السجن 25 عاما للمتهم بطعن سلمان رشدي في 2022
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
أصدرت محكمة أمريكية اليوم الجمعة حكما بالسجن 25 عاما على المتهم الذي أُدين بطعن سلمان رشدي على منصة محاضرات في نيويورك عام 2022، مما أدى إلى فقدان الكاتب الحائز على جائزة نوبل للآداب لإحدى عينيه.
أدانت هيئة المحلفين هادي مطر، البالغ من العمر 27 عامًا، بمحاولة القتل والاعتداء في فبراير، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
خلال المحاكمة، كان المؤلف البالغ من العمر 77 عامًا الشاهد الرئيسي، ووصف كيف اعتقد أنه يحتضر عندما طعنه مهاجم ملثم بسكين في رأسه وجسده أكثر من اثنتي عشرة مرة أثناء تقديمه في مؤسسة تشوتوكوا للحديث عن سلامة الكُتّاب.
قبل النطق بالحكم، وقف مطر وأدلى ببيان حول حرية التعبير وصف فيه رشدي بالمنافق.
قال مطر، مرتديًا ملابس السجن المخططة البيضاء ومكبل اليدين: "سلمان رشدي يريد إهانة الآخرين يريد أن يكون متنمرًا، يريد أن يتنمر على الآخرين لا أتفق مع هذا الرأي".
حُكم على مطر بالسجن لمدة 25 عامًا كحد أقصى لمحاولة قتل رشدي، وسبع سنوات لإصابة رجل كان على خشبة المسرح معه. وقال جيسون شميدت، المدعي العام لمقاطعة تشوتاوكوا، إنه يجب تنفيذ الحكمين بالتزامن لأن الضحيتين أصيبتا في نفس الحادث.
أمضى رشدي 17 يومًا في مستشفى في بنسلفانيا، وأكثر من ثلاثة أسابيع في مركز إعادة تأهيل في مدينة نيويورك.
قالت السلطات إن مطر، وهو مواطن أمريكي، كان يحاول تنفيذ فتوى صدرت منذ عقود، تدعو إلى قتل رشدي، عندما سافر من منزله في فيرفيو، نيو جيرسي، لاستهداف رشدي في منتجعه الصيفي على بُعد حوالي 70 ميلاً (112.6 كيلومترًا) جنوب غرب بوفالو.
وكان مطر يعتقد أن الفتوى، التي صدرت لأول مرة عام 1989، حظيت بدعم من حزب الله اللبناني، وأيدها الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في خطاب ألقاه عام 2006، وفقًا للمدعين العامين الفيدراليين.
أصدر المرشد الإيراني آية الله روح الله الخميني الفتوى بعد نشر رواية رشدي "آيات شيطانية".
قضى رشدي سنوات مختبئًا، ولكن بعد أن أعلنت إيران أنها لن تطبق المرسوم، سافر بحرية على مدار ربع القرن الماضي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طعن سلمان رشدي سلمان رشدي جائزة نوبل للآداب هادي مطر سلمان رشدی
إقرأ أيضاً:
أبونا مقاطعنا واحنا مقاطعينه .. ما حكم الشرع؟| أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من أحد المتابعين قال فيه: «أبونا تركنا أنا وإخواتي، لا يسأل علينا ولا نحن نسأل عليه، فهل علينا ذنب؟».
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال للقاء تلفزيوني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الوالد أوسط أبواب الجنة»، وهو حديث صحيح يدل على عظيم مكانة الأب، مبينًا أن الجنة لها أبواب كثيرة، فمنها باب الصيام، وباب الصدقة، وباب قيام الليل، لكن هناك بابًا خاصًا بالوالد أو الوالدين، وهو من أعظم الأبواب وأوسطها، أي أقربها وأشرفها، وأن رضا الله سبحانه وتعالى معلق ببر الوالدين.
وأكد الشيخ إبراهيم عبد السلام أن قطيعة الأبناء لأبيهم لا تجوز شرعًا بأي حال من الأحوال، مهما كان الأب مقصرًا أو ظالمًا أو بخيلًا أو سيئ المعاملة، بل حتى لو كان هو الذي قطع أبناءه وأعرض عنهم، فالأبناء سيُسألون يوم القيامة عن أنفسهم فقط، ولن يُقبل منهم الاحتجاج بتقصير الأب، لأن كل إنسان يُحاسب على فعله هو لا على فعل غيره.
وبيّن أمين الفتوى أن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب التي حذّر الله منها تحذيرًا شديدًا، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم﴾، مؤكدًا أن تقصير الأب لا يُسقط حقه في البر، حتى وإن كان قد ضيّع الأمانة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيّع من يعول»، وقوله: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
وشدد الشيخ إبراهيم عبد السلام على أن الواجب على الأبناء هو صلة الأب وزيارته وبره، ولا يوجد بديل عن هذا الطريق، لأن بر الوالدين هو الوسيلة الأقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يتعارض ذلك مع المشاعر القلبية، فليس مطلوبًا من الإنسان أن يُجبر قلبه على المحبة، لكن المطلوب شرعًا ألا يترتب على هذا الشعور قطيعة أو عقوق، بل يجب أداء البر والإنفاق والرعاية.
وأوضح أن الأب إذا كبر ومرض وافتقر واحتاج إلى الرعاية والزيارة والنفقة، وجب على الأبناء القيام بذلك، حتى لو كان في الماضي مسيئًا إليهم، محذرًا من أن التقصير في حق الوالدين قد يكون سببًا في عدم قبول الأعمال، بينما يكون البر سببًا للتوفيق والنجاح وسعة الرزق في الدنيا والآخرة.
وأضاف أمين الفتوى أن الشرع لم يأمر فقط بالإحسان إلى الوالدين، بل أمر باحتمال الأذى الصادر منهما، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا﴾، موضحًا أن معنى خفض جناح الذل هو الصبر على الأذى ومقابلة الإساءة بالإحسان.
وأكد على أن الوالدين هما الباب الأعظم إلى الجنة، وأن برهما، مهما كانت الظروف، هو الطريق الأصدق لرضا الله سبحانه وتعالى، وأن من أراد التوفيق في دنياه والنجاة في آخرته فعليه ألا يُغلق هذا الباب العظيم.