تربط دراسة جديدة نُشرت في مجلة "ذا لانسيت إي بيوميديسين" الفثالات، وهي مواد كيميائية موجودة في المنتجات البلاستيكية اليومية، بارتفاع عدد الوفيات العالمية بأمراض القلب. 

ويحذر الباحثون من أن التعرض طويل الأمد لهذه المركبات الشائعة قد يُسبب خللاً في وظائف القلب والأوعية الدموية، ويوضحون الحاجة المُلحة لإعادة النظر في استخدامنا اليومي للبلاستيك من أجل صحة قلب وصحة عامة أفضل.

احم نفسك من أمراض القلب والكوليسترول بهذه الطرق البسيطةاحرص عليها.. وجبة بسيطة يوميا قد تحميك من سرطان القولون المميت


المواد الكيميائية المستخدمة في المنتجات البلاستيكية اليومية قد يكون البلاستيك أكثر خطورة مما كان يُعتقد سابقًا، خاصةً فيما يتعلق بصحة القلب. 
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة The Lancet eBioMedicine عن وجود صلة مقلقة بين التعرض للمواد الكيميائية المرتبطة بالبلاستيك ووفيات أمراض القلب عالميًا.


الفثالات، وهي مجموعة من المواد الكيميائية تُستخدم عادةً لجعل البلاستيك أكثر مرونة ومتانة، موجودة في العديد من المنتجات المنزلية، وتشمل هذه المنتجات مستحضرات التجميل، ومستلزمات التنظيف، والأنابيب البلاستيكية، وأغلفة الطعام، وطاردات الحشرات، وحتى بعض الألعاب، ورغم انتشار استخدامها في التصنيع، إلا أن الباحثين قلقون بشكل متزايد بشأن تأثيرها على صحة الإنسان.


النتائج الرئيسية للدراسة


حلل الباحثون بيانات الصحة العامة من أكثر من 200 دولة ومنطقة، باستخدام معلومات من معهد القياسات الصحية والتقييم، وأظهر تحليلهم زيادة حادة في وفيات أمراض القلب المرتبطة بالتعرض للمواد الكيميائية البلاستيكية، وخاصة الفثالات، وكان هذا الارتفاع ملحوظًا بشكل خاص في مناطق مثل جنوب آسيا وشرق آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط.
وتستند الدراسة إلى نتائج سابقة، بما في ذلك تقدير عام 2018 الذي ربط أكثر من 350 ألف حالة وفاة بسبب أمراض القلب بالتعرض للمواد الكيميائية البلاستيكية.


كيف تؤثر هذه المواد الكيميائية على القلب؟


أوضح الدكتور جاسديب دالاواري، طبيب القلب من إلينوي، أن جسم الإنسان يعتمد على الإشارات الهرمونية لتنظيم تدفق الدم عبر الشرايين،  ويمكن للفثالات أن تتداخل مع هذه الإشارات، مما يُعطل وظائف القلب والأوعية الدموية الطبيعية، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وحذر أيضا من وجود جزيئات البلاستيك الدقيقة في المنتجات اليومية، والتي أصبحت تتواجد بشكل متزايد في جسم الإنسان وتشكل مخاطر صحية خطيرة.

وأضاف الدكتور ريناتو أبوليتو، أخصائي أمراض القلب من نيوجيرسي، أنه على الرغم من سهولة استخدام المنتجات البلاستيكية، إلا أنها غالبًا ما تكون لها عواقب صحية طويلة الأمد. وقال: "علينا الموازنة بين الراحة والسلامة".

أكدت سارة هيمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة والباحثة في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، على أهمية هذه النتائج. وقالت: "بتسليط الضوء على العلاقة بين الفثالات وأحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، تُعزز نتائجنا الأدلة المتزايدة على أن هذه المواد الكيميائية تُشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة".

وتحث الدراسة الأفراد وصناع القرار على حد سواء على إعادة النظر في الاستخدام الواسع النطاق لـ المواد الكيميائية الضارة في البلاستيك وتأثيرها على الصحة على المدى الطويل.
المصدر: timesnownews
 

طباعة شارك أمراض القلب صحة قلب المنتجات البلاستيكية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أمراض القلب صحة قلب المنتجات البلاستيكية المنتجات البلاستیکیة المواد الکیمیائیة أمراض القلب

إقرأ أيضاً:

دراسة: البلاستيك في الأدوات اليومية قد يُسبب اضطرابا بالنوم بنفس طريقة الكافيين

أظهرت دراسة جديدة أُجريت في المختبر أن المواد الكيميائية الموجودة في الأدوات اليومية قد تُسبب اضطرابا في دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للجسم على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى إيقاع الساعة البيولوجية، بطريقة تُشبه القهوة، مما يزيد من خطر اضطرابات النوم، ومرض السكري، ومشاكل المناعة، والسرطان.

وأشار تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21"، إلى أن الدراسة بحثت في مواد كيميائية مُستخرجة من أنبوب تغذية طبي من مادة PVC وحقيبة ترطيب من مادة البولي يوريثان، مثل تلك التي يستخدمها عدّاءو المسافات الطويلة. كما يُستخدم كل من PVC والبولي يوريثان في كل شيء، من ألعاب الأطفال إلى تغليف الأطعمة وحتى الأثاث.

أظهرت النتائج لأول مرة كيف تُسبب المواد الكيميائية البلاستيكية اضطرابا في إشارات الخلايا التي تُنظم الساعة البيولوجية للجسم، مما يُسبب اضطرابا فيها بما يصل إلى 17 دقيقة.


الساعة البيولوجية "مهمة للغاية لوظائف الأعضاء والصحة العامة"، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة العواقب الدقيقة للتعرض، كما قال مارتن فاغنر، المؤلف المشارك في الدراسة والباحث في كيمياء البلاستيك بالمعهد النرويجي للعلوم والتكنولوجيا.

وكتب المؤلفون في الدراسة التي خضعت لمراجعة الأقران ونُشرت في مجلة "Environmental International"، أن هذه الدراسة تضاف إلى الأدلة المتزايدة على أن البلاستيك يحتوي على مركبات تُسبب مجموعة واسعة من التأثيرات السامة"، موضحين أن "التحول الجذري في تصميم وإنتاج البلاستيك أمر ضروري لضمان سلامته".

ولفت التقرير إلى أن الإيقاع اليومي هو الساعة الجزيئية التي تُنظم اليقظة والتعب فيما يتعلق بضوء النهار والظلام. ويرتبط تغيير الإيقاعات بزيادة خطر الإصابة بالسمنة والخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية، من بين أمور أخرى.

غالبا ما تُركز الأبحاث المتعلقة بسُمّية المواد الكيميائية البلاستيكية على كيفية تأثير مواد كيميائية مثل الفثالات والبيسفينول على نظام الغدد الصماء والآثار المرتبطة بالهرمونات، والتي قد تستغرق سنوات حتى تظهر.

وقد بحثت الورقة البحثية الجديدة عن تأثير من خلال مسار بيولوجي مختلف: الخلايا. تم فحص الآثار الضارة على مستقبل الأدينوزين، وهو مكون رئيسي في التحكم الخلوي بالساعة الداخلية التي تشارك في نقل الإشارات التي تنظم الإيقاع اليومي.

تشبه العملية البيولوجية لكيفية تأثير المواد الكيميائية البلاستيكية على الجسم تأثير الكافيين على الإيقاع اليومي ومستقبل الأدينوزين. يُعطل الكافيين مستقبل الأدينوزين، مما يزيد من الإيقاع اليومي ويبقينا مستيقظين. تُنشط المواد الكيميائية البلاستيكية مستقبل الأدينوزين، ولكن لها أيضا تأثير مماثل في إبقائنا مستيقظين.

وأشار التقريرإلى أن المستقبِل يوجد في الدماغ و"يرسل إشارات إلى الجسم تقول: 'الشمس تشرق - لنبدأ يومنا'". ولكن عندما يتم تنشيط مستقبل الأدينوزين بواسطة المواد الكيميائية، فقد لا ينقل الرسالة، مما يؤخر العمليات الفسيولوجية الطبيعية للجسم.

ومع أن المواد الكيميائية ليست بقوة الكافيين، إلا أن تأثيرها على العمليات الخلوية يحدث أسرع بكثير من تأثير البلاستيك على الهرمونات، بحسب التقرير.

وأشارت الصحيفة إلى أن تأثير هذا على الجسم غير واضح، ولكنه على الأرجح ليس جيدا، مضيفة "لا نعرف أهمية ذلك، وقد تقول: 'إنها مجرد 15 دقيقة، لذا فهي ليست مشكلة كبيرة'، لكنها ساعة مُتحكم بها بإحكام، مما يُمثل تحولا كبيرا".


أُجريت الدراسة في المختبر، أي على خلايا بشرية، وقال فاغنر إن الخطوة التالية هي دراسة كيفية تأثير هذه المواد الكيميائية على أسماك الزيبرا، التي لديها بعض العمليات الفسيولوجية في أدمغتها مشابهة لتلك التي لدى البشر.

ستبحث الأبحاث المستقبلية أيضا في المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك والبولي فينيل كلوريد (PVC) التي تؤثر على دورة النوم والاستيقاظ.

يمكن أن يحتوي البولي فينيل كلوريد على أي من 8000 مادة كيميائية، بعضها غير مُضاف عمدا ولكنه منتجات ثانوية لعملية الإنتاج، لذا فإن المادة معقدة للغاية ويصعب إدارتها.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتائج كل دراسة جديدة ستُستخدم للضغط على المشرعين لسن اللوائح، ولمحاولة إقناع الصناعة بإزالة المواد الكيميائية من البلاستيك.

مقالات مشابهة

  • احم نفسك من أمراض القلب والكوليسترول بهذه الطرق البسيطة
  • وداعًا لرائحة العرق المحرجة.. 5 أطعمة مذهلة تغنيك عن المزيلات الكيميائية
  • الخدمات البيطرية تفحص أكثر من 13 ألف رأس ماشية خلال أبريل
  • خبير اقتصادي : خفض الفائدة يُنشّط السوق.. لكن احذروا التضخم | فيديو
  • أخصائية قلب: ارتفاع ضغط الدم مرض خطير ويتطلب مراقبة دقيقة
  • حالات اختناق.. تطورات مثيرة في جحيم مصنع البلاستيك بأكتوبر.. صور
  • بهذه الطريقة.. جماهير بايرن ميونخ تودع توماس مولر بعد رحيله عن الفريق
  • شقيقة إيناس النجار تحيي الذكرى الأربعين لوفاتها بهذه الطريقة
  • دراسة: البلاستيك في الأدوات اليومية قد يُسبب اضطرابا بالنوم بنفس طريقة الكافيين