أبو الغيط: حكومة الاحتلال المتطرفة تنفذ مخططا بهدف البقاء في السلطة
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
أكد أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، أن اجتماع اليوم يتم في ظل ظروف صعبة، وأن هذا يكون له تأثير على الدول العربية، وأن انعقاد القمة بعد غدًا السبت ينعقد لعيها أمال كبيرة.
. والحفاظ عليها يجب أن يكون هدفنا
وأضاف أمين عام جامعة الدول العربية، خلال انطلاق أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية في دورته الـ34 إلى العراق، أن الأشقاء في غزة يتعرضون لحرب إبادة، وأن القضية الفلسطينة هي قضية الأمة العرية كلها.
وأوضح أنه في نهاية القمة نتطلع لصدور قرار جماعي لوقف حرب الإبادة فورًا، وأن ما يحدث في غزة هدفها استمرار حالة الفوضى والتوتر، وأن حكومة الاحتلال المتطرفة تنفذ مخططا يهدف البقاء في السلطة.
وأضاف وزير الخارجية البحريني، خلال انطلاق أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية في دورته الـ34 إلى العراق، أن القمة العربية الـ 33 عقدت في ظروف صعبة بسبب الأوضاع السياسية والامنية، وتطلبت موقف عربية مواحدة لحماية الأمن القومي العربي وتحقيق المصالح المشتركة.
ولفت إلى أن قمة البحرين حملت رسالة للسلام، والتضامن العربي، ودعت لوقف الحرب بقطاع غزة، إطلاق صلاح المحتجزين، وأن يكون هناك سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن البحرين رفضت تهجير المواطن الفلسطيني من أرضه، وشددت على ضرورة حماية حقوقهم المشروعة، التي يكفلها القانون الدولي.
قال العميد مقداد ميري حسن، المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا لتأمين القمة ببغداد، إن إستعدادت القمة العربية الـ 34 بالعراق كبيرة، والأجهزة الأمنية العراقية متمرسة بشكل عالي، خاصة فى إدارة الوفود والحشود وغيرها، مشيرا إلى أنه قبل عام رئيس الوزراء العراقي شكل لجنة برئاسة وزارة الداخلية بها من طيران الجيش والدفاع الجوي.
وأضاف خلال لقاء خاص ببرنامج “صباح الخير يا مصر” المذاع عبر فضائية “الأولي”، أن العاتق الأكبر للقمة وتأمينها يقع على وزارة الداخلية، المتمثلة فى حماية الشخصيات والمرور والأجهزة الإستخبارية.
وتابع: “قبل إنعقاد القمة العربية، فإن وزارة الداخلية الموجودة حاليا تتمتع بوضع أمني هو الأفضل منذ عشرات السنوات، من ناحية التقدم والإزدهار، ومصر سيكون لها حضور مميز فى القمة”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أبو الغيط جامعة الدول العربية الدول العربية غزة جامعة الدول العربیة القمة العربیة الـ العربیة فی أبو الغیط
إقرأ أيضاً:
القواعد الأجنبية في الدول العربية ووَهْم الحماية
أحمد بن محمد العامري
ahmedalameri@live.com
منذ أن حلَّت القواعد الأجنبية في البلاد العربية تحت شعارات "الحماية" و"الاستقرار"، والعالم العربي يعيش حالة من الارتهان الأمني والسياسي، تنتشر القواعد العسكرية الأجنبية في أكثر من بلد عربي، لكن ما يُقدَّم على أنه دعم استراتيجي ليس في حقيقته إلا غطاءً لفرض الوصاية وتكبيل القرار الوطني، وما من تجربة مع هذه القواعد إلا وكشفت أن وجودها لم يكن يومًا ضمانة للأمن القومي، بل كان أداة لحماية مصالح الخارج ودرعًا خفيًّا لحماية الكيان الصهيوني.
خذ على سبيل المثال سوريا، حيث تتواجد القاعدة الروسية في حميميم، أحد أكبر مظاهر النفوذ العسكري الروسي في المنطقة، هذه القاعدة التي جاءت بذريعة دعم "الشرعية" و"محاربة الإرهاب"، لم تمنع العزلة السياسية التي عاشها النظام ولم تحمِ الأراضي السورية من الغارات الإسرائيلية المتكررة التي باتت تحدث بلا رادع حتى قرب القاعدة ذاتها.
لقد كانت في أفضل حالاتها مراقبًا صامتًا، وفي أسوأها شريكًا ضمنيًّا في تثبيت توازنات دولية وإقليمية لا تخدم إلا المصالح الروسية، ولم تحمِ حتى الرئيس السوري الذي لاذ بالفرار في العام المنصرم.
وفي الخليج، برز مثال أوضح عندما قصفت إيران قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر ردًّا على العدوان الأمريكي. كان المتوقع منطقيًّا، أن تقوم القوات الأمريكية بصد الهجوم، أو على الأقل حماية الدولة المستضيفة التي منحتها الأرض والغطاء السياسي.
لكن ما حدث كان العكس تمامًا: هربت بجنودها وعتادها وأخلت القاعدة تمامًا، وكأن الدولة التي تحتضن هذه القاعدة ليست في حساباتها عندما تتعرض للخطر. وهذا يفضح بوضوح أن الحماية الموعودة ليست سوى "وهم استراتيجي".
وناهيك عن ذلك، فإن بعض هذه القواعد الأجنبية تحوّلت إلى حاضنات للجماعات المتطرفة ومفرخات للإرهاب؛ بل وأداة لضرب الوحدة الوطنية في بعض الدول العربية من خلال إذكاء النعرات الطائفية والمذهبية وتأجيج الصراعات الداخلية بما يخدم مشاريع التقسيم والهيمنة.
وتحت غطاء "محاربة الإرهاب"، وُلدت كيانات مشبوهة وحركات دموية، وفُتِحت الأبواب أمام مشاريع لا تمت لأمن المنطقة ولا لاستقرارها بأي صلة.
وفي السياق ذاته، لا بُد من التوقف عند طبيعة المناورات العسكرية المشتركة التي تُجريها الجيوش العربية مع قوات أجنبية، تحت مبرر اكتساب الخبرات القتالية. هذه المناورات تُنفذ غالبًا على الأراضي العربية، بينما لا يُسجَّل أي نشاط مماثل للقوات العربية على أراضٍ أجنبية بنفس العدد والوتيرة. أليس في ذلك ما يثير التساؤل عن الغايات الحقيقية من هذه التمارين؟
ألا تُعدّ هذه المناورات شكلًا آخر من أشكال إقحام الدول العربية في أدوار ميدانية تخدم خططًا عسكرية غير عربية؛ حيث تصبح الأراضي العربية حقل اختبار وميدان تمرين لقوات أجنبية تتعرف من خلالها على طبيعة الأرض ونفسية المقاتل العربي؟
إن استمرار هذه السياسات دون توازن في المصالح أو شفافية في الأهداف، يضع السيادة الوطنية للدول العربية في مهب الريح، ما يستدعي مراجعة جذرية لمسار التعاون العسكري مع الخارج.
وفي ضوء هذه الوقائع، ألا يجب أن نُعيد قراءة مفهوم الأمن القومي في منطقتنا؟ إلى متى سنظل نراهن على الخارج، بينما كل التجارب تقول لنا: لن يحميك إلا ابنك؟
إن هذه القواعد بدلًا من أن توفر الطمأنينة، تنتقص من السيادة الوطنية وتكرّس التبعية وتربط القرار السياسي العربي بشبكة من المصالح الأجنبية، تتناقض مع المصلحة الوطنية والقومية. والأسوأ من ذلك أن وجودها يخدم حماية الكيان الصهيوني بشكل غير مباشر، بتجريد الدول العربية من أدوات الردع المستقل وجعلها تدور في فلك وهم التحالفات التي لا تراعي مصالحها.
لقد آن الأوان لتصحيح البوصلة. آن الأوان لتصفير الخلافات العربية البينية، وتدشين مرحلة جديدة من السياسات العربية تقوم على الاستقلال الحقيقي والتعاون البيني، لا التبعية للغرباء.
على الأنظمة أن تعيد بناء علاقتها مع شعوبها، وأن تعوِّل على قوى الداخل بدل الاتكاء على قواعد عسكرية أجنبية تفرّ عند أول طَلق نار.
"السيادة لا تُستعار، والأمن لا يُستورد، والاستقرار لا يُهدى من الخارج".
إن الشعوب العربية ليست قاصرًا، ولا عديمة الحيلة. إنها شعوب حية، وحرة، وصاحبة تاريخ نضالي طويل، وقادرة على صنع الفارق حين تُمنح الثقة لها، ويُتاح لها المجال للمشاركة في تقرير مصائرها.
لقد حان الوقت ليأخذ هذا المارد العربي زمام المبادرة ويقود مشروع الاستقلال العربي لنهضة شاملة ومصالحة كاملة مع جوارنا الجغرافي، ويُعيد القضية الفلسطينية إلى مركز الفعل العربي لا باعتبارها عبئًا سياسيًّا؛ بل بوصلة استراتيجية نعيد بها ترتيب أولوياتنا وتوحيد صفوفنا للوصول إلى "حل العودتين".
السيادة أولًا، وكل ما عداها سراب.