بعد زيارة اليوم.. تاريخ العلاقات المصرية الروسية
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
خلال الساعات القليلة سيصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الروسية موسكو من أجل المشاركة في عيد النصر الأمر الذي جعل الكثيرون يتساءلون عن تاريخ العلاقات المصرية الروسية خصوصًا أن القاهرة من أوائل الدول التي سارعت بإقامة علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، ومنذ ذلك الحين شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حتى باتت تمثل شراكة استراتيجية متينة تعززت بقوة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
حافظت العلاقات المصرية الروسية على زخمها السياسي عبر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين قادة البلدين. فقد شهدت السنوات الأخيرة لقاءات متكررة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، سواء عبر الزيارات الرسمية المتبادلة أو على هامش المؤتمرات الدولية.
وكانت زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا في أكتوبر 2018، وزيارته لموسكو للمشاركة في القمة الروسية الإفريقية في أكتوبر 2019، من أبرز المحطات التي كرست هذه العلاقات. كما قام بوتين بزيارة تاريخية للقاهرة في فبراير 2015، حيث وقع خلالها عددًا من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية.
وعلى مدار السنوات الماضية، تعددت الاتصالات الهاتفية بين الرئيسين، لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة، والتعاون في مجال الطاقة، ومشروع محطة الضبعة النووية.
أبرز محطات التعاون السياسي
شهدت العلاقات السياسية بين مصر وروسيا العديد من المحطات المهمة، أبرزها دعم روسيا للمبادرة المصرية حول ليبيا في يونيو 2020، والتي اعتبرتها موسكو "أساسًا جيدًا" لإطلاق عملية سياسية شاملة. كما تزامنت الذكرى الثمانين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2023 مع تبادل التهاني والاتصالات بين القيادتين.
وفي السياق ذاته، واصلت روسيا ومصر تنسيقهما المشترك بشأن قضايا الأمن الإقليمي، لا سيما مكافحة الإرهاب، وأزمة سوريا، والأوضاع في السودان وليبيا، فضلًا عن التنسيق داخل المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة.
شراكات اقتصادية كبرى.. محطة الضبعة والمنطقة الصناعية الروسية
اقتصاديًا، تُعد محطة الضبعة النووية أبرز رموز التعاون المصري الروسي، حيث يتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة "روساتوم" الروسية لتكون أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في مصر. كما تعمل الدولتان على إنشاء "المنطقة الصناعية الروسية" شرق بورسعيد، باستثمارات متوقعة تصل إلى 7 مليارات دولار، وتوفير نحو 35 ألف فرصة عمل.
وبحسب وزارة الاستثمار المصرية، فإن عدد الشركات الروسية العاملة في مصر بلغ أكثر من 467 شركة، تنشط في مجالات متنوعة تشمل البترول والغاز، والصناعات الكيماوية، والسياحة، والتكنولوجيا.
التعاون العسكري والدفاعي
يمثل التعاون العسكري أحد أركان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث شهدت السنوات الماضية توقيع العديد من الاتفاقيات لتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية، إلى جانب إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين المصري والروسي، أبرزها مناورة "حماة الصداقة".
كما يشمل التعاون العسكري مجالات التدريب، ونقل التكنولوجيا، وتبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني، في ظل حرص الجانبين على تعزيز قدراتهما الدفاعية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
التعاون الثقافي والتعليمي والسياحيلم تقتصر العلاقات المصرية الروسية على المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، بل امتدت إلى الثقافة والتعليم. فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايد أعداد الطلاب المصريين في الجامعات الروسية، إضافة إلى التعاون في مجالات الفنون والثقافة.
وفي قطاع السياحة، استعادت السياحة الروسية إلى مصر نشاطها تدريجيًا بعد استئناف الرحلات المباشرة بين البلدين، ما أسهم في دعم قطاع السياحة المصري الذي يُعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.
رؤية مشتركة لمواجهة التحديات الدوليةيرى مراقبون أن العلاقات المصرية الروسية اكتسبت طابعًا استراتيجيًا خاصًا في ظل التقلبات الدولية، إذ تجمع البلدين رؤية متقاربة حيال قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، ورفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول.
تظل هذه الشراكة المتنامية، تواصل مصر وروسيا تعزيز تعاونهما الثنائي على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بما يخدم تطلعات شعبي البلدين نحو التنمية والاستقرار، ويعزز حضورهما في الساحة الدولية كقوتين فاعلتين تسعيان لتحقيق السلام والتنمية الشاملة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العلاقات المصرية الروسية التعاون المصري الروسي محطة الضبعة النووية التبادل التجاري مصر روسيا المنطقة الصناعية الروسية السياحة الروسية في مصر الصادرات الروسية إلى مصر الصادرات المصرية إلى روسيا التعليم الروسي في مصر العلاقات الثقافية المصرية الروسية السد العالي شراكة استراتيجية مصر روسيا
إقرأ أيضاً:
توطين أحدث التكنولوجيا.. تعاون مشترك بين الإنتاج الحربي والشركات الصربية
استقبل المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج، الحربي جورو ماتسوت رئيس الوزراء بجمهورية صربيا، والوفد المرافق له، لبحث سبل التعاون والتباحث حول فتح آفاق جديدة للعمل المشترك بين شركات الإنتاج الحربي ومثيلتها من الشركات الصربية فى العديد من مجالات التصنيع العسكري .
وأكد "صلاح الدين"، أن سياسة العمل بالوزارة تقوم على الانفتاح للتعاون مع كافة الشركات المحلية والعالمية العاملة بمختلف المجالات من أجل تبادل الخبرات وتوطين تكنولوجيات التصنيع الحديثة داخل الشركات والوحدات التابعة، جاء ذلك بمقر شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة (مصنع 300 الحربي).
في بداية اللقاء أكد الوزير "محمد صلاح" على عمق وقوة العلاقات التي تربط بين مصر وصربيا، موضحًا أن هذا اللقاء يأتي بهدف بحث آليات تعزيز التعاون الثنائي بعدد من مجالات التصنيع المشترك، من منطلق إيمان الجانبين بأهمية الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات والتي تعود بالمنفعة المشتركة على كلا الطرفين.
وخلال اللقاء إستعرض الوزير إمكانيات وخبرات شركات ووحدات الإنتاج الحربي في مجال التصنيع العسكري والمدني ، مشيرا إلى أن الوزارة يتبعها عدد (15) شركة صناعية، بالإضافة إلى شركة للصيانة، وأخرى لنظم المعلومات، ومركزًا للتميز العلمي والتكنولوجي، وشركة للإنشاءات، وقطاع للتدريب، وهو ما يجعلها ضلعًا مهمًا في الصناعة الوطنية بما تمتلكه من إمكانيات تكنولوجية وتصنيعية وفنية وكوادر بشرية متميزة .
كما تضمنت الزيارة جولة تفقدية داخل معرض المنتجات العسكرية الخاص بشركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة، والتي تعد احدى قلاع الصناعات الدفاعية في مصر، كما تم تفقد أحد خطوط الإنتاج الخاصة بإنتاج الذخيرة الصغيرة والمتوسطة.
استعرض الوزير محمد صلاح الإمكانيات التصنيعية للشركة، وما تمتلكه من أحدث خطوط الإنتاج والتقنيات الحديثة المستخدمة في التصنيع ، مؤكدا حرص الوزارة على تطوير الصناعات وتوطين التكنولوجيات الحديثة داخل الشركات والوحدات التابعة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرا إلى أن الدور الأساسي للوزارة يتمثل في تلبية مطالب واحتياجات القوات المسلحة والشرطة من الآلات والمعدات والأسلحة والذخائر بالإضافة إلى الاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بشركاتها التابعة لتصنيع منتجات مدنية متنوعة بجودة عالية وأسعار تنافسية، وكذا المساهمة في تنفيذ المشروعات القومية والتنموية بالدولة.
مصر دولة محورية
من جانبه أوضح جورو ماتسوت رئيس الوزراء الصربي أن هذا اللقاء يأتي في إطار زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية، مؤكدًا على أن مصر دولة محورية ومؤثرة على الصعيد الإقليمي والدولي وأن العلاقات (الصربية – المصرية) تعود إلى سنوات طويلة وهو ما أكسب تلك العلاقات خصوصية تاريخية مُتفردة، مشيراً إلى أن ما يميز هذه العلاقات الراسخة أنها ترتكز على التفاهم والتعاون المثمر على كافة الأصعدة، مشيدًا بمستوى الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا خاصة على مستوى الزيارات رفيعة المستوى لمسئولي البلدين، مشددًا على ضرورة الاستفادة من تطور التعاون الاقتصادي مؤخرًا وعمق العلاقات الطيبة التي تجمع الشعبين المصري والصربي لتطوير آفاق التعاون الحالي على كافة الأصعدة والمستويات.
وأشاد رئيس وزراء صربيا بما اطلع عليه خلال الزيارة، مؤكدا على اهتمام العديد من الشركات الصربية العاملة في قطاعات التصنيع المختلفة بتعزيز التعاون مع الشركات المصرية وعلى رأسها شركات الإنتاج الحربي نظرًا لما يتوافر بالجهات التابعة لوزارة الإنتاج الحربي المصرية من إمكانيات تصنيعية وتكنولوجية وفنية وبحثية هائلة وخبرات بشرية متميزة وبنية تحتية على أعلى مستوى، إلى جانب حرصها على أداء الأعمال الموكلة إليها بدقة وسرعة وكذا مشاركتها في تنفيذ العديد من المشروعات القومية والتنموية بالدولة المصرية.