قوات الدعم السريع تستهدف مستودعات الوقود في مطار مدينة بورتسودان بالطائرات المسيرة ما يفاقم الوضع الإنساني في المدينة أكثر، وفي تطور قانوني، رفضت محكمة العدل الدولية دعوى رفعتها الحكومة السودانية ضد الإمارات بتهمة التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية. اعلان

تتواصل الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع على مدينة بورتسودان شمال شرق السودان، العاصمة المؤقتة للحكومة السودانية، لليوم الثاني على التوالي.

وقصفت طائرات مُسيّرة، الاثنين، مستودعات الوقود شرقي المدينة، وذلك بعد استهدافها مطار بورتسودان ومنشآت استراتيجية أخرى في اليوم السابق.

وبحسب شهود عيان، وقع انفجار هائل في مستودعات الوقود جنوبي المدينة، والتي تحتوي على الاحتياطي الاستراتيجي لوزارة الطاقة والنفط، الأمر الذي يفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي المتدهور أصلاً، خاصة بعد تعرض مصفاة الخرطوم للحريق سابقاً إثر الاشتباكات المسلحة.

وكان نزاع السيطرة على الخرطوم قد دفع الحكومة السودانية إلى الانتقال إلى بورتسودان في الأيام الأولى للحرب، حيث كانت تُعد حتى الآونة الأخيرة واحدة من المناطق القليلة التي نجت من الاشتباكات، وشهدت توافد مئات الآلاف من النازحين إليها، فضلاً عن انتقال موظفي الأمم المتحدة إليها.

اتهامات رسمية بارتكاب جرائم حرب

من جهة أخرى، أفادت صحيفة "غارديان" البريطانية بأن شرطة "سكوتلاند يارد" تلقت ملفاً يتكون من 142 صفحة يوثق أدلة على ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم حرب في السودان، وتجري حالياً مراجعته تمهيداً لتحويله إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وأكد محامون قدموا الملف أن الوثائق تحوي إثباتات تشير إلى المسؤولية المباشرة لقيادة قوات الدعم السريع عن انتهاكات متكررة، مشيرين إلى أن القادة كانوا إما على علم بهذه الفظائع أو كان يجب أن يكونوا كذلك، بناءً على مبدأ "المسؤولية القيادية".

وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات سابقة من الخارجية الأمريكية، التي وصفت العام الماضي أعمال قوات الدعم السريع بأنها إبادة جماعية، وفرضت عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

Relatedالسودان: نزوح الآلاف من مخيم زمزم بعد هجوم لقوات الدعم السريع خلف مئات القتلى السودان مأساة لا تنتهي: آلاف النازحين يصلون شمال دارفور هربًا من قوات حميدتي عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو تصاعد الأزمة الإنسانيةالعدل الدولية ترفض الدعوى السودانية ضد الإمارات

وفي سياق آخر، رفضت محكمة العدل الدولية، الاثنين، الدعوى التي رفعتها الحكومة السودانية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتهمها فيها بالمشاركة في ارتكاب جرائم إبادة جماعية عبر دعمها لقوات الدعم السريع في النزاع السوداني.

وبررت المحكمة رفضها بالقول إنها تفتقر إلى الاختصاص القضائي في النظر بالقضية، خاصة أن الإمارات سبق أن أعلنت استثناءً يتعلق بالفصل من الاتفاقية الدولية الخاصة بالإبادة الجماعية الذي يخول المحكمة النظر في مثل هذه القضايا.

بدورها، رحبت الإمارات بالقرار، مؤكدة أن الدعوى لا تستند إلى أسس قانونية أو واقعية، وقالت ممثلة الدولة لدى المحكمة، ريم كتيت، إن الادعاءات السودانية "عارية من الصحة"، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة أوكرانيا الحوثيون حركة حماس إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة أوكرانيا الحوثيون حركة حماس قوات الدعم السريع السودان دولة الإمارات العربية المتحدة جمهورية السودان محكمة العدل الدولية طائرات إبادة إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة أوكرانيا الحوثيون كشمير حركة حماس إيران باكستان الهند سوريا روسيا قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

محلل: الجميع يرفض التدخلات الخارجية من أجل مستقبل السودان

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوداني هشام الدين نورين: إنه مع بداية العام الحالي حققت القوات المسلحة السودانية انتصارا مهما عندما تمكنت من هزيمة قوات الدعم السريع واستعادت السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم. وأضاف ان هذا الانتصار كان تتويجا لسلسلة من الهزائم التي تعرضت لها قوات “حميدتي”، والتي استمرت رغم استعادة القوات المسلحة السيطرة على العاصمة، لكن الأشياء لم تكن كما تبدو، فبدأت قوات الدعم السريع رغم هزيمتها على الأرض، في استخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ هجمات مكثفة وغير مسبوقة، ولم يقتصر استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة على بورتسودان فحسب، بل توسعت الهجمات لتطال البنية التحتية الحيوية التي تخدم السودانيين، فضلاً عن الأهداف العسكرية في مناطق عديدة استعادتها أو تسيطر عليها القوات السودانية.

وفي السياق ذاته، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا، منشورات تظهر طائرات مسيرة من طراز “FPV”، تم ضبطها في منطقة صالحة “جنوب أم درمان”، وأظهرت منصة سودانية مختصة بالشؤون العسكرية “القدرات العسكرية السودانية”، مجموعة من الصور لطائرات مسيرة من نوع “FPV”، بالإضافة إلى كاتالوج تقني للتشغيل الطائرات الأوروبية.

وأوضح المحلل، أنه في مواجهة الصور التي تم عرضها، والتي توضح تفاصيل مكونات الطائرات المسيرة وأجهزة التحكم، أثارت الكثير من التساؤلات حول احتمالية وجود تدخل دولي في دعم قوات الدعم السريع التي تمردت على الجيش السوداني. هناك ادعاءات بأن هذه القوات تتلقى دعمًا خارجيًا عبر وسائل غير رسمية.

أخبار قد تهمك مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 900 سلة غذائية في محلية الخرطوم بالسودان 1 يوليو 2025 - 11:30 مساءً الأمم المتحدة: نقص التمويل يعرّض ملايين اللاجئين السودانيين إلى الجوع 30 يونيو 2025 - 8:10 مساءً

وأشار إلى أن هناك ردود من مسؤول عسكري أوكراني، حيث نفى ذلك قائلا: ” طلقد رأيت المئات من الكتالوجات الدعائية المشابهة ولا يمكن التعامل مع كتيب ترويجي باعتباره دليلاً ماديا أو تقنيا يثبت تورط طرف بعينه”.

من جانبه، أفاد المحلل السياسي المتخصص في الشأن السوداني أحمد الرقيب، أن أسلوب الرد على الادعاءات بهذا الشكل يكشف عن عدم الاستعداد لتحمل المسؤولية عن التصريحات، حيث لم يقم المسئول الأوروبي بنفي أن الطائرات المسيرة المضبوطة هي من صنع أوكرانيا، بل عمد إلى تحويل النقاش نحو دول الاتحاد الأوروبي، مدعيا أنهم لم ينتجوا هذه الطائرات في أراضيها. وأضاف انه لا يخفى على أحد ما يشهده الصراع السوداني من دعم أوروبي واضح لقوات “الدعم السريع”، فقد أقر ممثلو الحكومات في وقت سابق بمشاركة خبراء تقنيين في كلالنزاع القائم في السودان.

وفي السياق ذاته، صرح الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، خلال مقابلة صحفية في فبراير الماضي، بأن بعض المواطنين يشاركون في الصراع بشكل منفرد إلى جانب قوات الدعم السريع، ومعظم المقاتلين هم من المتخصصين التقنيين”.

وكان المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، في الـ 7 من يناير الماضي، قد كتب عبر صفحته على فيسبوك، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار يقدمون الدعم لقوات “الدعم السريع” بدعوة شخصية من حميدتي، وبحسب يفلاش فإن: “كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول، وتحديدا مع قوات الدعم السريع”.

ومن جهته، يرى الأكاديمي السوداني أحمد محمد فضل الله أن بعض الدول الأوروبية باتت أداة تنفيذية لأجندات دول مثل بريطانيا وفرنسا في إفريقيا، وأكد أن بعض السفارات الأوروبية تُستخدم عادة كغطاء لتحركات مريبة، وأن وجودها في السودان يُشكل خطرا على الأمن القومي.

مقالات مشابهة

  • طائرة “مانشستر سيتي” تكشف يد الإمارات في نزاعات السودان وليبيا
  • بمشاركة السعودية والإمارات ومصر.. أمريكا تستضيف مؤتمراً وزارياً لبحث الأزمة السودانية
  • محلل: الجميع يرفض التدخلات الخارجية من أجل مستقبل السودان
  • تقرير: طائرة “مانشستر سيتي” تكشف أدوارًا خفية للإمارات في نزاعات السودان وليبيا
  • “الدعم السريع” تهاجم مدينة في غرب كردفان مجددا والجيش السوداني تصدى
  • بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
  • الأمم المتحدة: مشاورات مع الجيش السوداني والدعم السريع من أجل هدنة إنسانية بالفاشر
  • قرقاش يرد على نيويورك تايمز: تدخلنا في السودان بطلب أممي
  • قرقاش: لا صحة لمزاعم نيويورك تايمز والإمارات تسعى لإنهاء الحرب الوحشية في السودان
  • حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً