الجزيرة:
2025-06-08@23:26:16 GMT

الهند وباكستان على حافة الحرب

تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT

الهند وباكستان على حافة الحرب

قال تقرير نشره موقع ستراتفور إن الهجوم الذي وقع في 22 أبريل/ نيسان في كشمير، والذي أدى إلى مقتل 26 مدنيا، أدى لضغط مدني هائل على الحكومة الهندية للرد، ما يجعل القيام بضربات عسكرية وربما محدودة أمرا مرجحا في الأيام المقبلة.

ولفت التقرير إلى أن ردود الفعل السياسية بين الجانبين جاءت سريعة، إذ أوقفت الهند معاهدة مياه السند وطردت دبلوماسيين باكستانيين، بينما ردت إسلام آباد بإغلاق مجالها الجوي ووقف التجارة، ما عمّق الأزمة الدبلوماسية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل تندلع حرب جديدة بين باكستان والهند؟list 2 of 4أخطر نهر بالعالم.. تلغراف: هكذا قد يشعل السند حربا عالمية ثالثة؟list 3 of 4نظرة على معاهدة نهر السند التي قد تشعل حربا بين الهند وباكستانlist 4 of 4تي آر تي وورلد: قانون الوقف الجديد بالهند يهدد استقلالية المسلمينend of list

ووفق مقال سوشانت سينغ  الذي نشرته مجلة فورين أفيرز، فإن الخيارات أمام نيودلهي للرد محدودة وخطيرة، وقد ترضي العمليات العسكرية العلنية -مثل الغارات الجوية أو القصف عبر الحدود- الرأي العام، ولكنها قد تؤدي إلى رد باكستاني مساوي أو أكبر بموجب عقيدة باكستان التعسكرية برد الأعمال العدائية، وبيّن الكاتب أن أي هجوم محدود قد يُقابل بتصعيد مفرط يصعب احتواؤه.

مؤشرات عسكرية وعامة لدى الهند وباكستان (الجزيرة)

وأضاف أن كلا البلدين يميلان لإظهار القوة دون الانزلاق إلى حرب شاملة، معتمدين على قنوات تواصل خلفية للتهدئة، غير أن الوضع الحالي لا يسمح بذلك.

وتعتبر نيودلهي نفسها أكثر قدرة على تحمل تبعات التصعيد المحدود، وفق تقرير ستراتفور، نظرا لتفوقها العسكري والاقتصادي، ما قد يشجعها على شن ضربات ضد منشآت يُشتبه أنها تؤوي مسلحين في كشمير الباكستانية.

وحسب التقرير فإن تصاعد التوترات القومية في الهند وباكستان، مع وجود احتجاجات شعبية في كلا البلدين، قد يدفع الحكومتين نحو اتخاذ مواقف أكثر تشددا رغم رغبتهما الظاهرة في تجنب الحرب.

إعلان عوامل سياسية

وقارن سينغ -وهو أستاذ في جامعة ييل الأميركية- الوضع الآن بما حصل في 2019، حين نفذت الهند غارات جوية على بالاكوت داخل باكستان ردا على هجوم في كشمير، ما أدى إلى تصعيد عسكري كاد يتطور إلى حرب، ولكن "الحظ والتدخل الدولي" ساهما في إخماد فتيل الأزمة.

وحذر من أن "الظروف اليوم ليست مثل ما كانت في عام 2019″، فقائد الجيش الباكستاني الحالي عاصم منير، والذي خلف قمر جاويد باجوا في 2022، يعتبر متشددا مقارنة بباجوا، وفضل باجوا تجنب التصعيد في 2019 وحافظ على قنوات تواصل سرية مع الهند.

ولفت الكاتب إلى أن منير يواجه أزمة شرعية داخلية تجعله أكثر ميلا إلى الرد الصارم، ويشير هذا العامل، بجانب طبيعة منير غير المرنة، إلى أنه قد يميل إلى التصعيد.

ولفت سينغ إلى أن الولايات المتحدة، التي تدخلت في السابق لفض النزاع، لم تعد تولي اهتماما كبيرا للمنطقة، ولم تعين حتى سفراء في الهند أو باكستان، ما يقلل من فرص الوساطة الفعالة.

جانب الصين

وقال سينغ إن دور الصين في أزمة كشمير بين الهند وباكستان أصبح أكثر تعقيدا في السنوات الأخيرة، موضحا أن الصين تدعم باكستان سياسيا واقتصاديا، خصوصا عبر مشاريع مثل ممر الصين-باكستان الاقتصادي، الذي يمر عبر الجزء الباكستاني من كشمير.

ويزيد الأمر تعقيدا العداوة الحدودية بين الهند والصين، ما يرجح دعم الصين لباكستان في حال اندلاع حرب، ويزيد من خطورة الوضع، وفق الكاتب.

وفي 2020، شهدت منطقة لاداخ شمالي الهند مواجهة عسكرية بين القوات الهندية والصينية، وهي تعد جزءا من الأراضي المتنازع عليها بين الدولتين، إذ اشتبكت القوات على طول الحدود.

وعززت الصين بعدها وجودها العسكري على المنطقة الحدودية، خصوصا في إقليم التبت الذي تعد جزءا من الأراضي الصينية ذات الأهمية بالنسبة للهند.

ووفق الكاتب، قد تضطر الهند للتعامل مع جبهتي قتال في كشمير مع باكستان، وفي لاداخ شمالي البلاد.

إعلان عواقب وتوقعات

وأشار تقرير ستراتفور إلى أن العمليات الانتقامية الهندية قد تركز على مناطق حدودية مثل كوتلي وميربور، التي يُعتقد أنها تستخدم لتسلل المجموعات المسلحة إلى كشمير الهندية، بفعل التضاريس الوعرة والغابات الكثيفة هناك.

وأكد التقرير أن اشتعال التوترات لا يقتصر على الجبهة العسكرية، إذ إن قضية مياه نهر السند أصبحت ورقة ضغط جديدة، خصوصا بعد اتهام باكستان للهند بإطلاق مياه من سد أوري دون إنذار مسبق، ما تسبب بأزمة للمزارعين الباكستانيين.

وإذا ما اشتعل الصراع بين الدولتين، فمن المتوقع أن يزيد الأمر سوءا دور الجماعات القومية والدينية في كل من الهند وباكستان، إلى جانب التوترات في أوساط الشعوب الباكستانية والهندية بالخارج، ما قد يؤدي إلى انتشار الصراع من الحدود إلى الداخل وإلى الساحات الدولية.

وخلص التقرير إلى أن الخوف المشترك من انهيار الاستقرار الداخلي، والتداعيات الاقتصادية والأمنية نتيجة أي حرب، يظل أكبر قيد يردع الهند وباكستان عن تجاوز حدود المواجهات المحدودة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الهند وباکستان فی کشمیر إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران وواشنطن على حافة المواجهة| أزمة التخصيب تتصاعد والحظر يشتد.. وترامب يتوعد

في مشهد ليس بالجديد، عاد التوتر الأمريكي الإيراني إلى الواجهة من جديد، بعد تصريحات حادة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد فيها أن بلاده لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.

ومع رفض المرشد الإيراني علي خامنئي لآخر مقترح أمريكي، ودخول قرار حظر دخول رعايا 12 دولة من بينها إيران حيز التنفيذ، باتت مؤشرات التصعيد أوضح من أي وقت مضى، ما يعيد رسم ملامح المواجهة بين واشنطن وطهران في مرحلة حرجة من العلاقات الدولية.

ترامب: "لن يكون لدينا خيار آخر"

على متن الطائرة الرئاسية، وفي تصريحاته مساء الجمعة، جدد الرئيس الأمريكي موقفه الصارم تجاه برنامج إيران النووي، قائلاً: "لن يُخصّبوا.. وإذا خصّبوا فسنضطر إلى التحرك واتخاذ اتجاه مغاير"، وذلك دون أن يفصح عن طبيعة هذا الاتجاه، وإن كانت الإشارة إلى الابتعاد عن مسار التفاوض واضحة.

وأضاف ترامب: "لا أرغب في التصعيد، لكن إن اضطررنا فلن يكون أمامنا خيار آخر"، ما يعكس تناقضًا بين التهديد والحرص على تجنب المواجهة المفتوحة، وإن كان التهديد أكثر وضوحًا وتأثيرًا.

خامنئي يرفض المقترح الأمريكي.. "يتعارض مع مصلحة إيران"

جاء رد إيران سريعًا وحازمًا، إذ رفض المرشد الأعلى علي خامنئي المقترح الأمريكي المرسل عبر وساطة عمانية، والذي تضمن إمكانية التوصل إلى "كونسورتيوم إقليمي" للإشراف على تخصيب اليورانيوم.

واعتبر خامنئي، أن المقترح الأمريكي لا يتماشى مع مصلحة بلاده، مؤكدًا تمسك إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، لأغراض وصفها بـ"المدنية".

هذا الموقف الإيراني يزيد من تعقيد المفاوضات التي كان من المرتقب أن تنطلق جولتها السادسة قريبًا، في إطار محادثات غير مباشرة بين البلدين، تجرى برعاية سلطنة عمان منذ أبريل الماضي.

المفاوضات.. تقدمٌ هشّ وسط خلاف جوهري

خلال خمسة جولات سابقة من المحادثات، أبدى الطرفان إشارات على تحقيق بعض التقدم، لكن الخلاف الأساسي بقي قائمًا.. هل يمكن لإيران مواصلة التخصيب على أراضيها؟

واشنطن، من جهتها، تصر على إنهاء هذا النشاط تمامًا، باعتباره بوابة محتملة لصنع سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، مؤكدة أن برنامجها لأغراض سلمية فقط.

ويشكل هذا الخلاف قلب الأزمة، إذ لا يبدو أن أياً من الطرفين مستعد للتنازل، مما يدفع بالمفاوضات نحو مأزق حقيقي.

تصعيد على جبهة أخرى.. قرار حظر السفر يُشعل غضب طهران

لم يتوقف التوتر عند الملف النووي، بل امتد إلى قرارات داخلية اتخذتها إدارة ترامب، كان لها أثر بالغ في إثارة الغضب الإيراني. فقد أعلن البيت الأبيض حظر دخول رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة، من بينها إيران، بدءًا من التاسع من يونيو، بزعم حماية البلاد من الإرهابيين الأجانب.

القرار أثار استنكار طهران، حيث وصفه علي رضا هاشمي رجا، مدير شؤون الإيرانيين في الخارج، بأنه دليل واضح على هيمنة النزعة التفوقية والعنصرية على صانعي السياسات الأمريكيين.

كما اعتبر أن هذا القرار يُظهر العداوة العميقة لصانعي القرار الأمريكيين تجاه الشعب الإيراني، في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس.

منع السفر.. بين الأمن واتهامات بالعنصرية

الحظر الجديد ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى قرارًا مشابهًا استهدف سبع دول ذات غالبية مسلمة، قبل أن تؤيده المحكمة العليا الأمريكية في 2018 بعد سلسلة من الطعون القانونية.

في نسخته الأخيرة، شمل القرار دولًا مثل إيران، ليبيا، الصومال، السودان، واليمن، مع تعليق دخول رعايا من دول أخرى مثل فنزويلا وكوبا ولاوس، مما وسع من نطاق الحظر ليشمل دولًا مختلفة.

إدارة ترامب بررت القرار بضرورات "الأمن القومي"، بينما رأت فيه دولٌ عدة، بينها إيران، خطوة عدائية تعكس سياسة "عنصرية مقنّعة".

إيران ترى في السياسة الأمريكية استهدافًا ممنهجًا

في سياق متصل، يرى العديد من المسؤولين الإيرانيين أن السياسات الأمريكية تجاه طهران ليست سوى انعكاس لاستراتيجية أوسع تهدف إلى خنق إيران سياسيًا واقتصاديًا، عبر الضغط المزدوج من جهة فرض العقوبات الاقتصادية القاسية، ومن جهة أخرى تقييد حركة الإيرانيين وممثليهم عبر العالم.

ويرى محللون أن هذا الحظر يُرسل رسالة بأن إدارة ترامب لا تميز بين الحكومة الإيرانية والشعب، مما يعمّق الهوة بين البلدين، ويزيد من صعوبة الوصول إلى أي حل دبلوماسي قريب.

عمان.. الوسيط المحايد على خط الأزمة

وسط هذا التصعيد، تستمر سلطنة عمان بلعب دور الوسيط، محاوِلة الحفاظ على خيط التواصل بين الطرفين. فطهران وواشنطن، على الرغم من تصلبهما، لا تزالان تفضّلان عدم الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مباشرة.

وقد ساعدت عمان سابقًا في تسهيل الاتفاق النووي عام 2015، وهي تعود اليوم لنفس الدور، لكن ضمن بيئة أكثر توترًا وتعقيدًا.

المستقبل القريب.. إلى أين تتجه الأزمة؟

المعادلة تبدو مشبعة بالمتغيرات، لكن الثابت الوحيد فيها هو استمرار التباين الحاد في المواقف. تصريحات ترامب الحازمة، ورفض خامنئي القاطع، ومناخ إقليمي مأزوم، كلها عوامل تجعل من احتمالات التوصل إلى اتفاق قريبة المدى شبه معدومة.

كما أن دخول قرارات الحظر الجديدة حيز التنفيذ، سيوسع من هوة الشك وسوء الظن بين الجانبين، ويُصعّب مناخ الحوار السياسي والدبلوماسي.

خلاف لا ينطفئ.. فهل يندلع؟

الملف الإيراني الأمريكي يبقى واحدًا من أكثر ملفات الشرق الأوسط تعقيدًا. بين لغة التهديد الأمريكية، وتمسك إيران بمواقفها، تقف المنطقة على حافة خيارات صعبة. فهل نحن أمام تصعيد محسوب ينتهي بمفاوضات جديدة، أم بداية مرحلة أكثر خطورة في مسار النزاع؟.. مما يبدو واضحًا أن الأطراف الفاعلة، سواء كانت في واشنطن أو طهران، تدرك أن أية خطوة متهورة قد تُشعل فتيل أزمة إقليمية واسعة، لكن حتى ذلك الحين، سيبقى العالم يراقب كل كلمة وكل قرار يصدر عن الطرفين، لأن تداعيات هذه المرة قد تكون أوسع من مجرد تصريحات.

طباعة شارك ترامب أمريكي إيران حظر السفر طهران

مقالات مشابهة

  • أسرة تحرير صدى البلد تنعى الكاتب الصحفي معتز مجدي
  • باكستان تطلب تدخلًا دوليًا لردع التصعيد الهندي
  • هل بات تحالف باكستان وتركيا وأذربيجان بمواجهة الهند وأرمينيا وإيران؟
  • غزة على حافة الانهيار الصحي.. مستشفيات بلا وقود وأدوية وارتفاع قياسي في الضحايا
  • الكاتب محمد سلماوي تاريخ حافل ومقتنيات فنية .. تفاصيل
  • رئيس الوزراء الهندي يفتتح أعلى جسر للسكك الحديدية بالعالم في كشمير
  • إيران وواشنطن على حافة المواجهة| أزمة التخصيب تتصاعد والحظر يشتد.. وترامب يتوعد
  • الهند تكسر حاجز الجغرافيا.. افتتاح أعلى جسر سكك حديدية بالعالم في كشمير
  • سفير باكستان لدى ماليزيا: أنور إبراهيم رجل دولة يحظى باحترام الهند وباكستان
  • الاتحاد السرياني العالمي: الوضع في لبنان على حافة التأزم