العراق بين الغياب والحضور… ماذا سيجني من القمة العربية بعد قمة الرياض
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في خضم التغيرات السريعة التي تشهدها الساحة العربية، وفي أعقاب قمة الرياض التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدد من الزعماء العرب، يجد العراق نفسه أمام تساؤلات مصيرية تتعلق بمكانته ودوره في الخارطة السياسية للمنطقة. وبينما تستعد العواصم العربية لعقد قمة جديدة، يُطرح السؤال الحقيقي: هل ما زال العراق حاضرًا في الوعي السياسي العربي كلاعب فاعل، أم أنه بات هامشيًا في الحسابات الإقليمية؟
الغياب العراقي عن قمة الرياض لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل كان إشارة واضحة إلى هشاشة الحضور السياسي العراقي في المحافل التي تُعاد فيها صياغة التحالفات والمصالح.
القمة العربية المرتقبة في بغداد، رغم زخمها الإعلامي، لا تعدو كونها محطة بروتوكولية بالنسبة للكثير من العواصم. و الأهم هل العراق يمتلك مشروعًا سياسيًا ورؤية استراتيجية تضع مصالحه الوطنية فوق الحسابات الضيقة والتجاذبات الإقليمية؟. فالمشكلة لا تكمن في القمم بحد ذاتها، بل في قدرة العراق على المبادرة والتأثير الفعلي خارج قاعات الاجتماعات.
التحولات الجارية بعد لقاء الرياض تؤشر إلى واقع جديد في المنطقة، حيث بدأت الدول تصوغ تحالفاتها على أسس المصالح المباشرة، لا الخطابات القومية أو العواطف التاريخية. وهذا الواقع يتطلب من بغداد إعادة النظر في تموضعها السياسي، والتوقف عن سياسة الحياد السلبي التي أفقدتها وزنها في كثير من الملفات.
العراق يمتلك عناصر قوة حقيقية: موقع استراتيجي، موارد ضخمة، وشعب حيّ قادر على تجاوز الانقسامات إذا ما توفرت قيادة قادرة على توجيه الدفّة. لكن دون قرار واضح، ستظل الفرص تمرّ من أمامه تباعًا، فيما تزداد عزلة قراره وتتعاظم تكلفة الغياب.
لم يعد أحد ينتظر من القمم العربية أن تصنع معجزات، لكن الجميع يراقب من يبادر، من يفاوض . وهنا، لا يُلام من لم يُدعَ إلى الطاولة، بقدر ما يُلام من لم يُجهّز نفسه للجلوس بثقة. العراق أمام لحظة فاصلة إما أن يعيد ترتيب أوراقه بما يخدم استقلاله ومصالحه، أو أن يستمر في الدور الرمادي، مُستنزفًا طاقاته في الداخل، بينما يكتب الآخرون مستقبل المنطقة.
وختاما في زمن التحولات، لا يكفي أن تكون حاضراً بالصورة… بل أن تكون حاضراً بالفعل.
انوار داود الخفاجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الحكومي العراقي: أنجزنا 185 مشروعًا لاستضافة القمة العربية
قال حيدر مجيد المتحدث باسم الإعلام الحكومي العراقي، إنّ الحكومة العراقية وضعت خطة شاملة لاستضافة القمة العربية، شملت الجوانب الأمنية والخدمية والإعلامية والصحية: "بناءً على توجيه من رئيس مجلس الوزراء، تم تشكيل لجنة عليا برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وضمت عدداً من الوزراء والمسؤولين، وكل لجنة فرعية عملت منذ أكثر من ثلاثة أشهر".
وأضاف مجيد، في لقاء خاص مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ العراق أنجز أكثر من 185 مشروعًا لدعم هذه القمة، شملت تأهيل أماكن السكن والاستقبال، وتحسين الطرق والخدمات اللوجستية، كما تم تطبيق خطة أمنية محكمة لحماية الوفود المشاركة، إلى جانب خطة صحية متكاملة بإشراف مباشر من وزارة الصحة العراقية.
وتابع، أن الجانب الإعلامي نال اهتمامًا بالغًا من الحكومة، حيث تم تجهيز مركز صحفي متكامل مزود بكل الإمكانيات الفنية والتقنية التي تتيح للصحفيين العرب تغطية الحدث بكل كفاءة: "تم تخصيص قاعة رئيسية لنقل وقائع القمة، وإطلاق تردد خاص يُمكّن وسائل الإعلام من البث المباشر لكافة فعاليات القمة".
وأشار حيدر علي إلى أن حالة صحفية مصرية أصيبت بوعكة صحية أثناء وجودها في بغداد، وتم التعامل معها بشكل سريع ومحترف في أحد مستشفيات العاصمة، مضيفًا: "الحمد لله خرجت بسلامة تامة، وهذا يعكس مدى جاهزية الطواقم الصحية العراقية".
وقال، إن العراق لم يستعد فقط لاستضافة القمة، بل نجح في أن يقدم نفسه كنموذج إيجابي في التنظيم والإدارة والضيافة، معربًا عن أمله بأن تكون هذه القمة بداية جديدة لمسار عربي موحد تنبع قراراته من بغداد.