إيران تستعين بعصابات لتنفيذ اغتيالات في الخارج وفق وثائق قضائية ..تفاصيل
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
وأظهرت الوثائق تورط جهات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، خاصة "فيلق القدس"، في التعاون مع شبكات مثل عصابة "لصوص الشرف" و"ملائكة الجحيم" لتنفيذ هذه العمليات، في ظل نفي طهران المتكرر لهذه الاتهامات.
وذكرت "بي بي سي" أن أحد أبرز الأسماء التي وردت مراراً في الوثائق هو ناجي شريفي زندشتي، زعيم عصابة تهريب مخدرات إيرانية، الذي ارتبط اسمه بسلسلة اغتيالات تمت على الأراضي التركية، أبرزها اغتيال سعيد كريميان، مدير قناة تلفزيونية فارسية عام 2017، والمنشق عن الحرس الثوري مسعود مولوي في إسطنبول عام 2019.
وأوضحت التحقيقات، وفقا لـ"بي بي سي"، أن أفرادا من دائرة زندشتي كانوا حاضرين في مواقع تلك الجرائم، مما أثار شكوكاً حول علاقة زندشتي بالمخابرات الإيرانية.
وشدد الصحفي الاستقصائي التركي جنكيز إردينتش، على أن "رجال زندشتي يظهرون مرارا في أماكن اغتيالات خصوم النظام الإيراني"، مضيفا: "ليست هذه المرة الأولى، فهناك دائماً علاقة بين الجريمة المنظمة وأجهزة الاستخبارات".
وأشارت تحقيقات "بي بي سي"، إلى أن زندشتي سبق أن أُدين في إيران بتهريب المخدرات وصدر بحقه حكم بالإعدام، إلا أنه تمكن من الفرار إلى تركيا في ظروف يعتقد أنها جرت بتنسيق مع الاستخبارات الإيرانية.
وقال مصدر مقرب من زندشتي، لم تكشف "بي بي سي" عن هويته لأسباب أمنية، إن "الطريقة الوحيدة لنجاة زندشتي بعد قتل حارس والهروب من حكم بالإعدام، هي أن يكون قد أصبح عميلا للمخابرات".
عام 2020، كشفت لائحة اتهام تركية عن تورط زندشتي في عملية اختطاف المعارض الإيراني حبيب شعب، الذي جرى استدراجه من السويد إلى إسطنبول ثم خُطف إلى طهران حيث أُعدم لاحقاً.
كما كشفت وثائق محكمة أمريكية في ولاية مينيسوتا عام 2021 عن اتصال بين زندشتي وعناصر من عصابة "ملائكة الجحيم"، حيث عرض مبلغ 370 ألف دولار مقابل اغتيال اثنين من المعارضين الإيرانيين في ماريلاند، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي أحبط العملية.
وكشف التحقيق، أن "فيلق القدس" الإيراني شكل وحدة سرية تُعرف بـ"الوحدة 840"، تتولى مهام بناء شبكات لوجستية من أجل تنفيذ اغتيالات في الخارج.
وأدانت محكمة أمريكية في آذار /مارس الماضي، رجلين من عصابة "لصوص الشرف" بالتخطيط لقتل الناشطة الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد مقابل نصف مليون دولار، حسب "بي بي سي".
وأكد كين ماكالوم، مدير جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلية، أن أجهزة الأمن أحبطت منذ عام 2022 ما لا يقل عن "20 تهديداً موثوقاً على صلة بإيران داخل المملكة المتحدة"، كان من بينها مخطط لاستهداف السفارة الإسرائيلية في لندن، بالإضافة إلى محاولات لاغتيال إعلاميين يعملون في قناة "إيران إنترناشيونال" الناطقة بالفارسية.
وقالت المذيعة في "إيران إنترناشيونال" سيما ثابت، التي استهدفت بسيارة مفخخة لم تنفجر، إن السلطات أطلعتها على تفاصيل محاولة اغتيالها، مشيرة إلى أن "العميل المكلّف بالمهمة سأل: كيف تريدونها؟ فأجابوه: بهدوء، كطعنة سكين في مطبخ".
وأعادت "بي بي سي" التذكير باغتيال أربعة معارضين أكراد داخل مطعم في برلين عام 1992 على يد عناصر إيرانية، وهي العملية التي حمّل المدعون الألمان فيها القيادة الإيرانية بأكملها المسؤولية، وصدر إثرها أمر اعتقال دولي بحق وزير الاستخبارات الإيراني آنذاك.
ولفت مات جوكس، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية، إلى أن اعتماد إيران على جماعات الجريمة المنظمة لا يحصنها من التعقب، موضحا أن "هذه الشبكات لا تتحرك بدافع أيديولوجي، مما يسهل اختراقها"، وهو ما اعتبره جزءا من "الاختراق الزاحف" الذي تعمل السلطات البريطانية على إفشاله، حسب "بي بي سي
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: بی بی سی
إقرأ أيضاً:
العدوان الصهيو أمريكي على إيران (4)المنافقون يتفقدون آثار القصف الصاروخي الإيراني على الكيان
دائماً يخفون لنجدتها، ويهبون لمساعدتها، ويخافون عليها ويقلقون من أجلها، ويتسابقون في التعاطف معها، وإظهار الحب والولاء لها، والحزن على مصابها، والبكاء على قتلاها، وذرف الدموع على ضحاياها، ويتنادون لنصرتها والتضامن معها، ويؤيدونها في أفعالها وينسون جرائمها، ويمدونها بالسلاح والمال والعتاد، ويسخرون لها منابرهم الإعلامية ومنصاتهم السياسية، ولا ينتبهون إلى ما فعلته أسلحتها وما دمرته طائراتها، وما خلفته صواريخها، ولا يحرك ضمائرهم حجم الجرائم التي يرتكبونها، والمجازر التي ينفذونها، وأعداد الضحايا المتزايدة من الأطفال والنساء والشيوخ وعامة المدنيين العزل والأهالي الهاربين من القتل والفارين من القصف.
وبالمقابل يتطرفون في التنديد بأعدائها ويبالغون في مهاجمة خصومها، ويدعون لمحاسبتها ومعاقبتها، ويحرضون المجتمع الدولي ضدها، ويتآمرون عليها ويتحالفون ضدها، وينعتونها بأبشع النعوت وأقذع الصفات، ويطلقون عليها أسوأ الألقاب، رغم أنها تصد العدوان وترد على الجريمة، وتمارس حقها المشروع في الدفاع عن مواطنيها، وحماية حقوقها، والحفاظ على سيادتها، والذود عن حياضها، وترد بحسابٍ، وتقصفُ بعقلانية، وتتجنب المدنيين وتبتعد عن المنشآت المدنية والتجمعات السكانية، ولا تستهدف الشخصيات ولا تقتل عمداً وقصداً عامة المواطنين في بيوتهم وأماكن لجوئهم.
حجم الدمار الذي تسبب به طيران العدو الإسرائيلي، التي هي طائراتٌ أمريكية هجومية حديثة، تحرص الإدارة الأمريكية على تزويد الكيان بها دون غيرها، ليتفوق بها على المنطقة وكل محيطها، وتعجز دولها عن إسقاطها أو التصدي لها، والتي خلفتها صواريخه الأمريكية الصنع أيضاً، دمارٌ كبيرٌ جداً، وخرابٌ واسعٌ طال مناطق مختلفة من إيران، وتسبب في خسائر كثيرة وألحق أضراراً كبيرة، وأدى إلى استشهاد مئات الإيرانيين، قادةً ومسؤولين وعلماء وفنيين نويين وعامةَ المواطنين، علماً أن ضراوة الغارات الإسرائيلية لا تنفي أبداً حقيقة الرد الإيراني، ولا تقلل من حدة القصف الصاروخي وآثاره التي لم يتمكن العدو من إخفائها وطمسها، وعجز عن حماية مستوطنيه من الانهيار النفسي بسببها، ومحاولة الفرار والهروب خوفاً من المزيد منها.
رغم أن قادة العالم كلهم يعرفون يقيناً أن الكيان الصهيوني ورئيس حكومته نتنياهو يمارسون في المنطقة كلها، وضد جميع سكانها البطش والتسلط والإرهاب، ويعتدون على دولها وينتهكون سيادتها، ويدمرون مقدراتها، إلا أنهم يقفون معه ويؤيدونه، ويصدقون روايته، ويكررون كالببغاء سرديته، ويتماهون مع حالته، ويتباكون معه ويجأرون بالصراخ من أجله، ويلبون دعواته لهم لزيارة كيانهم، والوقوف على أطلال مبانهم، ومعاينة آثار القصف الإيراني على مناطقهم، ليروا بأم أعينهم “الجريمة الإيرانية”، ويقتنعوا بالمظلومية الإسرائيلية، ويفرضوا على دول أوروبا عامةً والغربية خاصةً حماية اليهود ودولتهم، والدفاع عنهم وضمان وجودهم، ومحاربة كل من يهدد كيانهم أو يستهدف وجودهم.
أمام هذه المظلومية الكاذبة والسردية المزيفة، تنشط وزارة الخارجية الإسرائيلية، في توجيه الدعوات لوزراء خارجية الدول وسفرائها، ومبعوثيها وممثليها، وغيرهم من الوفود السياحية والعلمية والثقافية والفنية، لزيارة المناطق التي سقطت فيها الصواريخ الإيرانية، ومعاينة آثارها ومعرفة نتائجها، والإصغاء إلى المرشدين الإسرائيليين الكاذبين، الذين يحفظون رواياتٍ أمنية معدة لهم، ومجهزة خصيصاً لتعمية زوارهم وخداع المتضامنين معهم، وتحريضهم ضد إيران، ودفعهم لإطلاق مواقف وإصدار تصريحاتٍ ضدها، تدينها وتتهمها وتحملها المسؤولية عما يجري في المنطقة، وتدعي عليها بأنها التي بدأت بالعدوان واستعدت له، وأنها التي هيأت الأجواء له وسهلته.
ألا يستطيع أولئك المنافقون الكاذبون، الأفاقون المخادعون، الدجالون المتواطئون، أن يتجاوزوا الأوامر العسكرية الإسرائيلية، ويخالفوا التحذيرات السياسية، وأن يتحرروا من التبعية الصهيونية والعبودية الأمريكية، وأن يكونوا ولو لمرةٍ واحدة في تاريخهم، عقلاء إنسانيين منطقيين، وأن يستفيقوا من غفلتهم ويوقظوا ضمائرهم، فيتجهوا قليلاً إلى الجنوب من حيث سيدهم القاتل، ورسم لهم طريقهم المعتدي الباغي، وأن يزوروا قطاع غزة المدمر، ليروا حجم الدمار الحقيقي الذي ألحقه هذا العدو المتباكي، وأن يحصوا عدد الضحايا الذين قتلهم في مجازر دموية، ومذابح موصوفة ضد الإنسانية، حينها يكون ضميرهم قد صحا، وإنسانيتهم قد استعيدت، وإن كنت وغيري لا نظن أبداً أنهم يريدون أن يستيقظوا من غفلتهم، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يصطفوا إلى جانب جنسهم الإنساني، ذلك أنهم سبب المشكلة وأساس الأزمة، وصناع الكيان ورعاته، وزارعوه في منطقتنا كخنجرٍ مسمومٍ وحماته.
* كاتب وباحث سياسي فلسطيني