العين الأخبارية: أكدت الإمارات العربية المتحدة أنها لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه الكريم، وأوضحت وزارة الخارجية، الإماراتية في بيان لها، أن البيان الصادر عن ما يسمى مجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين.



وشددت أنّ قرار سلطة بورتسودان - أحد الطرفين المتحاربين في السودان - بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، رد فعل عقب يوم واحد فقط من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من قبل سلطة بورتسودان.

ورفضت الوزارة التصريحات المشينة الصادرة عن سلطة بورتسودان التي تعتبر مناورة للتهرب من مساعي وجهود السلام، وشددت على أنّ السودان وشعبه الكريم بحاجة إلى قيادة مدنية ومستقلة عن السلطة العسكرية تضع أولويات الشعب الشقيق في المقام الأول، .. قيادة لا تقتل نصف شعبها وتجوّع وتهجّر النصف الآخر.

وأضافت الوزارة أنّ دولة الإمارات تقف إلى جانب الشعب السوداني، وبشكل خاص الجالية السودانية الكبيرة المقيمة على أرض الإمارات والزائرين السودانيين والذين لن يتأثروا بالقرارات الأخيرة. وجددت التأكيد على أنّ دولة الإمارات تعد في مقدمة دول العالم في دعم السودان على مدى العقود الخمسة الماضية، ولن تتوانى عن تقديم يد العون للشعب السوداني الشقيق.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: سلطة بورتسودان دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

لماذا تكون مصر هي الوجهة الخارجية الأولى لرؤساء السودان؟

في كل مرة يمر فيها السودان بمرحلة انتقالية أو يتولى رئيس وزراء جديد مهامه، يتكرر المشهد ذاته: حقيبة السفر الأولى تتجه شمالاً… إلى القاهرة. مشهد بدا في مرات كثيرة وكأنه بروتوكول محفوظ، لكنه في الحقيقة أعمق من ذلك بكثير.

اليوم، الخميس، كانت القاهرة على موعد مع زيارة أولى لرئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس، في أول تحرك خارجي له منذ توليه المنصب. زيارة بدت طبيعية لمن يعرف طبيعة العلاقة بين البلدين، لكنها تحمل بين طياتها الكثير من الدلالات.

السودان ومصر ليسا مجرد بلدين يتقاسمان حدوداً طويلة، بل هما بلدان يشتركان في نهر، وتاريخ، وهموم، ومصير مشترك. العلاقة هنا تتجاوز فكرة “حسن الجوار”، وتدخل في عمق ما يمكن تسميته بـالجغرافيا، التي لا تسمح برفاهية التجاهل أو الخصام الطويل.

ولعل من التفاصيل الجميلة التي لا يعرفها كثيرون، أن أغنية “يا الخرطوم العندي جمالك جنة رضوان”، التي تُعد من أعذب وأشهر الأغاني الوطنية في السودان، كتبها شاعر مصري هو الأستاذ الراحل إبراهيم رجب، بينما غناها صوت السودان الراحل المحبوب، سيد خليفة. هذا وحده كافٍ ليخبرك أن العلاقة بين الخرطوم والقاهرة لا تُقاس فقط بالملفات الرسمية، بل تمتد إلى وجدان الناس.

نعود قليلاً إلى الوراء، إلى سبتمبر 2019، حيث فعلها دكتور عبد الله حمدوك قبله، وجعل من القاهرة وجهته الأولى، بعد أسابيع من توليه رئاسة الوزراء. الرسالة كانت واضحة آنذاك: السودان يمد يده أولاً إلى أقرب العواصم إليه، تاريخاً وموقعاً.

اليوم، دكتور كامل إدريس يفعل الشيء نفسه، ولكن في ظروف أصعب وسياق أكثر تعقيداً. البلد ما زال يئن تحت وطأة الحرب، والاقتصاد يترنح، والمشهد السياسي هش. وفي خضم كل هذا، يختار أن يبدأ من هناك… من مصر.

هذه الزيارات ليست فقط رسائل مجاملة، بل تحمل إشارات داخلية وخارجية. داخلياً، هي طمأنة بأن الحكومة لا تنوي الانعزال، وأنها تدرك أهمية العلاقة المتوازنة مع دول الجوار. وخارجياً، هي إعلان نوايا بأن القاهرة والخرطوم ما زالتا تؤمنان أن التنسيق بينهما ضرورة، لا رفاهية.

لا يمكن اختزال العلاقة في زيارة أو بيان مشترك، لكنها تبقى مؤشراً مهماً على إدراك كل طرف أن الآخر جزء من معادلته الداخلية. مصر تعرف أن استقرار السودان من أمنها القومي، والسودان يعرف أن تجاهل القاهرة يُعقّد كل الملفات، من النيل إلى الحدود، مروراً باللاجئين والتبادل التجاري.

ليس غريباً إذن أن تكون القاهرة دائماً هي البداية. لا لأن التقاليد تفرض ذلك، بل لأن التاريخ يذكّرنا دائماً بأن بعض الأبواب لا تُفتح إلا من جهة واحدة: الجهة الأقرب إلى القلب.

عميد شرطة (م)

عمر محمد عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الديهي عن قرار إسرائيل إعادة احتلال غزة: هدف سلطة فاشية
  • د.أمل منصور تكتب: علاقات بلا مسميات.. حرية أم فوضي وجدانية ؟
  • رغم الحظر: ذهب السودان يطير إلى الإمارات.. ما الذي يحدث ومن المستفيد من استمرار الحرب؟
  • الحرب الاقتصادية بدأت: الإمارات تتخذ إجراءً آخر ضد السودان.. إليكم التفاصيل
  • لماذا تكون مصر هي الوجهة الخارجية الأولى لرؤساء السودان؟
  • سلطة رام الله واليوم التالي في قطاع غزة
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان» ترفض ادعاءات «سلطة بورتسودان»
  • الإمارات تشارك باكستان الاحتفال بـ«يوم الاستقلال» في 10 أغسطس
  • “الاتحاد لحقوق الإنسان” ترفض ادعاءات “بورتسودان”.. وتدعو المجتمع الدولي لتكثيف جهوده لحماية المدنيين ووقف الإفلات من العقاب
  • متبوعا بقرار منع الطائرات.. الإمارات تمنع خروج شاحنات سودانية