قال الباحث والمحلل الاقتصادي أحمد أبو علي، إن الصين اتجهت مؤخرًا إلى اعتماد نهج "الدبلوماسية الصامتة" في إدارتها للأزمة التجارية الممتدة مع الولايات المتحدة، في خطوة تعكس رغبتها في تهدئة الأجواء الاقتصادية دون الدخول في تصعيد سياسي أو تقديم تنازلات تُفهم كضعف داخلي.

خبراء: قرارات ترامب تسعى لكسر هيمنة الصين على التكنولوجيا والتصنيعلبحث سبل التعاون.

. رئيس جامعة كفر الشيخ يستقبل وفد أكاديمي صيني| صور

وأوضح أحمد أبو علي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «صباح البلد» على قناة «صدى البلد»، أن بكين اتخذت قرارًا بمنح إعفاءات جمركية على عدد من السلع الأمريكية، في مقدمتها الأدوية والمواد الكيميائية، دون الإعلان عن ذلك في إطار صراع أو اتفاق سياسي معلن، وهو ما يعكس استراتيجية مدروسة لتخفيف التوترات التجارية.

وأشار  إلى أن الصين تتجنب بشكل متعمد اتخاذ خطوات قد تُفسر داخليًا على أنها تنازلات، أو تُفهم خارجيًا على أنها تغيير في موقفها الاستراتيجي تجاه الولايات المتحدة، خاصة في ظل استمرار الحرب التجارية بين البلدين.

وأضاف أن هذه الإعفاءات لا تمثل تراجعًا أو إذعانًا، بل تعكس مقاربة اقتصادية ذكية تأخذ في الحسبان متطلبات السوق المحلي.

ولفت إلى أن السلع التي شملتها الإعفاءات تُعد ضرورية للاقتصاد الصيني ولا يمكن إحلالها سريعًا بمصادر محلية، وهو ما يفسر الخطوة كإجراء يهدف إلى تقليل تكاليف الإنتاج، ودعم استقرار سلاسل التوريد، ما يسهم بدوره في الحد من التضخم الصناعي وتحفيز النمو الاقتصادي في ظل مؤشرات ركود تشهدها البلاد مؤخرًا.

وأكد أن الصين تفضل توجيه رسائل غير مباشرة عبر أدوات اقتصادية، بدلًا من الانخراط في مواجهات سياسية مكشوفة، ما يعكس فلسفة استراتيجية قائمة على التهدئة من دون التنازل عن المصالح الأساسية.

طباعة شارك الصين الولايات المتحدة بكين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصين الولايات المتحدة بكين

إقرأ أيضاً:

ناجون يروون تفاصيل تصاعد الإبادة ضد غزة.. ليلة من الجحيم

صعد الاحتلال الإسرائيلي من حدة حرب الإبادة ضد قطاع غزة منذ فجر الجمعة الماضية، ووصف العديد من سكان القطاع وناجون من مجازر مختلفة أن الأوضاع الحالية "أشبه بالجحيم"، حيث احترق كل شيء فوق رؤوس السكان، وعاش الأهالي مشاهد بشعة لا تُنسى.

وعبر الناجون من هذه الليلة المروعة عن مشاهد الرعب بكلمات تصف حجم المأساة: "انهار البيت فوق رؤوسنا"، و"النيران كانت تلتهم كل شيء"، و"فقدت أمي وأخي وابني في لحظة واحدة"، عبارات تلخص المأساة كما رواها بعض السكان الذين نجوا بأعجوبة.

"جحيم على الأرض"
وقال أحمد قشقش، وهو أحد الناجين: "كانت ليلة مرعبة، قطعة من جهنم على الأرض. ألسنة اللهب ترتفع من كل مكان، والانفجارات تتوالى، حتى طال القصف المنزل الذي كنا نحتمي فيه"، مضيفًا بحزن: "لا أعلم ماذا حل بأطفالي الأربعة وزوجتي"، في إشارة إلى فقدانهم تحت ركام المنزل، بحسب وكالة "الأناضول".

بدوره، قال الشاب محمود الكيلاني: "استيقظنا على صوت انفجار هائل، انهار البيت فوق رؤوسنا. خرجت أبحث عن عائلتي، فلم أجد أحداً. النيران كانت تلتهم كل شيء، والصواريخ تتساقط كالمطر".

أما السيدة أم حسن مسعود، فرغم نجاتها من القصف الذي استهدف منطقتها، إلا أنها فقدت والدتها وشقيقها وابنها، وقالت: "كنت أظن أنني أعيش كابوساً، لكن الواقع كان أفظع". وأضافت للأناضول، وهي تنهار باكية داخل مستشفى العودة في تل الزعتر: "فقدت أمي وأخي وابني في لحظة واحدة"، بينما كانت جثث الضحايا تتكدّس في المكان.

"شعرت أنها اللحظات الأخيرة"
وشارك الصحفي يوسف فارس تجربته المروعة عبر منشور على حسابه في "فيسبوك"، وذكر في حديث للأناضول: "قصفوا منزل جيراننا فاستشهدوا جميعاً، ثم أطلقت المدفعية قذائفها باتجاه منزلنا بينما كنا محاصرين أسفل السلالم". وأضاف: "في أول محاولة للخروج، فتحت طائرة مسيرة النار علينا، فعدنا إلى الداخل. الطرق كانت مقطوعة بالركام والنيران، وقذائف المدفعية تنهال من كل الاتجاهات".

وتابع: "شعرت أنها اللحظات الأخيرة من حياتي، لكننا تمكنا من سلوك طريق فرعي غير مألوف، ونجونا".

"مذبحة حقيقية"
في مستشفى العودة بتل الزعتر، أكد مدير المستشفى محمد صالحة أن عشرات الجرحى والشهداء وصلوا إلى المستشفى خلال ساعات، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مشيرًا إلى أن طواقم الدفاع المدني ما زالت تحاول انتشال الجثث من تحت الأنقاض في ظل الدمار الهائل.

وقال صالحة: "ما شهدناه في شمال غزة الليلة الماضية كان مذبحة حقيقية. البيوت قصفت على رؤوس ساكنيها، ولا يزال هناك عشرات الضحايا تحت الركام".

وتزامن التصعيد الإسرائيلي الأخير مع جولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، حيث تزايدت وتيرة الغارات بشكل لافت خلال الأيام الثلاثة الماضية. وخلال فترة الزيارة فقط، قُتل أكثر من 378 فلسطينياً، أي ما يعادل أربعة أضعاف حصيلة الأيام الأربعة السابقة للجولة، التي بلغت قرابة 100 شهيد، بحسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية التي رصدها مراسل "الأناضول".

وجاء التصعيد عقب تصريح لترامب قال فيه إن "الشعب الفلسطيني في غزة يستحق مستقبلاً أفضل"، وهو ما تلاه مباشرة تصديق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) على خطة لتوسيع عمليات الإبادة الجماعية في القطاع، من خلال تفعيل عملية عسكرية جديدة تحمل اسم "عربات جدعون"، تضمنت تعبئة المزيد من قوات الاحتياط.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبغطاء سياسي وعسكري أمريكي، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات إبادة جماعية ممنهجة في غزة، أسفرت عن سقوط نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض أو في عداد المختفين.

مقالات مشابهة

  • بلومبرج: القادة الأوروبيون يخشون انسحاب ترامب من الجهود الدبلوماسية بشأن أوكرانيا
  • حلقة عمل لمناقشة مشروعي قانوني "المعاملات التجارية" و"السجل التجاري"
  • «تريندز»: جولة ترامب الخليجية.. عصر جديد من الدبلوماسية الاقتصادية
  • نائب الرئيس الأميركي يأمل في دفع المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي
  • درّة تاج البنتاغون على وشك السقوط .. كيف أربكت صواريخ صنعاء دفاعات واشنطن؟
  • الحرب التجارية تتسبب بخسائر لشركات الشحن الجوي بين الصين وأميركا
  • نهاية الحرب التجارية بين الصين وأمريكا مكسب للجميع
  • غرفة عمان تبحث فرص التبادل التجاري مع الولايات المتحدة الامريكية
  • "النموذج الأميركي فاشل".. خامنئي: الولايات المتحدة ستُجبر على مغادرة المنطقة
  • ناجون يروون تفاصيل تصاعد الإبادة ضد غزة.. ليلة من الجحيم