توضيح
الدكتور الخضر هارون
◦ ابن عمنا البروف عبدالرحمن محمد
عثمان أستاذ في جامعة إفريقيا العالمية أورد مؤخرا قصة حقيقية ورد اسمي في ثناياها . ولما كان عنوانها مزعجاً في ظروف الحرب هذه: يخططون لعالم بلا سودان!
وجاء فيها أن البروف تنبأ بأن عمر السودان سينقضي في العام ٢٠٤٠ ! شدت تلك النبوءة انتباه أفاضل مستفسرين مني جلية الأمر سيما وأني كنت رئيسا لبعثة السودان الدبلوماسية لدي واشنطن وكنت كذلك ممثلا غير مقيم لدي البرازيل قبل تبادل التمثيل المقيم معها ذلك وكأن الحرب الدائرة الان هي ارهاصات ذلك الزوال المحتوم .


تلك المعطيات جميعا تدخل في روع القارئ أن وراء الأكمة ما وراءها. وخطورة نبوءة المقولة جعلت الآنسة هيلدا جونسون وزيرة التعاون الدولي النرويجية تودعها كتابها
◦ Waging Peace in Sudan
◦ وكان سفير البرازيل القادم للتو للسودان قد قرأ الكتاب المذكور ولابد أن تسترعي انتباهه مقولة بروف عبدالرحمن المجلجلة بأن البلد الذي أرسل إليه سفيرا سيصبح بعد حين، أثرا بعد عين وفي تاريخ محدد هو العام ٢٠٤٠ وذلك قد تسبقه اهتزازات وربما كوارث يتعين علي بلده البرازيل التحسب لها علي كل الأصعدة. رأي السفير ان يسمع من البروف شخصياً فدعاني البروف لحضور اللقاء لكوني سفير سابق كما أسلفت وكنت يومها قد التحقت بالجامعة أستاذا مشاركا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية و لم يتطرق اللقاء إلي زوال السودان فيما أذكر كما لم يتطرق
إلي مقولة البروف ولم يتساءل أحد عن وثائق تجمعت لدي البروف تؤيد قناعته بتآمر واسع يقضي بزوال السودان ولم يتطوع هو بإطلاعنا عليها.
وأورد الأستاذ الرزيقي علي ذات الشاكلة في لقاءاته الأخيرة في بودكاست الطاهر حسن التوم بأن الرئيس السابق عمر البشير قد أشار إلي وثيقة أثناء تدريبات عسكرية له في أمريكا ثمانينيات القرن الفارط تقول بزوال السودان من خارطة الأمم وقرأت لعسكري آخر ذات الزعم فاتصلت بالسيد جي استيفان موريسون
مدير أفريقيا سابقا في مركز الدراسات الدراساتالاستراتيجية والدولية CSIS وهو الآن نائب مدير المركز ومسؤول عن دائرة الصحة فيه وهو كما تعلمون قد صاغ مع فرانسيس دينق الورقة التي انبنت عليها مباحثات السلام : دولة بنافذتين، سألته عن أي وثائق سبقت تلك عن السودان وأنا أعلم أنه لن يجيب إن وجدت وكما توقعت لم يجب بشئ لكني قلت قد أحصل علي شئ دون ذلك.
والحق الذي لا جدال فيه أن السودان مزعج ومستهدف وقد أشار صمويل هانتنقتون في صدام الحضارات )واصفا حرب الجنوب بأنها وجه من وجوه ذلك الصدام .
السودان، مربك للغرب كما كتب الأمريكي Oscar Blayton
Why Sudan Confounds the West
وأجاب لأنه مختلف ثقافيا عن إفريقيا السوداء مع انه من ضمنها. فبينما تنظر أفريقيا تلك إلي الغرب بإعجاب وعرفان وأنه الذي أخرجها من دياجير الظلام إلي رحاب الحضارة المعاصرة ،لا يفعل السودانيون ذلك فلهم سياق ثقافي بديل مراكزه في الشرق الأوسط.
ولأن السودان ممتد إلي قلب القارة كحامل للثقافة العربية والإسلامية فتأثيره في نشر تلك الثقافة المغايرة للثقافة الغربية والمنافسة لها في الذيوع والانتشار أشد وأقوي من دول اعرق منه كانت محاضن لسلطنات قوية في شمال أفريقيا لكن قللت الصحراء الكبري وحبائل الاستعمار من تأثيرها وألحقتها بقارة آسيا .وقد أضفي السودانيون بحكم المجاورة والسحنات وآليات التأقلم مع المناخ المشترك ما جعل تلك الثقافة العربية الإسلامية المتأفرقة مزية جعلتها أبعد أثرا من من تلك الكائنة في دول الشمال الإفريقي ولأنه، اي السودان لا يتميز عن دول أفريقيا بلون أو عرق واضح جلي ،أصبح محجة لهم كما أنه مهد حضاراتهم العريقة. وقد تفطن الانقليز لذلك عندما أغلقوا جنوبه الممتد من جنوب دارفور وحتي الانقسنا بقانون المناطق المغلقة ولم يجدي ذلك نفعاً في حجب ذلك التأثير في نشر الإسلام والعربية لكن تدبير المستعمر قد نجح في زرع الفتنة سياسيا وفصل الجنوب لكن العربية بقيت في الجنوب بل يطالب الجنوب بالانضمام لجامعة الدول العربية ذلك لأن .
الثقافة العربية الإسلامية اكتسبت نكهة إفريقية بفعل الجغرافيا ولرسوخ تلك الحضارة الفذة في السودان وتغذت بروافد من غرب القارة وصلت علي يد المرابطين ثم الموحدين حتي بحيرة تشاد باكرا وقبل قيام سنار بقرون فأنتجت لاحقا سلطنات وداي ، مساليت ودارفور تأثرا بسلطنات غانا وتكرور ومالي وغيرها. يقول القس الحاقد سبنسر ترمنقهام أن ذلك عزز من تعصب المسلمين في السودان!
نخلص لأن السودان الفسيح تدين مراكزه الحضرية في الغرب والشرق والوسط والشمال بالإسلام وتنطق بالعربية رغم وجود لغات أخري بدرجة من التطابق لا تخطؤها عين.
هذه هي الثقافة المستعصية علي التبديل والتي أصبحت ثقافة سودانية جامعة مهما تنطع المتنطعون وحاملوها مستهدفون لا السودان كله والحيلولة بين حملتها وبين أن يتسنموا عجلة القيادة فيها وذلك بكل التدابير الممكنة بفرض الإطاري مثلا وبالديكتاتوريات المموهة بربطات العنق الجذابة وبالبطش بالقيادات المؤثرة فيها ذلك أيسر من مسح السودان من الخارطة وأقل تكلفة وكثير من دول المنطقة مسلطة علي شعوبها أنظمة وقيادات بقوة الحديد والنار وإلحاق السودان بها وسرقة موارده الهائلة في الزراعة والمعادن وغيرها متاح وممكن. هذه قصتنا.
المخططات تستهدف تلك الفاعلية وكسر شوكتها إن استطاعوا وقناعتنا أن السودان سيبقي وسينتصر وسينطبق عليه وصف المتنبي
رماني الدهر بالأرزاء حتي
فؤادي في غشاء من نبال
فصرت إذا أصابتني سهام
تكسرت النصال علي النصال
فهان فما أبالي من الرزايا
لأني ما انتفعت بأن أبالي
نعم لن تتوقف الرزايا والمؤامرات وهي لم تتوقف منذ محاولات الروم والفرس في بدء التاريخ ولن تتوقف والخير العميم باسط ذراعيه في أرض السودان الزاخرة بالخيرات التي تتناقص في كل المعمورة وسيزداد الكيد شراسة ولؤماً لكن السودان لن يبالي لأن نحو مليون قد امتشقوا السلاح وأقسموا ألا يسقط من صفوفهم فرد واحد إلا بعد أن يسقطوا العشرات من الغاصبين وشعارهم : احرص علي الموت توهب لك الحياة.
والتحايا لكم جميعا ولابن عمي البروف عبدالرحمن الذي لا أراه قال ما قال إلا حرصا علي بقاء السودان وتحذيركم وحقكم علي تشمير السواعد ونصب القنا الحديثة للذود عنه وبذل المهج والأرواح في سبيل الحفاظ عليه.

Khidir Haroun

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أن السودان

إقرأ أيضاً:

هل تنبأ عالم الزلازل الهولندي بالهزة الأرضية الأخيرة؟.. تحذيرات من توقعات فرانك هوجربيتس

فرانك هوجربيتس.. عرض عالم الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس، في مقطع فيديو عبر قناته الرسمية على يوتيوب، خرائط تشير إلى حدوث نشاط زلزالي قوي خلال الأيام المقبلة.

فرانك هوجربيتس

وقال هوجربيتس في الفيديو: دعونا نلقِ نظرة على الإطار الزمني التالي من 13 إلى 22، ما ترونه هو الكثير من القمم الحمراء والأرجوانية، وهذه ليست علامة جيدة.

وأضاف: يبدأ في وقت متأخر من يوم 14 مع كوكب الزهرة وعطارد وأورانوس، اقتران كوكبي حاسم، يتقارب مع اقتران قمري مع المشتري، تقريبًا، وكذلك عطارد والشمس والمريخ.

وتابع: آخر مرة تعرضنا فيها لزلزال بقوة 7.8 درجة أو أكبر كان قبل أكثر من عامين في تركيا، وقد حدث ذلك بعد تقارب الكواكب مع عطارد والزهرة في نفس الوقت.

وواصل: في يوم 16 مايو نرى تقارب مرة أخرى مع عطارد والزهرة في اقترانين، الشمس وعطارد وزحل، وهو أمر بالغ الأهمية.

توقعات فرانك هوجربيتس حدوث نشاط زلزالي كبير

وتوقع فرانك هوجربيتس حدوث نشاط زلزالي كبير في أيام 15 و16 و17، قائلًا: «يمكن أن يكون هناك نشاط زلزالي كبير حقًا، ويمكن أن نرى زلزالين أو ثلاثة زلازل بقوة 7 درجات وفي أسوأ السيناريوهات يمكن أن تتجاوز قوتها 8 درجات».

اقرأ أيضاًدعاء الزلازل والهزات الأرضية.. ردده الآن لحفظ أولادك وزوجتك

مركز رصد الزلازل يكشف تفاصيل الهزة الأرضية فى مصر وفلسطين

تفاصيل زلزال حلوان اليوم.. هل دخلت مصر ضمن حزام الزلازل؟

مقالات مشابهة

  • الجيش الوطني والفيدرالية الديمقراطية
  • الأمين العام للأمم المتحدة يصل إلى بغداد للمشاركة في أعمال القمة العربية
  • رئيس غرفة بورسعيد التجارية: مصر بوابة أفريقيا.. والاتفاقيات الدولية فرصة ذهبية للمستثمر الصيني
  • “جوازات ميناء جدة” تستقبل أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من السودان
  • عودة أكثر من 200 ألف سوداني من مصر طوعياً
  • هل تنبأ عالم الزلازل الهولندي بالهزة الأرضية الأخيرة؟.. تحذيرات من توقعات فرانك هوجربيتس
  • ما بين البرهان وطارق بن زياد
  • وقف صادرات نفط جنوب السودان عبر السودان.. أسباب تقنية أم سياسية؟
  • لنا أمل في الدفع بأجندة السلام في السودان خلال زيارة الرئيس الأميركي للمملكة العربية السعودية