في مشهد أقرب إلى أفلام الكوارث، فرّ العشرات من السكان في غرب القدس من سياراتهم على الطرق السريعة، تاركين كل شيء خلفهم، بينما تلاحقهم ألسنة اللهب المتصاعدة من الغابات المحيطة.

الحرائق، التي اندلعت مؤخرًا في مناطق قريبة من المستوطنات، أعادت إلى الواجهة سؤالًا محيرًا: هل نحن أمام كارثة طبيعية، أم جريمة مدبرة؟

النيران تمتد والقلق يكبر

ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن أكثر من 50 فريق إطفاء و12 طائرة تكافح من أجل السيطرة على النيران التي اجتاحت الأحراش والجبال، واقتربت بشكل خطير من عدة مستوطنات.

תמונות דרמטיות מהשריפה ליד כביש 1 >>> https://t.co/pV2cMREtIq pic.twitter.com/XPAzNHSbWO

— כאן חדשות (@kann_news) April 30, 2025

وسارعت السلطات الإسرائيلية إلى إجلاء السكان من المناطق المتضررة، فيما وُضعت خمس مستوطنات في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي تطور مفاجئ.

ورغم الظروف الجوية الصعبة التي تتضمن ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة ورياحًا نشطة، إلا أن الرواية الرسمية لم تحسم السبب بعدما زاد الشكوك هو تكرار اندلاع الحرائق في المنطقة ذاتها خلال الأيام القليلة الماضية.

«الطبيعة أم الفاعل البشري؟»

وبعض المراقبين أشاروا إلى احتمال وجود فاعل بشري خلف هذه الكارثة، خاصة بعد إعلان فريق التحقيق المكلف بأن الحريق الأكبر ناتج عن «سبب بشري» وتم تحديد نقطة انطلاقه قرب مدخل مستوطنة «تاروم».

נוסעים בכביש 1 נוטשים את הרכבים, במקום פועלים 119 צוותי כיבוי >>>https://t.co/pV2cMREtIq pic.twitter.com/sBDBCG20jx

— כאן חדשות (@kann_news) April 30, 2025

وفي المقابل، يرى آخرون أن تقلبات الطقس واشتداد الرياح قد تكون كفيلة بإشعال الشرارة الأولى وانتشارها بسرعة خارجة عن السيطرة.

لماذا الأمر مهم؟

وهذه الحرائق ليست فقط خطرًا بيئيًا، بل أيضًا تهديد مباشر للاحتلال نفسه، ناهيك عن الآثار الاقتصادية والسياسية التي قد تنجم عنها.

وما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحقق، لكن الواقع على الأرض يُظهر حجم الخسائر والخوف الذي زرعته ألسنة اللهب في نفوس المستوطنين، الذين شاهدوا كيف يمكن أن تتحول الطبيعة من مكان للراحة إلى ساحة للهروب.

اقرأ أيضاًاستشهاد فلسطيني بنيران الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس

عاجل| ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52.365 شهيدا

الصحة فى غزة: 51 شهيدا و113 مصابا حصيلة ضحايا عدوان إسرائيل خلال 24 ساعة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إيال زامير حرائق إسرائيل وزارة الدفاع الإسرائيلية وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس

إقرأ أيضاً:

تونس تستنفر طاقاتها لإخماد الحرائق المستمرة لليوم الثالث.. موجة حر ورياح قوية تُعقّد جهود السيطرة

تخوض فرق الإطفاء والحماية المدنية في تونس سباقاً مع الزمن لليوم الثالث على التوالي للسيطرة على حرائق غابات واسعة اجتاحت عدة مناطق شمالية، وسط موجة حر شديدة ورياح عاتية تسببت في توسّع رقعة النيران، مما أدى إلى إطلاق نداءات استغاثة من الأهالي وتعبئة وطنية شاملة لمكافحة الكارثة البيئية.

ووفق بيانات رسمية، أعلنت الإدارة العامة للحماية المدنية تمكنها من السيطرة على 202 حريق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إلا أن جهود الإطفاء لا تزال مستمرة في بؤر متجددة في غابات جبل منصور، التي تمتد بين محافظتي زغوان وسليانة، حيث اشتعلت النيران في مناطق وعرة يصعب الوصول إليها بالمعدات الثقيلة.

النيران تلتهم الغابات… والدخان يقترب من المناطق السكنية

أظهرت مقاطع فيديو وصور تداولها ناشطون ومدونون سحباً ضخمة من الدخان الأسود وألسنة لهب شاهقة تلتهم الأشجار وتزحف نحو القرى المجاورة، بينما تعمل فرق الدفاع المدني بمشاركة وحدات من الجيش على فتح مسالك ترابية لمنع تمدد الحريق نحو المناطق الآهلة بالسكان.

وقال شهود عيان إن بعض القرى المجاورة اضطرت إلى إخلاء جزئي، فيما أطلقت أسر محلية نداءات استغاثة مع اقتراب ألسنة اللهب من منازلهم، وسط أجواء خانقة وغياب الرؤية نتيجة كثافة الدخان في الهواء.

حرارة قياسية ورياح تزيد الأزمة تعقيداً

تزامن اندلاع الحرائق مع تسجيل درجات حرارة تجاوزت 46 درجة مئوية في بعض المناطق الداخلية من البلاد، مدفوعة برياح جافة جنوبية شرقية تزيد من سرعة انتشار النيران، وتعقّد مهام رجال الإطفاء.

وقال المعهد الوطني للرصد الجوي إن الظروف المناخية الحالية تمثل بيئة مثالية لاشتعال الحرائق، مشدداً على أن الأسبوع الجاري سيكون الأكثر سخونة منذ بداية الصيف، مع احتمالات كبيرة لموجات حر جديدة.

خسائر بيئية فادحة… ومخاوف من تأثير طويل المدى

ووفق التقديرات الأولية، تسببت الحرائق في تدمير مئات الهكتارات من الغابات الطبيعية والأراضي الحراجية التي تضم تنوعاً نباتياً وبيئياً مهماً، ويُخشى من أن تؤثر هذه الحرائق على النظام الإيكولوجي المحلي وتزيد من مخاطر التصحر في المناطق الجبلية المتأثرة.

ورغم عدم تسجيل أي خسائر بشرية مباشرة حتى الآن، إلا أن الخسائر الاقتصادية والبيئية باتت كبيرة، حيث تضم المناطق المتضررة أراضٍ زراعية وأشجار زيتون وغابات صنوبر تُعد من الموارد الطبيعية الحيوية في البلاد.

دعوات للحذر وتحذيرات من إشعال النيران

أطلقت وزارة الداخلية والإدارة العامة للغابات عدة نداءات للمواطنين تحثهم على تجنّب التوجه للغابات أو إشعال النار في الفضاءات المفتوحة، مؤكدة أن الوضع لا يزال تحت السيطرة النسبيّة، لكن التطورات المناخية المفاجئة تتطلب أقصى درجات الحذر من الجميع.

كما حذّرت السلطات من احتمال وجود حرائق ناتجة عن الإهمال أو الفعل العمدي، مؤكدة أنها تتابع هذه الملفات قضائياً وستحاسب كل من يثبت تورطه في التسبب في الكارثة.

خلفية موسمية… ولكن بخطورة متصاعدة

تعد حرائق الغابات في تونس ظاهرة موسمية تتكرر صيفاً، لكنها في السنوات الأخيرة أصبحت أكثر عنفاً واتساعاً نتيجة التغيرات المناخية والضغوط البشرية المتزايدة على الغابات.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى اندلاع أكثر من 400 حريق غابات سنوياً في تونس، معظمها في شهري يوليو وأغسطس، لكن عام 2025 يُسجّل حتى الآن أعلى معدل من حيث المساحات المحترقة وتواتر الحرائق مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية.

آخر تحديث: 29 يوليو 2025 - 17:03

مقالات مشابهة

  • محاذير للحماية المدنية لتجنب حرائق التكييفات داخل العقارات.. التفاصيل
  • البرتغال وإسبانيا تكافحان حرائق الغابات
  • مرصد بيئي يعزو اشتعال الحرائق في هور الحويزة بالعراق إلى 4 مشاكل طبيعية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 21 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية
  • أخبار سوهاج: وفاة أحد رموز الدعوة.. صرف تعويضات لضحايا الحرائق.. وانطلاق تنسيق المرحلة الأولى بجامعة سوهاج
  • 200 منزل .. أهالي برخيل بسوهاج: الحرائق متواصلة من شهرين
  • صاروخ يُطلق من اليمن وصفارات الإنذار تدوي في القدس وتل أبيب
  • محافظ سوهاج لـ صدى البلد: صرف تعويضات فورية للمتضررين من حرائق برخيل
  • تونس تستنفر طاقاتها لإخماد الحرائق المستمرة لليوم الثالث.. موجة حر ورياح قوية تُعقّد جهود السيطرة
  • حصر المنازل المتضررة من حرائق برخيل في سوهاج لصرف التعويضات