نشرت صحيفة " القدس " الفلسطينية، صباح اليوم الاثنين 28 أبريل 2025، تفاصيل عرض قدمته حركة حماس خلال عقب زيارة وفدها أول أمس السبت إلى العاصمة المصرية القاهرة، وإجراء محادثات ونقاشات وصفت ببالغة الأهمية مع الوسيط المصري.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن الوفد أجرى في القاهرة محادثات مع المسؤولين المصريين امتدت لأكثر من عشر ساعات متواصلة.

إقرأ أيضاً: ملتزمون باستمرار دورنا - قطر: ملفات كإعادة إعمار غزة أصبحت للأسف أحلاما مؤجلة

وقالت المصادر للصحيفة، إن وفد "حماس" جاء لبحث ردود إسرائيل على رؤية الحركة التي قدمتها في الأيام القليلة الماضية للوسيطين المصري والقطري، وتنص الرؤية على وقف وإنهاء الحرب وتبادل الأسرى على قاعدة الصفقة الشاملة، بما يتضمن الانسحاب الكامل وإعادة الإعمار ورفع الحصار ؛ وتبادل الأسرى؛ وبدء اللجنة المجتمعية المستقلة لإدارة غزة والتي سبق وأن تم الاتفاق عليها بممارسة مهامها.

وأفادت المصادر بأن رؤية "حماس" شملت عرض توقيع هدنة طويلة الأمد قد تمتد من خمس سنوات إلى عشر سنوات، بضمانات إقليمية ودولية.

إقرأ أيضاً: إسرائيل تبحث إطلاق خطة تجريبية لتوزيع المساعدات في غزة

وتنص الرؤية بأنه وبعد الاتفاق على هذا الإطار تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 2 آذار 2025، من حيث وقف العمليات العسكرية، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى ما كانت عليه وفق الاتفاق الموقع في 17 كانون الثاني 2025، وإعادة إدخال المساعدات الإغاثية وفق البروتكول الإنساني الموقع.

وتأتي رؤية " حماس" التي تمت مناقشتها بالأمس بين وفد "حماس" والمسؤولين المصريين متماشيةً مع الخطاب الذي كان قد ألقاه في 17 نيسان الحالي خليل الحية، والذي أبدى من خلاله استعداد الحركة لبدء مفاوضات الحزمة الشاملة، وشدد في خطابه على معارضة "حماس " للاتفاقيات الجزئية، التي قال إن نتنياهو يستغلها هو وحكومته كغطاء لأجندتهم السياسية القائمة على استمرار حرب الإبادة والتجويع، حتى لو كان الثمن التضحية بجميع أسراهم، كما جاء في خطاب الحية.

وكان قد عرض على "حماس" خلال الأسابيع القليلة الماضية مقترحاً قصير الأجل يمتد لمدة 45 يومًا يهدف إلى تمهيد الطريق لمحادثات بشأن الوقف الدائم لإطلاق النار.

أن هذا المقترح يلغي عناصر أساسية من إطار العمل من الاتفاق الأصلي المكون من ثلاث مراحل والموقع من قبل "حماس" و"إسرائيل" في كانون الثاني الماضي، والذي كان من شأنه أن يحقق انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من غزة وإعلان وقف دائم لإطلاق النار.

وتضمنت مسودات المقترح الجديد الذي سبق وأن قدمه الوسطاء لحماس تغييرات كبيرة لم تقبلها "حماس"، بما في ذلك نزع سلاحها في غزة؛ ونفي قيادتها العسكرية المتبقية إلى الخارج.

ووفقًا لمسودة الاقتراح، الذي قدم لحماس أنه بمجرد توقيع الاتفاقية، ستوقف إسرائيل هجماتها العسكرية وتحليقاتها الجوية؛ مقابل أن تفرج "حماس" عن الجندي الإسرائيلي/ الأمريكي المزدوج الجنسية "عيدان ألكسندر " كبادرة خاصة اتجاه أمريكا.

وفي اليوم الثاني من الاتفاقية، ستفرج حماس عن خمسة أسرى إسرائيليين أحياء مقابل 66 فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد و611 آخرين اعتقلتهم إسرائيل في غزة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. كما سيتم إطلاق سراح هؤلاء الأسرى في وقت واحد وفقًا لآلية متفق عليها، دون أي استعراضات عسكرية أو أية مشاهد احتفالية كما جرى بالسابق.

بعد هذا التبادل الأولي، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بسحب قواته من رفح وشمال غزة. وبموجب الاتفاق الأصلي، كان من المقرر أن تبدأ إسرائيل انسحابًا كاملًا لقواتها في نهاية المرحلة الأولى. أما بموجب المقترح الجديد الذي قدمه الوسطاء، فلن تعيد إسرائيل قواتها إلى مواقعها التي كانت عليها في 2 آذار، تاركةً إياها متمركزة في مواقع مختلفة في غزة دون جدول زمني واضح للانسحاب الكامل.

ووفقاً للمقترح المقدم لحماس سترفع إسرائيل أيضًا حصارها الشامل على القطاع في اليوم الثاني من الاتفاق، وسيُستأنف تدفق المساعدات الإنسانية بموجب "البروتوكول الإنساني المتفق عليه سابقاً. ويشمل ذلك إيصال كمية غير محددة من المعدات والإمدادات اللازمة لإنشاء ملاجئ للنازحين.

وفي اليوم الثالث من الاتفاق المقترح، والذي تم تقديمه لحماس؛ تبدأ مفاوضات بإشراف الوسطاء بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار الدائم، وينص المقترح على أن هذه العملية يجب أن تُستكمل خلال 45 يومًا، مع إمكانية تمديدها من خلال تبادل المزيد من الأسرى. وبحلول نهاية المفاوضات، سيُعاد جميع الأسرى الإسرائيليين الـ 59 المتبقين، أحياءً وأمواتًا، إلى "إسرائيل"، وسيتم إطلاق سراح عدد كبير من الفلسطينيين المحتجزين لديها.

وجاء في المقترح المقدم : "سيبذل الوسطاء (الولايات المتحدة ومصر وقطر) قصارى جهدهم لضمان إتمام المفاوضات المذكورة أعلاه للتوصل إلى اتفاق بشأن ترتيبات وقف إطلاق نار دائم، بما يتماشى مع التزامهم بتحقيق هذا الهدف".

قضية الوقف الدائم لإطلاق النار والحرب والذي تشترطه "حماس" وأكدت عليه في رؤيتها المقدمة للوسطاء والتي تمت مناقشتها في مباحثات السبت بين الوفد القيادي الرفيع من "حماس" والمسؤولين المصريين وفق اتفاق الرزمة الواحدة؛ تبقى هي العقبة المستعصية أمام نجاح هذه المفاوضات، إذ يطلب المقترح المقدم لحماس الموافقة على استمرار الاحتلال العسكري لغزة ونزع سلاحها ونفي قيادتها العسكرية للخارج.

وبينما نص اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي في 17 كانون الثاني الماضي على الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة في المرحلة الثانية فإن المقترح الجديد للوسطاء يشير فقط إلى إعادة انتشار عسكري إسرائيلي و"محيط أمني" يتفق عليه.

وقد أكدت "حماس" أكثر من مرة التزامها بإطار اتفاق كانون الثاني 2025 ، ورفضت محاولات "إسرائيل" وضع أية شروط جديدة أو فرض مطالب جديدة. إلا أن "حماس" أعربت عن استعدادها للانخراط في اتفاق مؤقت بشرط أن يُلزم إسرائيل بالعودة إلى الإطار الأصلي المُوقَّع سابقا.

إلى ذلك يتضمن المقترح الذي قدمه الوسطاء إلى حماس نقطة بالغة التعقيد ومن أكثر القضايا إثارة للجدل في الشارع الفلسطيني والعربي ، حيث يدعو المقترح إلى نزع سلاح الفصائل في قطاع غزة. وقد أكدت "حماس" مراراً على أنها لن تلقي سلاحها حتى يتم تحقيق قيام الدولة الفلسطينية وتشكيل جيش وطني ، تنضم إليه كل الأجنحة العسكرية لقوى وفصائل المقاومة الفلسطينية. فيما تصر "إسرائيل" على أنها لن توافق على إنهاء الحرب في غزة ووقف الإبادة الجماعية ما لم تستسلم حماس وتنزع سلاحها وتنفي قادتها العسكريين إلى الخارج.

وتأتي محادثات أول أمس السبت في القاهرة بعد أيام قليلة من عقد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري سلسلة من الاجتماعات في واشنطن مع كبار المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

وقال مصدر مصري مسؤول مطلع على المباحثات بين وفد "حماس" والمسؤولين في مصر: "إن الاقتراح الحالي والذي قدمته مصر إلى حماس يتماشى إلى حد كبير مع الاقتراح الذي وافقت عليه حماس في 29 آذار الماضي، لكن إسرائيل رفضته".

ويختم المصدر بأن الشروط الجديدة من قبل "إسرائيل" والمتعلقة بنزع السلاح وعدم وجود مسار واضح لإكمال الانسحاب الإسرائيلي من غزة واجهت مقاومة شديدة من مفاوضي حماس بالأمس لتبقى الأمور تراوح مكانها بين رؤية "حماس" وإصرارها على اتفاق الرزمة الشاملة والوقف الكامل والدائم لإنهاء الحرب، مع هدنة طويلة الأمد قد تمتد لعشر سنوات قادمة، وبين المقترح الجزئي الذي تقترحه إسرائيل لمدة 45 يوم مع تحقيق شروط نزع "حماس" لسلاحها هي وباقي قوى المقاومة الفلسطينية؛ ونفي قيادة حماس العسكرية المتبقية إلى خارج قطاع غزة .

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالأسماء - إسرائيل تطلق سراح 11 أسيراً من غزة مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى الاحتلال يقتحم جبل المكبر وينصب حاجزا عند مدخل العيساوية الأكثر قراءة محدث: إسرائيل تُبعد وزير شؤون القدس عن الضفة لـ 6 أشهر والحكومة تُعقّب شاهد: بالأسماء: الاحتلال يُفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة عبر بوابة "كيسوفيم" سبب وفاة البابا فرنسيس - وفاة بابا الفاتيكان قوات الاحتلال تعتقل 20 مواطنا من الضفة بينهم أطفال عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: کانون الثانی إطلاق النار من الاتفاق فی غزة من غزة

إقرأ أيضاً:

صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا السبب

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن الحرب ضد إيران تكلف إسرائيل، حسب تقديرات أولية، مئات الملايين من الدولارات يوميا، الأمر الذي قد يحد من قدرتها على خوض حرب طويلة الأمد.

ونقلت الصحيفة عن خبراء أن أكبر تكلفة منفردة تتكبدها إسرائيل تتمثل في الصواريخ اللازمة لاعتراض الصواريخ القادمة من إيران، والتي تقدر تكلفتها وحدها ما بين عشرات الملايين إلى 200 مليون دولار يوميا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: إسرائيل ليست أسدا صاعدا وإنما هي أسد مريضlist 2 of 2إيكونوميست: نجاح القنبلة الأميركية الخارقة في إيران غير مؤكدend of list

كما أن استخدام الذخائر والطائرات يرفع من كلفة الحرب، ناهيك عن الأضرار غير المسبوقة التي لحقت بالمباني، فحتى الآن تشير بعض التقديرات -التي استندت إليها الصحيفة الأميركية- إلى أن إعادة البناء أو إصلاح الأضرار قد يكلف إسرائيل 400 مليون دولار على الأقل.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الهجوم قد يستمر لمدة أسبوعين، ولم يُبدِ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي إشارة تدل على رغبته في التوقف قبل أن تحقق حملته العسكرية جميع أهدافها التي تشمل القضاء على برنامج إيران النووي وإنتاجها الصواريخ الباليستية وترسانتها، وفق تقرير وول ستريت جورنال.

يشار إلى أن نتنياهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وتعتقد كارنيت فلوغ، المحافظة السابقة لبنك إسرائيل المركزي والتي تعمل الآن زميلة بارزة في معهد إسرائيل للديمقراطية، أن العامل الرئيس الذي سيحدد تكلفة الحرب الحقيقية هو مدتها.

ونقلت عنها الصحيفة قولها إن الحرب إذا استمرت أسبوعا فهذا شيء، أما إذا دامت أسبوعين أو شهرا ، فهذا موضوع آخر مختلف تماما.

وأشارت عنات بيليد، مراسلة الصحيفة في تقريرها من تل أبيب، إلى أن إيران أطلقت أكثر من 400 صاروخ على إسرائيل خلال أسبوع.

وقالت إن بإمكان نظام الدفاع الصاروخي المعروف باسم "مقلاع داود" -الذي طورته إسرائيل والولايات المتحدة معا- إسقاط الطائرات الحربية والصواريخ قصيرة إلى طويلة المدى والطائرات المسيرة.

من آثار هجمة صاروخية إيرانية على إسرائيل (غيتي)

وأفادت بأن تكلفة تفعيل هذه المنظومة الدفاعية تبلغ نحو 700 ألف دولار في كل مرة، على افتراض أنه يستخدم صاروخين اعتراضين، وهو الحد الأدنى عادة، حسب تصريح يهوشوا كاليسكي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الذي مقره تل أبيب.

إعلان

وتشمل النفقات العسكرية الأخرى تكلفة الإبقاء على عشرات الطائرات الحربية -مثل مقاتلات "إف-35"- في الجو لساعات في كل مرة على مسافة تبعد نحو 1600 كيلومتر عن الأراضي الإسرائيلية.

ووفقا لكاليسكي، فإن ساعة طيران واحدة لكل طائرة على حدة تكلف نحو 10 آلاف دولار، مع الأخذ في الحسبان تكلفة إعادة تزويد الطائرات بالوقود والذخائر، مثل قنابل الهجوم المباشر المشترك (جيه دي إيه إم) والقنابل الثقيلة من طراز (إم كيه 84).

ومن جانبه، قال تسفي إكشتاين، الذي يرأس معهد آرون للسياسة الاقتصادية في جامعة ريخمان في إسرائيل، إن التكلفة اليومية للحرب على إيران تزيد بكثير على تكلفة الحرب في قطاع غزة أو على حزب الله في لبنان.

إن حربا ضد إيران تستمر شهرا واحدا ستبلغ تكلفتها نحو 12 مليار دولار

بواسطة معهد آرون

وطبقا لتقديرات معهد آرون، فإن حربا ضد إيران تستمر شهرا واحدا ستبلغ تكلفتها نحو 12 مليار دولار. ورغم أن إكشتاين يقول إن الإنفاق العسكري الإسرائيلي قد ارتفع منذ بدء الحرب، فإن مراسلة الصحيفة الأميركية تنسب إلى خبراء اقتصاديين -لم تسمهم- لا يتوقعون حدوث ركود اقتصادي في إسرائيل في هذه المرحلة.

ومع ذلك، تؤكد الصحيفة أن قطاعات كبيرة من الاقتصاد الإسرائيلي قد توقفت في الآونة الأخيرة نتيجة الضربات الإيرانية، حيث استُدعي العاملون في الصناعات الأساسية فقط للعمل، بينما أُغلقت عديد من الشركات مثل المطاعم.

وأكد مهندسون أن الدمار الذي سببته الصواريخ الباليستية الإيرانية الكبيرة لا يشبه أي شيء شهدوه في حروب إسرائيل على مدى العقود الأخيرة.

وقال إيال شاليف -وهو مهندس إنشائي تم استدعاؤه لتقييم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية- إن مئات المباني دمرت أو تضررت بشدة، وستكلف إعادة بنائها أو إصلاحها مئات الملايين من الدولارات.

وقدّر أن إصلاح ناطحة سحاب واحدة بُنيت حديثا وسط تل أبيب وتضررت من الهجمات الإيرانية، سيكلف عشرات الملايين من الدولارات على الأقل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحذر: حرب طويلة الأمد إذا لم تنضم أمريكا للهجوم على إيران
  • تفاصيل الاتفاق السوري التركي بشأن شمال حلب
  • الجيش الإسرائيلي يستعد لحملة "طويلة الأمد" ضد إيران
  • عاجل : حماس تدعو لتحرك دولي لوقف جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء غزة وتكشف تفاصيل مجزرة مروعة اليوم
  • صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا السبب
  • صحيفة أمريكية تكشف حجم خسائر إسرائيل اليومية
  • حمدي بخيت: ضرب العلماء وتدمير البنية النووية جزء من خطة طويلة الأمد ضد إيران
  • الفجر تنشر نتيجة الشهادة الإعدادية في المنيا 2025 الترم الثاني
  • برشلونة يقترب من حسم صفقة نيكو ويليامز بعد الاتفاق على الشروط الشخصية لعقد طويل الأمد
  • برعاية أميركية.. توقيع مسودة اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية