47 % من إجمالي موازنة وزارة التضامن مخصص للدعم والمزايا الاجتماعية
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
عرض أيمن عبد الموجود، ممثل وزارة التضامن ، مخصصات الوزارة في مشروع الموازنة العامة للعام المالى 2025/2026 قائلا:" تبلغ المخصصات 53.6 مليار جنيه بزيادة قدرها 14.1 مليار جنيه زيادة عن موازنة العام الماضي والتي كانت تبلغ 39.4 مليار جنيه.
وتناقش اللجنة أيضا، مشروع الموازنة وموازنة البرامج والأداء لديوان عام وزارة الأوقاف للسنة المالية 2025/2026.
و قال عبد الموجود، أن 47% من إجمالي الموازنة العامة للوزارة مخصص للدعم والمزايا الاجتماعية.
و أضاف ممثل وزارة التضامن :" معاش تكافل وكرامة، شهد زيادة في المخصصات عن العام الماضي بقيمة 11 مليار جنيه، وهناك اعتماد لصرف بدل الانتقال للرائدات الريفيات، خاصة وانهن يعملن بنظام التطوع، ولكن تم إدراج مخصصات لصرف بدل الانتقال، فيما شهد الباب الأول الخاص الأجور والتعويضات زيادة في مشروع الموازنة للعام المالي المقبل 166 مليون جنيه، حيث كان مخصص في العام المالي 24/25 158 مليون جنيه.
و قال عبد الموجود :" ترتكز جهود الوزارة على ملف الرعاية والحماية الاجتماعية والتعاون من أجل توفير سبل الحماية للشعب المصري، والوزارة تسعى لتحقيق متطلبات المجتمع وتحقيق سياسة الدولة الرشيدة في ترشيد الإنفاق، لافتا إلى زيادة المساعدات الخاصة بمعاش تكافل وكرامة، إضافة لقانون الضمان الاجتماعي الذي تم وضع مخصصات له في مشروع الموازنة لضمان التطبيق على الأرض.
و لفت ممثل وزارة التضامن، إلى أن الوزارة طالبت بزيادة مخصصات تعويض العاملين حيث كان معتمد في العام المالي 24/25 مبلغ مالي 27 مليون جنيه، والوزارة طالبت برفع المبلغ لـ 65 مليون جنيه، ولكن ما تم تخصيصه 27 مليون نفس المبلغ المعتمد في العام المالي السابق، في حين أن هذه الزيادة من المفترض انها كان ستوجه للعاملين بشأن تنقيح كشوف تكافل وكرامة طوال الوقت وتطبيق قانون الضمان الاجتماعي، حيث هناك لجان مشكلة لضمان وصول الدعم لمستحقيه، ووفقا لما هو معتمد كل موظف يحصل تقريبا على 100 جنيه في الشهر، إضافة إلى المطالبة بزيادة المخصصات المالية للمؤسسات العقابية، حيث كان مدرج 6 مليون جنيه في العام المالي السابق وتم صرف 15مليون، وبناء عليه تم طلب 29 مليون جنيه في الموازنة العامة للعام المالى الجديد، تم تخصيص 10 مليون جنيه فقط، إضافة لمركز التجميع والموائمة لتوطين صناعة الأطراف، طالبنا تخصيص 80 مليون جنيه تم تخصيص 30 مليون جنيه فقط، خاصة وأن المركز معنى بربط كل مديريات الوزارة على مستوى الجمهورية لمواجهة الأزمات وضمان خطة التطوير.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، اليوم والمخصص لمناقشة مشروع الموازنة وموازنة البرامج والأداء لديوان عام وزارة التضامن الاجتماعي قطاع الشئون الاجتماعية للسنة المالية 2026/2025.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ممثل وزارة التضامن وزارة الأوقاف ديوان عام وزارة الأوقاف المزايا الاجتماعية التعويضات ممثل وزارة التضامن فی العام المالی مشروع الموازنة ملیار جنیه ملیون جنیه
إقرأ أيضاً:
لأجل مَنْ يحكُم ترامب ؟
ترجمة : قاسم مكي -
من المستفيد من ترامب؟ مصالح مَنْ يخدم؟ إنه -كما ذكر إيفان كراستيف- يخدم مصالحه الخاصة به بطريقة بشعة. لكن ماذا عن الآخرين؟ نحن نعلم من الإغلاق الفظ للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أنه لا يهتم البتَّة بالفقراء في الخارج. لكن هل يُظهِر فعلا اهتماما بالأمريكيين العاديين الذين صوتوا له؟
مشروع قانون الموازنة «الكبير والجميل» والذي يأخذ طريقه الآن عبر الكونجرس يوضح أن الإجابة بالنفي؛ فهو مثال فاقع لما سبق لي أن أسميته «شعبوية الأثرياء» أول مرة في عام 2006؛ فالأغنياء يحصلون على معظم المنافع، والفقراء يصبحون أكثر فقرا، ويبقى عجز الموازنة ضخما.
الرسوم الجمركية ضريبةُ مبيعاتٍ على السلع المستوردة، وتميل أيضا إلى رفع أسعار البدائل المحلية. وعلى العموم؛ الفقراء ينفقون نسبة أعلى من دخلهم على السلع مقارنة بمن هم أكثر ثراء. فهؤلاء ينفقون نِسَبا أعلى من الدخل على الخدمات أو يدَّخرون معظمه. لذلك الرسوم الجمركية تراجعية (بمعنى أنها أكثر تأثيرا على الفقراء)؛ كما تحاجج كيمبرلي كلاوسينج، وماري لافْلي الباحثتان بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي. وربما ذلك أحد أسباب غرام ترامب بها؛ فتخفيضاته الضريبية يذهب جُلُّها إلى الأثرياء.
قدَّر مختبرُ الموازنة بجامعة ييل أثرَ الرسومِ الجمركية التي تم تطبيقها ابتداء من 1 يونيو 2025 ومشروعِ قانون موازنة ترامب الذي أجازه مجلس النواب. بالطبع من المرجح إجراء تعديلات على هذا المشروع بواسطة مجلس الشيوخ، لكن ما يذهل أن يصادق عليه مجلس النواب أساسا. (مشروع قانون الموازنة لم يصادق عليه مجلس الشيوخ بعد، وينتظر ترامب إجازته بواسطة مجلسي الكونجرس؛ لإقراره يوم 4 يوليو- المترجم).
باختصار؛ زيادات الرسوم الجمركية، ومشروع قانون الموازنة الكبير والجميل «سيخفِّضان -بعد خصم الضرائب والتحويلات- متوسط دخول عائلات الشريحة التي تشكل نسبة الـ 80% الأدنى من سلم الدخل. وستواجه عائلات الشريحة التي تشكل نسبة 10% الأدنى خفضا في المتوسط بنسبة تزيد على 6.5% من الدخل، فيما ستشهد عائلات الشريحة العليا زيادة تقارب 1.5%».
أيضا حسب مختبر الموازنة بجامعة ييل «تشير التقديرات التقليدية إلى أن مشروع قانون موازنة ترامب يكلف 2.4 تريليون دولار كما هو مكتوب (4 تريليونات دولار إذا تحولت البنود المؤقتة في الموازنة إلى دائمة). ويفترض أن تبلغ حصيلة الرسوم الجمركية التي دخلت حيز التطبيق اعتبارا من 1 يونيو 2.4 تريليون دولار».
إذا لم يتطابق هذا التقدير مع الواقع -وأنا أشك في تحصيل مثل هذا المبلغ من الرسوم- سيصح استنتاج الباحثتين كلاوسينج ولافلي والذي مفاده أن «أجندة ترامب كسياسة مالية عبارة عن تخفيضات ضريبة تراجعية تُموّل جزئيا فقط بزيادات ضريبة تراجعية».
في مقالاته بالمنصة الرقمية «سَبْستاك»؛ يكتب بول كروجمان: «لدي نظرة شديدة الارتياب في نوايا الجمهوريين. لكن قسوة مشروع قانون الموازنة بضرائبه التنازلية التي تثقل كاهل الفقراء صادمة حتى بالنسبة لي».
أيضا مشروع الموازنة -حسب اعتقادي- لا يبالي بالآثار الضارة التي قد تترتب عنه على الناس. فوفقا لخطاب من مكتب الموازنة بالكونجرس غير الحزبي؛ قد تزداد أعداد من لا يشملهم التأمين الصحي بحوالي 16 مليون شخص كنتيجة للتغييرات المقترحة في مشروع قانون الموازنة وغيره. كما هنالك أيضا تخفيضات في برنامج طوابع الطعام. ولن يخطئ من يقول: إن عديدين سيموتون من أجل تدبير تخفيضات ضريبية كبيرة لأصحاب البلايين.
إذا افترضنا عدم وجود أثر يذكر لسياسة ترامب الاقتصادية (ترامبونوميكس) على النمو الاقتصادي للولايات المتحدة؛ سيبدو الأثر الصافي لكل من الرسوم الجمركية، ومشروع موازنة ترامب على الموقف المالي استمرارا للاتجاهات المالية السابقة. وهكذا ستظل العجوزات المالية كبيرة، وسيرتفع الدين قياسا إلى الناتج المحلي الإجمالي. ففي تقرير آفاق الموازنة الفيدرالية في الأجل الطويل 2025- 2055؛ توقع مكتب الموازنة بالكونجرس ارتفاع نسبة الدين الفيدرالي لدى الجمهور إلى الناتج المحلي الإجمالي من 100% هذا العام إلى 118% في عام 2035. في كتابه «كيف تفلس البلدان: الدورة الكبيرة»؛ يحاجج راي داليو مؤسس وعضو مجلس إدارة صندوق التحوط «بريدْجواتر» بوجوب أن يتراوح الخفض في العجز بين 3% و4% من الناتج المحلي الإجمالي؛ لتثبيت معدل الدين إلى الناتج الإجمالي. هل مثل هذا التعديل في السياسة المالية ضروري الآن؟ الإجابة الأمينة «لا أحد يدري». اقتصاد الولايات المتحدة هو الأكبر في العالم والأكثر دينامية وباطراد، كما تُصدِر عملة احتياط العالم. هذا يمنحها مجالا هائلا للمناورة، لكن لا شيء يدوم إلى الأبد. وإذا فقد الناس الثقة في الولايات المتحدة قد تُجبَر على تدوير دينها بشروط يتزايد تشددها.
في نهاية المطاف قد يتحول الكثير منه إلى دين قصير الأجل بسعر فائدة يقررها بنك الاحتياطي الفيدرالي.
حينها سيتعرض البنك إلى ضغوط للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة.
ويمكن أن يقوض أثر «تنقيد الدين» مع «الجبر المالي» الاستقرارَ بشدة. (بمعنى تمويل الدين الحكومي بطباعة النقود، وفرض أسعار فائدة منخفضة قسرا من شأنهما زعزعة استقرار الاقتصاد الكلي؛ لأنهما يقوضان الثقة في السياسة النقدية للبنك والسياسة المالية للحكومة - المترجم)
وكما سبق أن صرح روديجر دورنبوش أستاذ الاقتصاد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «في الاقتصاد؛ الأشياء تأخذ وقتا أطول مما تعتقد لكي تحدث. ثم تحدث بأسرع مما كنت تعتقد»؛ لذلك الخيار المعقول هو تغيير المسار قبل فوات الأوان. وهذا أكثر معقولية عند اتخاذ قرار بشن حرب تجارية مريرة على كل دائني الولايات المتحدة تقريبا. ومن المؤكد أن التجربة القاسية لدائني الولايات المتحدة، وشركائها التجاريين مع رئاسة ترامب ستغير نظرة العالم للولايات المتحدة. عموما يجب تعريف الشعبوية بأنها شكل من أشكال السياسة يُمَوضِع «الشعب» ضد «النخبة»، ويمكن أن يكون الشعبويون يساريين أو يمينيين. ومن الواضح أن شعبوية ترامب تنتمي إلى اليمين؛ فهي تؤكد على الثقافة والعِرق والقومية. وهذا يوفر غطاء ممتازا للسياسات التي تفيد النخبة البلوتوقراطية (نخبة الأثرياء) على حساب كل أحد آخر.
لكن في ورقة ممتازة صدرت عام 2023 بعنوان «القادة الشعبويون والاقتصاد» توصَّل كل من مانويل فونكه، وموريتس شولاريك، وكريستوف تريبش إلى استنتاجين ينطبقان على الشعبويين من الجناحين اليميني واليساري. أولهما أن كلا الجناحين يميلان إلى إلحاق ضرر دائم بالديموقراطية نفسها. وثانيهما أن تصرفاتهما المتهورة، ونزعتهما القومية، وتعدياتهما على المؤسسات غالبا ما تترتب عليها كلفة اقتصادية باهظة.
في الولايات المتحدة كلا الحزبين يتفقان فعليا الآن على عدم أهمية الحصافة المالية. ومن المؤكد أن الديموقراطيين ما عادوا يرون فائدة تذكر منها؛ لأنها مهَّدت كثيرا لتخفيضات ضريبية تراجعية.
يمكن القول إذن: إن مديونية الولايات المتحدة ستواصل ارتفاعها، وتحذيرات ديالو تكشف عن بصيرة نافذة. وكما قال مرة الاقتصادي الأمريكي الراحل هربرت شتاين: «إذا لم يكن في مقدور شيء ما الاستمرار إلى الأبد سيتوقف». السؤال هو: متى سيتوقف ارتفاع الدين الأمريكي؟ وإلى أي حد سيكون ذلك مؤلما؟
مارتن وولف كبير معلقي الاقتصاد بصحيفة الفاينانشال تايمز