مجلس الأمناء في مرآة الضمير الأكاديمي: تساؤلات تنتظر إجابات
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
#سواليف
#مجلس_الأمناء في مرآة #الضمير_الأكاديمي: #تساؤلات تنتظر #إجابات
بقلم: الأستاذ الدكتور عزّام عنانزة
على النفس عتب مطرّز بالمحبة، وعلى اللسان غصّة بحجم الحلم الذي نحمله لجامعتنا العريقة، جامعة اليرموك. وما بين هذا وذاك، لا يسعنا إلا أن نضع النقاط على الحروف، ونقول ما يجب أن يُقال، إحقاقًا للحق، وإنصافًا للكرامة الأكاديمية، التي ما تزال تئنّ بصمت تحت وطأة الإقصاء والتهميش.
مجلس أمناء جامعة اليرموك ليس مجرد تشكيل إداري، بل هو بيت خبرة وطني وأكاديمي يضم في جنباته شخصيات لها باع طويل في العمل العام، ومنهم من شغل مناصب عليا في الدولة الأردنية. ولكن، وعلى الرغم من هذا الزخم الرمزي والوظيفي، فإن أداء المجلس يثير جملة من التساؤلات الجادة، بل والمقلقة، حول مدى التزامه بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه الجامعة.
أول ما يستوقفنا هو التنازل غير المبرر عن صلاحيات الرقابة والتقييم في العلاقة مع رئيس الجامعة. فحين تُصبح أسماء نواب الرئيس والعمداء ورؤساء الأقسام معروفة قبل أن تُعقد اجتماعات المجلس، وحين تسود الواسطة والمحسوبية على حساب الكفاءة والأقدمية، فلا بد أن نتساءل: أين صوت المجلس؟ أين دوره في ضمان الشفافية؟ لقد تم استبعاد كفاءات أكاديمية رفيعة المستوى فقط لأن الولاء الشخصي طغى على الولاء المؤسسي. وهنا مكمن الخطورة، إذ تنقلب الجامعة من مؤسسة علمية إلى مزرعة شخصية.
ثانيًا، لا يبدو أن المجلس مارس مسؤولياته الرقابية كما ينبغي، خصوصًا في ظل تراكم مديونية الجامعة عامًا بعد عام، وازدياد فوائد القروض، دون أن يقابل ذلك إجراءات جدية لتحصيل مستحقات الجامعة لدى الدولة. الأخطر أن المجلس لم يلزم الرئيس باتخاذ أي خطوات عملية للخروج من هذا المأزق المالي، رغم أن الأجور تتآكل، والبنى التحتية تتدهور، والحالة النفسية لأعضاء هيئة التدريس في الحضيض.
ثالثًا، نُسجل بأسف عميق قيام بعض أعضاء المجلس بممارسات تتناقض كليًا مع الدور المنوط بهم. فكيف نفسر إنشاء شركة استثمارية يرأسها أحد الأعضاء؟ أليس ذلك تضاربًا فادحًا في المصالح؟ وماذا عن ما نُشر إعلاميًا بشأن أحد الأعضاء المتورطين في صفقة حليب فاسد ومنعه من السفر؟ ألا يُفترض بمجلس الأمناء أن يكون مثالًا للنزاهة والالتزام، لا مرتعًا للشبهات والتداخلات المشبوهة؟
رابعًا، يقف المجلس عاجزًا أمام تنفيذ قرارات صدرت عن أعلى مستويات الدولة، كتلك المتعلقة بإيقاف اقتطاع حوافز الموازي من أعضاء هيئة التدريس أثناء التفرغ العلمي، وإعادة ما تم اقتطاعه سابقًا، تحقيقًا لمبدأ العدالة والمساواة. لا نعلم ما الذي يمنع الرئيس من تنفيذ تلك القرارات، لكننا نعلم جيدًا أن صمت مجلس الأمناء يُعدّ تواطؤًا بالصمت، إن لم يكن رضًا ضمنيًا!
أما المقترحات والتوصيات التي قدمتها لجنة الحراك بخصوص التشريعات الجامعية، فإن المجلس لم يُحرّك ساكنًا تجاهها، وكأنها لم تكن. لا أحد يناقش النظام المعدّل، ولا أحد يفتح ملف البحث العلمي، أو دعم المشاركة في المؤتمرات، أو تحسين البنية التحتية. وكأن الرسالة الجامعية فقدت معناها، أو كأن الأكاديميين باتوا عبئًا بدل أن يكونوا عماد النهضة.
هذه الصرخة لا تهدف إلى التشهير، ولا إلى التجريح، لكنها نداء مخلص إلى كل مسؤول في الدولة، إلى وزارة التعليم العالي، وإلى كل من يعنيه شأن هذه الجامعة. ما يحدث في اليرموك ليس شأنًا محليًا، بل هو قضية وطنية بامتياز، لأن الجامعات هي مرآة المستقبل، وإن كسرت المرآة، ضاع الأفق.
وللحديث بقيّة، إن كُتب للحق أن يُقال.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف تساؤلات إجابات مجلس الأمناء
إقرأ أيضاً:
رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات لـ «الاتحاد»: كليات جديدة وبرامج تعليمية مبتكرة في العام الأكاديمي المقبل
حوار: سامي عبدالرؤوف
كشف البروفيسور الدكتور مثنى عبدالرزاق، رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات، أنه جارٍ العمل على إنشاء أول كلية في العالم لدراسات الصحراء والجبال، وإنشاء مركز للسلام وحل النزاعات، باعتبار الإمارات أنسب مكان في العالم لهذا المركز، لأنها دولة تؤمن بالسلم والحوار، وترفض لغة الحروب والصراع في حل النزاعات.
وأعلن في حوار مع «الاتحاد»، إنشاء مجلس النساء العالمي، الذي يجري حالياً كتابة مسودة نظامه الأساسي، ويستهدف منح الفرصة للنساء لاستكمال دراساتهن وحماية المرأة من العنف، لافتاً في الوقت نفسه، إلى إضافة كليات وتخصصات حديثة، بعضها يعد الأول من نوعه إقليمياً أو محلياً، يبدأ طرحها العام الأكاديمي المقبل 2025-2026.
وأكد أن خريجي التعليم العالي بالدولة مؤهلون للمنافسة مع أفضل الخريجين في الدول المتقدمة، مشيراً إلى أن مؤسسات التعليم العالي، ومن بينها الجامعة الأميركية في الإمارات، تعمل على تخريج قادة لصناعة المستقبل.
بداية الحلم
في البداية، تحدث الدكتور مثنى عبدالرزاق، عن بداية التفكير في إنشاء الجامعة عام 2004، وتم إنجاز إجراءات التراخيص وغيرها من الجوانب، على مدار العام التالي، لتفتح الكلية أبوابها للطلبة في شهر يناير من العام 2006 باسم الكلية الأميركية في الإمارات، لتتحول إلى جامعة في العام 2009، وهي تضم حالياً 8 كليات.
ووصف الجامعة، بأنها مؤسسة ذات رؤية مستقبلية تسعى للتميز الأكاديمي والابتكار، وتعد مركزاً للتعليم والبحث العلمي والمشاركة المجتمعية، مشيراً إلى أن الجامعة قد تكون صغيرة في العمر مقارنة بغيرها من الجامعات، لكن إنجازاتها كبيرة، فالإنجازات لا تقاس بالزمن.
وقال: «تماشياً مع التزام الجامعة بصقل مهارات قادة المستقبل وتعزيز النمو الفكري، تقدم الجامعة مجموعة متنوعة من البرامج الأكاديمية لمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا والدكتوراه عبر كلياتها الثماني، والتي تشمل: إدارة الأعمال، والإعلام والاتصال الجماهيري، والأمن والدراسات الدولية، والهندسة والتكنولوجيا، والقانون، والتصاميم، والتربية، والتمريض والعلوم الطبية».
فلسفة التميز
ورداً على سؤال عن أهم المميزات والفلسفة التي قامت عليها الجامعة الأميركية في الإمارات، أوضح أنها كثيرة ومتنوعة، ومن أبرز معالمها، أنه لا يشترط أن يكون الماجستير أو الدكتوراه في التخصص الجامعي نفسه الذي درس فيه الطالب البكالوريوس في الكلية، بشرط أن يكون هناك فترة تأهيلية تأسيسية قبل الماجستير تتراوح بين 6 أشهر وسنة، حسب احتياجات التخصص.
وقال: «من المهم أن يكون الشخص متنوع المعرفة، ولذلك نحن في الجامعة الأميركية في الإمارات لسنا مع فكرة أن تكون الدراسة ما بُعد المرحلة الجامعية كلها في مسار التخصص الجامعي نفسه، فنحن نريد أن يكون الإنسان موسوعياً في التخصص الوظيفي والمعرفي، وبالتالي ليس شرطاً أن يكون المسار الوظيفي في التخصص الجامعي ذاته».
وأكد أن هذه الفلسفة وهذا النموذج قادران على التطبيق والنجاح، فالإمارات ترفع وتطبق شعار «اللامستحيل».
وأشار إلى أن الجامعة تمكنت من تخريج سفراء لدولة الإمارات، وتوفير تخصصات وبرامج تعليمية غير موجودة في الجامعات والكليات الأخرى في العالم العربي، مثل برنامج الخدمات اللوجستية والدراسات الأمنية والاستراتيجية والإدارة الرياضية وبرنامج العاديات (الفروسية)، الذي تعمل الجامعة على أن يصبح كلية متخصصة في هذا المجال مستقبلاً لأهميته.
«التسامح التعليمي»
وحول أبرز سمات وملامح المجتمع التعليمي في الجامعة، أجاب: «الجامعة الأميركية في الإمارات، هي انعكاس لأحد أبرز مميزات مجتمع الإمارات القائم على المحبة والاحترام المتبادل والسعادة والتنوع والتعايش، حيث تخرج فيها حتى الآن أكثر من 5900 طالب وطالبة يمثلون 60 جنسية، ويتنوع أعضاء هيئة التدريس أيضاً، وهم من 33 جنسية، بينما الموظفون من 34 جنسية». وأفاد بأنه يوجد حالياً أكثر من 2400 طالب وطالبة يدرسون في كليات وتخصصات الجامعة، علماً أن 65% منهم من مواطني دولة الإمارات، مشيراً إلى أن تميز الجامعة جعلها تستقطب طلاباً من خارج الدولة.
وتطرق إلى المسؤولية المجتمعية للجامعة، مؤكداً أنها متنوعة، ومن بينها إعطاء المنح الدراسية الكاملة لأبناء وزوجات شهداء «عاصفة الحزم»، مشيراً إلى دور الجامعة في تدريب السجناء وأصحاب الهمم والرياضيين والمبتكرين، وذلك في إطار أهداف الجامعة، وأبرزها خدمة المجتمع والمسؤولية المجتمعية.
الخطة المستقبلية
وعن الخطة المستقبلية للجامعة، كشف عبدالرزاق، أن الجامعة تعمل على توسيع برامجها الأكاديمية لتشمل تخصصات حديثة في العديد من المجالات، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والقيادة التربوية، والتصميم المستدام، مشيراً إلى أن هذه البرامج تعكس جهود الجامعة المستمرة لمواكبة أحدث التوجهات واحتياجات المجتمع المتطورة.
وأعلن اتجاه الجامعة لإنشاء أول كلية في العالم لدراسات الصحراء والجبال، تتولى تخريج مهندسين في هذا التخصص، حيث تزخر الصحراء بثروات لا تعد ولا تحصى، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تدخل هذه الكلية حيز التشغيل في شهر سبتمبر المقبل أو يناير من العام 2026 على أقصى تقدير.
كما أعلن أن خطة الجامعة المستقبلية، تتضمن أيضاً إنشاء كليات جديدة أخرى، مثل التمريض والعلوم الطبية التطبيقية، وتستقبل طلابها في شهر سبتمبر المقبل، وستمنح هذه الكلية «بكالوريوس» في علوم التمريض، و«بكالوريوس» العلاج الطبيعي.
وألمح إلى أن إنشاء كلية الطب، هو واحد من المشاريع الطموحة، التي تعمل الجامعة عليها في الوقت الراهن، وستستخدم في المرحلة الأولى من تأسيسها، مستشفيات القطاع الصحي الخاص لتدريب الطلاب.
مركز السلام
وكشف رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات، أن الجامعة تعمل في الوقت الراهن على إنشاء مركز للسلام وحل النزاعات، لتعزيز المفاهيم والثقافة المتعلقة بالسلم العالمي، وتعزز المخرجات العلمية لهذا المركز، وتقيم رؤية شاملة تساهم بحل النزاعات عن طريق المفاوضات والحوار.
وأكد أن الإمارات هي أنسب مكان في العالم لإنشاء هذا المركز، لأنها دولة تؤمن بالسلم والحوار، وترفض لغة الحروب والصراع في حل النزاعات.
ولفت عبدالرزاق إلى اتجاه الجامعة لإنشاء مجلس النساء العالمي، والذي يجري حالياً كتابة مسودة نظامه الأساسي، ويستهدف منح الفرص للنساء لاستكمال دراساتهن، خاصة النساء في الدول النامية، وحماية المرأة من العنف والتنمر، وفتح مجالات لتأهيلها لسوق العمل من خلال الدراسة والتحصيل العلمي والتدريب.
برامج جديدة
وبالنسبة للبرامج الأكاديمية الحديثة في الكليات القائمة، أفاد رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات، بأنها كثيرة ومتنوعة، تشمل تخصصات ومجالات جديدة، ما بين بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، من بينها بكالوريوس علوم في هندسة الأمن السيبراني، والميكاترونكس.
أما في مجال الماجستير، فهناك ما يتعلق باستشراف المستقبل وعلوم ذكاء الأعمال، بينما سيتم التوسع بشكل كثيف في دراسات الدكتوراه، مثل أمن الغذاء، والدواء، والدعم اللوجستي، والفضاء، وغيرها الكثير.
وأكد أن الإمارات ترى أن أفضل استثمار، هو في الإنسان، لإيمانها المطلق أن بناء البشر يأتي قبل بناء الحجر، لذلك تستثمر بكل قوة في الإنسان، وهذه أهداف استراتيجية أدت إلى بناء دولة حديثة تنافس أفضل دول العالم في مختلف المجالات، وهذا ما تظهره مؤشرات التنافسية العالمية والمراتب العالمية التي وصلت إليها الإمارات، متفوقةً على دول العالم في الكثير من الجوانب.