إندبندنت: لماذا تخاف إسرائيل من الحقيقة وتقتل الصحفيين عيون العالم في غزة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
رأت بيل ترو في صحيفة " إندبندنت " أن استهداف الصحافيين الفلسطينيين في غزة هي محاولة لتغطية الحقيقة عن العالم" ، متسائلة " ما الذي تخشاه إسرائيل ولماذا تخاف من التدقيق؟".
وكتبت كبيرة المراسلين الدوليين في صحيفة "إندبندنت" البريطانية بيل ترو ، أن الضربات الإسرائيلية قتلت أكثر من 200 صحفي وإعلامي فلسطيني في غزة منذ تشرين الأول / أكتوبر 2023.
قتل الصحفيين كـ أنس يُعمي العالم عما يحدث
وأشارت إلى أنه كلما زاد عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين تقتلهم إسرائيل في غزة مثل أنس الشريف ، كلما انخفض عدد من يُغطون إحدى أكثر الكوارث الإنسانية غير المسبوقة في عصرنا ، مما يُعمي العالم عما يحدث هناك.
بيل ترو , تطرقت كيف أن أنس الشريف (28 عاماً) كان يخشى أن يتم اغتياله على يد إسرائيل , وهو قلق شاركته به لجنة حماية الصحفيين والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية التعبير أيضا.
وسردت ترو كيف واجه مراسل الجزيرة "أنس" الذي وثق بلا كلل الأهوال في شمال غزة ، حملة تشهير قاتلة من الجيش الإسرائيلي , حيث اتهموا هذا الأب الفلسطيني لطفلين بأنه من عناصر حماس ، وهو ما نفاه الشريف بشدة , وقالت لجنة حماية الصحافيين إنها اتهامات لا أساس لها من الصحة , بل وعدت الحملة بأنها "تمثل محاولة لتصنيع الموافقة على قتل الشريف" وأن الخطر على حياته أصبح الآن شديدا".
كما وحثت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، إيرين خان، العالم على التحرك ضد "المحاولة الصارخة لتعريض حياة أنس الشريف للخطر" , ولكن لم يفعل أحد شيئا ، ففي مساء الأحد 10 آب / أغسطس ، قصفت إسرائيل عمدا الخيمة التي كان ينام فيها أنس، ما أسفر عن مقتله، وأربعة من زملائه في قناة الجزيرة، بالإضافة إلى صحافي مستقل في خيمة مجاورة، وأحد المارة , وكان جميعهم داخل مجمع مستشفى الشفا.
اتهام الصحافيين الفلسطينيين دون أدلة لتبرير قتلهم
الجيش الإسرائيلي احتفل ، مدعيًا أن هذا الاغتيال المدعوم من الدولة كان ضربة ناجحة على ناشط في حماس , فيما وصفت لجنة حماية الصحافيين الإستهداف بأنه "جريمة قتل واضحة وبسيطة"، وقالت إنه جزء من نمط اتهام الصحافيين الفلسطينيين دون تقديم أي دليل موثوق.
وأوضحت ترو أنه منذ بداية هذه الحرب، منعت إسرائيل أيضا المراسلين الدوليين مثلها من دخول غزة وتقديم التقارير فيها ، إلا في معسكرات عسكرية مُراقبة.
وأضافت بالقول: " بسبب هذا الإجراء باتت غرف الأخبار تعتمد كليا على زملائنا الفلسطينيين الشجعان ليكونوا عيونا على ما يجري داخل القطاع المُحاصر والمُقصف والمُدمر , إنهم عيون العالم".
وأكدت ترو أنها لا ترى أي سبب لمنع الصحفيين الدوليين من دخول غزة لتقديم تقارير أيضا، مشيرة إلى أنها، مثل مئات المراسلين الآخرين، قامت بتغطية حربي 2012 و2014 المدمرتين على غزة من داخلها , وآنذاك، سمحت لهم إسرائيل بالدخول عبر المعابر البرية.
وقالت ترو إنها سألت السلطات الإسرائيلية مرارا عن سبب منعها لنا من الدخول، ولم تتلق تفسيرا واضحا بعد , مشيرة إلى أن هذا الغموض يُثير سؤالًا مفاده: "ما الذي يُفترض بنا ألا نراه؟".
وأوضحت:" أن "مذبحة الصحفيين الفلسطينيين، والحصار المفروض على المراسلين الدوليين، يعني أنكم، وأنا، وجميعنا الجالسين في منازلنا، لا نعرف الكثير عما يجري في غزة".
لا نعرف ما يجري في غزة إلا القليل
وأكدت ترو أن استهداف الصحفيين وقتلهم المتعمد يعد جرائم حرب بموجب القانون الإنساني الدولي، وهو يهدف إلى معرفة العالم لمعلومات أقل بكثير عن الأوضاع في غزة التي أودى قصف إسرائيل وحربها بحياة أكثر من 61 ألف شخص حسب وزارة الصحة الفلسطينية ، وحيث تتكشف المجاعة، وفقا لتقرير المرصد العالمي للجوع المدعوم من الأمم المتحدة , وحيث أُجبر أكثر من 90% من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على الفرار من منازلهم عدة مرات محاصرين داخل هذا الصندوق المميت , كل هذا يعني في المحصلة "أننا نعرف أقل عن الأوضاع في غزة".
وأضافت: أنه " إذا لم يُرد على مقتل صحافيي الجزيرة والصحافي المستقل محمد الخالدي , وتم كشف ملابسات مقتل الصحفيين، ولم تُجرَى تحقيقات نزيهة حقا، ولم يُحاسب المسؤول على القتل ، ولم يتم تحقيق العدالة لعائلاتهم ، فإن ذلك يرسخ سابقة خطيرة لزملائنا الشجعان الذين ما زالوا (بالكاد) على قيد الحياة في غزة وتحت التهديد".
ترو عدت هذا الأمر بأنه يُشكل سابقة خطيرة ليس للصحفيين في غزة فحسب , بل أيضا للصحفيين في كل مكان، ويشير هذا إلى "أنه من المقبول أن يشارك حليف للغرب - بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية - في قتل الصحافيين دون عقاب , وهم ما سيقلل من أماننا جميعا".
غزة أخطر مكان على وجه الأرض لعمل الصحافيين
في الوقت الحالي، تعد غزة أخطر مكان على وجه الأرض لعمل الصحافيين , وعلى حد تعبير منظمة أمنستي انترناشونال: "لم يشهد أي صراع في التاريخ الحديث عددا أكبر من الصحافيين القتلى من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".
ترو ختمت بالقول :" من أجل الصحافيين الفلسطينيين الذين ما زالوا داخل غزة , ومن أجل كل من يعانون داخل غزة الآن , ومن أجل مستقبل الصحافة , ومن أجل مستقبل الحقيقة نفسها، يجب أن نطالب بالإجابات والعدالة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية حرب غزة انس الشريف صحفيو غزة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحافیین الفلسطینیین فی غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
ناشط حقوقي لـ عربي21: إسرائيل تستهدف الصحفيين في غزة لطمس الحقيقة
قال أنور الغربي، مدير مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، إن السلطات الإسرائيلية تفرض تعتيماً إعلامياً رسمياً على ما يجري في قطاع غزة، معتبرة ذلك "إحدى معاركها لمواصلة السيطرة وتوجيه الرأي العام".
وأوضح الغربي في تصريح خاص لـ"عربي21" أن إسرائيل اعتبرت منذ البداية أن وجود الإعلام في غزة ونقل صورة الواقع يشكل خطراً على روايتها للأحداث، لذلك منعت دخول الصحفيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها في الضفة الغربية والقدس، وحرمت قناة الجزيرة من التغطية هناك.
وأشار إلى أن إسرائيل رأت في مراسلي الجزيرة، وعلى رأسهم أنس الشريف ومحمد قريقع، تهديداً مباشراً لجنودها، لذلك عمدت إلى تصفيتهم باغتيال مباشر، في جريمة جديدة تُضاف إلى مئات الجرائم الموثقة بحق الإعلاميين الفلسطينيين.
وأكد الغربي أن إسرائيل خسرت معركة الصورة والإعلام، وأن جرائمها صارت موثقة صوتاً وصورة، مما أدى إلى ملاحقة جنود وضباط إسرائيليين في عدة دول حول العالم. وأضاف: "العالم كله يتابع قناة الجزيرة ومراسليها، ولهذا أرادت إسرائيل إسكاتهم للأبد، في محاولة لتسويق الرواية التي ترغب في نشرها بعدما فشلت في إقناع العالم بروايتها."
وأشار إلى أن فشل الرواية الإسرائيلية ظهر جلياً مع زيارة المبعوث الأمريكي لتوسيع "المساعدات"، التي تحولت في الواقع إلى آلية قتل جماعي لم تستطع إسرائيل إخفاء بشاعتها.
وخلص الغربي إلى أن الحكومة الإسرائيلية مستمرة في ارتكاب جرائم إبادة وقتل وتهجير، بعيداً عن الإعلام، وتسعى لإسكات الشهود وخنق صوت الحقيقة، متحدية المحاكم الدولية والمنظومة الدولية التي تواجه اليوم تحدياً كبيراً إما بمواجهة إسرائيل أو الإذعان لانتهاكاتها ومجازرها.
وأكد أن النصوص الدولية تجرم هذه الجرائم، لكن الفشل في تطبيقها على أرض الواقع يجعل المسؤولية مضاعفة على المجتمع الدولي لضمان المحاسبة والعدالة.
يُعد استهداف الصحفيين في قطاع غزة من أكثر الجرائم التي وثقتها منظمات حقوق الإنسان الدولية، حيث قتل منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير أكثر من 230 صحفياً فلسطينياً، منهم مراسلو وكوادر إعلامية كانوا يعملون في تغطية الأحداث. وتأتي هذه العمليات ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكاتههم ومنع نقل الحقيقة عن حجم المأساة والدمار الذي يعيشه القطاع.
ومن بين أبرز الجرائم التي أثارت إدانات دولية واسعة، استهداف خيمة الصحفيين في باحة مستشفى الشفاء غرب غزة، حيث قُتل في غارة جوية خمسة صحفيين بينهم مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع.
وتكررت هذه العمليات بالرغم من المعايير والقوانين الدولية التي تحمي الصحفيين في مناطق النزاع، ما يؤكد الطبيعة الإجرامية للاستهداف الذي يعد انتهاكاً صارخاً للحق في حرية الإعلام وحق الشعوب في المعرفة.