1 حين يئست الإمارات من أن تكسب الحرب على الأرض، تحاول الآن أن تنقلها نقلة نوعية بإدخال مسيّرات استراتيجية متقدمة إلى ساحة الحرب، وهي مسيّرات ليست متاحة للمتمردين امتلاكها، إنما بإمكان الدول فقط أن تمتلكها. ولذا، فإن الإمارات لم تعد تموّل الحرب فقط، بل تموّلها وتخوضها عيانًا بيانًا وعلى رؤوس الأشهاد وفي الفضاء.


2
المسيّرات التي اعتدت على بورتسودان أمس حين ضربت قاعدة “فلامنغو” في بورتسودان ومستودعات الجيش، ثم عاودت صباح اليوم استهداف مستودعات البترول في بورتسودان، تقول أحدث المعلومات إنها انطلقت من الشرق، أي من البحر، من قاعدة بوصاصو الإماراتية في دولة “صوماليلاند” (المنطقة المنشقة عن الصومال). وكانت تقارير دولية أكدت أن هذه القاعدة يتم فيها تشوين الأسلحة للمليشيات، عوضًا عن “أم جرس” في تشاد، بعد أن انكشف أمرها وأصبحت تحت المراقبة الدولية. وبالأمس، انتشرت فيديوهات من قاعدة بوصاصو أوضحت وصول طائرة “يوشن” كينية تحمل مرتزقة كولومبيين إلى قاعدة “بونتلاند” العسكرية للالتحاق بقوات الدعم السريع!
3
كشف الفريق ركن بحري محجوب بشرى، قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، خلال تنوير رسمي للبعثات الدبلوماسية بمدينة بورتسودان أمس، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بالهجوم الإرهابي الذي استهدف المدينة بطائرات مسيّرة انتحارية، متهمًا دولة الإمارات بتنفيذه انطلاقًا من قواعد عسكرية خارج الحدود.

وقال الفريق بشرى: “إن المعطيات الفنية والاستخباراتية التي تم تحليلها بعد إسقاط الطائرات تشير بوضوح إلى أن المسيّرات جاءت من الشرق، أي من اتجاه البحر الأحمر، وليس من اليابسة غربًا”، موضحًا أن ذلك “يفتح الباب واسعًا لاحتمال انطلاق الهجوم من إحدى القواعد العسكرية الإماراتية في مناطق الانفصال بالصومال، مثل بونتلاند أو أرض الصومال”.
4
قبل هذه الاستنتاجات التي توصل إليها الجيش السوداني على لسان قائد منطقة البحر الفريق ركن بشرى، كانت هناك تكهنات تشير إلى أن تلك المسيّرات التي هاجمت بورتسودان أمس واليوم قدمت من منطقة “العطرون” قرب الحدود الليبية ـ السودانية، وكان هجومها منسقًا بين طائرات انتحارية تُطلق من مناطق قريبة لا يتعدى بعدها من بورتسودان 300 كيلومتر، وطائرة مسيّرة استراتيجية مداها يصل إلى 2000 كيلومتر.

وبالطبع، لن يبقى السودان مكتوف اليدين أو يصبر على اعتداء الإمارات طويلًا، ومتى ما أقدم السودان على الرد، فإن البحر الأحمر سيشتعل تمامًا.
تصاعد استخدام الطائرات المُسيّرة (الدرونز) الاستراتيجية كعامل جديد في الحرب، ينذر بتوسّع رقعة النزاع، ويُحيل البحر الأحمر من ممر تجاري آمن إلى ساحة حرب تكنولوجية غير تقليدية، وهو تصعيد عسكري منخفض التكلفة. استخدام المسيّرات يسمح لأطراف مثل الحوثيين أو السودان بتنفيذ هجمات مؤثرة دون الحاجة إلى موارد ضخمة أو تدخل مباشر بقوات بشرية. سواء انطلقت تلك المسيّرات من قوارب في البحر الأحمر أو من قاعدة “بونتلاند”، فإن هذا يعني أن نقلة نوعية شديدة الخطورة قد حدثت في مسار الحرب السودانية ـ الإماراتية، وهذا تهديد خطير للملاحة الدولية في البحر الأحمر، ذلك الممر الحيوي الذي تمر عبره 13% من التجارة العالمية، والمهدد الآن من الحوثيين ومن الإمارات.
5
السعودية الآن أصبحت معنية بالحرب مباشرة، من زاوية أمن البحر الأحمر. البحر الأحمر بالنسبة للسعودية موضوع ذو أهمية قصوى لا يمكن التساهل أو التفريط فيه، فـ70% من تجارة السعودية تمر عبر البحر الأحمر، إضافة إلى 13% من التجارة العالمية.

ولذا، كان لافتًا في البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السعودية عقب الهجمات التي طالت بورتسودان بالأمس، أن تضمن إشارة مهمة لأول مرة، حين نص البيان قائلًا:
“إن مثل هذه الأعمال تمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي والأمن القومي العربي والإفريقي”.
وأمام السعودية خياران الآن للتعامل مع هذا التهديد الأمني والتجاري الخطير:
الأول: أن توقف الإمارات، بضغوط متنوعة تعرفها وتجيدها وتقدر عليها السعودية، عن أي ممارسات تهدد أمن البحر الأحمر، بوقف المسيّرات التي تستهدف أي منطقة في سواحله، بما في ذلك كل كل المناطق على السواحل السودانية. السعودية مطالبة باتخاذ هذا الموقف لأن ما يجري يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها واقتصادها.

الثاني: أن تساعد السودان في هزيمة التمرد والدفاع عن نفسه، بتمكينه من الوسائل الفعالة لحماية أمنه وحدوده وأجوائه.
6
السودان لن يكون أكبر الخاسرين حال اشتعال البحر الأحمر، إذ إن تجارة السودان، صادراته ووارداته، لا تتعدى 6 مليار دولار عندما كان في قمة عافيته، والآن لا يتجاوز الرقم 2 مليار دولار.
بينما صادرات السعودية النفطية وغير النفطية يُقدّر إجمالي إيراداتها بحوالي مليار دولار أمريكي يوميًا.
ستكون مصر هي أيضًا من أكبر الخاسرين إذا اشتعل البحر الأحمر، كما سنرى في الحلقة القادمة من هذا المقال.
نواصل…

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: البحر الأحمر المسی رات مسی رات

إقرأ أيضاً:

«البحر الأحمر العالمية» تعلن نيتها إجراء طرح عام أولي لشركة تابعة

أعلنت شركة البحر الأحمر العالمية، نيتها إجراء طرح عام أولي لشركتها التابعة، "التركيبات الأولية للأعمال الكهربائية المحدودة"، حيث وافق مجلس الإدارة على الصفقة الجوهرية والتي تخضع لموافقة مساهمي البحر الأحمر العالمية، بموجب المادة (107) من قواعد طرح الأوراق المالية والالتزامات المستمرة.

وقالت الشركة في بيان على "تداول السعودية"، إنه على الرغم من أنها لن تقوم يبيع أي من حصصها في "التركيبات الأولية للأعمال الكهربائية المحدودة" من خلال الطرح العام الأولي، إلا أن الصفقة تُعد صفقة جوهرية نظرًا لجوهرية شركة التركيبات الأولية للأعمال الكهربائية المحدودة بالنسبة لأعمال البحر الأحمر العالمية، وللأثر الناتج عن الطرح على شركة تابعة جوهرية.

وبناءً على ذلك، ووفقًا لأحكام المواد (102) إلى (110) من قواعد طرح الأوراق المالية والالتزامات المستمرة، تُعد موافقة مساهمي شركة البحر الأحمر العالمية على الصفقة الجوهرية شرطًا لموافقة هيئة السوق المالية.

وأكدت الشركة على أنها ستقوم بنشر دعوة لمساهميها بشكل منفصل لحضور اجتماع الجمعية العامة للمساهمين وذلك للتصويت على الصفقة الجوهرية، بالإضافة إلى تعميم للمساهمين والذي يحتوي على المزيد من المعلومات حول الصفقة الجوهرية المقترحة.

تعلن شركة البحر الأحمر العالمية عن نيتها إجراء طرح عام أولي لشركتها التابعة، شركة التركيبات الأولية للأعمال ال https://t.co/6TM849bknF

— Tadawul News (@TadawulFeed) June 25, 2025 أخبار السعوديةقواعد طرح الأوراق الماليةتداول السعوديةشركة البحر الأحمر العالميةالبحر الأحمر العالميةطرح شركةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • زعيم الحوثيين: إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية مستمر
  • السيد القائد يؤكد استمرار إغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة الى للكيان
  • تداول 14 ألف طن و729 شاحنة متنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • فود إكسبو 2024 بدورته الـ19… نافذة لتسويق المنتجات الغذائية المصنعة محلياً
  • وفيات الخميس … 26 / 6 / 2025
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: آن للسودان أن يرقص على رؤوس الأفاعي
  • «البحر الأحمر العالمية» تعلن نيتها إجراء طرح عام أولي لشركة تابعة
  • هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟
  • وقف مؤقت للغوص بجزر الأخوين لتنفيذ برنامج تتبّع أسماك القرش
  • السعودية ومصر ترحبان بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران