بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في خضم التغيرات السريعة التي تشهدها الساحة العربية، وفي أعقاب قمة الرياض التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدد من الزعماء العرب، يجد العراق نفسه أمام تساؤلات مصيرية تتعلق بمكانته ودوره في الخارطة السياسية للمنطقة. وبينما تستعد العواصم العربية لعقد قمة جديدة، يُطرح السؤال الحقيقي: هل ما زال العراق حاضرًا في الوعي السياسي العربي كلاعب فاعل، أم أنه بات هامشيًا في الحسابات الإقليمية؟
الغياب العراقي عن قمة الرياض لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل كان إشارة واضحة إلى هشاشة الحضور السياسي العراقي في المحافل التي تُعاد فيها صياغة التحالفات والمصالح.

وبينما تسعى دول عربية لتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية على أسس اقتصادية وأمنية واضحة، ما زال العراق غارقًا في صراعات داخلية وتنازعٍ بين قوى خارجية على قراره السيادي.
القمة العربية المرتقبة في بغداد، رغم زخمها الإعلامي، لا تعدو كونها محطة بروتوكولية بالنسبة للكثير من العواصم. و الأهم هل العراق يمتلك مشروعًا سياسيًا ورؤية استراتيجية تضع مصالحه الوطنية فوق الحسابات الضيقة والتجاذبات الإقليمية؟. فالمشكلة لا تكمن في القمم بحد ذاتها، بل في قدرة العراق على المبادرة والتأثير الفعلي خارج قاعات الاجتماعات.
التحولات الجارية بعد لقاء الرياض تؤشر إلى واقع جديد في المنطقة، حيث بدأت الدول تصوغ تحالفاتها على أسس المصالح المباشرة، لا الخطابات القومية أو العواطف التاريخية. وهذا الواقع يتطلب من بغداد إعادة النظر في تموضعها السياسي، والتوقف عن سياسة الحياد السلبي التي أفقدتها وزنها في كثير من الملفات.
العراق يمتلك عناصر قوة حقيقية: موقع استراتيجي، موارد ضخمة، وشعب حيّ قادر على تجاوز الانقسامات إذا ما توفرت قيادة قادرة على توجيه الدفّة. لكن دون قرار واضح، ستظل الفرص تمرّ من أمامه تباعًا، فيما تزداد عزلة قراره وتتعاظم تكلفة الغياب.
لم يعد أحد ينتظر من القمم العربية أن تصنع معجزات، لكن الجميع يراقب من يبادر، من يفاوض . وهنا، لا يُلام من لم يُدعَ إلى الطاولة، بقدر ما يُلام من لم يُجهّز نفسه للجلوس بثقة. العراق أمام لحظة فاصلة إما أن يعيد ترتيب أوراقه بما يخدم استقلاله ومصالحه، أو أن يستمر في الدور الرمادي، مُستنزفًا طاقاته في الداخل، بينما يكتب الآخرون مستقبل المنطقة.

وختاما في زمن التحولات، لا يكفي أن تكون حاضراً بالصورة… بل أن تكون حاضراً بالفعل.

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ترحيب أوروبي برفع العقوبات عن سوريا

رحب قادة الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا مؤخراً.
وأكد القادة الأوروبيون في بيان نشروه على هامش اجتماعهم على مستوى القمة الأوروبية في بروكسل أهمية الانتقال السلمي والشامل في سوريا، بعيداً عن التدخلات الأجنبية الضارة، وحماية حقوق السوريين من جميع الخلفيات العرقية والدينية من دون تمييز، وتحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة.
ودان المجلس الأوروبي الهجوم الإرهابي الأخير على كنيسة مار إلياس في دمشق، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عنه.
وقال بيان القمة الأوروبية إنه يجب احترام استقلال سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها داخل حدود آمنة احتراماً كاملاً، وفقاً للقانون الدولي.

أخبار ذات صلة ميرتس يحذّر من تداعيات مرتقبة مع اقتراب موعد الرسوم 146 مليون دولار لدعم الكهرباء في سوريا المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • طاولة العراق ترهن المشاركة بالبطولة العربية بإطلاق الموازنة: نحتاج 75 مليون دينار
  • عن عروس لبنان التي قضت بغارة إسرائيلية في الجنوب.. ماذا قالت سيرين عبد النور؟
  • اتساع مقاطعة الانتخابات.. هل تؤدي لـانهيار النظام السياسي في العراق؟
  • معادلة متداخلة بين أربيل وبغداد وحلفاء طهران دفعت العراق نحو التهدئة الإقليمية
  • تركيا ستستضيف قمة الناتو لعام 2026
  • أبرز الدول العربية التي تعتمد على النفط في توليد الكهرباء
  • إطلاق سراح المحلل السياسي العراقي عباس العرداوي
  • بعد سنوات من الغياب .. منى الشرقاوي تقدم واجب العزاء فى والد تامر عبد المنعم
  • ترحيب أوروبي برفع العقوبات عن سوريا
  • العراق يشارك في الاجتماع الاستشاري الرابع لتنسيق مبادرات السلام والجهود في السودان