5 ساعات من الإنتظار للظفر بوجبة طعام يتيمة
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
القاهرة/جنيف/غزة"رويترز": وقفت الجدة النازحة أم محمد الطلالقة خمس ساعات في طابور أمام مطبخ خيري في منطقة النصيرات بغزة للحصول على وجبة واحدة لإطعام أطفالها وأحفادها الذين يتضورون جوعا.
لكن الحصول على الطعام ربما يصبح أكثر صعوبة، فالمطابخ الخيرية التي تعد شريان حياة لمئات آلاف الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب قبل 18 شهرا قد لا تجد قريبا ما تقدمه من وجبات للمحتاجين.
وقالت العديد من جماعات الإغاثة إن عشرات المطابخ الخيرية المحلية معرضة لخطر الإغلاق، ربما في غضون أيام، ما لم يُسمح بدخول المساعدات إلى غزة، لأن عدم حدوث ذلك سينهي آخر مصدر دائم للوجبات لمعظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقالت أم محمد، التي دمرت إسرائيل بيتها في بلدة المغراقة بغزة، "من الساعة ثمانية بنيجي هانا للتكية، للقمة العيش عشان نرمق جوعنا ورمقنا هيكه، نقف، نقدر نقف نصلب طولنا، إحنا بنعاني من المجاعة، مجاعة حقيقية، من الصبح أنا ما ذقتش حاجة، مش قادرة أتكلم من الجوع".
وفي مطبخ السلام الخيري للمأكولات الشرقية بمدينة غزة، يقدم صلاح أبو حصيرة، صاحب المطبخ، ما يخشى أن تكون إحدى الوجبات الأخيرة لنحو 20 ألف شخص يخدمهم هو وزملاؤه يوميا.
وقال أبو حصيرة عبر الهاتف من غزة "نواجه تحديات كبيرة في سبيل انه نستمر، من الممكن انه نتوقف عن العمل خلال أسبوع أو يمكن أقل".ومنذ الثاني من مارس ، منعت إسرائيل بشكل كامل كل الإمدادات عن سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كما نفدت تقريبا كل المواد الغذائية المخزنة خلال وقف إطلاق النار في بداية العام. وهذا هو أطول إغلاق من نوعه يواجهه قطاع غزة على الإطلاق.
وتتنوع المطابخ الخيرية بين مطابخ من غرفة واحدة ومطاعم عادية. وكان من الشائع رؤية آلاف الأشخاص يحملون أواني بلاستيكية وألومنيوم لملئها بوجبات مجانية في القطاع خلال الأشهر الماضية.
وقالت جولييت توما، مديرة الاعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "المطابخ الخيرية التي يعتمد عليها سكان غزة بشكل أكبر، بسبب عدم وجود طرق أخرى للحصول على الغذاء، معرضة لخطر الإغلاق بشكل كبير".
وقال أمجد الشواء، مدير إحدى شبكات المنظمات غير الحكومية في غزة إن لديهم بين 70 و80 مطبخا خيريا ما زالت تعمل في غزة، وإن هذه المطاعم ستغلق في غضون أربعة إلى خمسة أيام.
وقدر الشوا عدد المطابخ الخيرية العاملة في غزة قبل إغلاق المعابر بنحو 170 مطبخا. وقال إن 15 مطبخا إضافيا أغلقت أبوابها الاثنين.
* سوء تغذية
,قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أصدره في وقت متأخر أمس الاثنين إنه تم رصد نحو عشرة آلاف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال في أنحاء غزة، من بينها 1600 حالة سوء تغذية حاد جدا، منذ بداية عام 2025.
وذكرت وزارة الصحة في القطاع أن 60 ألف طفل على الأقل يعانون الآن من أعراض سوء التغذية.
وقالت جولي فوكون المنسقة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود لرويترز من القدس "نستقبل أطفالا يعانون من سوء تغذية إما متوسط أو حاد، ونستقبل أيضا نساء حوامل ومرضعات يواجهن صعوبات في الرضاعة الطبيعية لأنهن أنفسهن يعانين من سوء تغذية أو لا يتناولن ما يكفي من السعرات الحرارية".
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الجمعة بأن المجاعة "لم تعد مجرد خطرا وشيكا، بل أصبحت واقعا مريرا".
وأضاف أن 52 شخصا، بينهم 50 طفلا، قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية.
وأُغلقت كل المخابز المدعومة من البرنامج، وعددها 25، في 31 مارس بعد نفاد طحين القمح والوقود. وفي الأسبوع ذاته، نفدت الطرود الغذائية المخصصة للأسر والتي تكفي لمدة أسبوعين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المطابخ الخیریة سوء تغذیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
«يونيسف»: أطفال غزة ما زالوا يعانون سوء تغذية حاداً
جنيف (وكالات)
أخبار ذات صلةأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، أمس، أن آلاف الأطفال دخلوا مستشفيات لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد في غزة منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر والذي كان من المفترض أن يتيح زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية.
وأضافت «يونيسف»، وهي أكبر مقدم لخدمات علاج سوء التغذية في غزة، أن 9300 طفل تلقوا العلاج من سوء التغذية الحاد في أكتوبر، عندما دخلت المرحلة الأولى من اتفاق إنهاء الحرب حيز التنفيذ. وأبلغت تيس إنجرام، المتحدثة باسم «يونيسف» مؤتمراً صحفياً في جنيف عبر اتصال بالفيديو من غزة، أنه على الرغم من تراجع العدد عن ذروته التي تجاوزت 14 ألف طفل في أغسطس، فإنه لا يزال أعلى بكثير من المستويات التي سجلت خلال وقف إطلاق النار القصير في فبراير ومارس، ويشير إلى أن تدفقات المساعدات لا تزال غير كافية، مضيفة، لا يزال هذا الرقم مرتفعا بشكل صادم.
وتابعت: أن عدد الأطفال الذين تم استقبالهم أعلى بخمسة أضعاف مما كان عليه في فبراير، لذلك نحن بحاجة إلى انخفاض هذه الأعداد بشكل أكبر.
ووصفت إنجرام مشهد الأطفال الذين يولدون في المستشفيات بوزن يقل عن كيلوجرام واحد، قائلة: «إن صدورهم الصغيرة تنتفخ من شدة الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة». ومضت قائلة: أصبح بمقدور «يونيسف» إدخال كميات من المساعدات أكثر بكثير مما كانت عليه قبل اتفاق العاشر من أكتوبر، لكن لا تزال هناك عقبات، مشيرة إلى حالات التأخير والرفض لشحنات عند المعابر وإغلاق الطرق والتحديات الأمنية المستمرة.
وأضافت: نشهد بعض التحسن، لكننا نواصل الدعوة إلى فتح جميع المعابر المتاحة إلى قطاع غزة.
وفي السياق، أعلنت إسرائيل أمس عزمها إعادة فتح معبر اللنبي مع الأردن اليوم لنقل البضائع والمساعدات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة لأول مرة منذ أواخر سبتمبر. وقال مسؤول إسرائيلي، إنه وفقاً للتفاهمات وتوجيهات المستوى السياسي، سيسمح ابتداءً من اليوم بنقل البضائع والمساعدات من الأردن إلى منطقة الضفة الغربية، وإلى قطاع غزة. وأضاف: أن جميع شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة ستسير تحت مرافقة وتأمين، بعد خضوعها لفحص أمني دقيق.