أثار ارتداء عمدة شيكاغو الديمقراطي، براندون جونسون، الكوفية الفلسطينية خلال فعالية للاحتفال بشهر التراث العربي جدلًا واسعًا داخل أوساط الجالية اليهودية في المدينة. 

وفيما اعتبرت بعض الجهات اليهودية هذا التصرف مستفزًا، دافع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية عن موقف العمدة، متهمًا تلك الجهات بنشر الكراهية بدلاً من مكافحتها.



وعبّر رابي آري هارت، أحد ممثلي الجالية اليهودية المحلية، عن تقديره للاحتفاء بالتراث العربي، غير أنه تساءل عن مدى إمكانية ذلك دون ارتداء رموز يراها كثير من اليهود مرتبطة بأحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

وبدورها، أعربت ليزا كاتز، مسؤولة الشؤون الحكومية في حركة مكافحة معاداة السامية، عن تفهمها لاحتمال عدم تعمد العمدة الإساءة، لكنها شددت على أهمية الرمزية في ظل ارتفاع مستويات التهديدات المعادية للسامية.

كما أدان "التحالف اليهودي في شيكاغو" تصرف جونسون، واصفًا إياه بأنه يتجاوز حدود اللامبالاة ويصل إلى حد "الخيانة"، مؤكدًا أن الرسالة الموجهة لليهود في المدينة هي أن "ألمهم وسلامتهم ليسا موضع اعتبار". وأشار التحالف إلى أن الكوفية أصبحت، في نظره، رمزًا مرتبطًا بإراقة الدماء اليهودية، خاصة مع تصاعد استخدامها في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.
Chicago – “Destroy Israel” and “Make USA Jew Free” were scrawled across a sign at Argyle & Clark.

Meanwhile, Mayor Brandon Johnson posed with CAIR, proudly wearing a keffiyeh – a symbol appropriated to promote violence against the Jewish people.

Disturbing, @ChicagosMayor. pic.twitter.com/ztAchgnCSf — StopAntisemitism (@StopAntisemites) April 24, 2025
في المقابل، رفض مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية هذه الاتهامات، معتبرًا أن تحالف شيكاغو اليهودي كشف عن توجهه الحقيقي باعتباره "جماعة كراهية" تسعى لمحو الهوية الفلسطينية والدفاع عن سياسات الإبادة. 


وأكد المجلس أن اختزال التراث الفلسطيني برمته في تهمة الإرهاب هو سلوك غير إنساني، متسائلًا: "هل ينبغي إلغاء الكيباه لأن جنود الاحتلال الإسرائيلي يرتدونها؟ بالطبع لا".
The Chicago Jewish Alliance (CJA) continues to expose itself, not as a voice for Jewish safety, but as a hate group committed to the erasure of Palestinian identity and the defense of genocide.

In a recent post, they called the keffiyeh, a centuries-old symbol of Palestinian… https://t.co/Rkkf5gO22P — CAIR National (@CAIRNational) April 24, 2025
ولفت المجلس إلى أن التحالف سبق وأن انتقد البابا الراحل فرنسيس لمجرد تعبيره عن حزنه على ضحايا غزة، ما يدل -بحسب البيان- على أن مجرد إبداء التعاطف مع الفلسطينيين بات مرفوضًا لديهم.

يذكر أن العمدة براندون جونسون كان قد صرّح لمجلة "ماذر جونز" بأن ما يحدث في غزة "ليس فقط مأساة، بل جريمة إبادة جماعية"، داعيًا إلى الاعتراف بهذه الحقيقة وممارسة الضغوط السياسية اللازمة. 


كما أيد جونسون قرار مجلس المدينة الداعي إلى وقف إطلاق النار، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أسفر، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن نحو 170 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، معظمهم من النساء والأطفال.

بعد أشهر من الاحتجاجات، أصبحت شيكاغو أكبر مدينة امريكية تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وصوت مجلس المدينة بـ 23 صوتا مقابل 23 على القرار، وكسر العمدة براندون جونسون التعادل لصالح وقف إطلاق النار. pic.twitter.com/ttgOm6a3kx — خبرني - khaberni (@khaberni) January 31, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية جونسون الكوفية الفلسطينية اليهودية اليهود الفلسطينية الكوفية جونسون المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الجالية العربية في كاليفورنيا.. مخاوف أمنية بعد عقود من الاستقرار

كاليفورنيا- تتواصل حملات توقيف المهاجرين غير النظاميين بولاية كاليفورنيا، وخصوصا في مدينة لوس أنجلوس، إذ دخلت أسبوعها الثالث، وسط حالة من القلق والتوجس تسود الجالية العربية، وتصاعد الاحتجاجات والانقسام السياسي والأمني بشأن تداعياتها.

وتعيش الجالية العربية، التي تقدر أعدادها بمئات الآلاف في كاليفورنيا، على وقع هذه التطورات بقلق بالغ، وسط مخاوف من أن تطال الإجراءات الفدرالية بعض أبنائها، خصوصا من ذوي الوضع القانوني غير المستقر، أو من المقيمين في المناطق المتأثرة بهذه الحملات.

وتشير تقديرات إلى أن عدد أفراد الجالية العربية في الولاية يبلغ نحو 374 ألف شخص، بأعلى نسبة من السكان من أصول عربية في الولايات المتحدة، وتتركز أغلب التجمعات العربية في مدن لوس أنجلوس، وإل كاهون، وسان دييغو، وإيرفين، وأناهايم.

أما عدد المسلمين في الولاية فيبلغ مليون نسمة تقريبا، ربعهم من أصول شرق أوسطية، ونحو 40% من أصول آسيوية، و20% من أصول أفريقية، والبقية من خلفيات أخرى، وفق إحصائيات مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) بكاليفورنيا.

الدباغ: ما يمس الجالية اللاتينية ينعكس بشكل مباشر على العرب (الجزيرة) تأثير مباشر

يقول المدير التنفيذي للمجلس المدني العربي الأميركي بكاليفورنيا رشاد الدباغ، إن الحملات الأمنية التي نفذتها إدارة الهجرة والجمارك مؤخرا في مدينة لوس أنجلوس، تركزت أساسا على المهاجرين من أصول لاتينية، ألقت بظلالها على العرب المقيمين في الولاية.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح الدباغ أن "ما يمس الجالية اللاتينية ينعكس بشكل مباشر على العرب"، مشيرا إلى وجود عدد من المهاجرين العرب في وضع قانوني هش قد تطالهم الإجراءات، خاصة أن هناك ترابطا بين الجاليتين في سوق العمل والمجالات الاقتصادية.

وأضاف أن النشاط الاقتصادي لبعض المناطق ذات الأغلبية العربية بجنوب كاليفورنيا تضرر نتيجة التوتر، حيث تغيب كثير من العمال من أصول أميركية لاتينية عن عملهم، خوفا من الاعتقال، وهو ما أثر على المحلات التجارية والمطاعم العربية التي تعتمد عليهم.

ولفت الدباغ إلى حادثة توقيف مهاجر عربي في مايو/أيار الماضي في مقاطعة أورانج وترحيله لاحقا، مما زاد من حالة القلق لدى الجالية العربية، ودفع العديد من الأسر إلى تقليص حركتها والبقاء في المنازل، خوفا من التفتيش أو التوقيف المفاجئ.

أيلوش: تبعات الحملات الأمنية تطال جميع المهاجرين (الجزيرة) إدانة رسمية

وفي تطور لافت، أدان المجلس المدني العربي الأميركي قرار نشر قوات من الحرس الوطني ومشاة البحرية (المارينز) في مدينة لوس أنجلوس، معتبرا إياه "استعراضا غير مبرر للقوة" و"انتهاكا للحريات المدنية".

إعلان

وقال في بيان إن العرب في الولاية ليسوا بمنأى عن الإجراءات الأمنية الفدرالية، في ضوء تاريخ من التضييق بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وما تبعها من استهداف للعرب والمسلمين.

من جهته، أكد المدير التنفيذي لمجلس "كير" في كاليفورنيا حسام أيلوش، أن تبعات الحملات الأمنية تطال جميع المهاجرين، حتى أولئك الذين يتمتعون بوضع قانوني سليم.

وقال للجزيرة نت إن عددا من الناشطين العرب شاركوا في الاحتجاجات الجارية في لوس أنجلوس، تضامنا مع المهاجرين الموقوفين، واحتجاجا على "النهج المتشدد" في سياسات الهجرة.

ويرى أيلوش أن ما يجري لا يمكن فصله عن السياسات العامة للإدارة الأميركية الحالية تجاه ملف الهجرة، والتي خلقت، حسب رأيه، مناخا من التوتر والخوف داخل صفوف الجاليات العربية والمسلمة، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

وأشار إلى أن ولاية كاليفورنيا -التي يبلغ عدد سكانها نحو 40 مليون نسمة- تعد من أكثر الولايات تنوعا وانفتاحا، وغالبية سكانها تميل للتوجهات الليبرالية، في حين يقدر عدد المهاجرين غير النظاميين فيها بنحو مليوني شخص، أغلبهم من بلدان أميركا اللاتينية.

وتعتبر الولاية الأولى من حيث الناتج المحلي الإجمالي على مستوى البلاد، إذ تجاوز 4.1 تريليونات دولار عام 2024، ما يعادل 14% من حجم الاقتصاد الأميركي، وتحتل المرتبة الثالثة من حيث المساحة الجغرافية.

الخليفي: التمثيل السياسي للعرب الأميركيين لايزال ضعيفا (الجزيرة) تحديات تاريخية

أما رئيس الجمعية المغربية الأميركية بكاليفورنيا سعيد الخليفي، فأكد أن الجالية العربية في الولاية، ورغم تاريخها العريق الذي يمتد لأكثر من قرن، لا تزال تواجه تحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية، من أبرزها التمييز المرتبط بالهوية الدينية أو العرقية، خاصة في أوقات التوتر السياسي أو عند تفجر الأزمات في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الخليفي، في حديثه للجزيرة نت، إن اللاجئين والمهاجرين الجدد من أبناء الجالية يواجهون صعوبات متزايدة في تسوية أوضاعهم القانونية، مما يجعلهم عرضة لخطر التوقيف أو الترحيل، في ظل استهداف ممنهج لذوي الأصول اللاتينية الذين يتشابهون في الكثير من المؤشرات السلوكية والديمغرافية مع المهاجرين العرب.

وأشار إلى أن التمثيل السياسي للعرب الأميركيين لا يزال ضعيفا، رغم أن الكثير منهم حققوا إنجازات مرموقة في مجالات متعددة، الأكاديمية والفنون والطب والتقنية، لكن الحضور العربي في مواقع صنع القرار ما زال دون الطموحات، مما يحد من القدرة على التأثير الفاعل في السياسات العامة.

الاحتفاظ بالهوية

وتُعد منطقة "ليتل أرابيا" بمدينة أنهايم، على بعد نحو 45 كيلومترا من لوس أنجلوس، معقلا رئيسا للجالية العربية، وتضم أغلبية من أصول لبنانية وفلسطينية ومصرية وسورية ويمنية، وهي منطقة نابضة بالحياة، تعج بالمطاعم العربية والمقاهي ومحلات الجزارة والأسواق التقليدية.

ويعود الوجود العربي في الولاية إلى أواخر القرن الـ19، حين بدأت أولى موجات الهجرة من بلاد الشام، خاصة من لبنان وسوريا، لأسباب اقتصادية ودينية، وكان معظمهم من المسيحيين، ثم توالت الموجات لاحقًا، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية، وشملت مهاجرين من مصر والعراق وفلسطين، قبل أن تأتي موجة ثالثة في ستينيات القرن الماضي شملت فئات أوسع دينيا وسياسيا واجتماعيا.

إعلان

واليوم، باتت "ليتل أرابيا" رمزا لهوية مستقرة ومتجذرة، يعززها حضور ثقافي وجمعوي نشط، ومدارس دينية ومؤسسات مجتمعية، تعمل على الحفاظ على اللغة والثقافة والروابط بين الأجيال، رغم التحديات المتواصلة.

وبينما تزداد وتيرة حملات الهجرة الفدرالية، يجد العرب الأميركيون أنفسهم بين سندان القوانين المتشددة ومطرقة الصورة النمطية التي تحاصرهم منذ سنوات، وهو ما يفرض -بحسب نشطاء ومراقبين- ضرورة رفع مستوى الوعي القانوني والسياسي داخل الجالية، وتعزيز تمثيلها في مراكز القرار لضمان حماية حقوقها ومكتسباتها.

مقالات مشابهة

  • مياه القناة: الانتهاء من تركيب مأخذ نموذجي لمحطة فنارة العمدة
  • «مياه القناة» تُنهي تركيب مأخذ نموذجي جديد بمحطة فنارة العمدة لضمان جودة المياه
  • سفارة الجزائر تحث الجالية في قطر على الهدوء والامتثال لتعليمات السلطات القطرية
  • اللواء عادل العمدة: اللجوء إلى إغلاق مضيق هرمز يؤثر على حركة التجارة
  • الجالية العربية في كاليفورنيا.. مخاوف أمنية بعد عقود من الاستقرار
  • مستثمر شهير يشتري أسهم في نادي كريستال بالاس الإنجليزي
  • نيللي كريم تتعرض لاقتحام غريب في منزلها.. والسبب: علاقة عاطفية
  • جريمة تهز العاصمة.. أم تنهي حياة أبنائها الثلاثة والسبب مصاريف المدرسة
  • جهود أمنية مكثفة لضبط المتهم بقتل زوجته في الدقهلية والسبب صادم
  • العتيبي: فهد بن نافل لم يصل إلى أمريكا والسبب لا يتعلق بالتأشيرة .. فيديو