و"أسطول الحرية" هو سلسلة مبادرات إنسانية ينظمها "تحالف أسطول الحرية" منذ عام 2010، لكسر الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 2007.

ويتألف أسطول الحرية من مجموعة من السفن المحملة بمساعدات إنسانية موجهة عبر البحر إلى الشعب الفلسطيني في القطاع، شارك فيها متطوعون من المجتمع المدني من جنسيات مختلفة.

وخلال الفترة من 2010-2024 تمكّن تحالف أسطول الحرية من تنظيم 6 قوافل، أشهرها أسطول الحرية الأول عام 2010، الذي تعرّضت سفينته "مافي مرمرة" لهجوم عسكري إسرائيلي خلف 10 قتلى وعشرات الجرحى، وأسطول الحرية النسوي عام 2016.

لكن الثاني من مايو/أيار الجاري كان مغايرا على الإطلاق، إذ قصفت إسرائيل عبر مسيّراتها سفينة "الضمير" قبالة شواطئ مالطا حين كانت تستعد لتحميل مساعدات ومحاولة الإبحار بها لاحقا نحو شواطئ غزة.

وكان على متن السفينة نحو 30 ناشطا بينهم شاب تركي كان قد فقد والده قبل 15 عاما خلال الاقتحام الإسرائيلي الدامي لسفينة "مافي مرمرة" التركية.

وبدأت إسرائيل في ملاحقة سفن كسر الحصار منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، إذ تعرضت سفينة "العودة" -التي كانت تحمل على متنها مبعدين فلسطينيين ونشطاء وصحفيين- للتعطيل والتخريب، وفق ما استعرضه "المرصد".

إعلان

ورغم تلك الحوادث المأساوية، تمكنت 3 سفن بالفعل من كسر الحصار الإسرائيلي والوصول إلى شواطئ قطاع غزة.

ماذا حدث بإسبانيا والبرتغال؟

وفي قصة ثانية، تناول "المرصد" تداعيات العتمة الشاملة التي ضربت إسبانيا وجزءا من البرتغال بسبب الانقطاع الغامض للتيار الكهربائي.

وعاش البلدان -في 28 أبريل/نيسان 2025- ظلاما دامسا وهلعا بين السكان وشللا في معظم نواحي الحياة، بعد انقطاع شامل للكهرباء في عموم إسبانيا وأجزاء واسعة من البرتغال والجنوب الفرنسي، إضافة إلى دولة أندورا، وهي أصغر دول شبه الجزيرة الإيبيرية.

وعاد السكان إلى استخدام الشموع ومصابيح البطاريات ولجؤوا إلى أجهزة الراديو لتقصي الأخبار وإرشادات السلامة بعدما توقف كل شيء عن العمل وانطفأت شاشات التلفزيون ونفدت طاقة الهواتف الذكية.

وسلط "المرصد" الضوء على الساعات الأولى للفوضى والعتمة الشاملة التي ضربت تلك البلدان، وأشار إلى المواقف الأوروبية لكيفية تخطي هذه الأزمة والتحقيقات الجارية للكشف عن أسبابها ومواجهة تداعياتها المستقبلية.

ولم تقدم السلطات المعنية خاصة في إسبانيا أجوبة شافية لمواطنيها حول الأسباب الحقيقية للانقطاع المفاجئ وغير المسبوق للتيار الكهربائي في البلاد.

لكن خبراء لم يستبعدوا فرضية الهجوم السيبراني على الشبكة، وهو أكثر السيناريوهات خطورة وسوداوية التي يخشاها قادة الاتحاد الأوروبي، فضلا عن فرضيات العطل التقني وضغوط الاستهلاك.

13/5/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أسطول الحریة

إقرأ أيضاً:

حين يموت الضمير تعجز الصورة عن نقل مأساة غزة

في البُعد المكاني نحن بعيدون عن غزة، وما يحدث فيها الآن تحمله لنا الصورة، وهذه الصورة هي قناتنا الوحيدة التي تجعلنا نحس بالخراب، خراب الديار وتخريب الإنسان وموارده، وتحويله إلى حجر أو ذرة تراب، بل بات الحجر اليوم في غزة أهم من دم الإنسان، وحياته وكرامته ووجوده، وحقه في أن يحيا على أرضه التي عاش فيها منذ الآف السنين. ولأن البُعد المكاني خارج عن إرادتنا، فلن تبقى لدينا من وسيلة تجعلنا نحس بالمأساة، سوى الضمير الحي، الذي يرى ويسمع وبه تُختصر المسافات.

إن الوصف المُعتاد الذي يُمكن به وصف غزة، كمنطقة منكوبة وكارثة إنسانية، هو أبعد ما يكون عن الواقع، فلم يشهد التاريخ على الإطلاق، على الأقل في التاريخ الحديث، واقعا مأساويا إنسانيا كالذي يعانيه أهلنا في قطاع غزة، في ظل محاولة عنيدة وإصرار شديد على نزع الكرامة عن البشر في هذه المدينة الباسلة. فالمواطن الغزي الذي اعتاد العيش بكرامة، هو الآن حياته مُعلقة بعد أن فقد كل ما يملك، فقد فقد منزله وأفرادا من عائلته، وفقد الشعور بالأمان. كما أنه يفقد حياته بشكل يومي بسبب عدم وجود أي ممر إنساني، ومن دون وجود أي أمل في الأفق.

لقد مضى على حرب غزة ما يقرب من 673 يوما منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، وهو رقم أصلا لا يمكن تخيله، كيف مر كل هذا الوقت، والأهوال التي تحدث في غزة ما زالت مشاهدها الكارثية تُعرض أمام الشاشات، ويستقبلها العالم بشكل يومي كأنها مشاهد عادية، وعلى الرغم من أن الرأي العام الغربي قد تفاعل مع ما تنقله الصورة من كارثة إنسانية، لكن الرأي العام العربي ما زال في سبات خطير.

ولعل أخطر ما في الموضوع هو أن تُصبح هذه المشاهد عادية، فكيف تكون عادية، في حين أن إغلاق المعابر في غزة، ربما هي الكارثة الإنسانية الوحيدة في العالم كله، حيث يمكننا مقارنة ما حصل ويحصل لأهلنا في غزة، مع ما حصل في أوكرانيا، وما حصل في سوريا، ومع ما يحصل في السودان، ففي كل هذه المآسي هنالك فرصة للسكان للبحث عن ملاذ آمن، ولو مؤقت من الموت. لكن في هذه المدينة الباسلة الجميع مُحاصر، والموت يُحاصرهم من كل اتجاه، والقذائف تسقط من كل اتجاه، إضافة إلى المجاعة، حيث الوقوف في طوابير طويلة أمام المطابخ المُجتمعية، التي تُقيمها المؤسسات الدولية، أملا في الحصول على حفنة رز، أو قطعة خبز.

لقد تآمرت الولايات المتحدة وإسرائيل حتى على جوع أهلنا في غزة، من خلال ما يسمى ( مؤسسة غزة الإنسانية)، التي قالوا إنها هي الكفيلة بتوزيع المساعدات على الفلسطينيين في القطاع. هذه المؤسسة التي تم فرضها بعد إغلاق كامل ومطلق للمعابر، التي تفصل غزة عن محيطها، مع انهيار وقف إطلاق النار الأول في شهر مارس/ آذار المنصرم وحتى نهاية شهر مايو/ أيار، حيث لم تدخل أي ذرة طحين خلال هذه الثلاثة أشهر، وباتت المجاعة أمرا مفروضا على هؤلاء البشر، الذين كانوا يعيشون بكرامة ولم يعرفوا مشاهد طوابير الجوع من قبل.

لقد أنشأت هذه المؤسسة ثلاثة ممرات يذهب من خلالها الناس، إلى ثلاث نقاط، من أجل طلب الحصول على المساعدات، لكن هذه الممرات باتت تسمى اليوم ممرات الموت، بشهادة المنظمات الدولية كافة، سواء تلك التابعة للأمم المتحدة، أو المنظمات الدولية المختلفة، التي تعمل في العالم، لأنها حسب تعبيرهم هي ممرات تعمل عكس معايير العمل الإنساني، ومعايير العمل الإنساني الدولي تتناقض تماما مع وجود هذه الممرات، بالتالي جميع مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية، ممنوعون من العمل الآن، ولا يصل أي نوع من البضائع والمساعدات لهم، كي يستطيعوا توزيعها على السكان في غزة. كما أن منافذ توزيع الطحين على سبيل المثال، وضعوها قرب نقاط وجود الجيش الإسرائيلي.. بالتالي باتت فرص الاحتكاك عالية، وبسببها يسقط يوميا ما معدله 155 شخصا من أهالي القطاع.

لقد تزاوجت طوابير الجوع وطوابير الموت في غزة، وبات الموت له أشكال مختلفة، فمن كان يتصور أن في القرن الحادي والعشرين، يمكن أن يفقد سبعة أطفال حياتهم في يوم واحد، خلال انتظار في طابور الحصول على الماء، حسب تقرير منظمة إنقاذ الطفل الدولية.

كما يفقد آخرون حياتهم في طابور انتظار أمام مطبخ مجتمعي، فالمجاعة والعطش اللذان باتا يحصدان أرواحا كثيرة بسبب سياسة التجويع الممنهج، وصورها المروعة لأطفال ونساء وشيوخ، لم يبق على جسدهم سوى الجلد الذي يغطي عظامهم، باتت حقيقة لا يمكن التغاضي عنها. فالقصف المدفعي والجوي وبالمسيرات، لم يعد الشاغل الوحيد الذي بات يرفع أصوات قادة كثيرين في العالم، بل المجاعة هي السبب الأكثر من غيره.

وأن الهبّة الدولية على لسان قادة وزعماء دوليين، إنما هي تعبير واضح عن فظاعة المشهد في المدينة، وعلى الرغم من أن هنالك قولا شائعا، إن تأتي متأخرا أفضل من أن لا تأتي أبدا، لكن كل تأخير في غزة تقابله عشرات، بل مئات الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ. ويضيف البعض أيضا أن هذه الهبة الدولية أنتجت مؤتمر حل الدولتين الأخير، وقرار إرسال المساعدات ورميها من الجو، وهو إدراك لخطورة ما يجري حتى بعد حلول الكارثة بأبشع صورها.

لقد فقدت إسرائيل الحرب الدعائية، في خضم تعالي الأصوات المنددة بالمجزرة التي ترتكبها في غزة، وتم تشويه صورتها عند من كانوا إلى وقت قريب يعتبرونها صورة براقة، لكن هل هذا يكفي؟ يقينا أنه لا يكفي. فالمسألة ليست حربا إعلامية، أو حربا نفسية تجري على أرض فلسطين، بل الواجب هو إنقاذ الفلسطينيين من هذا الجُب العميق من الكارثة. المشكلة أن المسؤولية كبيرة وهناك تخلٍ عالمي، وتخلٍ عربي. وإذا كانت الإدارات الأمريكية المتلاحقة تتحمل المسؤولية الأولى، وكذلك الدول الأوروبية التي تأخرت في اتخاذ مواقف حاسمة.

وأيضا حتى روسيا والصين لم تصدر عنهما مواقف حقيقية واضحة. وإذا كان هناك تقصير فاضح من الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية، فإن العار الأكبر سيلاحق العرب رسميا وشعبيا، لأنهم خذلوا أهلهم وأشقاءهم وأطفالهم الفلسطينيين في اتخاذ موقف حقيقي، تجاه أكبر كارثة عرفها التاريخ الحديث، إلى الحد الذي تقدمت فيه المواقف الشعبية الغربية عليهم في نصرة أهل غزة.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • حصار صنعاء البحري يخنق قطاع البناء في “إسرائيل”
  • "أسطول الصمود" يستعد للإبحار نحو غزة لكسر الحصار
  • بعشرات السفن.. أسطول الصمود يبحر مجددًا نحو غزة
  • حين يموت الضمير تعجز الصورة عن نقل مأساة غزة
  • أسطول الصمود يبحر نحو غزة وغريتا ثونبرغ في المقدمة
  • الحصار الجوي لـقوات صنعاء يشل حركة الطيران في مطارات الاحتلال الإسرائيلي
  • بمشاركة 44 دولة.. أول أسطول شعبي منسق لكسر الحصار عن غزة
  • وقفة غضب بتونس تنديدًا بقتل "إسرائيل" 6 صحفيين بغزة
  • ​أسطول الصمود يوجه دعوة لربابنة السفن بالانضمام.. هدفنا كسر الحصار عن غزة
  • سينطلق من تونس.. «أسطول الصمود المغاربي» يستعد لكسر الحصار عن غزة