نظم متحف شرم الشيخ الورشة الخامسة من برنامجه الصيفي التفاعلي للأطفال “رحلة إلى الحياة الأخرى”، والتي جاءت بعنوان “مائدة الأبدية”، بمشاركة مميزة من الأطفال من مختلف الأعمار.
أوضحت إدارة متحف شرم الشيخ ، أنه تم اصطحاب المشاركين في رحلة معرفية حول رمزية “مائدة القرابين” في الطقوس الجنائزية عند المصري القديم، والتي كانت تُعد رمزًا للاستمرارية والتغذية في العالم الآخر.

متحف شرم الشيخ


أفادت إدارة المتحف ،أن البرنامج تناول في الجزء العملي من الورشة، نحت الأطفال نموذج لمائدة القرابين ، وتصميم و رسم نماذج مصغرة لمائدة جنائزية، تضمنت عناصر مثل أواني الطعام، وأصناف رمزية من الفاكهة والخبز.

نوهت أن الورشة تميزت بأجواء من التفاعل والإبداع، حيث عبّر الأطفال عن تصوراتهم للحياة الأخرى كما تخيلها أجدادهم، في تجربة دمجت بين المعرفة والتطبيق، وأبرزت قدرة المتحف على تحويل التراث إلى تجربة حية للأطفال.

طباعة شارك متحف شرم الشيخ رحلة إلى الحياة الأخرى مائدة الأبدية شرم الشيخ متحف شرم

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: متحف شرم الشيخ رحلة إلى الحياة الأخرى شرم الشيخ متحف شرم متحف شرم الشیخ

إقرأ أيضاً:

رحلة في عقل مُلحِد

 

 

 

بدر بن خميس الظفري

@waladjameel

لطالما اقترنت كلمة "الإلحاد" في نظر الكثيرين بذلك التيار الفكري الخطر، الذي ما إن يُذكرُ في مجلس واقعي أو افتراضي، حتى تجد أعصاب الناس قد اشتدت، وقلوبهم ارتجفت، وعقولهم استفزت. يدخلون في نقاشٍ حاد، يدعون إلى مصرع الإلحاد.

ومع تفهُّمنا لكل تلك المشاعر الغاضبة، إلا أنها لن تقدم حلًّا لظاهرة الإلحاد، بل ستزيدها تعقيدًا يصعب تفكيكه.

وحتى لا يساء فهمنا، ونُتَّهَم بما ليس فينا، نريد أن نُؤكد أننا في هذا المقال، لا نكتب للدفاع عن الإلحاد، ولا لتمرير منطقه؛ بل لنفهمَ بهدوء كيف بدأ التشكيك في وجود الله، وكيف تكوّن إنكارُ خَلْقِهِ تعالى لهذا الكون، وكيف تشكلت تلك الأسئلة التي بدت لكثير من المُلحِدين طريقًا للخلاص، رغم أنها قد تقود إلى متاهات أعمق. فما من سؤال إلحادي وُجِّه للإيمان إلا وقد تصدى له الدين وبينه.

غير أنَّ الحوار، حتى يُحقق هدفه، لا بُد من أن نفهم محتواه فهمًا عميقًا، وأن نُفصِّل محاوره تفصيلًا دقيقًا. ولهذا، دعونا نذهب في رحلة في عقل المُلحِد، لنستكشف شواطئ فكره، ونعْرُج إلى قلبه، لنتحسس عواطفه ومشاعره.

إن عقل المُلحِد، ليس ساكنًا ولا فارغًا؛ بل تيار متحرك فائض بالأسئلة الشائكة، تيار لا ينقطع من الحيرة والشك، والرغبة في أن يكون للكون منطقٌ معقول. في داخله، لا شيء مستقر على حاله، ولا إجابة مقدسة، فكل فكرة تمُر على عقله لا بُد أن يغربلها أولًا بغربال من الأسئلة.

هو لا يهاجم الإيمان بدافع الحقد؛ بل يفتِّش عن إجابة تُرضي العقل قبل أن تُريح القلب. قد يكون مرّ بتجربة فقدٍ، أو صُدم بنفاقٍ باسم الدين، أو عُنّفَ وهو يسأل، فهرب إلى نفي كل المُسلَّمات وإنكارها.

وليس غريبًا أن يكون بعض هؤلاء قد قرأوا كتاب "الرب ليس عظيمًا" للكاتب والصحفي البريطاني الأمريكي كريستوفر هيتشنز، الذي لم يكتفِ بنقد الدين؛ بل أقام عليه دعوى فكرية يتّهمه فيها بإفساد كل شيء.

في هذه المرحلة من رحلة المُلحِد، لا يمكن التعامل معه بالعنف أو الخطابة أو التخويف، لأن كل هذه الأدوات، بالنسبة إليه، تُذكّره بما دفعه للبعد عن الإيمان من الأصل. هو لا يثق في صوت الوعظ العالي، ولا يخاف من عذاب الجحيم، ولا يهتم بالوعد والوعيد. هو يريد حوارًا بنّاءً، لا جلسة في محكمة.

المُلحِد لا يتبع دينًا، لكنه لا يخلو من منهج يتبعه، فلكل منهم منهج أو أكثر.

بعض المُلحِدين نزعتهم فلسفية، يُؤسسون موقفهم على قضية “الشر” التي تؤرقهم. يتساءلون: كيف يمكن أن يوجد إله عادل، وهناك أبرياء يموتون تحت القصف أو أطفال يموتون من البرد؟ وكما ذكر المفكر الأمريكي جورج سميث في كتابه “القضية ضد الإله”، فإنَّ كثيرًا من المُلحِدين لا يرون في هذا التساؤل تشكيكًا في الدين فحسب؛ بل يعدونه تفكيكًا لصورة الإله الكامل.

مُلحِدون آخرون يبنون منهجهم الإلحادي على غياب الأدلة التجريبية الحسية. وهذا ما أشار إليه الفيلسوف وعالم الأعصاب الأمريكي سام هاريس، في كتابه “رسالة إلى أمة مسيحية” حين قال إن المُلحِدين لا ينكرون وجود الله بقدر ما ينكرون الإيمان بشيء غير محسوس؛ فليس دور العِلم عندهم أن يملأ الفراغ الوجداني، وإنما أن يُرتّب فوضى الأسئلة، ويقدّم تفسيرًا عقلانيًا يقنع الذهن ويهدئ اضطرابه.

وهناك من يغوص في قراءة كتاب "وهم الإله" لعالِم الأحياء التطوري البريطاني ريتشارد دوكينز، يجد أن التفسير الطبيعي للكون أكثر انسجامًا مع العقل من أي سردية دينية؛ فهو يرى في نظرية التطور تفسيرًا يُغنيه عن الإيمان بخالق؛ إذ تتيح له فهم الحياة من منظور علمي دون الحاجة إلى من يوجد هذه الحياة.

لكن في كل هذه المناهج والاتجاهات الإلحادية هناك شيء مشترك، وهو أن المُلحِد لا ينكر وجود الإله لمجرد الإنكار؛ بل لأنه لا يجد ما يُقنعه بوجوده.

كثيرٌ من المؤمنين يظنون أن الإلحاد يُطفئ المشاعر. لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا من ذلك. المُلحِد لا يعيش بجمود؛ بل أحيانًا يكون أكثر حساسية ممن حوله. هو يدرك أنه سيموت، ولا ينتظر حياة أخرى، لذا يعيش كل لحظة كأنها المساحة الأخيرة له، ليُنجِز فيها ما يراه حقًا، أو يترك أثرًا، أو يكتشف فيها ذاته. وهو لا ينتظر عدالة الآخرة، فيسعى للعدالة الآن. وإن ضاق صدره، لا يرفع عينيه نحو إله لا يراه لطلب العون؛ بل ينظر داخله، مُحاوِلًا أن يُلملِم بقاياه بيديه وحده.

بل إننا نجد في كتاب "مذكرات كافر مغربي" للكاتب والفيلسوف المغربي سعيد ناشيد، صوتًا داخليًا يصرخ من وجع الواقع، لا من كبرياء الفكرة؛ فالإلحاد لا ينتُج دومًا عن تنظير فلسفي؛ بل أحيانًا هو صرخة من جرح شخصي، أو من دينٍ استُعمل أداةً للإيذاء لا ملاذًا من الألم.

ومع ذلك، ففي قلب المُلحِد خيط خفي من الخوف، يُحدِّث نفسه: ماذا لو كنت مُخطئًا؟ لكن في أعماقه أيضًا تصميم صامت على أن الطريق نحو الحقيقة، وإن كان صعبًا، أشرف من العيش مع أسئلة أجوبتها موروثة ومُغلَّفة غير مُقنعة.

إنَّ أكبر خطأ نرتكبه حين نواجه شخصًا مُلحِدا هو أن نختزله في موقفه من الله، فنُجرِّده من إنسانيته، ونُعده نجسًا لا يستحق أن نتعامل معه. المُلحِد إنسان، له أهل وأحلام وإحساس، وقد يكون أقرب إلى الخير من كثير من المُتدينين. وقد يكون أصدق في ألمه من كثير ممن يخفون شكوكهم وراء قناع الإيمان.

لا يُطلب من المؤمن أن يوافق المُلحِد، ولا أن يصمت أمام أفكاره، لكن يُطلب منه أن يفهم دوافعه، وأن يُفرِّق بين من يُلحد هروبًا من الألم، ومن يُلحد ازدراءً للحقيقة. وهذا ما أشار إليها الفيلسوف البريطاني برتراند راسل في كتابه "لماذا لستُ مسيحيًا"؛ إذ يرى أن التفكير الحُر لا يعني الإنكار بالضرورة؛ بل يعني الوقوف في وجه القناعات والإجابات الموروثة، ونقدها بشجاعة.

الرحلة في عقل المُلحِد ليست لإقناعه، وليست أيضًا لتبرئته... هي فقط دعوة للفهم؛ لأننا إنْ عجزنا عن فهم من يخالف تفكيرنا، فلن نستطيع يومًا أن نُدرك حقيقة ذواتنا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رحلة في عقل مُلحِد
  • في عدد يوليو 2025 من الثقافة الجديدة: المتاحف ذاكرة الأوطان.. عدد خاص
  • سعر ومواصفات سيارة «إم جي HS» موديل 2026
  • متحف المركبات يحتفل باليوم العالمي للكاميرا
  • مراسم دفن رمزية لرئيس ليبيريا صامويل دو بعد 35 عاما على اغتياله
  • «أنا أقدر أشتغل».. فعالية مميزة لدمج الأطفال بمتحف إيمحتب
  • إطلاق مسابقة معمارية دولية لتجديد متحف اللوفر
  • البنك الدولي يحذر من تدهور أوضاع 39 دولة هشة مع تنامي الصراعات
  • الفاشر تمثل رمزية قضية دارفور عند المجتمع الدولي منذ العام 2003