أكد مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أهمية تعزيز الجهود الدولية لنشر وتعزيز قيم التعايش والتسامح والسلام ووقف ما يشهده عالمنا اليوم من حروبٍ وصراعاتٍ، والعمل على استراتيجيَّة واضحة لمكافحة خطابات الكراهية والعنف والإسلاموفوبيا، بما يسهم في تقدم وازدهار الأمم والمجتمعات.


وقال المجلس في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للعيش معاً في سلام، (16 مايو من كل عام)، إن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف تدعو إلى احترام الآخر، وحفظ كرامة الإنسان أيّاً كان لونه أو عرقه أو دينه.
قال المستشار محمد عبدالسلام الأمين العام للمجلس، إن العالم اليوم في أمس الحاجة إلى تغليب صوت العقل والحوار والتسامح والتعايش والسلام في مواجهة ما يشهده عالمنا اليوم من حروبٍ ونزاعاتٍ وصراعاتٍ وتصاعد خطابات الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا.
وأضاف أنه في اليوم الدولي للعيش معاً في سلام، نؤكد أهمية العمل على إرساء قيم العدالة والتعايش والمساواة واحترام التعددية والتنوع والإعلاء من قيمة الإنسان.
كما شارك مجلس حكماء المسلمين، في فعاليات منتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان، الذي استضافته العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يومي 13 و14 مايو الجاري.
وجاءت مشاركة المجلس في الجلسة العامة الأولى للمنتدى، التي انعقدت تحت عنوان «الاتحاد الإفريقي في قمة مجموعة العشرين.. دور المؤسسات الدينية فــــــي إفريقيا لتعزيز أهداف مجموعة العشرين في أفريقيا»؛ حيث أكد محمد بحر، مدير التخطيط الاستراتيجي بمجلس حكماء المسلمين، أن المجلس يؤمن بأهمية الدور التحويلي للمؤسسات الدينية في إفريقيا في تعزيز الأولويات العالمية والقارية.
وأشار إلى تأثير المؤسسات الدينية الموثوقة في معالجة الفقر وعدم المساواة والصراع، إضافة إلى الدور الذي يضطلع به القادة الدينيون في إفريقيا في قضايا مثل الأمن الغذائي والعمل المناخي والهجرة.
واستعرض جهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز السلم في إفريقيا ونشر قيم الحوار والتعايش والسلام وذلك من خلال العديد من المبادرات الهادفة لتعزيز الدبلوماسية الدينية؛ مثل قوافل السلام ومنتدى شباب صناع السلام والتطبيق العملي لمبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية.
وفـــي الجلسة العامة الثالثة، «التنمية المستدامة في عالم مضطرب.. مساهمات إفريقيا، احتياجاتها»، ركزت مشاركة مجلس حكماء المسلمين على مساهمات إفريقيا في التنمية المستدامة، من خلال تأكيد أهمية الحاجة إلى تمويل مستدام وتخفيف أعباء الديون وسياسات تُمكِّن النساء والشباب. وحثَّ القادة الدينيون على إيجاد حلول منصفة واستجابات تعاونية للتحديات الإنسانية والاستفادة من مبادرات مجلس حكماء المسلمين لتعزيز دور القادة الدينيين في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز التنمية المستدامة.(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مجلس حكماء المسلمين مجلس حکماء المسلمین

إقرأ أيضاً:

نعي فؤاد الحميري… بين جلال الموت وانحطاط الكراهية

كنا ولا نزال نراهن على حكمة اليمنيين، أصدقاء وخصومًا، في قدرتهم على تجاوز جراح الماضي، لا سيما وقد أصبح الجميع شركاء في وجعٍ واحد لا يستثني أحدًا.

وقد اعتدنا كيمنيين أن نجعل من المناسبات الإنسانية، وفي مقدمتها الموت، فرصة للتواصل والمراجعة، لما يحمله الموت من جلالٍ ورهبة، وما يوقظه في النفس من عظة وتذكير بزوال الدنيا وفناء البشر.

 

لم يحدث أن ندمنا يومًا على الترحم على خصومنا، أو على تقديم واجب العزاء لأهاليهم وذويهم. فالموت، في ثقافتنا، لحظة تعالٍ عن الصغائر، ومحطة لعودة الروح إلى جذورها الأخلاقية، حيث الأخلاق فوق الخصومة، والوطنية تعلو على الصراع.

 

لقد اعتاد اليمنيون، حتى في ذروة الصراع، أن يجعلوا من مناسبة الموت جسرًا للتواصل، لا خندقًا لتجديد العداوة.

لكن يبدو أن بعضهم لا يزال يرفض التصالح مع هذه القيم، ويصر على اغتيال خصومه حتى بعد رحيلهم، وكأن الموت وحده لا يكفي.

 

كان رحيل الشاعر والمناضل فؤاد الحميري لحظة وطنية مؤثرة، حيث تدفقت مشاعر الحزن والوفاء من جمهور واسع، بطريقة عفوية وصادقة، أعادت التذكير بأن القلوب اليمنية لا تزال تنبض بالحب لمن صدق القول والفعل، وبقي صوتًا للضمير في زمن الخديعة.

 

غير أن هذا النعي الجماهيري الكبير، بما فيه من صدق وعفوية، قد أثار حفيظة البعض، ممن أكل الحقد السياسي ضمائرهم، فاستأجروا الأقلام، وأطلقوا جيوش الذباب الإلكتروني للتشفّي والانتقام.

كان مشهدًا مرعبًا ومخزيًا، حين تحوّلت لحظة الرحيل الإنساني إلى منصة لتصفية الحسابات، والاحتفال بنهاية خصم، لا بوداع إنسان.

 

إنها صدمة أخلاقية وثقافية تتعارض تمامًا مع تقاليد اليمنيين في توقير الموت، واحترام الراحل، وجعل الوفاة مناسبة للتراحم لا للتشفي.

 

لقد استكثروا على فؤاد الحميري حتى نعي الجماهير، ظنًّا منهم أن الحب يُمنح بأمر، وأن الاحترام يُفرض بالقوة، ولم يدركوا أن الجماهير لا تحتاج إلى توجيه حزبي، ولا إلى إعلام رسمي، كي تعبّر عن حبها لمن رأت فيه شيئًا من حلمها، وصوتًا من ضميرها، فالحب والاحترام لا يُفرضان، بل يُكتسبان.

 

ومع ذلك، لا يمكننا أن نلومهم كثيرًا؛ فهم، في أعماقهم، لم يكونوا يشاهدون النعي العفوي المجرد للحميري فقط، بل كانوا يرون فيه قدرًا مرعبًا يطوّقهم ويترصدهم، وكأن هذا النعي لم يكن إلا مرآةً لمصير قادم، وموتٍ يتلبسهم ويقترب منهم، وإن تأخر.

 

إنها لحظة نعي مزدوج: نعيٌ لفؤاد الحميري، رمزًا نقيًّا لا يملك إلا ضميره، وصوته، وحلمه.

ونعيٌ مبكر، وربما نهائي، لأولئك الذين لا يزالون ينازعون من أجل البقاء، بكل ما في جعبتهم من أحقاد وضغائن وكراهية، في محاولة لإحياء تجربة لفظها الزمن، ولم تعد تجد لها مكانًا في وجدان الجماهير.

 

لقد فشلوا مرةً أخرى في استقطاب قلوبٍ كانت قد انفتحت لهم، ورأت في بعضهم بصيص أملٍ يمكن تداركه والبناء عليه، في زمن بات فيه كيان الدولة يتعرض للانهيار، ومفهوم الجمهورية مهدد بالتآكل والزوال.

 

إنهم يموتون في كل مرة تحيا فيها ذاكرة الجماهير، ويفشلون في كل مناسبة يظهر فيها أن الحب لا يُصادر، وأن الكرامة لا تُشترى، وأن لله في خلقه شؤون، و”كلَّ يومٍ هو في شأن”…يخفض أقوامًا، ويرفع آخرين.

عبده سالم30 يونيو، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام أمن عدن: مصلحة وطنية وراء تصريحات الشعيبي حول أهمية دور التربية والتعليم مقالات ذات صلة أمن عدن: مصلحة وطنية وراء تصريحات الشعيبي حول أهمية دور التربية والتعليم 30 يونيو، 2025 تظاهرة حاشدة لمعلمي تعز للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة 30 يونيو، 2025 أوكرانيا: عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي يتجاوز المليون منذ بداية الحرب 30 يونيو، 2025 النفط يتراجع بفعل توقعات زيادة إمدادات أوبك+ وانحسار التوتر في الشرق الأوسط 30 يونيو، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة هل تدفع الحرب بين إسرائيل وإيران مزيداً من الدول نحو الحصول على “تأمين” نووي؟ 28 يونيو، 2025 الأخبار الرئيسية نعي فؤاد الحميري… بين جلال الموت وانحطاط الكراهية 30 يونيو، 2025 أمن عدن: مصلحة وطنية وراء تصريحات الشعيبي حول أهمية دور التربية والتعليم 30 يونيو، 2025 تظاهرة حاشدة لمعلمي تعز للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة 30 يونيو، 2025 أوكرانيا: عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي يتجاوز المليون منذ بداية الحرب 30 يونيو، 2025 النفط يتراجع بفعل توقعات زيادة إمدادات أوبك+ وانحسار التوتر في الشرق الأوسط 30 يونيو، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك هل تدفع الحرب بين إسرائيل وإيران مزيداً من الدول نحو الحصول على “تأمين” نووي؟ 28 يونيو، 2025 مذكرات الرئيس اليمني عبدالرحمن الإرياني.. أول المُدوَّنين وآخر الناشرين 27 يونيو، 2025 محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية 26 يونيو، 2025 بين الحشد والتعبئة والانقياد: مدخل إلى سيكولوجيا الجماهير في اليمن 25 يونيو، 2025 كيف سترد إيران على الولايات المتحدة؟ 23 يونيو، 2025 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 24 ℃ 25º - 20º 25% 2.66 كيلومتر/ساعة 25℃ الأثنين 28℃ الثلاثاء 28℃ الأربعاء 27℃ الخميس 27℃ الجمعة تصفح إيضاً نعي فؤاد الحميري… بين جلال الموت وانحطاط الكراهية 30 يونيو، 2025 أمن عدن: مصلحة وطنية وراء تصريحات الشعيبي حول أهمية دور التربية والتعليم 30 يونيو، 2025 الأقسام أخبار محلية 30٬573 غير مصنف 24٬217 الأخبار الرئيسية 16٬727 عربي ودولي 7٬940 غزة 10 اخترنا لكم 7٬399 رياضة 2٬576 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬429 كتابات خاصة 2٬190 منوعات 2٬114 مجتمع 1٬958 تراجم وتحليلات 1٬974 ترجمة خاصة 204 تحليل 25 تقارير 1٬720 آراء ومواقف 1٬624 ميديا 1٬544 صحافة 1٬502 حقوق وحريات 1٬432 فكر وثقافة 959 تفاعل 862 فنون 507 الأرصاد 486 بورتريه 68 صورة وخبر 41 كاريكاتير 34 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 3 مايو، 2024 تفحم 100 نخلة و40 خلية نحل في حريق مزرعة بحضرموت شرقي اليمن 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون أخر التعليقات فؤاد

انا لله وانا اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل...

ليلى علي عمر الاحمدي

أنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...

علي الشامي

نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...

محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد

محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...

موطن غلبان

قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم يكشف مصير مادة التربية الدينية في شهادة البكالوريا المصرية
  • إيلون ماسك يطلق أقوى تهديد سياسي.. وترامب يرد: بدون الدعم كنت ستغلق مصنعك وتعود لجنوب إفريقيا
  • موظفو مطار البصرة يحتجون للمطالبة بالحوافز ورفض اتفاقية IFC (صور)
  • نعي فؤاد الحميري… بين جلال الموت وانحطاط الكراهية
  • ‏إسرائيل هيوم: نتنياهو يجري ظهر اليوم مع كاتس وكبار القادة العسكريين الإسرائيليين مناقشات أمنية حول مستقبل الوضع في غزة
  • هاني أبو ريدة يحاول حل أزمة السوبر المصري مع مجلس أبو ظبي
  • رضا عبدالعال: مستوى الأهلي في مونديال الأندية صدمني رغم المشاركة في مجموعة ضعيفة
  • نجم جنوب إفريقيا السابق: أداء صن داونز في مونديال الأندية كان الأفضل بين الأندية الأفريقية.. والجميع لعب بشكل جيد
  • ترامب: السلام هدفنا الأسمى والقضاء على الكراهية المعادية للسامية
  • اتحاد الكرة يعتمد برنامج إعداد منتخبي تحت 20 و17 عاما استعدادا لكأس العالم