أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث تستحوذ على نحو 40% من استثمارات الصندوق العالمية، في دلالة واضحة على الثقة السعودية في قدرات الاقتصاد الأمريكي، لا سيما في القطاعات التقنية والذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك خلال مشاركة ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، والذي انطلقت أعماله اليوم الأربعاء في العاصمة الرياض، حسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للخليج.. اجتماعات أمنية واقتصادية في الرياض والدوحة عاجل- انطلاق القمة الخليجية - الأمريكية الخامسة في الرياض بمشاركة ترامب والشرع ترامب يشارك في المنتدى ويشيد بعلاقات البلدين الممتدة منذ عهد روزفلت

استقبل ولي العهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور وصوله مقر المنتدى، حيث اطلع الجانبان على معرض للصور التاريخية التي وثقت مراحل تطور العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة عبر العقود، كما تفقدا جناحًا يضم عروضًا استثمارية لشركات سعودية وأمريكية في قطاعات متعددة.

وخلال كلمته في المنتدى، أعرب ترامب عن سعادته بعودته إلى السعودية، مؤكدًا أن "الشراكة بين البلدين تتجاوز كل التحديات، وهي اليوم أقوى من أي وقت مضى". 

كما أعرب عن امتنانه للكرم السعودي، مسترجعًا ذكرى زيارته السابقة للمملكة منذ 8 سنوات، ولقائه بالملك سلمان بن عبدالعزيز.

شراكة استثمارية تتجاوز 600 مليار دولار

كشف الأمير محمد بن سلمان أن الاستثمارات المشتركة تمثل ركيزة أساسية في العلاقة الاقتصادية بين البلدين، لافتًا إلى أن الاقتصاد السعودي هو الأكبر في المنطقة، كما يُعد أكبر شريك اقتصادي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 500 مليار دولار خلال الفترة من 2013 إلى 2024، مضيفًا: "نحن نعمل اليوم على فرص شراكة بحجم 600 مليار دولار، من بينها اتفاقيات بأكثر من 300 مليار دولار تم الإعلان عنها خلال هذا المنتدى".

وأكد ولي العهد أن هذه الشراكة المتنامية ستسهم في توطين الصناعات، تنمية المحتوى المحلي، وخلق فرص عمل داخل المملكة، في سياق دعم رؤية السعودية 2030 الطموحة لتحويل المملكة إلى مركز عالمي في مختلف المجالات.

 

إشادة أمريكية بنهضة السعودية وتحوّل الرياض إلى مركز عالمي

من جهته، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتطور الكبير الذي شهدته السعودية خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن "الرياض لم تعد مدينة حكومية فقط، بل باتت مركزًا عالميًا للتكنولوجيا والثقافة والابتكار".

وأضاف: "ما تشهده المملكة من تحول اقتصادي وتجاري غير مسبوق، لم يكن متوقعًا قبل 8 سنوات، وهو ما يثبت أن المملكة تسير على الطريق الصحيح نحو الريادة العالمية".

كما أشار ترامب إلى أن استضافة المملكة لكأس العالم 2034 ومعرض إكسبو 2030 يعكس مكانتها المتصاعدة على الساحة الدولية، مؤكدًا أن بلاده ستدعم كافة الخطوات المستقبلية لتعزيز العلاقات الثنائية.

إرث ممتد منذ 1933.. واستثمارات تقود المستقبل

استعرض ولي العهد بداية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والتي انطلقت في عام 1933م عبر اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا، مؤكدًا أن هذا التاريخ العريق يشكل الأساس المتين لشراكة اقتصادية متجددة تسعى إلى نقل المعرفة وتبادل الخبرات وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عاجل محمد بن سلمان دونالد ترامب صندوق الاستثمارات العامة منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي العلاقات السعودية الأمريكية الاقتصاد السعودي الذكاء الاصطناعي رؤية السعودية 2030 الاستثمارات الاجنبية الرياض بین البلدین ملیار دولار ولی العهد مؤکد ا أن

إقرأ أيضاً:

33 عاماً من التبعية والارتهان للقرار السعودي _ الأمريكي

لم تكن سنوات حكم ’’عفاش’’ (1978 – 2011) مجرّد مرحلة سياسية عادية، بل مثّلت فصلًا طويلًا من الارتهان والتبعية للخارج، وتكريسًا لنموذج من الحكم قائم على الولاءات الشخصية، والفساد، وتفكيك مؤسسات الدولة لصالح شبكة ضيقة من المتنفذين.

يمانيون / خاص

 

فمنذ توليه السلطة، وضع ’’عفاش’’ السياسة اليمنية ضمن المدار السعودي،  ورغم بعض محطات التوتر الظاهري ، إلا أن الواقع أثبت أن القرار السياسي في القضايا الاستراتيجية كان مرهونًا بالموافقة أو التفاهم مع الجارة الكبرى التي أمسكت بزمام عفاش وقادته باتجاه ما يتوافق مع سياستها الاستعلائية والمتحكمة في القرار.

كانت السعودية ترى في اليمن عمقًا استراتيجيًا يجب ألا يخرج من تحت نفوذها، وساعدها عفاش في ذلك بتقديم التنازلات، سواء في ملفات الحدود، أو التنسيق الأمني، أو حتى بتبني سياسات تخدم رؤية المملكة في شبه الجزيرة.

السيادة اليمنية، التي كان من المفترض أن تُصان كخط أحمر، أصبحت رهينة لمصالح خارجية، تدير ملفات حساسة مثل الاقتصاد، التعيينات الكبرى، وحتى توجهات الدولة الإقليمية.

ومع تصاعد النفوذ الأمريكي في المنطقة، قدّم عفاش نفسه كحليف مخلص في ملف محاربة الإرهاب، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، المفتعلة أمريكياً وصهيونياً،  استخدم هذه الورقة للحصول على دعم مالي وعسكري، لكن على حساب السيادة الوطنية.

عمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار (الدرونز)، ووجود مستشارين عسكريين أمريكيين على الأراضي اليمنية، كانت تتم غالبًا دون علم البرلمان أو الجهات الرقابية، وهو ما كرّس واقعًا مريرًا، الأمن اليمني لم يعد مستقلًا، بل جزءًا من أجندة أمريكية لا تخدم الشعب بقدر ما ترسّخ نظامًا مطيعًا.

الداخل اليمني لم يكن أفضل حالًا، فعوضًا عن بناء دولة مؤسسات، حول عفاش اليمن إلى ’’دولة غنيمة’’، تُدار بعقلية العائلة.
النفوذ العسكري والأمني والسياسي كان موزعًا بين أبناء وأقارب صالح، وشخصيات قبلية موالية.

المشاريع الكبرى، وصفقات النفط، وحتى الوظائف العليا، كانت تُمنح وفق الولاء وليس الكفاءة، هكذا نشأت طبقة طفيلية تعيش على نهب الثروات العامة، بينما ظل ملايين اليمنيين يعانون الفقر، وسوء الخدمات، وغياب التنمية.

ورغم امتلاك اليمن ثروات كبيرة من النفط، والغاز، والموانئ، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، لم تنعكس هذه الإمكانات على حياة المواطنين، فقد فتح  عفاش المجال للمتنفذين لإدارة الاقتصاد اليمني  بعقلية الربح السريع، لا بالتخطيط أو الاستثمار في التنمية.

ودخلت البلاد مليارات الدولارات من عائدات النفط والمساعدات الخليجية والدولية، لكن نسبة كبيرة منها اختفت في ملفات فساد ضخمة، أو استُخدمت في شراء الولاءات وبناء شبكة النفوذ السياسي له ولتابعيه.

النتيجة؟ اقتصاد هش، يعتمد على الخارج، وعاجز عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، وهو ما جعل اليمن لاحقًا عرضة لانهيارات متتالية.

بعد مقتل عفاش وسقوط نظامه الذي مثّل عنوانًا للتبعية والفساد، فتحت اليمن صفحة جديدة من تاريخها الحديث، عنوانها التحرر من الوصاية وبناء القرار المستقل، فقد جاءت المسيرة القرآنية بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، كقوة صاعدة، ترفع شعار الاستقلال والسيادة الوطنية، وترفض الهيمنة السعودية والأمريكية التي ظلت لعقود تتحكم بمصير البلاد.

لم يكن المشروع القرآني مجرّد حركة معارضة، بل رؤية متكاملة تهدف إلى استعادة القرار اليمني من براثن التبعية، والتأسيس لحكم يستند إلى الكرامة والعزة، ومبادئ التحرر، بعيدًا عن الارتهان للمصالح الأجنبية.

تجلّت ملامح هذا التحول في مواقف سياسية واضحة أبرزها ، رفض العدوان السعودي الأمريكي، والسعي نحو فك الارتباط بالاقتصاد الريعي المرتبط بالخارج، والتحرك نحو بناء مؤسسات قائمة على الكفاءة والهوية الوطنية.

ورغم التحديات الكبرى، بما فيها العدوان والحصار الاقتصادي، إلا أن اليمن بدأ في رسم معالم استقلال حقيقي، يعيد الاعتبار لكرامة المواطن، ويضع الشعب في مركز القرار.

قد شكّل سقوط نظام عفاش لحظة مفصلية، انتقلت فيها البلاد من حالة من الانبطاح السياسي والفساد المنهجي، إلى مرحلة مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، عبر مشروع تحرري يستمد قوته من الهوية الإيمانية الأصيلة.

33 عامًا من حكم عفاش كانت كافية لتدمير فكرة الدولة الوطنية الحديثة في اليمن.
بالتبعية السياسية، وتكريس الفساد، ونهب الثروات، تم إفراغ السيادة من مضمونها، وأصبحت اليمن ساحةً مفتوحةً للتدخل الخارجي والتجاذب الإقليمي.

وإن كان التاريخ لا يُعيد نفسه، فإن دروسه تبقى حاضرة، لتحذير الأجيال القادمة من خطورة تحويل القرار الوطني إلى أداة في يد الخارج، ومن جعل ثروات البلاد وسيلةً لحكم الفرد بدل أن تكون أداةً لنهضة شعب.

مقالات مشابهة

  • صفقة ضخمة مع تحالف دولي.. أرامكو السعودية: 11 مليار دولار لمشاريع المعالجة والنقل بالجافورة
  • الإذاعة الوطنية الأمريكية تكشف وثائق عثر عليها في أحد فنادق أنكوريج مرتبطة بقمة بوتين وترامب
  • المملكة تؤكد دعمها كافة الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الروسية- الأوكرانية بالطرق السلمية والوصول إلى السلام بين البلدين الصديقين
  • 33 عاماً من التبعية والارتهان للقرار السعودي _ الأمريكي
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره السنغافوري تعزيز الشراكة الاستثمارية والتجارية بين البلدين
  • قمة ألاسكا: مفاوضات بوتين وترامب جرت في أجواء إيجابية.. فشل الإتفاق حول أوكرانيا ..الرئيس الأمريكي: تحديات كثيرة يجب تجاوزها.. الرئيس الروسي: الاجنماع القادم بموسكو
  • “أرامكو” السعودية توقع صفقة بـ 11 مليار دولار لتطوير حقل الجافورة
  • مليار دولار تتبخر من أسواق العملات المشفرة بعد صدمة التضخم الأمريكي
  • ولي العهد السعودي يبحث مع رئيس الإمارات التطورات بالمنطقة
  • أرامكو السعودية توقّع صفقة بقيمة 11 مليار دولار في مشاريع المعالجة والنقل بالجافورة