البابا تواضروس: نشكر الله على نعمة العيش في مصر وسط الإخوة المسلمين بحرية دينية
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
أجرت قناتان تليفزيونيتان صربيتان ووكالة أنباء مقابلات مع قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم على هامش زيارته الحالية لصربيا، ضمن جولة قداسة البابا الرعوية بإيبارشية وسط أوروبا.
المحبة والتعاونوعبر قداسته عن سعادته بزيارة صربيا، مؤكدًا على المحبة والتعاون بين الكنيسة القبطية والكنيسة الصربية، مشيدًا بالعلاقات الطيبة بين البلدين.
وفي تصريحاته الإعلامية، للقناة الرسمية الصربية RTS، ووكالة الأنباء الوطنية TANJUG، وقناة HRAM الدينية، أكد قداسة البابا أن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها بابا الإسكندرية مع بطريرك صربيا، قائلاً: "نشكر ربنا، الكتاب المقدس يعلمنا أن محبة المسيح تحصرنا".
وحول التفكير في تغيير التقويم، أوضح قداسة البابا أن الكنيسة القبطية تستخدم التقويم القبطي المعتمد على التقويم المصري القديم، والمتوافق مع التقويم اليولياني، مؤكدًا: "ليست لدينا نية لتغيير التقويم لأنه تقويمنا منذ ألفَي عام، عمر كنيستنا القبطية".
وأشار إلى أهمية أن يكون للكنائس الأرثوذكسية صوت واحد تجاه القضايا الكبرى مثل الإلحاد والقضايا الأخلاقية، وقال: "يجب أن يكون لنا صوت واحد، ونحتاج إلى تبادل الزيارات وإجراء حوارات للتقارب بيننا".
وتحدث قداسة البابا عن التحديات التي تواجه الكنيسة، ومنها الفقر، والتعليم، والعالم الافتراضي الذي يبعد الشباب عن الكنيسة والهوية، مشددًا على اهتمام الكنيسة بخدمة الأطفال والشباب والعائلات، وافتقاد كل بيت وكل إنسان، قائلًا: "نحن نهتم بأن يكون لكل بيت إنجيل، وخدمة، ومكان للعبادة وممارسة الأسرار المقدسة، وخدمة الشباب خدمة مهمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية". وأكد أن الكنيسة راسخة ولديها أديرة كثيرة، وأن شعبها مرتبط بالأديرة ويحب القديسين.
وأعرب قداسة البابا تواضروس في تصريحاته عن سعادته بزيارة صربيا، قائلًا: "سعيد أن ألتقي معكم وأزور بلدكم الجميل، قرأت عنه كثيرًا وسعيد أن أكون هنا. الحقيقة هذه الزيارة من كنيستنا القبطية للكنيسة الصربية، وهي بمثابة جسر بين الكنيستين. التواصل بيننا في غاية الأهمية، ومقابلة الأب البطريرك تبني محبة وتعاونًا يساهمان في تعزيز السلام والتعاون بين الكنيستين في مجالات كثيرة".
وأوضح قداسته: "تشرفت بزيارة البطريرك، شعرت أني أتقابل مع رجل الله المليء بالمحبة، وكانت جلسة كلها مشاعر طيبة، وحضرنا بالأمس القداس الذي أقامه البطريرك في كنيسة القديس ساڤا. أعجبنا جدًا بالأيقونات واللمسة الجمالية، التي أضفت جوًّا سمائيًّا". وأضاف: "التقينا مع الآباء المطارنة والكهنة والشمامسة، وكانت مقابلة أخوة ومحبة". وأشار إلى أن "علاقات المحبة قديمة، والقديس ساڤا زار مصر، وإن كانت معلوماتنا في مصر قليلة عن الكنيسة الصربية، فهذه الزيارات تقوي التواصل والمعرفة، وعلاقتنا ممتدة وتقوي الجسور بين الوطنين".
العيش المشتركوقدم قداسته نبذة عن الكنيسة القبطية، قائلًا: "الكنيسة القبطية تأسست على يد القديس مار مرقس، وهي كنيسة حية ونشيطة، ولنا القلب الكبير الذي يتسع لأن نتعاون ونقدم المحبة لكل كنائس العالم". وأضاف: "الكنيسة القبطية تأسست في القرن الأول الميلادي.. نعيش في مصر ١٥ مليون قبطي بجانب إخوتنا المسلمين ٩٠ مليون، ولدينا أقباط في ١٠٠ دولة في العالم، وتعدادهم تقريبًا ٣ ملايين أقباط هاجروا منذ ٦٠ سنة فقط، لأن أغلب الأقباط متمسكون بأرضهم والنيل وتاريخهم وحضارتهم".
وأعرب قداسته عن شكره لله على نعمة العيش في مصر وسط الإخوة المسلمين بحرية دينية. ودعا الشعب الصربي لزيارة مصر، قائلًا: "مصر اليوم تقوم بمشروعات كثيرة من أجل نهضتها، وسنكون سعداء بزيارتكم لمصر. في مصر توجد كل وسائل الراحة لموقعها المتميز".
وأكد قداسة البابا على موقف مصر من القضية الفلسطينية، قائلًا: "مصر تعتبر القضية الفلسطينية من أهم وأولوياتها، وتتبناها على عاتقها، ومصر لديها تاريخ يؤهلها لصنع السلام وحفظ حقوق الجميع". وأعرب عن فخره بأن مصر استقبلت العائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي.
وأشار إلى زيارة الرئيس الصربي لمصر في يوليو الماضي، وزيارته للرئيس السيسي، قائلاً: "نسعد أن هناك أرضية مشتركة بيننا، ونعمل على نفس النهج من أجل السلام".
وفي حديثه عن الكنيسة القبطية، أوضح قداسته أن المجمع المقدس يضم ١٣٤ مطرانًا وأسقفًا، وأن للكنيسة ٥٠٠ كنيسة خارج مصر، ولدينا بمصر مع الكنائس المنتشرة ٥٠ ديرًا للرهبان و١٠ أديرة للراهبات، وتتميز كنائسها بالنشاط في خدمة الشباب والعائلات.
وأكد أن الأقباط يتمتعون بالمواطنة الكاملة مثل المسلمين، وقال: "بعد الثورة تحسن الوضع كثيرًا، فمثلاً الدولة بقيادة الرئيس السيسي شيدت أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، ولأول مرة في التاريخ يزور الرئيس قداس عيد الميلاد المجيد".
وأشار إلى دور الكنيسة القبطية في بناء علاقات محبة مع كل كنائس العالم، قائلًا: "نحن أعضاء في مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس مصر، ولدينا حوارات لاهوتية مع مختلف الكنائس".
واختتم قداسته بالقول: "أشكر الكنيسة الصربية والبطريرك على محبتهم. وجود الأقباط هنا تواجد جديد يفتح مجالًا للتعاون. يوجد كاهن يأتي لرعايتهم، وهذا يثبت أن الكنيسة الصربية لها قلب كبير يخدم الجميع. نحن نؤمن أن المحبة لا تسقط أبدًا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني القضية الفلسطينية العائلة المقدسة الکنیسة القبطیة البابا تواضروس قداسة البابا عن الکنیسة وأشار إلى قائل ا فی مصر
إقرأ أيضاً:
المغرب.. توقيف طالبة "داعشية" خططت لاستهداف منشأة دينية
تمكنت السلطات الأمنية في المغرب من توقيف متطرفة موالية لتنظيم "داعش" تبلغ من العمر 21 سنة وتتابع دراستها في أحد المعاهد التقنية العليا.
وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء إن المكتب المركزي للأبحاث القضائية تمكن على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الجمعة، من توقيف موالية لتنظيم "داعش" الإرهابي، تبلغ من العمر 21 سنة وتتابع دراستها في أحد المعاهد التقنية العليا، وذلك للاشتباه في تورطها في الإعداد والتحضير لتنفيذ مخطط إرهابي بالغ الخطورة يستهدف المساس الخطير بالنظام العام.
وذكر بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أنه قد جرى توقيف المشتبه فيها بمدينة الرباط، في سياق تعاون عملياتي وتنسيق معلوماتي بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والأجهزة الاستخباراتية الفرنسية، وهو ما مكن من تشخيص هوية المعنية بالأمر ورصد مخططاتها المتطرفة، وإجهاض مشروعها الإرهابي قبل انتقالها للتنفيذ المادي.
وأضاف المصدر ذاته أن المعلومات الأولية المتوصل بها إلى غاية هذه المرحلة من البحث، تشير إلى أن المشتبه فيها انخرطت فعليا في التحضير لمشاريع إرهابية من خلال اكتساب خبرات في مجال المتفجرات وإعداد السموم، وتوفير بعض المعدات اللازمة لذلك، في أفق القيام بعملية إرهابية حددت كهدف آني لها استهداف إحدى المنشآت الدينية الموجودة بالرباط.
وقد مكنت عملية التفتيش المنجزة في هذه القضية من العثور بحوزة الطالبة المشتبه فيها على مواد قابلة للاشتعال، ومخطوطات تتضمن تحريضا على التطرف، فضلا عن كتب تروج للتعصب والغلو والتطرف.
وأضاف البلاغ أنه قد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيها تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجريه المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن الجهة المتورطة في استقطابها وبلوغها هذه المرحلة المتقدمة من التطرف، وكذا رصد ارتباطاتها المحتملة مع مختلف التنظيمات الإرهابية.