أشارت نتائج دراسة جديدة إلى أن البنى الهيكلية الكنسية سهلت ارتكاب حدوث الاعتداءات الجنسية داخل الأبرشية الكاثوليكية في مدينة شباير جنوب غرب ألمانيا.

وقالت جامعة مانهايم -في إشارة إلى تحليل أجرته المؤرخة سيلفيا شراوت- إن "أسباب ذلك تمثلت في غياب الرقابة على أعضاء الرهبانيات، وعدم وضوح المسؤوليات، إضافة إلى رؤية ذات طابع سلطوي للوظيفة الكنسية وللإنسان".

وحسب الوضع الحالي، تفترض الأبرشية -الواقعة في راينلاند بفالتس- أن هناك 109 من رجال الدين و41 شخصا من غير الكهنة (مثل موظفين في دور الرعاية) متهمون بارتكاب جرائم اعتداء جنسي.

وقد عرضت شراوت نتائج دراستها حول حالات الاعتداء الجنسي التي وقعت في الأبرشية منذ عام 1946، وذلك بعد عامين من البحث.

وأطلقت اللجنة المستقلة لتقصي حالات الاعتداء الجنسي في أبرشية شباير هذه الدراسة في أبريل/نيسان 2023، وتم تحديد إطار زمني يبلغ 4 أعوام لهذه الدراسة التي تتكفل الأبرشية بتمويلها. ويركز الجزء الأول من المشروع البحثي بشكل خاص على الإجابة على السؤال: كيف أتاحت البنى الهيكلية الكنسية وقوع مثل هذا النوع من الاعتداءات؟

لافتة بمدينة دبلن الأيرلندية تدعو بابا الفاتيكان إلى وقف الانتهاكات الجنسية ضد الأطفال في الكنيسة (رويترز) منع الرقابة

وأشارت الدراسة -من بين أمور أخرى- إلى أن العديد من المتهمين كانوا أشخاصا لديهم تجارب في الحروب ويتسمون بعقلية سلطوية.

إعلان

ونوهت الدراسة إلى أن الأمر اللافت للنظر في مسألة الاعتداءات الجنسية يتمثل بالدرجة الأولى في الأجيال التي تولت المناصب الكنسية في فترات شهدت تغييرات اجتماعية كبيرة. وأشار معدو الدراسة إلى أن ثلثي رجال الدين المتهمين، ولدوا قبل عام 1920، وقد وقعت نحو نصف الجرائم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بينما لم يتم الكشف عن نحو نصف هذه الحالات إلا بعد عام 2000.

وشددت المؤرخة شراوت: "كما يرجح أن تكون الأخلاق الجنسية المتشددة للكنيسة الكاثوليكية مسؤولة جزئيا عن التستر على حالات الاعتداء ومنع جهود الوقاية على مدار سنوات طويلة".

وكانت أبرشية شباير أقرت خلال السنوات الماضية بوقوع عدد كبير من حالات الاعتداء الجنسي داخل أروقتها. ووفقا لها، تم حتى الآن دفع نحو 3.6 ملايين يورو -تشمل تكاليف العلاج- إلى 96 ضحية.

وتشمل الأبرشية منطقتي بفالتس وحي زار- بفالتس، ويبلغ عدد سكانهما نحو 1.57 مليون نسمة، من بينهم 437 ألف كاثوليكي. ومن المقرر أن تدلي الأبرشية برأيها حول الدراسة في فعالية خاصة تعقد غدا الجمعة في مدينة شباير.

وفي سبتمبر/أيلول 2018، قدمت الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا رسميا اعتذارها بعد الكشف عن تجاوزات جنسية شملت 3677 قاصرا طوال عقود بين عامي 1946 و2014، معظمهم من الصبيان الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما، وكانوا ضحايا لـ1670 من القيادات المسؤولة عن الكنائس.

وواجهت ألمانيا عددا كبيرا من القضايا، يتعلق أخطرها بجوقة التراتيل في مدينة راتيسبون، حيث يفيد تقرير صادر في يوليو/تموز 2017 أن 547 طفلا على الأقل تعرضوا لاعتداءات جسدية وتجاوزات جنسية وصل بعضها إلى حد الاغتصاب بين عامي 1945 و1992.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حالات الاعتداء إلى أن

إقرأ أيضاً:

دراسة: الذكاء الاصطناعي يقع في نفس أخطاء البشر.. متحيز وواثق بنفسه

كشفت دراسة حديثة أن نموذج الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" (ChatGPT) يعاني من انحيازات معرفية مشابهة لتلك التي يعاني منها البشر، ما يؤثر بشكل مباشر على طريقة اتخاذه للقرارات.

وأظهرت الدراسة، التي نشرتها مجلة "Manufacturing Management"، أن "الذكاء الاصطناعي واثق بنفسه ومتحيز مثل البشر"، مؤكدة أن هذه الأنماط ليست عشوائية بل جزء من منهجية عمل النظام.

وأكدت الدراسة أن "تشات جي بي تي" وقع في العديد من الانحرافات الإدراكية البشرية في نحو نصف السيناريوهات التي خضع لها، منها الميل لتجنب المخاطر والثقة الزائدة وتأثير التملك سواء في سياقات نفسية أو أعمال واقعية، حسب موقع "Naukatv".


وأشارت الدراسة، التي أجراها باحثون من خمس جامعات كندية وأسترالية، إلى أنهم اختبروا نماذج GPT-3.5 وGPT-4 من شركة OpenAI، لقياس مدى انحرافها عن التفكير المنطقي، رغم ما وصفوه بـ"الاتساق المثير للإعجاب" في التفكير.

وبيّن الباحثون أن GPT-4 أظهر أداء أفضل في المسائل الحسابية والسيناريوهات المبنية على الاحتمالات، لكنه في المقابل وقع في أخطاء غير عقلانية عند مواجهة مواقف تتطلب قرارات ذات طابع شخصي أو استراتيجي، مشددين على أن GPT-4 أظهر ميلا أكبر نحو التنبؤ والسلامة مقارنة بالبشر.

ولفتت الدراسة إلى أن سلوك الذكاء الاصطناعي بقي متماسكا بغض النظر عن طبيعة الأسئلة، ما يعزز الاستنتاج بأن هذه الانحرافات ليست نتيجة أمثلة محفوظة فقط، بل تعكس منهجية داخلية في تفكير الآلة.


كما أضاف الباحثون أن GPT-4 عزز أحيانًا الأخطاء البشرية، وأظهر ميلاً أعلى لتصديق ما يُعرف بتأثير اليد الساخنة مقارنة بـGPT-3.5، في حين تمكن من تجنب بعض الانحيازات الأخرى مثل تجاهل الاحتمالات الأساسية.

وقال رئيس الفريق البحثي وأستاذ إدارة العمليات في كلية آيفي بكندا، يانغ تشين، إنه "من أجل الحصول على مساعدة دقيقة وموضوعية في اتخاذ القرار، استخدم GPT في المهام التي تثق فيها بالآلة الحاسبة. ولكن إذا تطلب القرار بيانات استراتيجية أو ذات طابع شخصي، فالإشراف البشري ضروري".

وأضاف أنه "لا ينبغي اعتبار الذكاء الاصطناعي موظفا يتخذ قرارات مصيرية. بل يجب إخضاعه للرقابة وتوجيهات أخلاقية، وإلا فإننا نخاطر بأتمتة تفكير خاطئ بدلا من تحسينه".

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذّر.. عادة يومية لدى الآباء تدمّر أدمغة أطفالهم
  • دراسة: تصنيع السيارات بالمغرب الأقل كلفة في العالم
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي يقع في نفس أخطاء البشر.. متحيز وواثق بنفسه
  • دراسة: العيش بجانب الملاعب يزيد خطر الإصابة بمرض شائع
  • دراسة تحذّر: الفقر والنزاعات الأسرية تؤثر على نمو «دماغ» الأطفال
  • دراسة تكشف ضعف الذكاء الاصطناعي في فهم التفاعلات الاجتماعية
  • دراسة تكشف ارتباطا غير متوقع بين الدوالي ومشكلات الذاكرة
  • الصلع سر الجاذبية؟ دراسة جديدة تقلب المقاييس وتفاجئ الجميع
  • الإمارات تطلق أول دراسة وطنية لقياس فقد وهدر الغذاء