مؤرخ إسرائيلي: تحولنا من أصل إستراتيجي إلى عبء سياسي على أميركا
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
قال المؤرخ والباحث السياسي الإسرائيلي آفي شيلون إن إسرائيل تحولت في السنوات الأخيرة من "أصل إستراتيجي" للولايات المتحدة إلى "عبء سياسي وعسكري" عليها، محمّلا حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية هذا التحوّل نتيجة افتقارها إلى رؤية إستراتيجية تتقاطع مع مصالح حليفتها الكبرى.
وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، رأى شيلون أن أحد أبرز ما كشفته الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هو حجم اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة.
وأشار شيلون إلى أن الولايات المتحدة منذ الساعات الأولى للحرب كانت الداعم الأساسي لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، سواء من خلال تهديدات الرئيس جو بايدن لحزب الله وإيران، أو عبر نشر حاملات الطائرات في المنطقة، فضلًا عن الإمدادات العسكرية المتواصلة، والدعم السياسي في المحافل الدولية، والمشاركة الفعلية في الدفاع الجوي ضد الهجمات الإيرانية.
ورغم الانتقادات التي وُجّهت لإدارة بايدن بسبب ما وُصف بأنه "تقييد" للعمليات العسكرية في غزة، أكد شيلون أن إسرائيل ما كانت لتصمد عسكريا أو سياسيا من دون هذا الدعم، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة كانت تقاتل فعليا إلى جانب إسرائيل خلال تبادل الضربات مع إيران.
إعلانويذكّر المؤرخ الإسرائيلي بأن التحالف مع قوة عظمى كان دائمًا جزءًا من عقيدة إسرائيل الأمنية منذ أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون. فبينما اعتمدت إسرائيل في خمسينيات وستينيات القرن الماضي على فرنسا، أصبحت الولايات المتحدة منذ الستينيات هي الداعم الرئيسي لها، بما توفره من مزايا تكنولوجية وعسكرية واقتصادية وسياسية.
لكن هذه العلاقة -بحسب شيلون- لا تعني أن واشنطن ستكون دوما في خدمة المصالح الإسرائيلية فقط. فالتحالف يفرض على إسرائيل أيضًا أن تراعي المصالح الأميركية، وأن تكون جزءا من الرؤية الإستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.
ويقول شيلون إن الزعيم الإسرائيلي "الحكيم" هو من يعرف كيف يناور، وكيف يربط بين المصالح الإسرائيلية والمصالح الأميركية، وهو ما فشلت فيه الحكومة الحالية التي لا تملك -في رأيه- أي إستراتيجية واضحة منذ بداية الحرب، سوى ترديد شعار "النصر الكامل" في غزة.
إسرائيل لا تساعد نفسهاويمضي شيلون في انتقاد السياسة الإسرائيلية، ويستحضر تجربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي جاء إلى البيت الأبيض بنهج مختلف، جمع بين دعم إسرائيل إعلاميا، وتعيين شخصيات يمينية متطرفة في إدارته، لكنه في الحقيقة يرفض الحروب الطويلة ويفضل الاتفاقيات السياسية والتجارية.
وبحسب المؤرخ الإسرائيلي، فإن ترامب أثبت بالفعل أنه غالبا ما يهدد بالحروب ولكنه يعارضها من حيث المبدأ، فضلا عن الحروب الطويلة، لأنها بنظره مضيعة للموارد، ويمكن تحقيق أهدافها في الاتفاقيات من دون إطلاق رصاصة واحدة. ويضيف المؤرخ الإسرائيلي "كان على إسرائيل أيضا أن تفهم أنه لا يوجد رئيس للولايات المتحدة منذ جورج دبليو بوش أو باراك أوباما وترامب في ولايته الأولى والثانية وبايدن، لديه مصلحة في محاربة إيران، والجميع يفضل التوصل إلى اتفاق. لذلك، كان من المفترض أن تستغل إسرائيل ولاية ترامب للتوصل إلى اتفاقيات مع الدول العربية، بما في ذلك سوريا وغزة، في ظل ظروف كان من الصعب عليها تحقيقها في عهد بايدن".
إعلانويؤكد شيلون أن إسرائيل رفضت مساعدة نفسها في عهد بايدن، وها هي تفعل الشيء ذاته في عهد ترامب، رغم قدرتها على استثمار الدعم العسكري الأميركي لمصلحة تسوية إقليمية تحقق مكاسب إستراتيجية، وعلى رأسها إطلاق سراح الأسرى من غزة.
ويخلص المؤرخ الإسرائيلي إلى أن واشنطن بدأت تتحرك في المنطقة بمعزل عن إسرائيل، ليس لأن بايدن أو ترامب معادٍ لها، بل لأن الحكومة الإسرائيلية نفسها لم تعد تقدم أي مساعدة للولايات المتحدة في بلورة إستراتيجية إقليمية متكاملة.
ويحذر شيلون من أن استمرار هذا النهج سيعمّق الفجوة بين الجانبين، ويُفقد إسرائيل مكانتها في الشرق الأوسط، وهو ما يجعلها من وجهة نظر واشنطن عبئًا يجب تحجيمه لا أصلا إستراتيجيا يجب الاستثمار فيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المؤرخ الإسرائیلی للولایات المتحدة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مراسل هيئة البث الإسرائيلية يغطي زيارة ترامب من داخل الرياض (شاهد)
ظهر مراسل هيئة البث الإسرائيلية في تغطية مباشرة من العاصمة السعودية الرياض، لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط حديث عن "صفقات كبرى" من الممكن أن تحدث خلال الزيارة البارزة إلى الشرق الأوسط.
ونشرت هيئة البث مداخلة مراسلها ناثان غوتمان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) تحت عنوان: "ماذا نتوقع من زيارة ترامب إلى السعودية؟ إليكم تقرير المراسل الإخباري.. تقرير خاص من الرياض".
وقال المراسل "نحن الآن في الرياض، المملكة العربية السعودية، وصل دونالد ترامب إلى هنا في أول زيارة سياسية له خارج حدود الولايات المتحدة منذ توليه منصبه الثاني. جاء ترامب إلى هنا لعدة أسباب".
מה צפוי לטראמפ בביקור בסעודיה? שליח כאן חדשות @nathanguttman בדיווח מיוחד מריאד pic.twitter.com/hYYpqomFpc — כאן חדשות (@kann_news) May 13, 2025
وأضاف "أولًا، يريد الحصول على الأموال، ويحصل على الكثير منها من السعوديين. حتى أنه حصل على طائرة مجانية من القطريين. ويريد العودة باستثمارات إلى الولايات المتحدة، قد تصل إلى تريليون دولار".
وأوضح "لكن دونالد ترامب يريد أيضًا أن يكون رجل دولة. يأمل في البناء على نجاح إطلاق سراحه عيدان ألكسندر، والتوصل إلى اتفاق مشترك لإطلاق سراح جميع الأسرى قبل انتهاء الحرب في غزة".
وذكر "أما بالنسبة للتطبيع الموعود، فهو غير قائم بين إسرائيل والسعودية حاليًا. لكن ترامب موجود في البيت الأبيض، ويأمل أن يكون من الممكن الخروج من هنا باتفاق، وبنوع من التفاهم، يُعزز هذه الفكرة مستقبلًا. سنواصل متابعة ما بعد زيارة ترامب إلى السعودية وقطر والولايات المتحدة".
والأسبوع الماضي، أعلنت السعودية، الأربعاء، رفضها "القاطع" لإعلان إسرائيل "بشأن التوغل والسيطرة على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية".
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية السعودية بعد تزايد تصريحات مسؤولين إسرائيليين الأيام الماضية بشأن توسيع الإبادة بقطاع غزة واحتلال أراضيه وإجبار الفلسطينيين على النزوح إلى جنوبه.
وفي ذلك الوقت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" صادق على توسيع حرب الإبادة المستمرة في غزة، مؤكدا العزم على احتلال القطاع المحاصر.
وذكرت الخارجية السعودية أن المملكة تعرب عن "رفضها القاطع لما أعلنته سلطات الاحتلال الإسرائيلية بشأن التوغل والسيطرة على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، ورفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وجددت التأكيد على "رفض المملكة لأي محاولات للتوسع في الاستيطان على الأراضي الفلسطينية، وأهمية إلزام السلطات الإسرائيلية بالقرارات الدولية".