«الفارس الشهم 3».. 555 يوماً من العطاء والدعم لأهالي غزة
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
تسطر عملية «الفارس الشهم 3» ملحمة إماراتية من العطاء والدعم المتواصل لأهالي غزة، بعد مرور أكثر من 555 يوماً على انطلاق تلك المبادرة الإغاثية الشاملة، والتي لم تكن مجرّد استجابة طارئة، بل وعداً صادقاً التزمت به دولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني في أحلك الظروف.
ونشرت العملية مقطع فيديو وثائقي عبر منصة «إكس»، يلقي الضوء على تفاصيل الجهود الميدانية التي تبذلها فرق الإغاثة الإماراتية في غزة، ويظهر الفيديو لقطات حية من عمليات توزيع الطرود الغذائية، وتفريغ شحنات الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفى الميداني الإماراتي، إضافة إلى مشاهد إنسانية مؤثرة توثّق تفاعل الأهالي مع طواقم الدعم.
وانطلقت الحملة في أعقاب التصعيد الإنساني الذي شهده القطاع، حتى باتت واحدة من أطول وأشمل المبادرات الإغاثية المستمرة، التي حرصت على دعم المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن.
تنوّعت أشكال الدعم ما بين إغاثات غذائية عاجلة ومساعدات طبية ومبادرات لإجلاء الجرحى والمصابين، إضافة إلى مشاريع لإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية والتعليمية.
وما يميز العملية ليس فقط نطاقها، بل عمقها الإنساني وشمولها، حيث تجاوز عدد المستفيدين منها مئات الآلاف، مع إيصال المساعدات إلى الداخل الفلسطيني عبر جسر جوي وممرات برية تم تأمينها رغم التحديات اللوجستية والسياسية، كما تم نقل وإيواء عدد كبير من المصابين لتلقي العلاج في مستشفيات إماراتية بإشراف طواقم طبية متخصصة.
وإلى جانب الدعم الإغاثي، حرصت دولة الإمارات على إرساء نهج الاستدامة، حيث تم الإعلان عن مشاريع مستقبلية تستهدف إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتوفير بيئة تعليمية وصحية مستقرة للأطفال الفلسطينيين.
أيضاً لم تكن «الفارس الشهم 3» مبادرة إغاثة، بل جسراً من الأمل يربط الإمارات بغزة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الفارس الشهم 3 قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الشيخ سعد البريك.. حين يصمت المنبر ويرحل الفارس
الحقيقة الأولى
لا مفرّ للمنبر من الصمت، ولا من الفارس من الرحيل؛ فكل صوت دعوي ينحسر حين يرحل صاحبه، ويبقى صدى علمه وأثره في النفوس.
الحقيقة الثانية
العلماء ميراث الأمة وبناة صروحها المعرفية؛ ولا يبقى العلم بقاءً حقيقياً إلا بقبض العلماء، فهم شجرة تنمو أجيالاً بعد رحيل أغصانها.
الحقيقة الثالثة
كل إنسان يُقاس بمنجزاته؛ فالمجد لا يُكتسب بالادعاء، وإنما بالعمل الصادق في الدعوة والتعليم والجهاد في سبيلٍ يسّر الله لفاعله الخير.
“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون”
في يوم السبت 3 مايو 2025م، فقدت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي داعيةً فذًّا ومعلّمًا نابهًا، انه الشيخ سعد البريك، صوت المنبر الشجي وقد رحل عن عمرٍ يناهز 63 عامًا.. ترك وراءه حزنًا عميقًا في قلوب محبيه وتل…
صوت النحل
كان رحمه كثير الترحال في الدعوة إلى الله ودعم قضايا المسلمين ومن القصص التي لا تُنسى يقول لي:
لما وصلت اول مره للصومال، نمت في فندق وقريب منه مسجد وقبل الفجر بحوالي ساعة صحيت على همهمات خفيفة كأنها أصوات النحل طلعت من الغرفة وسألت احد العاملين ماهذه الاصوات؟
قال: هذا صوت أطفال تحفيظ القرآن، يحضرون لساحة المسجد قبل الفجر بساعة تقريبا ويجلسون في الساحة يقرؤون ويحفظون القرآن الكريم
نزلت كي أراهم بعيني، لقيتهم مجموعة صغار جالسين على الحصير يرددون الآيات بخشوع تأثرت من عزيمتهم وبساطتهم، ورحت أحييهم بكلمة طيبة
ويقول لي: أجمل ما في الموضوع أنهم يبدأون يومهم بكتاب الله قبل لا يسمعوا الأذان نفسه، كأنهم النحل يجمعون رحيق الإيمان في سكون الصباح
أي أمة هذه وشبابها يصحون على كتاب الله؟
لحظة الخبر وصدى الذكريات
صدمني نبأ وفاة اخي وصديقي وشيخنا “أبا عبد الله” عبر وسائل التواصل الاجتماعي أثناء رحلتي مع ابني محمد في القطار من فيينا إلى براغ..
حينها شككت في بداية في الخبر، ثم تأكدت بعد بحثٍ سريع في قوقل، بعدما انتشر خبر رحيله كما تنتشر النار في الهشيم..
توقفتُ صامتًا لأستحضر شريط ذكرياتي معه – علمه، جهده، حضوره الذي لا يُعوَّض – فمسكت قلمي مسرعًا، وأنا مدركٌ أن حقه علينا أعظم من أن تُسبره الكلمات.
كلمات وداع من محبيه
ضجّت مواقع التواصل بالحزن والدعاء، ونعاه محبوه بـ”المدرسة الدعوية المتنقلة”، مشيدين بوسطيته وجهوده في نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والتكافل والدعوة الى الله
لهذا أعاد كثيرون نشر محاضراته ومقاطع من خطبه.
وكم كنت أتمنى أن يُطلق اسمه على مركز دعوي متكامل، إلى جانب تسمية شارع ايضا باسمه في مدينة الرياض، وفاءً لعطائه وتخليدًا لأثره الدعوي وجهوده في خدمة دينه ووطنه وأمته.
التعازي بالوالدين
وما اسرع الايام حين تعدها ما أسرع الأيام تجري بنا دون ان نشعر.. تبدو سرعه الأيام مخيفه..!
رُبَّ باكٍ عَلى مَيتٍ وَباكِيَةٍ
لَم يَلبَثا بَعدَ ذاكَ المَيتِ أَن بُكِيا
وَرُبَّ ناعٍ نَعى حيناً أَحِبَّتَهُ
ما زالَ يَنعى إِلى أَن قيلَ قَد نُعِيا
فلا انسى انني عزّيت ابا عبدالله بوفاة والده ووالدته قبل تسعة أشهر، وكان بينهما في الوفاة يومين تقريباً، ودُفنا في قبرين متجاورين.
ويبدو أن برّه وحبهما لم يسمح له بالبقاء بعيدًا عنهما طويلاً، فرغبت روحه باللحاق بهما
اللهم اجمعنا وإياهم وآبائنا وأمهاتنا والحبيب المصطفى ﷺ وجميع المسلمين في جنّات النعيم.
الوداع الأخير
اختتم حياته في ذاك المشهد المهيب حين صلى عليه الناس في جامع الراجحي يوم الأحد، ووري الثرى بمقبرة النسيم وسط حضورٍ كثيف من العلماء والمسؤولين والدعاة وسواد كبير من محبيه.
وكان دائمًا يردد قول الحبيب ﷺ: “خير الناس أنفعهم للناس”. ونحسبه كذلك، والله حسيبه.
الحَمدُ لِلَّهِ طوبى لِلسَعيدِ وَمَن
لَم يُسعِدِ اللَهُ بِالتَقوى فَقَد شَقِيا
كَم غافِلٍ عَن حِياضِ المَوتِ في لَعِبٍ
يُمسي وَيُصبِحُ رَكّاباً لِما هَوِيا
وَمُنقَضٍ ما تَراهُ العَينُ مُنقَطِعٌ
ما كُلُّ شَيءٍ يُرى إِلّا لِيَنقَضِيا
وحين يصمت المنبر … ويرحل الفارس، يظل أثره
صدقة جارية في قلوب من عرفه وعاش على بركته
رحم الله شيخنا سعد وأسكنه الفردوس الأعلى، وجعل علمه وعطاءه صدقةً جارية في ميزان حسناته.
أخبار السعوديةأخر أخبار السعوديةالشيخ سعد البريكبشر الصابريند.عبد الله القفاريقد يعجبك أيضاًNo stories found.