اختتمت اليوم فعاليات الدورة العشرين للملتقى الإعلامي العربي في الكويت، والذي نُظم في الفترة من 10 إلى 12 مايو الجاري تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، أحمد العبد الله، تحت شعار «تحديات الإعلام في ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي».

وناقش الملتقى على مدار 3 أيام عددا من الموضوعات المهمة التي تشغل الرأي العام العربي والإعلاميين والصحفيين وصناع المحتوى مثل «المصداقية والتحقق من المعلومات في الذكاء الاصطناعي» و«خصوصية المستخدم وحماية البيانات في الإعلام القائم على الذكاء الاصطناعي» وأيضا «القوانين والتشريعات في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي».

وشهد آخر أيام فعاليات الملتقى انعقاد 5 جلسات حوارية دارت الأولى منها حول «السلوك النفسي في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي» بمشاركة الدكتور مهاب مجاهد المتخصص في الطب النفسي (من مصر) والإعلامي، مصطفى الآغا، وأدار جلسة الحوار الإعلامية الأردنية، رهف الصوالحة.

وناقشت الجلسة تقاطع الإعلام بشكل عميق مع النفس البشرية والذي لا يقتصر دوره على نقل الأخبار أو الترفيه فقط بل يمتد تأثيره إلى تشكيل الوعي الجماعي وتوجيه المشاعر الفردية.

وتطرق المتحدثون في الجلسة إلى قدرة المحتوى الإعلامي على تحفيز مشاعر الأمل أو القلق وبث الطمأنينة أو الإرباك بحسب الرسائل التي ينقلها وطريقة عرضها متناولة أبرز الظواهر النفسية المؤثرة في المحتوى الإعلامي والتفاعل المجتمعي عبر المنصات الرقمية.

وتحدث الدكتور مهاب مجاهد عن ظاهرة «افتعال المنكر» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرا هذه الظاهرة بأنها أحد أشكال السلوك الإدماني المتنامي لدى شريحة من المستخدمين الذين يسعون عمدا إلى إثارة الجدل أو الصدمة بهدف لفت الانتباه أو كسب التفاعل.

فيما أكد الإعلامي، مصطفى الآغا، أهمية احترام الرأي الآخر وعدم فرض الآراء على الآخرين. وقال: «إن النقاش يجب أن يتركز حول الأفكار وليس خلفيات الأشخاص أو هوياتهم كما أن مساحة الحوار تتسع عندما يعطى الآخر حقه في التعبير إذ أن الاختلاف لا ينبغي أن يكون سببا للخلاف».

أما ثاني جلسات الحوار في اليوم الأخير من فعاليات الملتقى فكانت بعنوان «الصحافة مهنة لا تنتهي» وشارك فيها محمود المملوك، رئيس تحرير موقع «القاهرة 24» الإخباري وراشد نبيل الحمر رئيس تحرير جريدة الأيام البحرينية وأدارها سلطان القحطاني، رئيس تحرير جريدة «الرياض بوست».

واستعرض المملوك خلال الجلسة أبرز التحديات والفرص التي تواجه الصحافة في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي والتطورات التقنية المتسارعة والتنافس المتزايد بين المؤسسات الصحفية التقليدية والمنصات الرقمية، مشيرا إلى أن الساحة الإعلامية أصبحت تشهد تنافسا حادا بين الصحافة الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي التي باتت مصدرا رئيسيا للأخبار.

من جانبه، أوضح راشد الحمر أهمية تحول الصحف التقليدية إلى منصات رقمية مواكبة للعصر، مؤكدا أنه يجب على كل مؤسسة إعلامية إنتاج محتوى رقمي مؤثر عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي.

وجاءت ثالث جلسات الملتقى بعنوان "المرأة والإعلام.. الصورة الذهنية والمهارات المهنية" وشاركت فيها الإعلامية القديرة د.درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة، وفضيلة المعيني رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية وسمر باقر الأكاديمية الكويتية، والإعلامية اللبنانية لانا مدور وأدار الحوار مايا الهواري الإعلامية الإماراتية.

وتطرقت المشاركات في الجلسة للحديث عن السنوات الأخيرة التي شهدت تطورا ملحوظا في حضور المرأة في المناصب الإدارية حيث بدأت المجتمعات تتقبل بشكل أكبر فكرة تمكين المرأة ومنحها أدوارا قيادية في المؤسسات العامة والخاصة.

وأشارت المشاركات إلى أن هذا التقدم يرجع إلى عدة عوامل من أبرزها التحولات الثقافية والاهتمام المتزايد بالتعليم إلى جانب السياسات التي تشجع على تكافؤ الفرص بين الجنسين.

كما ناقشت الجلسة أبعاد الصورة الذهنية للمرأة العاملة في المجال الإعلامي وأهمية المهارات المهنية التي تمكنها من أداء دورها بكفاءة وسط المتغيرات المتسارعة في بيئة الإعلام العربي.

أما رابع جلسات الملتقى، دارت حول القوانين والتشريعات في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وشارك فيها الدكتور محمد بهاء الدين أبوشقة المحامي المصري وأستاذ القانون الجنائي والدكتور حسين العبد الله الإعلامي والقانوني الكويتي الذي أدار الجلسة.

وذكر المشاركون في الجلسة أن النصوص الدستورية في العديد من الدول العربية كفلت حق الفرد في التعبير عن رأيه بحرية سواء بالقول أو الكتابة أو غيرها من الوسائل، إلا أن هذا الحق مقيد بضوابط تمنع المساس بالحقوق العامة أو التحريض أو نشر الكراهية، موضحين أن الالتزام بالقانون يعني ضمان استخدامها بشكل مسئول يراعي القيم المجتمعية ويصون كرامة الأفراد.

وكانت آخر جلسات ختام الملتقى الإعلامي العربي جلسة حوارية مفتوحة مع الداعية المصري، مصطفى حسنى، تحت عنوان «الإعلام.. رسالة وقواعد» وأدارها الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، ماضي الخميس.. وأكد خلالها الداعية مصطفى حسني أهمية استحضار مفهوم العبودية لله في المجال الإعلامي، مشددا على أن الإعلامي مهما بلغ من التأثير والانتشار ينبغي أن يبقى مرتبطا بهذه القيمة الكبرى التي تمنحه التوازن والتواضع في رسالته ومحتواه.

جدير بالذكر أن النسخة العشرين من الملتقى الإعلامي العربي انطلقت فعالياتها يوم السبت الماضي بمشاركة واسعة من إعلاميين وصحفيين وصناع محتوى من الدول العربية.

اقرأ أيضاًبمشاركة مصرية.. انطلاق فعاليات الملتقى الإعلامي العربي الـ18 بالكويت

انطلاق فعاليات الملتقى العربي الـ 17 للإعلام السياحي بمشاركة عربية واسعة

بعنوان «مخرجات التعلم لمادة الدراما في الإذاعة والتلفزيون».. «نوعية طنطا» تُنظم الملتقى الدرامي الخامس

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التحول الرقمي المحتوى الرقمي الذكاء الاصطناعي منصات التواصل الاجتماعي حرية التعبير الإعلام العربي الصحافة العربية الإعلام الرقمي الملتقى الإعلامي العربي حماية البيانات الإعلام والمسؤولية المرأة والإعلام التشريعات الإعلامية الإعلام والتكنولوجيا الملتقى الإعلامی العربی التواصل الاجتماعی فعالیات الملتقى فی الإعلام

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات “ملتقى الدرعية الدولي 2025” في حيّ البجيري

محمد الجليحي (الرياض)
أطلقت هيئة تطوير بوابة الدرعية اليوم فعاليات ملتقى الدرعية الدولي 2025، تحت شعار “الواحات ركيزة للحضارات: استمرارية التراث والهوية”، بحضور نخبة منالباحثين والمتخصصين في تاريخ شبه الجزيرة العربية والتاريخ العالمي والدراسات البيئية، بهدف دعم الأبحاث الأكاديمية المتعلقة بالدرعية وشبه الجزيرة العربية، ودراسة تاريخها العريق وتراثها المتجذر في الثقافة السعودية، إلى جانب تسليط الضوء على الإرث العالمي للواحات.

وافتُتحت أعمال الملتقى بكلمة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر آل سعود محافظ الأحساء، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير الأحساء، حيث أكد سموّه على دور الطبيعة في تشكيل الإنسان وهويته، منوّهًا على تأثير الطبيعة في الدرعية، وارتباطها بوادي حنيفة، وكذلك واحة الأحساء حيث تتفاعل الثقافة المادية مع الثقافة الفكرية، وتتكامل البيئة مع الذاكرة الأدبية والكتابية فيها. وأضاف سموّه: “الدرعية، تلك الواحة التي حملت واحدة من أعظم قصص حضارة المملكة، لم تكن مجرد أرض خصبة على ضفاف وادي حنيفة، بل كانت بيئة تُنضج الإنسان وتُشكّل شخصيته. في هذه الواحة وُلدت الدرعية كحضارة، تشكّلت من قِيم العيش المشترك، ومن تراث معماري منسجم مع الطبيعة، ومن إنسانٍ حمل المعنى الحقيقي للواحة؛ والتي تبني حضارة من جذور الأرض”.

ويحظى الملتقى بمشاركة متميزة من جهات ثقافية وتعليمية على المستوى المحلي والدولي، حيث تشارك مؤسسة الملك سلمان، والهيئة الملكية لمحافظة العُلا، ودارة الملك عبدالعزيز؛ بوصفهم الشريك الاستراتيجي. كما تشارك وزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة الثقافة، وهيئة التراث، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وشركة الدرعية، والمؤسسة العامة للري، والجمعية التاريخية السعودية كشريك رئيسي. ويشارك مجمع الملك سلمان للغة العربية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وإيكوموسالسعودي، وكرسي اليونسكو لترجمة الثقافات بصفتهم شركاءالمعرفة.

ويناقش الملتقى ثلاثة محاور رئيسة تشمل التراث الطبيعي وما يتضمنه من استعراض للتوازن البيئي والأنظمة البيئية للواحات، ومحور التراث المادي الذي يبرز العمارة التقليدية وأنظمة الري المرتبطة بالواحات، إضافة إلى محور التراث غير المادي الذي يسلّط الضوء على الذاكرة الثقافية للواحات والتعبيرات الأدبية المرتبطة بها.
كما يصاحب الملتقى معرض “استمرارية التراث والهوية” الذي يقدم تجربة معرفية حول مفهوم الاستدامة، من خلال تسليط الضوء على النُظم البيئية للواحات، واستعراض تنوع واحات المملكة والدور المحوري لوادي حنيفة في تشكيل هويتها البيئية، وذلك ضمن رؤية معاصرة ترتكز على مبادئ الاستدامة، وتبرز العلاقة بين التراث والطبيعة.

ويستمر الملتقى لمدة يومين، ويتضمن مجموعة من المحاضرات والجلسات الحوارية وورش العمل التي تبرز الجوانب المختلفة للواحات، في نظرة شاملة تبدأ من النشأة الجغرافية وحتى الثقافةغير المادية، حيث تتنوع موضوعات الملتقى التي تتطرق على سبيل المثال لدور البيئة كمحرك للتنمية المستدامة، والدور الاجتماعي للقبائل في حضارة الواحات، والتقنيات الحديثة ودورها في صون التراث، وإدارة المياه في المملكة.

وتحرص هيئة تطوير بوابة الدرعية عبر الملتقى وبرامجه الثقافية والتعليمية والتفاعلية، على تعزيز الوعي بالتراثين الطبيعي والثقافي للدرعية، ونشر المعرفة بدور الماء في نشأة المنطقة وتحوّلاته عبر الأزمنة. كما تسعى الهيئة إلى إظهار دورها في حماية البيئة وتعزيز مسار المبادرات المستدامة، بما يعكس انسجام التراث مع الطبيعة وتوظيف الابتكار في تشكيل مستقبل أكثر توازنًا واستدامة للمنطقة.

مقالات مشابهة

  • ممثل الهابيتات: الإسكان الاجتماعي الأخضر في مصر على طاولة منتدى الإسكان الحضري للدول العربية
  • افتتاح فعاليات «مندر الظبيان» بولاية مقشن احتفاء بالموروث الثقافي والتراثي
  • ختام فعاليات الجلسة التحضيرية للمؤتمر الدولي الثاني للسياحة الصحية والعلاجية
  • الفجيرة تستضيف الملتقى الفلسفي لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وبيت الفلسفة
  • سفير سلطنة عُمان بتونس يشارك في فعاليات "اليوم الإعلامي" ضمن أيام طرابلس الإعلامية 2025
  • ليبيا تطلق مشهدها الإعلامي الجديد بمتحف ومبادرات وشراكات سينمائية مع مصر
  • عاجل | وفاة المؤثر في مواقع التواصل الاجتماعي أبو مرداع في حادث مروري بحائل
  • انطلاق فعاليات "ملتقى الدرعية الدولي 2025" في حيّ البجيري
  • بكلمة محافظ الأحساء.. انطلاق فعاليات ملتقى الدرعية الدولي
  • انطلاق فعاليات “ملتقى الدرعية الدولي 2025” في حيّ البجيري