تغير المناخ يزيد من خطر انتشار عدوى فطرية قاتلة
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
حذر باحثون من أن تأثير تغيير المناخ، وتحديدا ارتفاع درجات الحرارة، سيُسهم في انتشار نوع من الفطريات القاتلة التي تصيب الملايين من البشر سنويا.
وجمع باحثون من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة المعلومات التي خلصت لها الدراسات حول تأثير التغيير المناخي على انتشار العدوى الفطرية القاتلة. ونُشر البحث في "مجلة الفطريات"، وكتب عنه موقع ديلي ميل.
تُشكل حرارة الجسم المرتفعة لدى الثدييات حاجزا طبيعيا ضد الفطريات، بيد أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة يسهم في تكيف بعض الفطريات مع بيئة أكثر دفئا، مما يزيد من قدرتها على النمو والتكاثر داخل جسم الإنسان.
وتُظهر الأبحاث الحديثة أن فطر "الرشاشيات الدخناء"، الموجود بالفعل في المملكة المتحدة، قد ينتشر إلى أجزاء واسعة من شمال أوروبا وآسيا والأميركيتين، بل وقد يصل إلى القطب الشمالي خلال 75 عاما، مما قد يعرّض نحو 9 ملايين شخص إضافي لخطر العدوى.
وتُشير الدراسات الحديثة إلى أن فطر "الرشاشيات الدخناء" قد يطور مقاومة للأدوية، نتيجة الإفراط في استخدام مضادات الفطريات -خاصة "الأزولات"- في الطب والزراعة. وبما أن الفطريات تتكاثر بسرعة، فإن تكرار تعرضها لهذه الأدوية يعزز ظهور سلالات أكثر سمّية تُعرف بـ"الفطريات الخارقة".
إعلان
كيف تبدأ العدوى الفطرية؟
توجد الفطريات في البيئة من حولنا، في الهواء، والتربة، والماء، وعلى الأسطح. في العادة، لا تسبب ضررا للأشخاص الأصحاء، لكن في بعض الظروف قد تُحدث عدوى. تُنتج بعض أنواع الفطريات جسيمات صغيرة تسمى "الأبواغ" تطلقها في الهواء لتتكاثر، تشبه إلى حد كبير بذور النباتات.
تطفو الأبواغ في الهواء لمسافات بعيدة، وتنمو لتصبح فطرا جديدا عندما تجد بيئة مناسبة. تستطيع بعض أنواع الأبواغ تحمل ظروف قاسية (كالحرارة الشديدة أو الجفاف) حتى تجد مكانا مناسبا للنمو. عندما تطلق الفطريات هذه الأبواغ في الجو، يمكن أن يستنشقها الإنسان دون أن يشعر، خاصة في الأماكن المغلقة أو الرطبة.
وحين تصل هذه الأبواغ إلى الرئتين، قد تبدأ بالنمو داخل الجسم، مما يؤدي إلى التهابات تنفسية خطيرة، خاصة إذا كانت المناعة ضعيفة.
وداء الرشاشيات عدوى تنتج عن استنشاق أبواغ فطر الرشاشيات. لا يُصاب معظم الناس بالرشاشيات، غير أنها قد تُسبب أعراضًا خفيفة إلى شديدة لدى فئات سكانية معينة، مثل الأشخاص الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة أو أمراض الرئة.
يُسبب داء الرشاشيات أنواعًا مختلفة من العدوى، بما في ذلك أمراض الرئة المزمنة والالتهابات واسعة الانتشار. تتراوح الأعراض بين الخفيفة والشديدة. يعتمد العلاج على نوع العدوى، وعادةً ما يشمل دواءً مضادًا للفطريات، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية.
خطر صحي يتصاعد مع تغير المناخفي ظل التغير المناخي، لم تعد الفطريات تهديدا بيئيا هامشيا، بل أضحت خطرا صحيا متصاعدا. فقد أسهم ارتفاع درجات الحرارة في توسيع انتشار الفطريات جغرافيا، وزاد من عدد الأشخاص المعرضين للإصابة، وساهم في ظهور سلالات أكثر فتكا ومقاومة للعلاجات، نتيجة التكيف مع البيئة الجديدة.
تُنذر هذه التحولات بواقع صحي مقلق، يتطلب استجابة علمية وصحية عاجلة: من خلال تعزيز أنظمة المراقبة، وتحسين أدوات التشخيص، وزيادة الاستثمار في البحث حول العلاقة بين المناخ وصحة الإنسان.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية تحذر من ارتفاع نسب مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية
الثورة نت /..
كشفت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع مقاومة مضادات الميكروبات بنسبة 40 بالمائة بين عامي 2018 و2023، معتبرة ذلك تهديدًا متزايدًا للصحة على مستوى العالم.
وأظهر تقرير صدر اليوم الاثنين عن المنظمة، أن واحدة من كل 6 عدوى بكتيرية مؤكدة مختبريًا شائعة لدى البشر حول العالم، مقاومة للمضادات الحيوية.
كما كشف التقرير العالمي الجديد لمراقبة مضادات الميكروبات لعام 2025، عن انتشار المقاومة في 22 مضادًا حيويًا تستخدم في علاج المسالك البولية، والجهاز الهضمي، ومجرى الدم، وعلاج السيلان.
ويغطي التقرير 8 مسببات أمراض بكتيرية شائعة، وهي الراكدة والإشريكية القولونية، والكلبسيلة الرئوية، والنيسلية البنية، والسالمونيلا غير التيفية، والشيغيلا، والمكورات العنقودية الذهبية، والعقدية الرئوية، كل منها مرتبط بواحدة أو أكثر من هذه العدوى.
وأوضح مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم، أن مقاومة مضادات الميكروبات تتجاوز التطورات في الطب الحديث، مما يهدد صحة الأسر في جميع أنحاء العالم.
ودعا الدول إلى تعزيز أنظمة المراقبة، واستخدام المضادات الحيوية بمسؤولية، كما دعا صناعة الأدوية إلى ابتكار جيل جديد من المضادات الحيوية والاختبارات السريعة.
وقدرت المنظمة أن مقاومة المضادات الحيوية تبلغ أعلى مستوياتها في إقليمي جنوب شرق آسيا وشرق المتوسط، حيث كانت واحدة من كل 3 حالات عدوى مقاومة للمضادات الحيوية، وفي الإقليم الأفريقي واحدة من كل خمس حالات عدوى مقاومة للمضادات.