3 شخصيات تنشر عدوى التوتر.. نصائح علمية لتحصين نفسك
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
لا أحد في مأمن من التوتر؛ فبحسب الإحصاءات، يشعر نحو 80% من الأميركيين بالتوتر يوميا، سواء نتيجة لضغوط المسؤوليات العائلية والمهام اليومية، أو بفعل انتقال التوتر إليهم من أشخاص آخرين، تمامًا كما تنتقل الجراثيم الضارة، وفق ما أوضحته الدكتورة شيري باغوتو، أستاذة علوم الصحة المساعدة بجامعة كونيتيكت، في مقال لها على موقع "سيكولوجي توداي".
ورغم محاولاتنا للسيطرة على التوتر، قد يبدو احتواؤه مهمة صعبة، خاصة في ظل الأزمات التي يشهدها العالم من حروب واضطرابات وفقدان للوظائف وتقلبات اقتصادية تضر بالدخول والمدخرات. ويزداد الأمر تعقيدًا مع الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم مصادر التوتر، مما يجعل الوقاية من عدواه أكثر تحديا.
لكن هناك جانبا مشرقا، إذ يؤكد الباحثون أن الوقاية من عدوى التوتر ممكنة. ومن بين الطرق الفعالة لتحقيق ذلك: بناء علاقات اجتماعية متينة، والتوقف عن الانشغال بالآخرين عند الشعور بالإرهاق، والتركيز على الأنشطة التي نستمتع بها، وتجنب الانخراط في المشكلات. هذا ما أوضحته الكاتبة العلمية سام جونز، الحاصلة على دكتوراه في العلوم الطبية الحيوية من جامعة كاليفورنيا، في مقال حديث لها نُشر بصحيفة "واشنطن بوست".
يتطور التوتر لدى جميع المخلوقات "للمساعدة على تجنب المخاطر، وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة"، وتتصاعد الاستجابة له في شكل "تسارع نبضات القلب، والتعرّق، وقلة النوم"؛ كما تقول ناتاليا دوك ويلكنز، أستاذة العلوم البيولوجية المساعدة بجامعة ولاية كارولينا الشمالية.
وتضيف أن "التوتر قد يصبح ضارا عند استمراره لفترة طويلة"، حيث يؤدي التوتر المزمن إلى ارتفاع مستمر في مستويات هرمونات الكورتيزول والأدرينالين، "مما يعزز تخزين الدهون، ويرفع ضغط الدم، ويؤثر على وظائف المناعة، ويُسبب اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق".
وتُعدّ عدوى التوتر ظاهرة شائعة في كل من البشر والحيوانات، حيث يمكن أن ينتقل توتر شخص أو حيوان إلى آخر، كما تنتقل الإنفلونزا؛ فقد لاحظت عالمة البيئة السلوكية هانجا براندل، أن الطيور التي كانت تدرسها لا تتحرك كثيرا، ولا تتفاعل مع الحيوانات الأخرى عندما تكون متوترة، ولم يكن طائرا واحدا فقط هو الذي يتصرف وكأنه متوتر، بل المجموعة بأكملها.
إعلانوعقبت على ذلك بقولها "تخيل، في حالة البشر، إذا كنت تعيش في شقة مشتركة مع 5 أصدقاء وكان اثنان منهم يعانيان من توتر مزمن، فمن المؤكد أنه سيكون هناك تغيير سلوكي لدى الجميع".
ورغم أن كيفية انتقال التوتر بين الأفراد "غير مفهومة تماما"، كما تقول ويلكنز؛ فإنها تعتمد على الرؤية بشكل أكبر غالبا، فنحن نميل إلى التقاط التوتر من خلال "تعابير الوجه، أو وضعية الجسم، أو نبرة الصوت"، ويعتمد انتشار التوتر بشكل كبير على تواصلنا بأي من هذه الطرق، أو بها مُجتمعة.
"لأننا اجتماعيون نهتم بما يحدث للآخرين، فنحن غالبا ما نميل نحو تداول الأخبار السلبية، ونساهم في مشاركتها مع الآخرين، مما يتسبب في نشر عدوى توتر هائلة"، كما تقول ويلكنز.
وهي العدوى التي تناولتها الدكتورة باغوتو في 3 أشكال رئيسية، واقترحت حلولا للحماية منها.
1. الشخص المتوتر دائما، وهو الذي يتعامل معه الجميع بحذر شديد، فهو ينزعج بسهولة وبشكل غير مُتوقع؛ مما يجعله هدفا للّوم، لإبقائه مَن حوله من العائلة والأصدقاء في حالة "تأهب قصوى" تحسبا لتوتره التالي.
بالإضافة إلى ما قد يسببه الوجود مع شخص يُعاني من مستوى عال من القلق أو العدوانية أو الاكتئاب، من مشاعر سلبية مثل القلق أو الإحباط أو الخوف أو الغضب.
فإذا شعرت أنك بدأت تعاني من عدوى التوتر المزمن، فإن باغوتو تنصحك بمحاولة الحد من تواصلك معه، وخاصةً عندما تلاحظ تفاقمه.
وإذا لم تستطع تجنبه لأي سبب، فتدرب على التواصل معه "فور ملاحظة العلامات المبكرة للتوتر"، لتمنع تفاقمه؛ واحذر من مجاملته عندما يكون متوترا، "لأن هذا من المرجح أن يعزز سلوكه السيئ".
وعندما يتصرف بطريقة غير مقبولة، من المهم جدا أن تُخبره بوضوح في كل مرة -بعد أن يهدأ- أنك تشعر بمشاعر سلبية تجاهه.
إعلان2. الشخص الدائم الشعور بتوتر الآخرين، بغض النظر عما إذا كانوا قريبين منه أم لا، فمجرد سماع خبر وفاة شخص ما يجعله يشعر بالقلق حيال فقدان أحبائه، ويُدخله في مشاعر سيئة يصعب عليه التخلص منها.
تقول باغوتو "قد يكون الأشخاص الذين يتمتعون بتعاطف كبير ويجدون صعوبة في التخلص من المشاعر السلبية عرضة لهذا النمط"، فإذا كنت تشعر دائما أنك بمثابة سند للآخرين، فكن على دراية بحجم الضرر الذي يُسببه هذا الدور عليك، "وقد تحتاج إلى بعض التراجع لمصلحتك".
وتوضح ستيفاني ديميتروف، أستاذة علم النفس الاجتماعي المساعدة بجامعة مونتانا، أن "التعاطف" يلعب دورا مهما في ذلك، "فالشخص المتعاطف بطبيعته، يُحس بمشاعر الآخرين بعمق، ومن ثم يشاركهم توترهم".
لذا، توصي هي أيضا بالتحلي بالحكمة "والتراجع وإعادة تقييم مقدار الوقت الذي تقضيه مع أشخاص يعانون من التوتر، بمجرد الشعور بالإرهاق، ومواجهة صعوبة في التخلص من عدوى التوتر". ومحاولة التركيز بدلا من ذلك على جوانب أهم في حياتك.
3. التوتر الناتج عن المبالغة في إلقاء المسؤوليات على الآخرين، فهناك دائما من يشعرون أنهم الأكثر انشغالا على وجه الأرض، مما يجعلهم يُبالغون في إفراغ ضغوطهم على الآخرين، بتسليمهم مسؤولياتهم، وحتى كل مهمة تقع على عاتقهم، تاركين لأنفسهم القليل من العبء أو لا شيء على الإطلاق، بحجة أنهم متوترون للغاية، وهو ما قد يحدث كثيرا بين زملاء العمل، أو الزوجين، أو الإخوة، وحتى في علاقات الوالدين والأبناء.
تقول باغوتو "لا تسمح لهم بنقل ضغوطهم إليك، لكي لا تُرسي سابقة سيئة تجعلهم يعتادون ذلك".
أهمية التفاعل الاجتماعي في الحماية من عدوى التوترتشير العالمة هانجا براندل إلى أن التفاعل الاجتماعي يلعب دورا إيجابيا في تسريع تعافي الإنسان من الاستجابة للتوتر. وتؤيدها ناتاليا ويلكنز موضحة أن "التواصل مع الآخرين بعد التعرض لضغط نفسي يقلل من مستويات التوتر"، بينما قد يؤدي ضعف الروابط الاجتماعية إلى تفاقم تأثير الشخص المتوتر على من يحاولون مساعدته.
إعلانوتضيف ستيفاني ديميتروف، أستاذة علم النفس الاجتماعي، أن جوهر التوتر يكمن في "الشعور بفقدان القدرة على التنبؤ والسيطرة". ومن هنا تبرز أهمية العلاقات الاجتماعية القوية، إذ تمنحنا شعورًا أكبر بالاستقرار والثقة، وتطمئننا بوجود دعم متاح عند الحاجة، مما يجعل مواجهة الأحداث الصعبة أقل وطأة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كيف تحمي نفسك من الضحك في أوقات العزاء.. دليل التحكم بالمشاعر والحفاظ على الاحترام
أوقات العزاء من أصعب اللحظات النفسية التي يمر بها الإنسان، فهي تتطلب الهدوء والتعبير عن الحزن والمواساة، وأحيانًا يجد الشخص نفسه مضطرًا لمواجهة مشاعر مختلطة، بما في ذلك الرغبة في الضحك غير المقصود. التحكم في النفس في مثل هذه الأوقات ليس سهلًا، لكنه مهارة يمكن تعلمها وممارستها للحفاظ على احترام المناسبة والمشاعر المحيطة.
فهم أسباب الضحك غير المقصود في أوقات الحزن
الضحك أثناء الحزن أو العزاء قد يكون رد فعل عصبي طبيعي للتوتر أو الانفعال الشديد. أحيانًا يكون الضحك وسيلة مؤقتة لتخفيف الضغط النفسي الناتج عن الحزن، أو نتيجة لموقف غير مقصود يشعل الدعابة في عقل الشخص، لكنه لا يقلل من احترامه للمناسبة.
التحكم في التنفس لمواجهة الضحك
واحدة من أسهل الطرق للتحكم في الضحك هي التركيز على التنفس العميق والبطيء. خذ شهيقًا عميقًا من الأنف وزفيرًا بطيئًا من الفم عدة مرات، فهذا يساعد على تهدئة الجسم والعقل ويخفف من التوتر الذي يسبب الضحك.
توجيه الانتباه إلى شيء جاد أو حزين
حاول تحويل تركيزك إلى شيء مرتبط بالحزن أو ذكرى الشخص المتوفى. قراءة آية قرآنية، أو تذكر موقف مؤثر، أو التفكير في أهمية اللحظة قد يساعد على كبح الضحك وإعادة ضبط المشاعر.
تجنب المواقف التي تشعل الدعابة
في أوقات العزاء، حاول الابتعاد عن المواقف أو الحوارات التي قد تثير الضحك. تجنب النكات أو التعليقات الطريفة مع الآخرين، وابتعد عن النظر إلى الهاتف أو أي محتوى قد يثير الضحك أو الانفعال غير المناسب.
التحكم في تعابير الوجه والجسد
يمكن أحيانًا أن يظهر الضحك من خلال تعابير الوجه أو الحركة الجسدية. حاول ضبط ملامح وجهك، وإبقاء يدك مشبوكة أو استراحة اليدين في حضنك، وركز على الجلوس بهدوء لتقليل ظهور الضحك على الآخرين.
الابتعاد مؤقتًا إذا لزم الأمر
إذا شعرت بأنك لن تستطيع السيطرة على الضحك، من الأفضل الانسحاب مؤقتًا إلى مكان هادئ. أخذ نفس عميق والجلوس بعيدًا عن الجمهور لفترة قصيرة يمكن أن يساعد على استعادة التحكم في المشاعر قبل العودة إلى الجموع.
ممارسة ضبط النفس مسبقًا
التحكم في الضحك يتطلب تدريبًا. يمكنك ممارسة التحكم في نفسك في المواقف اليومية، مثل التحدث عن مواضيع جدية أو التعامل مع مواقف محرجة، لتقوية قدرتك على كبح الضحك عند الضرورة.
الحفاظ على الاحترام والمراعاة للآخرين
الأهم في أوقات العزاء هو احترام المشاعر المحيطة. تذكر دائمًا أن الهدف هو تقديم المواساة والدعم للمتأثرين بالحزن، والضحك في هذا الوقت قد يُساء تفسيره أو يجرح مشاعر الآخرين.
الضحك في أوقات العزاء شعور طبيعي أحيانًا، لكنه يحتاج إلى التحكم والوعي بالمكان والمناسبة. من خلال التركيز على التنفس، توجيه الانتباه، ضبط تعابير الوجه، والانفصال مؤقتًا إذا لزم الأمر، يمكن لأي شخص حماية نفسه من الضحك والحفاظ على الاحترام والمشاعر في تلك اللحظات الحساسة.