دعاء وصلاة.. الإفتاء تكشف أهم سنن النبي عند الرياح الشديدة والعواصف
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن الأدعية المستحبة عند اشتداد الرياح وهبوب العواصف عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ مستشهدة بما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا عصفت الرياح: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» رواه مسلم.
وذكرت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، ما جاء في روايةٍ للإمام أحمد في "مسنده" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، كان يقول: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا».
واستشهدت الإفتاء بما ورد عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: ما هبَّت ريحٌ قطُّ إلَّا جثَا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتيه، وقال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلَهَا رِيحًا» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، والإمام الشافعي في "مسنده" -واللفظ له-، وابن أبي شيبة في "مصنفه".
وأشارت الإفتاء إلى أنه من الآثار التي أَخَذ الفقهاء بها استحباب الدعاء عند الريح الشديدة ونحوها من الكوارث والأهوال بالأدعية المذكورة، وكذلك استحبوا الصلاة عند حدوثها وهبوبها.
أمين الإفتاء: الشريعة جعلت لـ المرأة نفقة الأقارب لحمايتها
لماذا نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث؟.. الإفتاء تحسم الجدل
هل الحلف بالمصحف حرام شرعا؟.. الإفتاء تكشف
قال العلامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 282، ط. دار الكتب العلمية): [تُستحبُّ الصَّلاة في كلِّ فزعٍ: كالرِّيح الشَّديدة، والزلزلة، والظلمة، والمطر الدائم؛ لكونها من الأفزاع والأهوال، وقد رُوِي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه صلَّى لزلزلة بالبصرة] اهـ.
وقال العلامة الزرقاني في "شرحه على مختصر خليل" (1/ 480، ط. دار الكتب العلمية): [وأمَّا الصَّلاة للزلزلة ونحوها فلا تُكرَه، بل تطلب؛ لقول "المدونة": أرى أن يفزع الناس للصلاة عند الأمر يحدث ممَّا يخاف أن يكره عقوبة من الله تعالى؛ كالزلزلة، والظلمة، والريح الشديد، وهو قول أشهب في الظلمة والريح الشديد، وقال: يصلون أفذاذًا أو جماعة إذا لم يجمعهم الإمام أو يحملهم على ذلك] اهـ.
وقال العلامة ابن جزي المالكي في "القوانين الفقهية" (ص: 705، ط. دار ابن حزم) عند تعداده المأمورات المتعلِّقة باللسان: [وعند الريح: اللهم إنِّي أسألك خيرها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما أرسلت به] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 602، ط. دار الكتب العلمية): [يُسنُّ لكلِّ أحد أن يتضرَّع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها؛ كالصَّواعق والرِّيح الشديدة والخسف، وأن يُصلِّي في بيته منفردًا، كما قاله ابن المقري لئلَّا يكون غافلًا؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»] اهـ.
وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (2/ 75، ط. دار الكتب العلمية): [(ومن رأى سحابًا أو هبَّت الرِّيح سأل الله خيره، وتعوَّذ من شرِّه)] اهـ.
وبناءً على ما سبق: فإنَّه يُستحبُّ الدعاء عند وجود رياح شديدة ونحوها بالأدعية المذكورة؛ فيسأل الداعي ربَّه خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ويستعيذ به من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أرسلت به، وأن يجعلها رحمةً، ولا يجعلها عذابًا، ورياحًا لا ريحًا، وأن يفزع لصلاة ركعتين عندها؛ لئلَّا يكون غافلًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء اشتداد الرياح الرياح الشديدة النبي سنن النبي سنة النبي دعاء الرياح الشديدة دار الکتب العلمیة الریاح الشدیدة صلى الله علیه ما أرسلت سنن النبی م ا ف یه ا اهـ وقال رضی الله
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: النبي خطب في 144 ألف بالحج دون مكبرات صوتية.. فيديو
قال الدكتور محمود الهواري، خطيب الجامع الأزهر، إنه في مثل هذه الأيام منذ أكثر من 1400 سنة، حج رسول الله حجة عرفها تاريخ الإسلام بأنها حجة الوداع لأنه قال لبعض أصحابه فيها "لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا".
وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، أن جمعا كبيرا من المسلمين خرج للحج مع رسول الله، وبلغ عددهم 144 ألف، وخاطب رسول الله هذا العدد المهول في وقت لا توجد فيه أنظمة صوتية ولا تطور تقني، ولكن هذا العدد الكبير سمع كلام رسول الله، حتى قال بعضهم "فانفتحت بكلامه أسماعنا فسمعنا كلامه ونحن في منازلنا".
وتابع: استثمر النبي هذا اللقاء الجماهيري فبث فيمن سمعه وحمل من سمعه أن ينقل لمن لم يسمع خلاصة الوصايا وجعل يقررهم ويسألهم ثم يعرفهم بعد أن شدد عليهم في معنى التحريم ويقول إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
وأشار أن هذه الحرمات الثلاثة لم يعلنها رسول الله في موضع واحد من خطبته ولا في يوم واحد من حجته، ومن تتبع حجة الوداع عرف أن النبي شدد على هذه الحرمات في خطبته يوم عرفة وفي خطبته يوم النحر وكذلك في خطبته الثالثة في أوسط أيام التشريق.
ففي هذه المواضع الثلاث خطب رسول الله وشدد في أمر الدماء والأموال والأعراض، وهذا ما يحتاجه بني الإنسان في هذا العصر