لماذا نحب صوت فرقعة أكياس التغليف البلاستيكية؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
هل أنت من الأشخاص الذين يحبون فرقعة تلك الأكياس البلاستيكية التي تغلف الأدوات والأجهزة لحمايتها من الكسر؟ هل يسعدك صوت الفرقعة التي تصدرها هذه الكرات الصغيرة بعد ضغطها بين إصبعيك؟
إذا كنت ممن يحبون فرقعتها، فقد تهتم لمعرفة تفسيرات تشرح لك لماذا لا تقاوم شعور فرقعة أكياس التغليف البلاستيكية، وإليك بعضها:
فرقعة أكياس التغليف البلاستيكيةيبدو أن شعور الرضا الذي يولده صوت فرقعة هذه الفقاعات البلاستيكية الصغيرة أمر شائع لدى كثير من الناس في مختلف الثقافات، لدرجة أنه في 2007، بدأت العلامة التجارية اليابانية "بانداي" في بيع سلسلة مفاتيح "موغن بوتشي بوتشي"، التي تعيد إنتاج صوت وإحساس فرقعة هذه الفقاعات البلاستيكية.
نُشرت أول دراسة علمية عن حب فرقعة أكياس التغليف البلاستيكية في 1992، إذ شارك 30 طالبًا جامعيًا في دراسة لتقييم ما إذا كانت فرقعة أكياس التغليف البلاستيكية ستؤدي إلى تقليل الإجهاد.
وأبلغ المشاركون عن شعورهم بنشاط أكبر وأقل تعبًا وأكثر هدوءًا بعد فرقعة الفقاعات، وفق نتائج الدراسة، التي نشرت نتائجها في المركز الوطني لمعلومات التقنية الحيوية "إن سي بي آي"، وهو مركز يعدّ جزءًا من المكتبة الوطنية الأميركية للطب.
كما وجد أستاذ علم النفس في جامعة "ويسترن نيو إنغلاند" البريطانية، أن تكرار هذا النشاط يقلل من مستويات التوتر والقلق ويرفع مستويات الطاقة.
وبدورهم أفاد آباء الأطفال المصابين بالتوحد أن الفرقعة لها تأثير مهدئ على الطفل المصاب بالضيق، كما أشار تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
كذلك وجد باحثون أن فرقعة الفقاعات تساعد في علاج دوار السيارة، وربما يحدث ذلك عن طريق تشتيت الذهن عن الشعور بالغثيان، لذلك قد تساعد فرقعة الأكياس البلاستيكية في تحسين التركيز والانتباه، حيث يتطلب القيام بهذه الفعالية التركيز على الفقاعات وتحديد الوقت المناسب للضغط عليها بشكل صحيح.
هرمون السعادةوقد أمضى باحثون في جامعة سوانسي (المملكة المتحدة) وقتًا في دراسة ظاهرة "الأشياء المُرضية بشكل غريب"، التي يتحدث عنها مستخدمو تطبيقات الشبكات الاجتماعية عبر وَسْم "هاشتاغ" يحمل الاسم نفسه بالإنجليزية: "أودلي ساتيسفينغ" (Oddly Satisfying).
وكان من بين هذه الأشياء فرقة أكياس التغليف البلاستيكية، وأمور أخرى مثل: مقاطع مرئية لتكسير قطع الصابون، أو تنسيق "الرمل السحري"، أو محاولة تنظيم أحرف قطع الحلوى لتصبح مستقيمة، ومرئيات تظهر حبًا للتنظيم بشكل عام.
ويعتقد الباحثون أن مشاركة الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة في هذه الوسوم (#) للحصول على إشباع فوري لا يمكن أن يكون من قبيل المصادفة، ورأوا أن القيام بمثل هذه النشاطات أو مشاهدتها تعدّ من "نشاطات الاسترخاء"، وتسهم في إنتاج هرمون السعادة "الدوبامين".
قد يكون اللمس والتفاعل مع الأكياس البلاستيكية ممتعًا لبعض الناس، إذ يمكن تجربة مجموعة متنوعة من الحركات والإيقاعات أثناء فرقعتها وضغطها، مما يُمكن أن يعزز الإحساس بالمتعة والتسلية. وكذلك قد يشعر بعض الأشخاص براحة عند تفريغ الأكياس من الهواء والضغط عليها، وذلك لأنها توفر شعورًا بالتحرر وتخفيف القلق والتوتر.
الصوت المميز المُرضييُعدّ صوت فرقعة الأكياس البلاستيكية صوتًا مُرضيًا لبعض الناس؛ لأنه صوت مميز ويمكن أن يكون مهدئًا، ويخفف من التوتر والضغط النفسي، وفق تقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لماذا التكّتكة ولمَ التخطيط ؟
ماذا يعني أن تتكّتك قبل اتخاذ أي قرار ، ماذا يعني أن تخطط جيداً قبل اتخاذ أي اجراء، ماهو التفكير الابداعي خارج الصندوق، كيف ننشد النجاح ونتوه في دهاليز الفوضى وعقم المخرجات؟ كيف سنحقق أحلامنا وتعوزنا الحكمة وضعف القدرات؟ كم هو بطل ذاك اللاعب الذي وضع خطة للهجوم وخطتين للدفاع وثلاث خطط لرفع كفاءته البدنية ولياقته الذهنية !، كم يمتلك من الحنكة والدهاء ذاك الثري الذي حفظ سيارته الفارهة في مواقف أحد البنوك بأقل أجر وأكثر أماناً ؟ حين اقترض منهم مبلغاً بسيطاً من المال قبيل سفره، مقابل أن يرهن سيارته لديهم، وحين عودته من السفر، استرجع سيارته التي ظلت في مكان آمن لمدة شهر كامل ودفع لهم ١٥ $ فقط كفوائد على الاقتراض، فأين كان سيجد عرضاً أفضل من هذا؟
يقول البرت اينشتاين : ليست الفكرة أني فائق الذكاء ، بل كل ما في الأمر أني أقضي وقتاً أطول في حل المشاكل “. وكذلك نحن علينا أن ندير مواردنا بكل كفاءة واقتدار، فلا نهدر طاقاتنا ونضعف تركيزنا في أمور هامشية ، لا نتغاضى عما هو هام ومستعجل وضروري ، وكأننا نملك رفاهية الوقت في زمن السرعة وثورة المعلومات. لماذا لا نواكب العصر، ونبدأ من المنزل في تدريب أبناءنا وهم في سن مبكرة على التنظيم والتخطيط حتى لا يقعوا في فخ عدم الانتاجية والضياع ؟ لماذا لا نكسبهم المهارات الحياتية والتفاعل الايجابي مع المجتمع الذي يساعدهم على النقد والابتكار واستنباط الحلول؟ لماذا لا نضع الخطط البديلة لأي مشروع متعثِّر ونحتكم إلى الجدوى الاقتصادية التي تزيد من فرص نجاحه، وتقلل من المخاطر؟ لماذا لا نخطط لاكتساب مهارات جديدة من خلال منصة اليوتيوب الالكترونية ، نحول بها نقاط الضعف لدينا إلى نقاط قوة وتمكين؟ أليس التخطيط الجيد لرحلات السفر والسياحة هو المعيار لتجارب سفر ناجحة وخالية من المتاعب؟ أليس التكتيك العسكري هو أحد المستويات العملية الذي يتحول الجيش بموجبه إلى قوة سياسية تجعله يخوض كبرى المعارك وينتصر في أعتى الحروب؟ أليست الخطط السليمة للدولة هو الضامن للنهوض بالبلاد ورفع شأن العباد وحماية الأوطان، الذي هو واجب مقدس وشرف عظيم ؟
لا نريد أن نكون كالعاجز الذي اتبع هواه وتمنى على الله الأماني ، فمن لا يجيد التخطيط، سيفشل حتماً. ومن يتخذ قرارات سريعة مبنية على الفرح الزائد والاندفاع والغضب، فهو بالتأكيد سيحصد نتائج سلبية وخيبة أمل في المستقبل.
نريد تقدماً مبهراً للإنسان ، نريده أن يتعود على رسم الخطط القريبة والبعيدة المدى، وعلى وضع البرامج القصيرة والطويلة الأجل ، نريده أن يتعلم مهارة الانصات والاستماع ، ليعرف أكثر، ويتكّتك أحسن فيتخذ قراراً أفضل .
يقول الشاعر أحمد شوقي :
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .
bahirahalabi@