لماذا أمرت محكمة أمريكية شركة NSO بدفع 167 مليون دولار لـ واتساب؟
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
بعد معركة قانونية استمرت 6 سنوات، أصدرت محكمة أمريكية يوم الثلاثاء الماضي، حكما يقضي بتغريم شركة NSO Group الإسرائيلية بمبلغ 167 مليون دولار لصالح شركة “ميتا" Meta، بعد إدانتها بانتهاك قوانين الأمن السيبراني الأمريكية من خلال بيع برنامج التجسس الشهير “بيجاسوس” لجهات استخدمته لاختراق هواتف مستخدمي واتساب عبر ثغرات أمنية.
ووفقا لما ذكره موقع “indianexpress”، صدر الحكم بعد يومين من مداولات هيئة المحلفين، حيث خلصت المحكمة أن برنامج “بيجاسوس” استغل ثغرة أمنية من نوع "دون نقرة" zero-click في تطبيق واتساب، مما أتاح للمهاجمين اختراق أجهزة المستخدمين دون الحاة لأي تفاعل منهم، ما مكن عملاء شركة NSO من الوصول الكامل إلى بيانات المستخدمين دون علمهم أو موافقتهم.
يأتي هذا الحكم بينما لا تزال تداعيات القضية مستمرة عالميا، خصوصا في الهند، التي كانت ثاني أكثر الدول استهدافا في حملة بيجاسوس عام 2019، بعد المكسيك.
وأظهرت وثائق المحكمة أن أكثر من 100 هندي من بين 1,223 شخصا في 51 دولة تعرضوا للاختراق باستخدام البرنامج، بينهم صحفيون، ومحامون، ونشطاء حقوقيون.
كيف يعمل بيجاسوس ولماذا رفعت “ميتا" القضية؟يعد بيجاسوس واحدا من أكثر برمجيات التجسس تطورا، حيث يستطيع اختراق الأجهزة دون الحاجة لأي تفاعل، ويتيح الوصول الكامل للكاميرا، والميكروفون، والرسائل، والموقع، والبيانات المالية، دون علم الضحية.
وفي مايو 2019، أعلنت واتساب اكتشاف ثغرة أمنية سمحت بتحميل البرنامج عبر مكالمات فيديو، وبعد أشهر، رفعت “ميتا" دعوى قضائية تطالب بإيقاف NSO عن استخدام منصاتها واستغلالها، كما طالبت بتعويضات مالية.
تفاصيل خطيرة كشفتها المحاكمةخلال المحاكمة، ظهرت تفاصيل دقيقة عن كيفية اختراق واتساب، حيث كشفت الوثائق أن NSO قامت بعكس هندسة الكود البرمجي للمنصة، وطورت أدوات اختراق أطلقت عليها أسماء رمزية مثل: “Heaven”، وEden، وErised، ضمن حزمة برمجية تعرف باسم “Hummingbird”، والتي بيعت لحكومات حول العالم.
كما تبين أن NSO لم تستهدف واتساب فقط، بل طورت أدوات لاختراق تطبيقات مراسلة أخرى.
ورغم دفاع الشركة بأن برمجياتها تستخدم لمحاربة الجريمة والإرهاب من قبل جهات رسمية، أكدت “ميتا" أن NSO كانت تتحكم بالكامل في عملية التجسس، من استخراج البيانات وحتى تسليمها.
وأشادت “ميتا" بالحكم، معتبرة أنه “يشكل ردعا قويا لصناعة برمجيات التجسس ويثبت أن الاعتداء على الخصوصية الرقمية للمستخدمين لن يمر دون عقاب”.
كما أعلنت أنها ستتبرع بمبلغ التعويض البالغ 167 مليون دولار لمنظمات حقوق رقمية، وتسعى حاليا لاستصدار حكم يمنع NSO نهائيا من استهداف مستخدمي واتساب.
أما NSO Group، فقد أوضحت نيتها استئناف الحكم، مؤكدة أنها ستدرس القرار بعناية وأن تقنياتها تستخدم من قبل جهات حكومية مخولة لمحاربة الجريمة والإرهاب.
نهاية قريبة لمجموعة NSO؟
القرار يشكل ضربة قاضية لـ NSO Group، التي تواجه بالفعل مشاكل مالية حادة، فبعد أن كانت تقدر قيمتها بـ مليار دولار، أصبحت توصف اليوم بأنها شركة بلا قيمة بحسب تقرير لـ فاينانشال تايمز.
وقد أدرجتها وزارة التجارة الأمريكية على القائمة السوداء منذ عام 2021، باعتبار أن أنشطتها تتعارض مع الأمن القومي الأمريكي.
لكن رغم هذا الانتصار القانوني، لا يزال التهديد قائما، إذ أعلنت واتساب في وقت سابق من هذا العام أنها عطلت حملة تجسس جديدة طورتها شركة إسرائيلية أخرى تدعى Paragon Solutions، ما يظهر أن سوق برمجيات التجسس لم يغلق بعد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: واتساب ميتا بيجاسوس برنامج التجسس مجموعة NSO
إقرأ أيضاً:
محكمة بريطانية تدين رجليْن بتهمة قطع شجرة “سيكامور غاب” الشهيرة
قُدرت كلفة الأضرار التي لحقت بالشجرة وحدها بأكثر من 622 ألف جنيه إسترليني (نحو 816 ألف دولار). اعلان
دان القضاء البريطاني، يوم الجمعة، رجلين بقطع شجرة "سيكامور غاب" الشهيرة بمُنشار كهربائي في أيلول/ سبتمبر 2023، في حادثة أثارت استياءً واسعًا في المملكة المتحدة.
دانيال غراهام (39 عامًا) وآدم كاروثرز (32 عامًا) توجها بسيارتهما ليلًا إلى موقع الشجرة قرب جدار هادريان شمال شرق إنكلترا، ثم سارا نحو 20 دقيقة حاملين أدوات القطع، وصوّرا نفسيهما وهما يقطعان الشجرة وينقلان جزءًا من جذعها إلى السيارة.
الشجرة التي قُدّر عمرها بحوالي 200 عام عُرفت عالميًا بفضل ظهورها في فيلم "روبن هود" (1991) مع كيفن كوستنر ومورغان فريمان، كما كانت تُعدّ رمزًا محليًا محببًا وموقعًا شهيرًا للصور التذكارية والزفاف.
المحكمة، التي ستنطق بالحكم النهائي في 15 يوليو المقبل، أشارت إلى أن العقوبة ستشمل “فترة احتجاز طويلة”. حيث يخضع غراهام للاحتجاز منذ ديسمبر الماضي لدواعٍ أمنية، واتُخذ الإجراء ذاته بحق كاروثرز بعد صدور الإدانة.
بحسب الادعاء العام، لم يُقدّم أيّ من الرجلين تفسيرًا واضحًا لسبب فعلهما، فيما أظهرت رسائل نصية بينهما أنهما كانا يتابعان باهتمام انتشار الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، بل هنّأ كل منهما الآخر على الشهرة التي حصلا عليها.
قُدرت كلفة الأضرار التي لحقت بالشجرة وحدها بأكثر من 622 ألف جنيه إسترليني (نحو 816 ألف دولار)، بينما بلغت الأضرار بجدار هادريان، المصنف ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، حوالي 1144 جنيهًا (1521 دولارًا).
هيئة "هيستوريك إنغلند" وصفت خسارة الشجرة بأنها تركت "أثرًا عميقًا" ليس فقط على سكان شمال شرق البلاد، بل أيضًا على المستويين الوطني والدولي. وكانت الشجرة قد نالت لقب "شجرة العام" في إنكلترا عام 2016، تأكيدًا لمكانتها الرمزية والثقافية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة