يهتز كل شيء من حولنا، إلا ثقتنا بالله
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
في خضم هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف أرضنا وسماءنا، وبين أصوات الانفجارات التي تمزق سكون ليالينا وتزلزل أركان بيوتنا، تتجلى عظمة شعبنا اليمني الأبي في أبهى صور الصمود الأسطوري. تهتز الأرض من تحت أقدامنا، وتتصاعد ألسنة اللهب والدخان لتغطي سماءنا، لكن هناك قوة متأصلة في أرواحنا، عصية على الكسر، راسخة كثبات الجبال، ألا وهي الثقة المطلقة بالله عز وجل.
إن هذا الإيمان العميق، المتجذر في أعماق كل يمني حر، وهذا التوكل الصادق على خالق الكون، هما الدرع الحصين الذي يحمي قلوبنا من براثن اليأس والقنوط. هما السند الذي نستمد منه العزيمة والإصرار على مواجهة التحديات مهما بلغت عظمتها. ففي كل قصف يستهدف مدننا وقرانا، وفي كل دمار يطال ممتلكاتنا وأحلامنا، نزداد يقينًا بأن الله معنا، وأن نصره لعباده المؤمنين آت لا محالة.
هذه الثقة ليست مجرد كلمات جوفاء نتداولها، أو شعارات نرفعها، بل هي فعل يومي حي يتجسد في صبرنا الجميل، وفي تكاتفنا وتعاضدنا في وجه المحن، وفي إصرارنا العنيد على الحياة الكريمة رغم كل الصعاب. إنها النور الذي يضيء دروبنا المليئة بالتحديات في أحلك الظروف، وهي البوصلة التي توجه خطواتنا الثابتة نحو مستقبل أفضل بإذن الله.
ولم تقتصر هذه الروح الوثابة وهذا الإيمان الراسخ على مواجهة العدوان الذي يستهدفنا بشكل مباشر، بل يمتد ليشمل إخواننا في غزة العزة، الذين يسطرون أروع ملاحم الصمود في وجه عدوان صهيوني غاشم مدعوم قوى الاستكبار العالمي. إن موقف الشعب اليمني تجاه قضية فلسطين، وعلى رأسها غزة، هو موقف مبدئي ثابت، لا تزعزعه الغارات ولا تضعفه التحديات.
نشعر بآلامهم، ونتابع بشغف أخبار صمودهم، وندعو لهم في كل صلاة. نعتبر قضيتهم قضيتنا، وجرحهم جرحنا، ونؤمن بأن النصر حليفهم بإذن الله. هذا الشعور الأخوي الصادق ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لتاريخ طويل من التضامن والتآزر بين الشعبين الشقيقين.
إن استمرار هذا الموقف الثابت والداعم لإخواننا في غزة، رغم ما نعانيه من عدوان، لهو دليل قاطع على أصالة شعبنا وعمق إيمانه بقضايا أمته. إنه تعبير صادق عن رفض الظلم والعدوان أينما وقع، وعن الإيمان بوحدة المصير والأخوة الإسلامية والإنسانية.
فلتشهد الدنيا بأسرها، وليعلم القاصي والداني، أن شعب اليمن، ورغم كل ما يحيط به من أهوال وخطوب، يبقى شامخًا بعزته وإيمانه، قويًا بتلاحمه وتكاتفه، راسخًا كثبات الجبال بتوكله على الله الواحد القهار، ومؤازرًا لإخوانه في غزة حتى يتحقق النصر والتحرير. فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فلسطيني يشتاق للحج ويأسف لعدم قدرته على مغادرة غزة
يشعر النازح الفلسطيني إياد عدوان -وهو أب لـ5 أطفال- بالأسى لعدم قدرته على السفر خارج قطاع غزة لأداء فريضة الحج مع وصول ملايين المسلمين حول العالم إلى مكة لأداء الفريضة هذا العام.
وبعد أن نجح العام الماضي في تسجيل اسمه وزوجته لأداء الفريضة تحطمت آماله بسبب الحرب.
وفي تقرير مصور لوكالة رويترز قال عدوان (52 عاما) -وهو أصلا من رفح ونزح مع أسرته إلى خان يونس- "إحنا كُتب علينا التهجير والإغلاق والحصار والمأساة اللي إحنا فيها، فطبعا الحالة النفسية سيئة لأن إحنا مش متعودين على مثل هذه الحالة اللي إحنا فيها، لكن قدّر الله وما شاء فعل، إيش بدنا نعمل، يعني شيء الإنسان مغلوب على أمره، كان نفسنا إن إحنا نؤدي هذه الروحانيات وهذه الأيام الفضيلة اللي يتمناها كل مسلم".
وأضاف عدوان "إحنا سجلنا كباقي المواطنين لنؤدي الحج لبيت الله الحرام أنا وزوجتي في عام 2022-2023، لكن للأسف بسبب الحرب لم تتح لنا الفرصة، أيضا مع بقاء الحرب بقيت الظروف سيئة ولم نستطع بسبب إغلاق المعبر والظروف التي نعيشها".
وتابع "بدل ما نؤدي روحانيات ونؤدي ركنا من أركان الإسلام ألا وهو الحج بُدّلنا بالصواريخ وإطلاق النار ووجود جثث وقتلى وشهداء في كل مكان، في الشوارع، في رعب، في حالات لم نتعود عليها ولم نعشها من قبل، يعني نحن نعيش وسط أجواء سيئة جدا نظرا للحالة التي نعيشها والحصار المستمر".
إعلانوعقب طوفان الأقصى شنت إسرائيل عدوانا مدمرا على قطاع غزة أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الفلسطيني واستشهاد أكثر من 54 ألف فلسطيني وتدمير معظم المباني، ويعيش الآن جزء كبير من السكان في ملاجئ داخل مخيمات مؤقتة.
وأعرب إياد عدوان عن أمله في أن يساعده من بيدهم القدرة على المساعدة لكي يتمكن من أداء فريضة الحج، وقال لتلفزيون رويترز "المأساة التي نعيشها من مجاعة ومن أجواء سيئة، نتمنى من كل من يستطيع أن يعمل -خاصة السلطة الفلسطينية- على توفير الجو والمناخ المناسب لأداء فريضة الحج على الأقل الإنسان يحس لو مرة واحدة أنه إنسان".