د. أيمن سلامة- أستاذ القانون الدولي

بقلم: د. أيمن سلامة
‏أستاذ القانون الدولي العام

القاهرة (زمان التركية)ــ في تطور يشي بعمق الأزمة الكامنة بين الجارتين، كشفت تقارير عبرية عن رفض القاهرة استقبال سفير إسرائيلي جديد وتجميد تعيين سفير مصري في تل أبيب.

هذه الخطوة، التي تأتي في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تحمل في طياتها رسائل قانونية وسياسية بالغة الدلالة، مؤكدة على الحق السيادي للدول في إدارة علاقاتها الدبلوماسية ورافضة لتجاوز “الخطوط الحمراء”.


إن الحق في تعيين رئيس البعثة الدبلوماسية للدولة الموفدة، وكذلك التحفظ على استقبال رئيس البعثة للدولة المستقبلة، يمثل جوهرًا أصيلًا في القانون الدولي العام وقواعد العلاقات الدبلوماسية التي تنظمها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
فالدولة، انطلاقًا من سيادتها المطلقة، تمتلك كامل الحرية في اختيار ممثليها الدبلوماسيين، ولها في الوقت ذاته الحق في إبداء تحفظها أو رفض استقبال مرشح ترى فيه ما يمس مصالحها أو يتعارض مع سياستها.

وفي هذا السياق، يبدو أن القاهرة تستخدم هذا الحق السيادي كورقة ضغط مشروعة للتعبير عن رفضها واستيائها العميق من السياسات الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالحرب المستمرة في غزة والتصعيد الأخير في رفح، المنطقة الحساسة التي تقع على “محور فيلادلفيا” الحدودي.
هذا المحور، الذي يمثل شريطًا حدوديًا استراتيجيًا، لطالما كان محل اهتمام مصري بالغ لأسباب تتعلق بالأمن القومي ومكافحة تهريب الأسلحة والأفراد.
إن تجاهل إسرائيل لهذه الحساسيات المصرية، والمضي قدمًا في عمليات عسكرية قرب هذا المحور دون تنسيق أو مراعاة للمخاوف المصرية، يمكن اعتباره، من وجهة نظر القاهرة، خروجًا عن روح ونص معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979. فالمعاهدة، التي قامت على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل للمصالح الأمنية، تستوجب أخذ هواجس الطرف الآخر في الاعتبار وتجنب أي خطوات أحادية قد تؤجج التوترات وتقوض أسس السلام.

ختامًا، فإن قرار القاهرة بتجميد التعيينات الدبلوماسية يمثل إشارة واضحة وقوية لإسرائيل بضرورة إعادة تقييم سياساتها تجاه قطاع غزة ومراعاة المصالح الأمنية المصرية. إنه تذكير بأن السلام لا يقوم فقط على اتفاقيات مكتوبة، بل يستند أيضًا إلى احترام متبادل للسيادة وتقدير للمخاوف المشتركة، وأن تجاهل هذه الأسس قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية صامتة تنذر بتدهور أعمق في العلاقات بين البلدين.

Tags: السفير الاسرائيلي في مصرمصر واسرائيل

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: السفير الاسرائيلي في مصر مصر واسرائيل

إقرأ أيضاً:

خالد الغندور: الزمالك ينهي أزمة عدي الدباغ واللاعب يعود للقاهرة

قال الإعلامي خالد الغندور إن نادي الزمالك نجح في إنهاء أزمة اللاعب الفلسطيني عدي الدباغ خلال الساعات الماضية، بعد سلسلة من الاتصالات المكثفة مع اللاعب من أجل احتواء الموقف وحل أزمة المستحقات المالية المتأخرة.

نادين السلعاوي: إصرار لاعبات الأهلي كلمة السر في الفوز بلقب إفريقيامنتخب مصر يخوض تدريبه بإستاد القاهرة استعدادا لمواجهة نيجيريا ودياالقادسية السعودي يعلن إقالة مدربه رسميا

وأضاف الغندور خلال برنامجه ستاد المحور: "شهدت الساعات الماضية صرف جزء من مستحقات عدي الدباغ المالية، وذلك عقب الإنذار الرسمي الذي أرسله اللاعب إلى إدارة النادي بسبب تأخر صرف مستحقاته، وهو ما دفع مسؤولي الزمالك للتحرك سريعًا؛ تفاديًا لتفاقم الأزمة أو الدخول في نزاع قانوني قد يضر بالنادي خلال المرحلة المقبلة".

وواصل الغندور حديثه: "وأكد مسؤولو نادي الزمالك أن اللاعب عاد إلى القاهرة اليوم الأحد؛ تمهيدًا للانتظام في التدريبات الجماعية للفريق الأول لكرة القدم، بعد غيابه خلال الفترة الماضية بسبب مشاركته مع منتخب فلسطين في كأس العرب، على أن يكون جاهزًا فنيًا وبدنيًا للمشاركة مع الفريق في المباريات المقبلة وفق رؤية الجهاز الفني".

طباعة شارك خالد الغندور الزمالك الدباغ

مقالات مشابهة

  • خالد الغندور: الزمالك ينهي أزمة عدي الدباغ واللاعب يعود للقاهرة
  • البنك الدولي يعرض أرقاما صادمة عن أزمة الديون المصرية ويحذر من الصفقات الشيطانية
  • مجلس السيادة يعلن قصف قوات الدعم السريع مقرًا للأمم المتحدة ويوجه دعوة عاجلة للمجتمع الدولي
  • موقع إسرائيلي: السيسي يرفض لقاء نتنياهو وتفاقم الخلافات مع تل أبيب
  • علامات صامتة لتلف الكبد لا يشعر بها كثيرون.. أطباء يحذرون
  • السودان بين العواصف الدبلوماسية وتضييق الخناق الدولي على المليشيات وتصاعد الأزمة الإنسانية
  • لا تضيعوا وقتكم بتصريحات براك.. عون ينفي التزامه بورقة مع حزب الله قبل انتخابه: فلينشروها الآن
  • وزارة الخارجية تكرم رموز الدبلوماسية المصرية.. فيديو
  • العراق يدعو لاستئناف الجهود الدبلوماسية بين إيران والمجتمع الدولي
  • تصعيد فنزويلي–أمريكي بعد احتجاز ناقلة نفط… وكولومبيا تدخل على الخط وتلوّح بخيارات دبلوماسية