أبدت الهند وباكستان اليوم السبت استعدادهما لخفض التصعيد العسكري بينهما شريطة التزام كل طرف بذلك، لكنهما تبادلتا القصف واستبعدت إسلام آباد "الخيار النووي في المرحلة الحالية" بعدما تضاربت الأنباء حول دعوتها لانعقاد أعلى هيئة نووية في البلاد ردا على الهجمات الهندية.

وقال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار اليوم "إذا أوقفت الهند تصعيدها، فستفعل إسلام آباد الشيء نفسه".

وفي حديثه إلى المحطة التلفزيونية "جيو نيوز" الباكستانية، قال إسحاق دار "إذا كان هناك ذرة من العقل، فستتوقف الهند، وإذا توقفوا، فسنتوقف نحن أيضا. نريد السلام بصدق دون هيمنة أي دولة".

وذكر الوزير الباكستاني أنه نقل هذه الرسالة أيضا إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو عندما اتصل به بعد حديثه إلى نيودلهي قبل ساعتين. وقال "لقد استجبنا لأن صبرنا قد بلغ حده. إذا توقفوا عند هذا الحد، فسندرس أيضا التوقف".

من جهته، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن الخيار النووي "ليس مطروحا الآن، ولكن إذا طرأت تطورات على الوضع فإن المراقبين سوف يتأثرون أيضا".

وفي حديثه لقناة "جيو نيوز"، قال آصف "أقول للعالم إن هذا لن يقتصر على المنطقة فقط، بل قد يكون تدميرًا أوسع نطاقًا بكثير.. خياراتنا تتضاءل في ظل الوضع الذي تخلقته الهند".

إعلان

كما نفى الوزير الباكستاني وجود دعوة لعقد اجتماع لهيئة القيادة الوطنية التي تتولى مسؤولية اتخاذ القرارات التشغيلية بشأن الأسلحة النووية الباكستانية.

وفي وقت سابق صباح اليوم السبت، ذكرت قناة "سماء نيوز" الباكستانية أن رئيس الوزراء شهباز شريف دعا "هيئة القيادة الوطنية" المسؤولة عن الإشراف على برنامج الصواريخ والأسلحة النووية والأصول الإستراتيجية الأخرى إلى الاجتماع.

وتوقعت القناة أن يحضر الاجتماع كبار القادة المدنيين والعسكريين لتقييم الوضع ومناقشة الاستجابات الدبلوماسية والدفاعية الممكنة، مضيفة أنه سيركز على التأهب للدفاع الوطني والردع الإستراتيجي ومراجعة المشهد الأمني الإقليمي المتطور عقب العملية العسكرية الباكستانية الأخيرة.

وأفادت قناة "سي إن إن" بأنه تم إجراء أول اتصال هاتفي بين الهند وباكستان وسط تصاعد الصراع بينهما، وقالت إن إسلام آباد تسعى لاجتماع مع نيودلهي.

كما نقلت رويترز عن وزير الخارجية الهندي قوله إنه أبلغ نظيره الأميركي أن نهج الهند كان وسيبقى مدروسا ومسؤولا.

من ناحيته، حث وزير الخارجية الأميركي كلا من باكستان والهند على إيجاد سبل لتهدئة التوتر بينهما. وقالت الخارجية الأميركية إن روبيو تحدث إلى قائد الجيش الباكستاني عاصم منير وعرض المساعدة لبدء محادثات بناءة لتجنب أي صراعات مستقبلية.

استنفار عسكري باكستاني في ميناء كراتشي جنوبي البلاد تحسبا لغارات هندية محتملة (الأوروبية) تصريحات هندية

على الجانب الآخر، قالت المتحدثة باسم القوات الجوية الهندية فيوميكا سينغ اليوم السبت إن "الهند ملتزمة بعدم التصعيد شريطة أن ترد باكستان بالمثل".

وأضافت أن القوات البرية الباكستانية "شوهدت وهي تحشد قواتها نحو المناطق الأمامية، مما يشير إلى نية هجومية لتصعيد الموقف"، مشددة على أن "القوات المسلحة الهندية لا تزال في حالة تأهب عملياتي عالية".

إعلان

وأوضحت سينغ أن القوات المسلحة الهندية نفذت "ضربات دقيقة على أهداف عسكرية محددة فقط ردا على الإجراءات الباكستانية، شملت البنية التحتية التقنية، ومراكز القيادة والتحكم، ومواقع الرادار، ومناطق تخزين الأسلحة لضمان أقل قدر من الأضرار الجانبية".

وأضافت أن باكستان أطلقت خلال الليلة الماضية عدة صواريخ عالية السرعة استهدفت قواعد جوية متعددة وبنية تحتية مدنية في ولاية البنجاب شمالي الهند. وأوضحت أنه "تم التصدي لجميع الأعمال العدائية بفعالية والرد عليها بشكل مناسب".

أما وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري فرفض "مزاعم الجيش الباكستاني بتدميره عدة قواعد جوية في الهند وإلحاق أضرار جسيمة بمستودعات المدفعية والمؤسسات العسكرية والبنية التحتية الحيوية بما في ذلك محطات الطاقة".

وأعلنت الهند استهدافها قواعد عسكرية باكستانية بعد أن أطلقت إسلام آباد عدة صواريخ عالية السرعة على عدة قواعد جوية هندية في ولاية البنجاب صباح اليوم السبت.

وكانت باكستان قد أعلنت في وقت سابق أنها اعترضت معظم الصواريخ التي استهدفت ثلاث قواعد جوية، وأن ضربات انتقامية على الهند جارية.

وصرحت العقيدة الهندية صوفيا قريشي، في مؤتمر صحفي في نيودلهي، بأن باكستان استهدفت أيضًا منشآت صحية ومدارس في قواعدها الجوية الثلاث في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير. وأضافت "لقد تم الرد على الإجراءات الباكستانية بالشكل المناسب".

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الهندية أن القوات الباكستانية حاولت التوغل جوا إلى 26 موقعا هنديا.

وأوضحت المتحدثة، في مؤتمر صحفي مشترك مع الخارجية الهندية، أن باكستان تعزز من انتشار قواتها على الحدود، وأنها استخدمت صاروخا عالي السرعة لاستهداف قاعدة جوية في البنجاب.

وفي وقت سابق الليلة الماضية استهدفت الصواريخ الهندية قاعدة نور خان الجوية في مدينة راولبندي بالقرب من العاصمة إسلام آباد، وقاعدة مريد الجوية في مدينة تشاكوال، وقاعدة رفيقي الجوية في منطقة جهانج بإقليم البنجاب الشرقي، وفقًا للمتحدث العسكري الباكستاني.

وأعلن الجيش الباكستاني أنه استخدم صواريخ فاتح المتوسطة المدى لاستهداف منشأة تخزين صواريخ هندية وقواعد جوية في مدينتي باثانكوت وأودهامبور.

إعلان

وصرح المتحدث باسم الجيش الفريق أحمد شريف بأن أصول القوات الجوية الباكستانية آمنة عقب الضربات الهندية، مضيفًا أن بعض الصواريخ الهندية أصابت أيضًا شرق البنجاب في الهند.

وتصاعدت التوترات بين الخصمين المسلحين نوويًا منذ هجوم يوم 22 أبريل/نيسان الماضي على موقع سياحي شهير بالجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، أسفر عن مقتل 26 مدنيًا، معظمهم من السياح الهنود الهندوس. ألقت نيودلهي باللوم على باكستان لدعم الهجوم، وهو اتهام تنفيه إسلام آباد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزیر الخارجیة الیوم السبت إسلام آباد قواعد جویة جویة فی

إقرأ أيضاً:

أحمد زكي: الصادرات المصرية في مأمن من تبعات الأزمة الهندية -الباكستانية

أكد أحمد زكي، أمين عام شعبة المصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الصادرات المصرية لن تتأثر إطلاقاً بالتطورات العسكرية بين الهند وباكستان، مشيراً إلى أن طبيعة التبادل التجاري بين مصر وهاتين الدولتين واستراتيجية التنوع الجغرافي التي تنتهجها مصر في صادراتها تضمن حماية الاقتصاد المصري من أي تداعيات سلبية.

توقع زكي أن التصعيد الحالي بين الهند وباكستان لن يستمر طويلا، ولن ينزلق إلى حرب شاملة أو حرب نووية بين الجانبين، ولكن ستكون هناك نقاط اشتباك وتصعيد محسوب، ومن ثم تراجع حتى لا تسقط اقتصاديات البلدين.

وأوضح  أن حجم التبادل التجاري بين مصر والهند بلغ 4.2 مليار دولار في عام 2024، وتستهدف البلدان الوصول به إلى 12 مليار دولار، وذلك وفقاً لما تم التوافق عليه خلال اجتماعات اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين التي عُقدت في سبتمبر 2024.

كما توجد 55 شركة هندية تنشط في السوق المصرية باستثمارات تتجاوز 3.75 مليار دولار.

أما بالنسبة لباكستان، فقد أكد زكي أن إجمالي التبادل التجاري بين القاهرة وإسلام أباد بلغ حوالي 400 مليون دولار في عام 2022، مع تركيز الصادرات المصرية على المنتجات الزراعية مثل البصل والثوم والحمضيات. وتسعى باكستان إلى توقيع اتفاقية تجارة تفضيلية مع مصر لرفع حجم التبادل التجاري إلى 4 مليارات دولار، مما يمثل زيادة بنسبة 900%.

وأضاف زكي أن هذه الأرقام تؤكد محدودية التعرض المصري لتداعيات الأزمة، حيث لا تمثل الصادرات إلى البلدين سوى نسبة ضئيلة من إجمالي الصادرات المصرية التي تتجاوز 45 مليار دولار سنوياً.

وأشار إلى أن تنوع الأسواق التي تعتمد عليها الصادرات المصرية في أفريقيا وأوروبا والعالم العربي يقلل من مخاطر الاعتماد على أي سوق بعينه، كما أن طبيعة الصادرات إلى الهند وباكستان، التي تركز على سلع استراتيجية ومواد خام، تضمن استمرار الطلب عليها بغض النظر عن التطورات السياسية.

ولفت زكي إلى أن العمليات العسكرية الجارية تتركز في المناطق الحدودية بين الهند وباكستان، بينما تواصل الموانئ الرئيسية مثل مومباي وكاراتشي عملها بكفاءة، مما يضمن استمرار تدفق السلع. وأكد أن هذا التوتر الإقليمي قد يحمل في طياته فرصاً جديدة للصادرات المصرية، خاصة في ظل بحث العديد من الدول عن بدائل للسلع الهندية والباكستانية.

سعر الدولار الأمريكي اليوم السبت 10-5-2025 فى مصرالتصديري للصناعات الكيماوية: 27 شركة مصرية تشارك في معرض "ليبيا بيلد – طرابلس"

وأشار أمين عام شعبة المصدرين إلى أن قطاعات المنسوجات والمنتجات الزراعية والمواد الكيماوية تمثل فرصاً واعدة لمصر في الأسواق الدولية حالياً، خاصة بعد تعطل بعض مصانع النسيج في منطقة بنجاب الباكستانية وتباطؤ الإنتاج في بعض المناطق المتأثرة بالصراع. 
وذكر أن مصر لديها فرصة ذهبية لتعزيز وجودها في أسواق كانت تعتمد بشكل شبه كامل على الهند وباكستان، خاصة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا.

طباعة شارك الصادرات الصادرات المصرية الهند بالتطورات العسكرية الاقتصاد المصري

مقالات مشابهة

  • إيكونوميست: هذه المواجهة الهندية الباكستانية مختلفة بشكل خطير
  • مقتل 13 مدنيا وإصابة 50 برصاص القوات الهندية في كشمير الباكستانية
  • أحمد زكي: الصادرات المصرية في مأمن من تبعات الأزمة الهندية -الباكستانية
  • الصين والولايات المتحدة تعرضان الوساطة لخفض التصعيد بين الهند وباكستان
  • الجيش الباكستاني يتصدى لهجوم صاروخي هندي على 3 قواعد جوية
  • ترامب يدعو لخفض التصعيد بين الهند وباكستان
  • المتحدث العسكري الباكستاني: لن نخفض التصعيد مع الهند
  • وزير الإعلام الباكستاني: القوات الجوية تعمل بكامل طاقتها
  • مقتل 38 شخصاً في قصف متبادل بين الهند وباكستان، وبريطانيا تبدي استعدادها للتدخل “لخفض التصعيد”