نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، لمراسلها مايكل كراولي، قال فيه إنّ: "محللين قالوا إن الرئيس ترامب انسحب قبل رحلته للشرق الأوسط من الصراع، ولكن عليه الآن أن يقرر كيفية الرد".

وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ الرئيس ترامب، عندما استضاف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، بأوائل نيسان/ أبريل، ذكّره أحد المراسلين بأن وعده الانتخابي لعام 2024 بإنهاء الحرب في غزة لم يتحقق بعد.



"كانت إسرائيل قد انتهكت مؤخرا وقف إطلاق نار في حربها التي استمرت مع حماس، واستأنفت قصفها لغزة. لكن ترامب أبدى تفاؤله" تابع التقرير نفسه، مبرزا الجواب: "أود أن أرى الحرب تتوقف. وأعتقد أنها ستتوقف في وقت ما، ليس في المستقبل البعيد".

وأضاف: "بعد شهر واحد، تضاءلت احتمالات السلام في غزة أكثر"، فيما أشار إلى أنّ: "نتنياهو حذّر يوم الاثنين من تصعيد إسرائيلي "مكثف" في القطاع الفلسطيني بعد أن وافق مجلسه الأمني المصغر على خطط لاستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لهجوم جديد".

وأردف: "يصر المتشددون الإسرائيليون على أن القوة وحدها هي القادرة على الضغط على حماس لإطلاق سراح أكثر من 20 أسيرا، وإنهاء الصراع. لكن العديد من المحللين يقولون إن تصعيدا إسرائيليا كبيرا قد يقضي على أي أمل متبق في السلام".

ومضى بالقول إنّ: "السؤال الآن هو كيف سيتفاعل ترامب. قال المحللون إنه بعد موجة مبكرة من الدبلوماسية لتحرير الأسرى والتوصل لتسوية طويلة الأمد، تشتّت انتباه ترامب وكبار مسؤوليه عن الصراع. وأدى ذلك إلى نوع من الحرية المطلقة لنتنياهو، الذي يبدو مستعدا لاستخدامها".


ونقلا عن المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في إدارتي أوباما وبايدن، إيلان غولدنبرغ، أضاف التقرير: "في بداية الإدارة، كانت كل الوعود موجهة إلى غزة. ولكن عندما انهار وقف إطلاق النار، أعطى ترامب الإسرائيليين الضوء الأخضر لفعل ما يريدون".

وأضاف غولدنبرغ، الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس الأول في منظمة "جيه ستريت"، وهي منظمة يهودية سياسية يسارية وسطية: "أشعر أنه ليس متفاعلا بشكل كبير، لقد شعر بالملل نوعا ما".

وبحسب التقرير ذاته، فإن: "ترامب يخطط للسفر إلى الشرق الأوسط، الأسبوع المقبل، مع توقف في السعودية وقطر والإمارات. وسيكون التصعيد في غزة محبطا لترامب، وهو تذكير صارخ بأنه فشل في تحقيق السلام الذي وعد به".

"مع ذلك، فمن المحتمل أن  ترامب قد فقد صبره ويرحب بالحديث في إسرائيل عن توجيه ضربة لحماس فيما قال  نتنياهو إن مسؤوليه العسكريين أخبروه إنها ستكون "الخطوات الختامية" للحرب" وفقا للتقرير.

وتابع: "قد يكون لدى  ترامب أيضا تسامح كبير مع استخدام إسرائيل للقوة الثقيلة. فقد حذر حماس من أن "أبواب الجحيم" ستُفتح إذا لم تطلق الحركة سراح الأسرى المتبقين".

وقال الرئيس والمدير التنفيذي للمعهد اليهودي المتشدد للأمن القومي الأمريكي، مايكل ماكوفسكي، إنّ: "ترامب كان أقل انخراطا مع إسرائيل بشأن موضوع غزة مقارنة بإدارة بايدن".

إلى ذلك، تقول الصحيفة إنّ: "الرئيس بايدن وكبار مسؤوليه بذلوا قدرا كبيرا من الجهد والوقت بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في محاولة إدارة حملة إسرائيل على غزة. كان هدفهم هو الحد من معاناة المدنيين في غزة وإنقاذ إسرائيل من الإدانة الدولية، حتى لو وصفهم النقاد بأنهم متسامحون للغاية مع استخدام إسرائيل للقوة".


وتابعت: "مع أن ترامب أبدى بعضا من القلق على سكان غزة، وقال يوم الاثنين إنه سيساعد سكان غزة على "الحصول على بعض الطعام" وسط الحصار الإسرائيلي، إلا أن اهتمامه بالصراع كان متقطعا".

وبحسب ماكوفسكي فإن: "الأمر أشبه بالليل والنهار مع إدارة بايدن، التي كانت تحاول إدارة العمليات الإسرائيلية بالتفصيل"، مبرزا أن المسؤولين الإسرائيليين "لا يتلقون مكالمات هاتفية، لا أعتقد أنهم يتعرضون لضغوط بشأن عدد شاحنات المساعدات القادمة".

وفي السياق نفسه، أفاد موقع "أكسيوس"، الاثنين، أنّ: "إسرائيل ستشن عملية برية جديدة في غزة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس بحلول الوقت الذي يعود فيه  ترامب من رحلته إلى المنطقة". فيما قال ماكوفسكي، الذي حضر مؤخرا اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، إنّ: "التقرير يتوافق مع فهمه".

وأضاف ماكوفسكي أنه: "فيما يتعلق بالشرق الأوسط، ركز  ترامب بشكل أكبر على الدبلوماسية الناشئة التي تهدف إلى منع إيران من تطوير قنبلة نووية".

وفي بيان صدر يوم الاثنين، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز، إنّ: "ترامب لا يزال ملتزما بضمان الإفراج الفوري عن الأسرى وإنهاء حكم حماس في غزة".

وختم التقرير بالقول، إنه: "من مؤشرات تحول التركيز منصب المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. في الأيام الأولى لرئاسة ترامب، انخرط  ويتكوف في دبلوماسية إسرائيل وحماس سعيا لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم التوصل إليه في 15 كانون الثاني/ يناير".


واستطرد: "لكن ويتكوف أصبح منذ ذلك الحين مبعوثا متجولا خارقا يدير مهاما متعددة. كما تناول هذا المطور العقاري السابق وصديق ترامب القديم الملف الإيراني، والتقى بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أربع مرات لمناقشة الملف الأوكراني".

وأبرز: "لا يوجد ما يشير إلى تدخل وزير الخارجية ماركو روبيو. حيث إن روبيو، الذي عيّنه ترامب الأسبوع الماضي مستشارا للأمن القومي، لم يزر إسرائيل بعد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الاحتلال غزة غزة الاحتلال ترامب اتفاق غزة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الصحفي الشجاع الذي أقلق إسرائيل

منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على غزة، اتضح أن المعركة ليست فقط على الأرض، بل هي أيضا معركة على الوعي، على الرواية، وعلى الحقيقة ذاتها. الاحتلال لم يكتفِ بالقصف والتجويع والتدمير، بل سعى بكل ما أوتي من أدوات إلى طمس الصورة ومنع الكلمة الصادقة من العبور إلى العالم.

أغلقوا أبواب القطاع في وجه وسائل الإعلام العالمية، وفرضوا حصارا مزدوجا: حصارا على الإنسان وحصارا على المعلومة. فالمراسلون الأجانب ممنوعون من الدخول، والمراسلون المحليون يعيشون تحت القصف المستمر، بلا حماية ولا ضمانات، بل مستهدفون عمدا.

الصحفيون الفلسطينيون في غزة أثبتوا أنهم جنود الصف الأول في معركة كشف الحقيقة. هم الذين يوثقون الجرائم، بالصوت والصورة والكلمة، في وجه آلة عسكرية تمتلك قوة النيران وقوة التضليل.

لكن الاحتلال يدرك خطورة هؤلاء الجنود غير المسلحين، ولذلك يضعهم في مرمى النيران، ويبرر جرائمه بحقهم بأكاذيب رخيصة واتهامات جاهزة.

اليوم، أضاف الاحتلال جريمة جديدة إلى سجله الأسود باغتيال الصحفي أنس الشريف، مراسل الجزيرة المعروف، الذي شكّل نموذجا للمهنية والشجاعة.

لم يكن أنس يحمل سلاحا سوى الكاميرا، ولم يكن يقاتل إلا بكلمة الحق، لكنه في عرف الاحتلال كان خطرا يجب إسكاته. لماذا؟ لأنهم يغتالون الصحفيين حين يعجزون عن اغتيال الحقيقة التي يحملونها. اعتقلوه في الماضي ثم أطلق سراحه، ثم تم تهديده بأنه إن لم يصمت فسيتم اغتياله وهذا ما حصل.

هذا الاغتيال ليس حادثا فرديا ولا خطأ عرضيا، بل هو جزء من سياسة ثابتة. وفق منظمات حقوقية دولية، قُتل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم مئات الصحفيين والعاملين في الإعلام في غزة، فيما وصفته "مراسلون بلا حدود" ولجنة حماية الصحفيين، بأنه الاستهداف الأكثر دموية للصحفيين في تاريخ النزاعات الحديثة.

إعلان

هذه الأرقام المروعة تعكس نية واضحة: كتم الشهود على الجريمة، ومنع توثيقها، وتخويف كل من يحاول أن ينقل الحقيقة.

إن ما يجري في غزة هو اختبار صارخ للمجتمع الدولي: هل سيقف العالم مكتوف الأيدي أمام جريمة مركّبة تجمع بين قتل المدنيين، وقتل من يحاول أن يوثق مأساتهم؟ هل سيقبل أن تتحول حماية الصحفيين من نصوص في القانون الدولي إلى مجرد شعارات جوفاء؟

أقول بوضوح: هذه الجرائم يجب ألا تمر بلا حساب. اغتيال أنس الشريف وكل زملائه الشهداء هو اغتيال لحق كل إنسان في أن يعرف، واغتيال للمادة الخام التي تُبنى عليها العدالة.

نحن نطالب بتحقيق دولي مستقل وشفاف في كل حالة قتل لصحفي في غزة، ومحاسبة كل من أمر أو نفذ أو برر هذه الجرائم. كما نطالب الأمم المتحدة والمؤسسات الإعلامية العالمية بأن تتحمل مسؤوليتها في حماية الصحفيين، لا بالتصريحات فقط، بل بالضغط الحقيقي والمساءلة الجادة.

قد يعتقد الاحتلال أنه بقتل الصحفيين يغلق ملف الحقيقة، لكنه يخطئ. الحقيقة لا تُقتل، بل تنتشر أكثر؛ لأن دماء الشهداء من الصحفيين تكتب فصلا جديدا من رواية شعب لا يرضى أن يُمحى من الذاكرة.

أنس الشريف رحل، لكن كلماته وصوره ستبقى، شاهدا على أن في غزة من يقف في وجه الموت ليقول للعالم: نحن هنا، وهذه هي الحقيقة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الصحفي الشجاع الذي أقلق إسرائيل
  • تقرير عبري يتحدث عن تهديد أردوغان لـحلم تل أبيب في الشرق الأوسط
  • من سايكس-بيكو إلى ترامب-نتنياهو: تقسيم المقسّم في مشروع الشرق الأوسط الجديد
  • مكان: لم يتم اغلاق الباب امام إمكانية التوصل إلى صفقة بشأن غزة
  • محللون: الحرب في غزة أمام أسبوع حاسم ونتنياهو يراهن على التوصل لاتفاق
  • ترامب يطلق ممر القوقاز وسط مخاوف من تداعياته الجيوسياسية
  • عاجل | يسرائيل هيوم: ويتكوف التقى رئيس الوزراء القطري وبحث معه إمكانية التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في غزة
  • بيان مشترك بشأن الاجتماع الافتتاحي لآلية التنسيق الأمني المشتركة (JSCM) لاتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا
  • إعلام عبري: قطر ومصر تعملان على مخطط جديد لاتفاق بين إسرائيل وحماس
  • ترامب يعلن التوصل لاتفاق سلام تاريخي بين أرمينيا وأذربيجان