ضغوط أوبك ورسوم ترامب تربكان الأسواق.. النفط يتعافى والدولار يتراجع
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات صباح الثلاثاء، بعدما هبطت إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات بجلسة الاثنين، متأثرة بضغوط ناتجة عن قرار أوبك+ تسريع وتيرة زيادة الإنتاج، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تراجع الطلب العالمي بسبب التوترات التجارية بين واشنطن وشركائها، وفي أسواق العملات، تراجع الدولار أمام عملات رئيسية، منها الين واليورو، وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد العالمي.
وبحسب بيانات وكالة “رويترز”، ارتفع خام برنت في العقود الآجلة بمقدار 10 سنتات ليصل إلى 60.33 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 00:50 بتوقيت غرينتش، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بالقيمة نفسها مسجّلًا 57.23 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان القياسيان قد أغلقا تداولات أمس الاثنين عند أدنى مستوياتهما منذ فبراير 2021.
يأتي هذا الارتفاع الطفيف بعد إعلان تحالف أوبك+ يوم السبت تسريع وتيرة زيادة الإنتاج النفطي للشهر الثاني على التوالي، حيث قرر زيادة الإنتاج في يونيو المقبل بمقدار 411 ألف برميل يوميًا، ما يرفع إجمالي الزيادات المتوقعة لأشهر أبريل ومايو ويونيو إلى 960 ألف برميل يوميًا.
ووفقًا لحسابات “رويترز”، تُشكّل هذه الزيادة تخفيفًا بنسبة 44% من التخفيضات الطوعية التي تبنتها المجموعة منذ عام 2022، والتي بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا.
كما كشفت مصادر داخل التحالف أن أوبك+ قد تتجه إلى إلغاء كامل تخفيضاتها الطوعية بحلول نهاية أكتوبر المقبل، في حال التزم الأعضاء بحصص الإنتاج المحددة لهم.
في سياق متصل، خفضت شركة “دايموند باك إنرجي” الأميركية لإنتاج النفط الصخري، يوم الاثنين، توقعاتها لإنتاج النفط لعام 2025، مشيرة إلى حالة من الضبابية الاقتصادية العالمية وارتفاع إمدادات أوبك+، وهو ما دفع بالإنتاج الأميركي إلى ما وصفته الشركة بـ”نقطة تحول”.
وتزامن ذلك مع تأكيد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أن سياسات الرئيس دونالد ترامب المتمثلة في فرض رسوم جمركية جديدة، وخفض الضرائب، وتخفيف القيود التنظيمية، تهدف إلى تعزيز الاستثمار طويل الأجل، رغم المخاوف من تأثيرها قصير المدى على الأسواق.
وفي هذا السياق، من المتوقع أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه غدًا الأربعاء، في ظل تصاعد المخاطر الاقتصادية الناتجة عن التوترات التجارية.
من جانب آخر، خفّض بنك “باركليز” أمس توقعاته لسعر خام برنت لعام 2025 بمقدار 4 دولارات، ليصل إلى 70 دولارًا للبرميل، وتوقّع أن يبلغ 62 دولارًا في عام 2026، مشيرًا إلى “تحديات كبيرة” تواجه الأساسيات السوقية، مع استمرار التحولات في سياسات الإنتاج داخل أوبك+ وتزايد التوترات التجارية العالمية.
الدولار يتراجع أمام عملات رئيسية في ظل عدم اليقين حول السياسات التجارية لترامب
سجل الدولار تراجعًا أمام عملات رئيسية، منها الين الياباني واليورو، في ظل تقييم الأسواق لاستمرار حالة عدم اليقين المحيطة بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية وتأثيرها على الاقتصاد.
وهبط الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات مقابل الدولار التايواني، حيث سجل 28.8150، وسط تكهنات بأن تايوان سمحت لعملتها بالارتفاع ضمن صفقة تجارية مع الولايات المتحدة.
وأصبحت عملات دول آسيا والمحيط الهادئ المستفيد الرئيسي من تداعيات ذلك، حيث بلغ الدولار الأسترالي أعلى مستوى له منذ ديسمبر الماضي، ليصل إلى 0.64935 دولار.
وانخفض الدولار 0.73% مقابل الين الياباني ليصل إلى 143.885. كما تراجع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.50% إلى 0.82255.
كما قلص الدولار خسائره لفترة وجيزة مقابل الين بعد أن أظهر تقرير معهد إدارة التوريدات لشهر أبريل انتعاشًا فاق التوقعات في نمو قطاع الخدمات الأميركي، الذي يشكل ثلثي الاقتصاد الأميركي.
فيما ارتفع اليوان في أحدث تداولاته بنسبة 0.12% ليصل إلى 7.2014 للدولار.
وفي أوروبا، صعد اليورو بنسبة 0.15% إلى 1.1316 دولار، وزاد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.21% إلى 1.3295 دولار.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أسعار الدولار أسعار النفط أوبك الاحتياطي الفيدرالي زيادة إنتاج أوبك زيادة إنتاج النفط فرض رسوم جمركية
إقرأ أيضاً:
انفراجة تجارية بين أميركا والصين تنعش الأسواق العالمية
شهدت الأسهم العالمية انتعاشًا ملحوظًا يوم الجمعة، مدفوعة بإشارات إيجابية من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بينما واصل الدولار الأميركي تراجعه ليقترب من أدنى مستوياته منذ أكثر من 3 سنوات ونصف، وفقًا لتقرير لوكالة "رويترز".
وسجلت الأسواق العالمية ارتفاعات قياسية هذا الأسبوع، مستفيدة من إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بالإضافة إلى تفاؤل المستثمرين بإمكانية خفض أسعار الفائدة الأميركية قريبًا.
وكان الاتفاق التجاري الذي أُبرم يوم الخميس بين واشنطن وبكين بشأن تسريع شحنات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة بمثابة دفعة إضافية للأسواق، وسط مساعٍ لإنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ارتفاعات قياسية في آسيا وأوروباوارتفعت الأسهم الآسيوية إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 3 سنوات خلال التعاملات المبكرة، كما أشارت العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى افتتاح قوي لوول ستريت.
وسجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ارتفاعًا بنسبة 0.8% خلال اليوم، متجهًا لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.1%، وهي الأفضل منذ منتصف مايو/أيار.
كما ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 في لندن بنسبة 0.5%، بينما صعد مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.6%. ولامس مؤشر إم إس سي آي للأسهم العالمية مستوى قياسيًا جديدًا، ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية قدرها 2.8%.
وقال فاسيليوس جيوناكيس، كبير الاقتصاديين لدى شركة "أفيفا إنفستورز": "ما نشهده الآن هو بعض التفاؤل بشأن الاتفاقات التجارية المحتملة. لقد ارتفعت الأسواق من مستويات منخفضة جدًا بعد إعلان ‘يوم التحرير’ في أبريل/نيسان، وشهدنا أيضًا بعض التراجعات الطفيفة بسبب التوترات في الشرق الأوسط، لكن الأسواق الآن تتعافى".
إعلانوكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حدد التاسع من يوليو/تموز كموعد نهائي أمام الاتحاد الأوروبي ودول أخرى للتوصل إلى اتفاقات لتخفيض الرسوم الجمركية.
الدولار في موقف ضعيفمن جهة أخرى، استمر الدولار الأميركي في التراجع، حيث استقر قرب أدنى مستوياته في 3 سنوات ونصف مقابل اليورو والجنيه الإسترليني. وسجّل مؤشر الدولار انخفاضًا طفيفًا ليبلغ 97.269 نقطة، في حين ارتفع اليورو إلى 1.1708 دولار، مدعومًا ببيانات أظهرت أن أسعار المستهلكين في فرنسا ارتفعت أكثر من المتوقع خلال يونيو/حزيران.
وقال مارك هيفيلي، كبير مسؤولي الاستثمار في "يو بي إس ويلث مانجمنت": "نرى الدولار الأميركي غير جذّاب حاليًا". وأضاف أن هناك فرصًا أكبر على المدى القصير في الأسواق الأميركية والناشئة مقارنةً بأوروبا.
ويتابع المستثمرون عن كثب السياسة النقدية الأميركية، حيث تزايدت الرهانات على خفض أسعار الفائدة، ويُتوقع الآن خفض بمقدار 64 نقطة أساس هذا العام، مقارنة بـ46 نقطة أساس فقط كانت متوقعة الأسبوع الماضي.
وأشار جيوناكيس من "أفيفا إنفستورز" إلى أن "الأمر لا يتعلق فقط بإعادة تسعير توقعات الاحتياطي الفدرالي، بل هناك قضية أوسع تتمثل في تآكل صورة التفوق الأميركي".
ويترقب السوق بيانات التضخم الأساسية، وهي المقياس المفضل للفدرالي الأميركي، في وقت لاحق من اليوم.
السندات والنفط يتحركان أيضًاوعلى صعيد السندات، يتجه عائد السندات الحكومية الألمانية لأجل 30 عامًا إلى تسجيل أكبر زيادة أسبوعية منذ نحو 4 أشهر، وسط توقعات بزيادة الإنفاق الحكومي في ألمانيا.
أما أسعار النفط فقد شهدت ارتفاعًا طفيفًا، لكنها تتجه نحو أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس/آذار 2023، مع تلاشي المخاوف بشأن تعطل الإمدادات نتيجة الحرب بين إيران وإسرائيل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.5% لتصل إلى 68.06 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الأميركي إلى 65.54 دولارًا.