركات الفلسطينية المصالحة الفلسطينية السلطة الفلسطينية وحماس البیت الفلسطینی مع إسرائیل فی الوقت حرکة فتح فی عام

إقرأ أيضاً:

إيران منتبهة للفخ الأميركي.. ماذا يحدث في المفاوضات بينهما؟

منذ حوالي شهرَين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه سوف يعطي الإيرانيين فرصة شهرَين لتوقيع اتفاق معه، ولربما كان سبب إصرار إيران على إجراء الجولة السادسة من المفاوضات بين الجانبين يوم الأحد 15 يونيو/ حزيران بدلًا من يوم 12 يونيو/ حزيران، هو أن يوم الخميس 12 يونيو/ حزيران يصادف نهاية فترة الشهرين، وتريد إيران أن ترسل رسالة مفادها أنها لن ترضخ للإرادة الأميركية.

وعلى الرغم من أن الجانب الأميركي يحاول أن يوجد جوًا نفسيًا مشحونًا قبيل الجولة السادسة من المفاوضات، فإن الجانب الإيراني يحاول التزام الهدوء وعكس نوع من الطمأنينة بالنسبة لقدراته في الدفاع عن نفسه وموقفه، وربما لتجنّب تهييج الوضع الداخلي للبلاد.

هذا في حين أن القادة العسكريين يؤكدون أن القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى، وأن إيران تُحضّر نفسها لأي سيناريو محتمل.

هنا في طهران، يكفي أن تتمشّى في أروقة وكواليس مراكز القرار السياسية، أو تشارك في اجتماعات مراكز الدراسات، أو تتحدث مع صنّاع القرار، لتجد أن جميع صنّاع القرار، من شتى التوجهات الفكرية والسياسية في هذا البلد، متفقون على أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستسعيان إلى تطبيق السيناريو الليبي ضد إيران، وأن الإيراني يجب ألا يقع في هذا الفخ، حتى لو أدّى الأمر إلى إشعال فتيل الحرب.

إعلان

وتفضّل القيادة الإيرانية أن يكتب التاريخ أنها حاربت ووقفت في وجه الولايات المتحدة وإسرائيل حتى اللحظة الأخيرة، بدلًا من أن يكتب التاريخ أنها رضخت واستسلمت وأدخلت البلاد في سيناريو يُشابه السيناريو الليبي.

ولربما يمكن القول إن موضوع عدم الرضوخ للطلبات الأميركية، خاصة في شأن البرنامج النووي الإيراني، يُعتبر من المواضيع القليلة التي يتفق عليها الساسة الإيرانيون من شتى الاتجاهات السياسية.

وحتى المعارضة الإيرانية التي لا تتلقى رواتبها من إسرائيل والولايات المتحدة، تدعم عدم امتثال إيران للإملاءات الأميركية والإسرائيلية، ورفض التخلي عمّا يُعتبر إنجازات علمية ودفاعية إيرانية.

وعلى الرغم من أن الأضواء تكون عادة متركّزة على جولات المفاوضات التي يُجريها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع مندوب الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، فإن المفاوضات الأساسية بين الجانبين تجري خلف الكواليس، عبر مفاوضات غير رسمية وغير علنية، وعبر اتصالات بوساطات و…، وبعد أن تُفضي هذه المفاوضات الخلفية إلى نتائج مُرضية، يلتقي عراقجي مع ويتكوف بهدف تثبيت ما تم التوصل إليه بشكل غير رسمي.

ولهذا يمكن القول إن الاتفاق على إجراء الجولة السادسة من المفاوضات يعني أن الجانبين قد توصّلا إلى نتيجة في مفاوضاتهما خلف الكواليس.

ولكن، وعلى كل الأحوال، يمكن القول إن المشكلة الأساسية التي تواجه المفاوضات بين الجانبين هي أن الجانب الأميركي لم يقرر بعد ما يريده، وهناك تخبّط ملحوظ في القرار الأميركي.

فالمفاوضات بين الجانبين بدأت بعد مباحثات مطوّلة، وتبادل رسائل متعددة، والتوصل إلى صيغة مرضية نسبيًا للطرفين، حيث كان متفقًا على أن تقوم إيران بتخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم، وتقديم طمأنات مرضية للأميركيين بشأن سلمية برنامجها النووي، مقابل رفع كامل للعقوبات الأميركية عن إيران.

إعلان

والمطلب الأميركي كان محصورًا في "التأكّد من سلمية البرنامج النووي الإيراني، وعدم توجّه إيران لتصنيع السلاح النووي"، في حين كان المطلب الإيراني واضحًا، وهو "رفع العقوبات بشكل دائم، وتقديم ضمانات بأن الولايات المتحدة سوف تنفذ تعهّداتها في الاتفاق، ولن تنسحب منه أو تفرض العقوبات مجددًا تحت عناوين أخرى".

وبحسب ما قاله لي أحد المشرفين على المفاوضات، فإنه وخلال خمس جولات من المفاوضات، غيّر الجانب الأميركي رأيه أكثر من خمسين مرة، ولم يقدّم في أي مرة مشروعًا واضحًا يبيّن ما الذي ستقدمه الولايات المتحدة لإيران مقابل طلباتها، أو يوضح آلية رفع العقوبات وتأمين المطالب الإيرانية.

وتعلم الولايات المتحدة جيدًا أن إيران لن تقبل بوقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل داخل البلاد، وهي حاضرة في المفاوضات من أجل رفع العقوبات فقط، ولا يوجد أي دليل يشير إلى أن إيران ستخضع للطلبات الأميركية.

وحتى التهديدات العسكرية الأميركية لن تكون مؤثرة في تغيير الموقف الإيراني، فالتهديدات العسكرية الأميركية والإسرائيلية مطروحة على الطاولة منذ عام 1995، ومع ذلك مضت إيران في تطوير برنامجها النووي، رغم تلك التهديدات والعقوبات المفروضة عليها، ولم تقم بتخفيض وتيرة التصعيد إلا نتيجة لاتفاقيات سياسية.

ويعلم الأميركي أيضًا أنه لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني بضربة عسكرية واحدة، إذ إن هذا الأمر سيحتاج إلى عمليات عسكرية متعددة، وبالتأكيد فإن ذلك سيكون محفوفًا بالمخاطر، نظرًا لأن إيران لن تقف متفرجة، بل سترد وتدافع عن نفسها.

وإضافة إلى ذلك، فحتى لو تم تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، فإن إيران تستطيع إعادة بنائه بسرعة خلال عام، في أماكن سرية، نظرًا لامتلاكها التكنولوجيا اللازمة، إضافة إلى أن لديها كل ما تحتاجه من معادن اليورانيوم إلى تكنولوجيا تصنيع أجهزة الطرد المركزي وغيرها، داخل الأراضي الإيرانية.

إعلان

وبما أن إيران استطاعت الحصول على وثائق نووية سرّية إسرائيلية تتضمن كيفية تصنيع الأسلحة النووية، والتي قام الأوروبيون بتزويدها بها، فهناك احتمال بأن تتوجه إيران هذه المرة إلى تصنيع السلاح النووي من أجل تأمين أمنها ووجودها.

وإضافة إلى ذلك، فإن الأميركي يعلم أيضًا أن وجود اليورانيوم المخصب بنسب عالية، بالإضافة إلى التكنولوجيا وأجهزة الطرد المركزي الموجودة حاليًا داخل إيران، يُمكِّن هذا البلد من تصنيع السلاح النووي خلال أيام، إذا ما توفرت الإرادة السياسية لذلك.

ولهذا، فإن هناك مخاطرة كبيرة أيضًا بأن تندفع إيران نحو سيناريو كوريا الشمالية، نتيجة للسياسات الأميركية والأوروبية، بدلًا من أن تندفع نحو السيناريو الليبي.

وكانت الولايات المتحدة قد دخلت في مفاوضات مع كوريا الشمالية، وتوصلت إلى اتفاقيات تحد من البرنامج النووي لهذا البلد، عندما كان بيل كلينتون رئيسًا لأميركا. ولكن بعد ذلك، فإن سياسات جورج بوش دفعت هذا البلد إلى التوجه نحو تصنيع السلاح النووي، والإعلان عن إجراء أول تجربة نووية في عام 2006.

ولولا سياسات الحكومة الجمهورية الأميركية وتهديداتها، لربما لم تضطر كوريا الشمالية إلى تصنيع السلاح النووي.

وهنا يكمن جوهر المطلب، وهو أن أي هجوم أميركي أو إسرائيلي على إيران، وإيجاد تهديد وجودي لهذا البلد، قد يؤدي إلى تغيير المرشد الإيراني لفتواه، وتغيير إيران لعقيدتها النووية.

وإضافة إلى كل ذلك، فإن الصين ستكون أكثر من سعيدة بدعم إيران ماديًا وعسكريًا لمواجهة الولايات المتحدة، وإدخالها في المستنقع الإيراني، وهي تعلم أن الأميركي سيتوجّه لاحقًا إلى مواجهة الصين بعد أن يطمئن إلى تحييد إيران وروسيا.

أما روسيا، فهي أيضًا لن تقبل بخسارة منفذها الوحيد المتبقي الآمن إلى البحار الدافئة، كما أنها لن تنزعج إذا غرقت الولايات المتحدة في المستنقع الإيراني، لأن ذلك سيؤدي تلقائيًا إلى انخفاض مستوى الدعم الأميركي لأوكرانيا.

إعلان

أما دخول الأوروبيين، غير الراضين عن تهميش دورهم في المفاوضات، على الخط عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتهديدهم بتفعيل "آلية الزناد" في الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، فقد زاد الطين بلّة، إذ إن إيران باتت تُحضّر نفسها لاتخاذ إجراءات حادّة ضد هذه الخطوة، أقلّها زيادة حجم اليورانيوم المخصب بنِسب عالية، وخفض مستوى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خاصة أن إيران حصلت على مستندات سرية إسرائيلية تؤكد أن هذه الوكالة سرّبت معلومات سرية لإسرائيل عن البرنامج النووي الإيراني، وأن بعض مفتشيها قد تجسّسوا لصالح إسرائيل.

وعمليًا، تتساءل إيران حاليًا عن جدوى التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة إذا كانت العقوبات الدولية سيُعاد فرضها على هذا البلد.

وعلى الرغم من أن موضوع إعطاء إجازات صيفية للأميركيين الموجودين في المنطقة، وسفر عائلاتهم، هو أمر اعتيادي يتكرر كل عام، فإن الولايات المتحدة تحاول تصوير هذا الأمر على أنه تهديد لإيران، بأنها قد تُقدِم على خطوة عسكرية ما إذا قررت إيران التصعيد بعد صدور قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو في حال عدم خضوعها للطلبات الأميركية.

وحسب بعض التسريبات، فإنه في الوقت الذي كان قد تم فيه التوصل إلى اتفاق بين الجانبين خلال الجولة الثالثة من المفاوضات، على إنشاء كونسورتيوم (مجموعة دول من المنطقة) لتولي مسؤولية تخصيب اليورانيوم في إيران، غيّر الأميركيون رأيهم بعد زيارة ترامب للمنطقة، وطالبوا بأن يكون موقع تخصيب اليورانيوم في إحدى الجزر الإيرانية في الخليج، وأن يكون مكشوفًا لا تحت الأرض.

وبعد ذلك، عادوا وغيّروا رأيهم مرة أخرى في الرسالة التي أرسلوها، وطالبوا بأن يتم التخصيب خارج الأراضي الإيرانية، وأن تقوم إيران بوقف التخصيب وتفكيك منشآت التخصيب بشكل كامل داخل الأراضي الإيرانية، مع السماح للمفتشين الأميركيين بتفتيش المنشآت الإيرانية تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكان من المتوقّع أن ترفض إيران هذا الطلب.

إعلان

وحسب بعض التسريبات، فقد قدّمت إيران مقترحها المقابل في هذا الشأن للجانب الأميركي، ويقوم أساسه على أن تبقى منشآت تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية في مكانها، وأن تقوم الكونسورتيوم بإنشاء منشآت تخصيب جديدة في أي مكان يتم الاتفاق عليه، لتأمين احتياجات إيران ودول المنطقة من اليورانيوم المخصب.

وتقبل إيران، بموجب هذا المقترح، بتخفيض حجم ونسبة التخصيب داخل منشآتها دون إيقافه، وذلك بالتوازي مع الكميات التي يتم تسليمها لها من قبل الكونسورتيوم.

ويمكن تخفيض نسبة التخصيب إلى مستويات منخفضة جدًا توازي الصفر تقريبًا، إذ إن تخصيب كمية تقل عن الطن بنسبة 3.67% يُعدّ عمليًا مساويًا للصفر، وهو يكفي فقط لإبقاء أجهزة الطرد المركزي في حالة دوران حتى لا تتعطّل.

وفي حين تُصرّ إيران على الإبقاء على اليورانيوم المخصب بنِسَب عالية داخل البلاد، في أماكن مغلقة وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كضمان لتنفيذ الأميركي لتعهداته، فإن الجانب الأميركي طلب من الجانب الروسي الدخول على الخط ونقل هذا اليورانيوم إلى روسيا، وهو ما ترفضه إيران، على الأقل في الوقت الراهن.

لكن، في المقابل، تطالب إيران الأميركيين بتقديم عروض مغرية، وأهمها توضيح كيفية رفع العقوبات عن إيران، نظرًا إلى أن الرئيس الأميركي لا يمكنه إلا رفع العقوبات الرئاسية، التي تُشكّل حوالي 20% فقط من مجموع العقوبات، في حين يتطلب رفع باقي العقوبات قرارًا من الكونغرس الأميركي.

ويرفض الإيرانيون مبدأ تعليق العقوبات الأميركية، كما حدث بعد الاتفاق النووي، لأن التجربة السابقة أثبتت أن تعليق العقوبات لا يؤدي فعليًا إلى فتح مجالات التعاون الاقتصادي الإيراني على المستوى الدولي.

وبما أن الولايات المتحدة وافقت على إجراء الجولة الجديدة من المفاوضات، فهناك تصوّر بأنها قد تقبّلت ضمنيًا العرض الإيراني، وأن كل ما يدور في الأجواء الإعلامية هدفه فقط كسب أوراق تفاوضية.

إعلان

وهنا يكمن السؤال: هل تريد الولايات المتحدة الحرب أم السلام؟ إذ إن الاتفاق ومشروع السلام المُرضي للطرفين باتا مطروحين على الطاولة، والتخوف الوحيد هو أن تحاول الإدارة الأميركية نقل مشاكلها الداخلية، خاصة في ظل ما يشهده الداخل الأميركي من احتجاجات على قرارات ترامب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • في اليوم العالمي للتبرع .. ماذا يحدث للدم بعد ذلك؟
  • 1000 جنيه خلال ساعات.. ماذا يحدث لـ أسعار الذهب في مصر؟
  • واشنطن تدعو جميع رعاياها في إيران إلى المغادرة فورًا.. ماذا يحدث؟
  • ناسا تحذر من اصطدام كويكب 2024 YR4 بالقمر .. ماذا يحدث؟
  • بين الفوائد والأضرار.. ماذا يحدث للجسم عند اتباع الكيتو دايت؟
  • التطورات بين إسرائيل وإيران.. ماذا يحدث؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الفلفل الألوان
  • إيران منتبهة للفخ الأميركي.. ماذا يحدث في المفاوضات بينهما؟
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول الفشار؟
  • ارتفاع مفاجئ في حركة فرع دومينوز القريب من البيت الأبيض