موقع النيلين:
2025-05-10@04:49:26 GMT

معركة العقول وصراع الاستراتيجيات

تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT

إن المعركة التي يخوضها السودان حاليا في وجهها السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، القانوني، الإعلامي، التقني والعسكري، هي جزء من الصراع الاستراتيجي الدولي حول السواحل البحرية وموارد الطاقة والمعادن الاستراتيجية والصناعية وموارد الغذاء بجانب الصراع
الثقافي العقدي. وجميع الأطراف الفاعلة في المشهد الدولي تمتلك حشودا معرفية ضخمة ومراكز تفكير كبيرة ومؤسسات داعمة للقرار وصنع السياسات العامة، توظف بحنكة في صراع المصالح.

على سبيل المثال تعتبر الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية واحدة من ضمن أكثر من 400 مؤسسة من مراكز الأبحاث ومستودعات التفكير التي تسهم في صنع القرار والسياسات العامة في الصين، ويعمل في الأكاديمية أكثر من ثلاثة آلاف باحث متخصص ، وتضم أكثر من ثمانين معهدا متخصصا ومركزا بحثيا. وفي الولايات المتحدة وأوروبا قد يطغى تأثير مؤسسات مثل معهد بروكنجز وكارنيجي وراند وشاتام هاوس ومجلس العلاقات الخارجية، لكن في الواقع فإن القائمة تضم آلاف مراكز الأبحاث ومستودعات التفكير، يعمل فيها ولمصلحة الدول المعنية عشرات الآلاف من الخبراء والباحثين وتمول بمليارات الدولارات سنويا.

أن القصور في إدراك حجم وأبعاد المعركة، وتصور المعركة على أنها معركة عسكرية مخدومة بأدوات غير عسكرية هو تصور قاصر وتفسير خاطئ وسيؤدي إلى السير في المسار الخطأ. فالسودان لا يواجه الدعم السريع فحسب، علينا ان ندرك من يقف خلف الأحداث، وعندها سندرك طبيعة السيناريوهات التي يمكن ان تحدث، والساحة الدولية مليئة بالشواهد.

إن إدراك طبيعة العدو وحجم وطبيعة الصراع يعني إدراك أدوات الصراع والتي تفوق الثلاثين أداة، عندها سندرك أنه من الخطورة بمكان التعامل مع المعركة على أنها معركة عسكرية. فمواجهة إستراتيجيات محكمة وعميقة ومسنودة بحشود معرفية ضخمة لا يمكن أن يتم عبر رؤى متفرقة وملفات مجزأة وإدارة ديوانية رتيبة. المطلوب بعيدا عن أي مجاملات فريق مؤهل لإدارة المعركة الناعمة، والتأخير له ثمن باهظ وليس في مصلحة الوطن، فالمعركة معركة إرادة وعقول ومعارف على المستويين المدني والعسكري.

أ.د. محمد حسين أبوصالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ماكرون وكاغامي يناقشان التعاون الثنائي وصراع شرق الكونغو

عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جلسة مباحثات -أمس الأربعاء- مع نظيره الرواندي بول كاغامي في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس.

وقد اعتبر اللقاء، الذي جرى دون إعلان مسبق زيارة خاصة وفق مصادر رسمية فرنسية ورواندية، متناولا سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين إضافة إلى مناقشة ملفات دولية وإقليمية، أبرزها الصراع الدائر شرق الكونغو الديمقراطية، والتي تعتبر رواندا طرفا فاعلا فيه لدعمها حركة "إم 23" المتمرّدة.

وذكرت إذاعة فرنسا الدولية أن الوضع في منطقة البحيرات الكبرى كان حاضرًا بقوة خلال جلسة المباحثات التي ناقشت ضرورة خفض التصعيد والتوتر بين كينشاسا وكيغالي.

وتأتي زيارة كاغامي لباريس بعد نحو أسبوع من عقد الأطراف المتابعة للسلام شرق الكونغو اجتماعا في العاصمة القطرية لدعم الجهود المبذولة في التهدئة والاستقرار.

وتعتبر فرنسا عضوا في اللجنة المعنية بمتابعة السلام شرق الكونغو ومنطقة البحيرات العظمى، بالإضافة لدولة قطر والولايات المتحدة، وجمهورية توغو، ورواندا.

التعاون الثنائي

على الصعيد الثنائي، يستمرّ التعاون بين فرنسا ورواندا، خاصة في مشروع إنشاء نصب تذكاري في باريس لتخليد ذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسي، الذي وصل مراحله النهائية، ومن المتوقع أن يتمّ الإعلان عنه رسميًا خلال الأشهر المقبلة، بحسب مصادر من الجانبين.

إعلان

وفيما يتعلّق بالمساعدات التنموية، فقد أكّدت السلطات في رواندا أن المشاريع التي كانت قيد التنفيذ لم تتوقف.

وفي وقت سابق من العام الجاري، أعلنت فرنسا تعليق توقيع مشاريع جديدة بتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية "إيه إف دي" (AFD) بسبب ما تعتبره دعمًا من رواندا لحركة "إم 23" شرق الكونغو الديمقراطية.

مقالات مشابهة

  • المعركة على اتحاد بلديات البترون وصراع ثلاثي مع باسيل
  • يسرا اللوزي: طبيعة أعمالى مؤخرا تعكس نضج حياتى
  • لسرعة التفكير في الظهيرة.. تناول الجوز في الفطور
  • خالد الجندي: الرضا أعظم نعمة.. والبلاء قد يكون سببًا في إدراك نعم عظيمة
  • ماكرون وكاغامي يناقشان التعاون الثنائي وصراع شرق الكونغو
  • الفحوصات الطبية تكشف طبيعة إصابة ماتيو دامس
  • خبير إرشادي يكشف أهم الاستراتيجيات التي تساعد الطالب على تجاوز اختبارات القدرات .. فيديو
  • "بورصة مسقط" تسلط الضوء على "تطور التفكير الاستراتيجي في ظل المناخ الجيوسياسي المعقد"
  • الهند تلغي أكثر من 200 رحلة جوية وإغلاق 18 مطار