هل التدخين في الحج ينقص الثواب أم يبطل الفريضة؟.. دار الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
تلقى الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالًا عن تأثير التدخين أثناء أداء مناسك الحج، وهل يمكن أن ينقص من الثواب أو يبطل الفريضة.
وفي فتوى مسجلة عبر موقع يوتيوب، أكد الشيخ عويضة أن التدخين خلال الحج أمر غير مقبول شرعًا، موضحًا أنه شهد بنفسه أثناء أدائه للمناسك بعض الحجاج ممن لا يستطيعون الاستغناء عن السجائر أو الشيشة ويأخذونها معهم في الرحلة، معتبرًا ذلك تصرفًا خاطئًا.
وأشار إلى أن حمل الشيشة أو السجائر إلى أماكن المناسك لا يليق بقدسية العبادة، وقال: "حتى وإن كان التدخين مكروهًا، إلا أننا نفتي بحرمته لما فيه من ضرر على البدن وإهدار للمال".
ونصح الحجاج بالابتعاد عن كل ما يُشتبه في تحريمه أثناء أداء الشعائر، مؤكدًا أن التدخين هناك أمر غير مستحب على الإطلاق.
خطأ شائع
وفي سياق آخر، حذر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، من خطأ شائع بين الحجاج، وهو البقاء داخل مسجد نمرة طوال يوم عرفة اعتقادًا منهم أنهم داخل حدود عرفات، مؤكدًا أن المسجد يقع معظمه خارج عرفات، ولا يدخل منه سوى ثلاثة أمتار فقط.
وأوضح أن من يصلي الظهر والعصر جمعًا ويستمع للخطبة داخل المسجد، عليه الخروج بعد الصلاة إلى عرفات، مشيرًا إلى أن الوقوف في أي مكان داخل عرفات جائز، وليس شرطًا الوقوف على جبل الرحمة تحديدًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف".
وأكد جمعة، أن على الحاج أن يتحرى موقعه بدقة خلال هذا اليوم العظيم، وأن يحرص على الدعاء وذكر الله، والبعد عن الأمور التي قد تُنقص من ثواب نسكه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التدخين دار الإفتاء الشيخ عويضة عثمان عرفات
إقرأ أيضاً:
أحمد الرخ: مناسك الحج تعبُّدية تُظهر إخلاص النية لله
أكد الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن من أعظم الدروس التي يتعلمها المسلم من مناسك الحج هي إخلاص النية لله وحده، مشيرًا إلى أن هذا المعنى يتجلى بوضوح في صيغة التلبية التي يرددها الحاج منذ بداية النسك، قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك"، فهي إعلان صريح بأن المقصود من كل هذه الأعمال هو وجه الله تعالى فقط.
مناسك الحج من العبادات التعبديةوأوضح أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، في تصريح له، أن أغلب مناسك الحج تُعد من العبادات التعبدية المحضة التي يؤديها المسلم دون أن يبحث عن عللها أو غاياتها، قائلاً: "عندما يرتدي الحاج الإزار والرداء، أو يطوف حول الكعبة، أو يرجم الجمرات، أو يبيت في مزدلفة، فإن العقل البشري قد لا يدرك الحكمة الكاملة من كل فعل، لكنها أعمال تعبدية خالصة تقتضي التسليم لأمر الله دون نقاش".
وأضاف: "التعبد في الحج يعني التسليم، وكأن الحاج يقول بلسان حاله: سلّمت أمري لله، كما كان يقول علماؤنا قديمًا: سلّم أمرك لله تسلم".
وأشار إلى أن اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أداء المناسك يمثل أحد أعظم مقاصد الحج، قائلاً: "كل شعيرة نؤديها في الحج فيها إحياء لسنة النبي، وتعبير عن محبتنا واتباعنا له، مصداقًا لقوله تعالى: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
هل يجوز للمحرم تغيير ملابس الإحرام أثناء مناسك الحج ؟.. الإفتاء توضح
كيف تحمي نفسك من العدوى أثناء السفر لأداء مناسك الحج؟
أمور مباحة للمُحرِم والحائض أثناء أداء مناسك الحج.. الإفتاء تكشف عنها
حكم التصوير أثناء مناسك الحج و العمرة .. الإفتاء تحذر من هذا الأمر
سفر المرأة لأداء مناسك الحج بدون محرم.. دار الإفتاء تحسم الجدل
هل يجوز استخدام مزيل العرق برائحة أثناء مناسك الحج؟.. الإفتاء توضح
كيفية أداء مناسك الحج خطوة خطوة .. شرح مفصل لحج التمتع والقران والإفراد
كيفية مناسك الحج بالترتيب .. شرح بالتفصيل من أول الإحرام إلى طواف الوداع
واستشهد بموقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند تقبيله الحجر الأسود، حين قال: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك"، لافتًا إلى أن هذا الموقف يُبرز المعنى التعبدي واتباع السنة حتى في الأمور التي قد تبدو غريبة للعقل.
كما تطرق إلى سُنّة "الرمل"، وهو الإسراع في المشي في أول ثلاثة أشواط من الطواف، والذي كان في الأصل ردًا عمليًا على المشركين حين اتهموا المسلمين بالضعف والمرض بعد هجرتهم للمدينة، فقال عمر: "ما لنا والرمل؟" ثم عاد وقال: "شيء فعله رسول الله فلا نتركه".
وأكد أن التيسير من مقاصد الشريعة في الحج أيضًا، مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر: "افعل ولا حرج"، مما يدل على أن الشريعة راعت ظروف الزحام والمشقة في أداء المناسك، والحج مدرسة عملية في التسليم، والإخلاص، والاتباع، والتيسير، وكل ركن فيه درس عظيم لو تدبره الحاج.