رسوم ترامب “قنبلة سياسية”| أمريكا تتراجع أمام الصين.. أوروبا تقاضي واشنطن.. وخبير: فرصة ذهبية لمصر
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
في مشهد جديد من فصول الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تشدد مواقفه، ملمحًا إلى خفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 145% إلى 80%. يأتي هذا التغيير بعد سلسلة من القرارات التصعيدية، ويثير تساؤلات حول الدوافع وراء هذا التراجع، كما يسلّط الضوء على الفرص التي قد تنشأ لدول أخرى وعلى رأسها مصر في ظل هذا التحول.
كتب ترامب عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي أن فرض رسوم بنسبة 80% على الصين يبدو "قرارًا صائبًا"، متراجعًا بذلك عن رفع الرسوم الأخير الذي وصل إلى 145%. وأضاف في منشور آخر دعوة صريحة لبكين لفتح أسواقها أمام المنتجات الأمريكية، معتبرًا أن "الأسواق المغلقة لم تعد مجدية" في عالم الاقتصاد الحديث.
التوترات بين البلدين كانت قد تصاعدت منذ مارس الماضي عندما بدأت الإدارة الأمريكية برفع الرسوم الجمركية تدريجيًا على الواردات الصينية، ثم بشكل سريع الشهر الماضي. لكن في الوقت ذاته، خففت واشنطن القيود المفروضة على شركاء تجاريين آخرين، مما يعكس نية لإعادة توزيع موازين التجارة العالمية.
مصر تدخل المشهد.. الاستثمار الصيني يتحول إلى فرصة استراتيجيةفي تحليل أعمق لتداعيات هذا التراجع الأمريكي، يرى الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، أن تراجع حصة الصين في السوق الأمريكي قد يدفعها إلى تعزيز علاقاتها مع أسواق بديلة، مثل السوق المصرية. ويشير إلى أن مصر بالفعل بدأت تجني ثمار هذا التحول من خلال استقطاب استثمارات صينية متزايدة.
حتى الآن، تعمل في مصر نحو 2066 شركة صينية بإجمالي استثمارات تصل إلى 8 مليارات دولار، ومن المرجح أن يرتفع هذا الرقم مع استمرار تدفق المصانع التي تسعى إلى تفادي القيود الأمريكية. ويرى الدكتور معن أن هذه الخطوة ليست مؤقتة، بل استراتيجية تهدف إلى خلق قواعد إنتاج بديلة مستدامة.
نقل التكنولوجيا وبناء القدرات المحليةويُلفت الدكتور معن إلى أن وجود هذه الاستثمارات الصناعية في مصر لا يقتصر فقط على تدفق الأموال، بل يمتد إلى نقل الخبرات الإدارية والتكنولوجية، مما يُسهم بشكل مباشر في تطوير المهارات المحلية وبناء رأس مال بشري مؤهل، قادر على مواكبة تطورات الصناعات العالمية.
فرصة تاريخية أمام المنتجات المصريةومع اتجاه واشنطن لتقليل الاعتماد على الصين، تظهر فرصة حقيقية أمام مصر لدخول الأسواق الأمريكية بمنتجات بديلة في مجالات كثيرة، مثل المنسوجات، الصناعات الغذائية، والمنتجات الزراعية. ارتفاع الرسوم المفروضة على الصين يُفسح المجال أمام المنتجات المصرية لتكون خيارًا تنافسيًا بديلاً في الأسواق العالمية.
موقع مصر يعزز مكانتها كمركز إقليميواختتم الدكتور معن تحليله بالتأكيد على أن الموقع الجغرافي الفريد لمصر الذي يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا يمنحها ميزة استراتيجية تجعلها مؤهلة لأن تصبح مركزًا صناعيًا إقليميًا. جذب الاستثمارات الأجنبية لا يعني فقط دخول رؤوس أموال جديدة، بل أيضًا تدفق عملات أجنبية وتحقيق تقدم حقيقي في ميزان التجارة، وهو ما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.
الاتحاد الأوروبي يقاضي أمريكا
يستعد الاتحاد الأوروبي لتقديم شكوى رسمية ضد الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية، اعتراضًا على الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة على واردات السيارات وقطع غيارها. وتستند هذه الخطوة إلى مبدأ المعاملة بالمثل، في ظل ما يعتبره الاتحاد خرقاً صارخاً لقواعد منظمة التجارة العالمية.
وذكرت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيطلب رسميًا بدء مشاورات مع المنظمة الدولية، مؤكدًا أن الرسوم الأمريكية تخالف القوانين التجارية المتفق عليها دوليًا، ولا يمكن لأي دولة، بما فيها الولايات المتحدة، التصرف بشكل أحادي أو تجاهل هذه القواعد.
في السياق ذاته، أعلنت المفوضية عن فتح باب المشاورات العامة بشأن قائمة من المنتجات الأمريكية التي قد تُفرض عليها تدابير مضادة، في حال فشلت المفاوضات الحالية بين الجانبين في التوصل إلى حل يرضي الطرفين ويؤدي إلى سحب الرسوم الأمريكية.
وتشمل هذه القائمة سلعًا أمريكية بقيمة تصل إلى 95 مليار يورو، تمتد عبر قطاعات متعددة مثل المنتجات الصناعية والزراعية. كما تبحث المفوضية الأوروبية فرض قيود محتملة على بعض صادراتها إلى الولايات المتحدة، خاصة في مجالات مثل خردة الصلب والمواد الكيميائية، والتي تُقدّر قيمتها بنحو 4.4 مليار يورو.
من نزاع عالمي إلى فرصة وطنيةفي ظل تقلبات السياسات التجارية العالمية، يبدو أن الأزمة بين أمريكا والصين تحمل في طياتها فرصًا واعدة لدول تبحث عن موقع جديد في خارطة الاقتصاد الدولي. ومصر، بما تمتلكه من مقومات استثمارية وبشرية، قد تكون أحد أبرز المستفيدين من هذا التحول.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الصين ترامب الرسوم الجمركية الاتحاد الأوروبي الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
عاجل. قبل ساعات من انتهائها.. ترامب يمدد هدنة الرسوم الجمركية مع الصين 90 يومًا
كانت الهدنة التجارية بين بكين وواشنطن على وشك الانتهاء، الأمر الذي كان سيؤدي إلى رفع الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 145%، مقابل رفع الصين رسومها على السلع الأميركية إلى 125%. اعلان
وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، أمرًا تنفيذيًا يقضي بتمديد الهدنة الجمركية مع الصين لمدة 90 يومًا إضافية، وفق ما نقلت "رويترز" عن مسؤول في البيت الأبيض، وذلك قبل ساعات من انتهاء المهلة التي كانت ستشهد قفز الرسوم الأميركية على السلع الصينية إلى معدلات ثلاثية الرقم.
وكانت الهدنة التجارية بين بكين وواشنطن على وشك الانتهاء عند منتصف ليل الثلاثاء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (04:01 بتوقيت غرينتش)، الأمر الذي كان سيؤدي إلى رفع الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 145%، مقابل رفع الصين رسومها على السلع الأميركية إلى 125%، وهي معدلات كانت ستؤدي فعليًا إلى شبه حظر تجاري متبادل.
ترامب، الذي تجنب في اليوم السابق إعطاء إجابة واضحة للصحفيين حول تمديد الهدنة، قال في مؤتمر صحفي: "سنرى ما سيحدث.. لقد كانوا يتعاملون بشكل جيد. العلاقة جيدة جدًا بيني وبين الرئيس الصيني شي جين بينغ".
تفاصيل الرسوم الحالية ومسار المفاوضات
تخضع الواردات الصينية حاليًا لرسوم بنسبة 30%، تشمل 10% كرسوم أساسية و20% أخرى مرتبطة بإجراءات ضد الفنتانيل فرضتها واشنطن في فبراير ومارس. وكانت بكين قد خفضت بالمثل رسومها على الواردات الأميركية إلى 10%.
وأعلن الطرفان في مايو/أيار عن هدنة في نزاعهما التجاري بعد محادثات في جنيف، على أن تمتد لمدة 90 يومًا لإفساح المجال لمزيد من المفاوضات. وعُقدت جولة جديدة من المحادثات في ستوكهولم أواخر يوليو/تموز، لكنها لم تُسفر عن اتفاق لتمديد الهدنة آنذاك.
Related عرض جديد لتفادي "ضربة اقتصادية".. سويسرا تتحرك لاحتواء أزمة الرسوم الأميركيةترامب يتوعد الهند بزيادة الرسوم الجمركية بسبب شرائها النفط الروسيمتوسط الرسوم الجمركية الأمريكية يصل إلى أعلى مستوى له منذ الكساد العظيمآراء وتحليلات
كيلي آن شو، كبيرة مسؤولي التجارة في البيت الأبيض خلال الولاية الأولى لترامب، والتي تعمل حاليًا لدى شركة Akin Gump Strauss Hauer & Feld، توقعت قبل الإعلان الرسمي أن يمدد ترامب هدنة الرسوم 90 يومًا إضافية، قائلة: "لن تكون مفاوضات على طريقة ترامب إذا لم تصل إلى اللحظات الأخيرة". وأضافت أن التمديد قد يتزامن مع إعلان تقدم في ملفات اقتصادية أخرى.
من جانبه، رحّب رايان ماجروس، المسؤول التجاري الأميركي السابق والمستشار الحالي في شركة King & Spalding، بالخطوة، معتبرًا أنها "ستخفف بلا شك منسوب القلق لدى الجانبين بينما تتواصل المحادثات، ومع سعي الولايات المتحدة والصين للتوصل إلى اتفاق إطاري في الخريف". وأكد أن التمديد سيمنح الجانبين مزيدًا من الوقت لمعالجة القضايا التجارية العالقة.
ملفات أخرى على الطاولة
إلى جانب الملف التجاري، تضغط واشنطن على بكين لوقف شراء النفط الروسي، ملوحة بفرض رسوم ثانوية في حال استمرار تلك المشتريات. كما كان ترامب قد دعا، الأحد، الصين إلى زيادة مشترياتها من فول الصويا الأميركي إلى أربعة أضعاف، لكنه لم يكرر هذا الطلب يوم الإثنين، وسط شكوك محللين بشأن إمكانية تنفيذ مثل هذا الاتفاق.
وأكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن واشنطن تمتلك "مقومات التوصل إلى اتفاق" مع بكين، معربًا عن "تفاؤله" إزاء المسار المستقبلي للمفاوضات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة