الروبوتات لن تأخذ من البشر وظائفهم
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
قال مسؤول صيني يشرف على مركز للتكنولوجيا في بكين إن الروبوتات الشبيهة بالبشر في الصين لن تحل محل العمالة البشرية ولن تتسبب في حدوث بطالة جماعية، وذلك في ظل التوسع السريع لهذا القطاع وتمويل الدولة له.
وأوضح ليان ليان، نائب مدير منطقة بكين للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية التي تضم أحد أكبر مراكز التكنولوجيا في الصين، خلال حديث لوسائل إعلام أجنبية، أمس الجمعة، أنه لا يعتقد أن الروبوتات الشبيهة بالبشر ستحل محل صانعيها بل ستسهم في رفع الإنتاجية والعمل في بيئات خطرة.
وأضاف: “لا نعتقد أن الروبوتات ستتسبب في فقدان الناس لوظائفهم بل ستعمل على زيادة الإنتاجية أو تتولى مهام لا يرغب البشر في القيام بها، مثل استكشاف الكون الفسيح أو أعماق المحيطات التي لا يستطيع البشر الوصول إليها. يمكن للآلات أن تساعدنا في هذه المهام”.
وأردف قائلا: “عندما يحل الليل ويحتاج البشر إلى الراحة تستطيع الآلات مواصلة العمل، ما يمنحنا منتجات أفضل وأرخص وأسهل استخداما. لذا نرى أن هذا هو مسار تطورنا المستقبلي”.
وأكد ليان أن أول نصف ماراثون للروبوتات في العالم، والذي أقيم الشهر الماضي في بكين، تم إعداده عمدا بطريقة من شأنها تسليط الضوء على آماله وآمال المسؤولين الآخرين في أن تساعد هذه الروبوتات البشر بدلا من أن تحل محلهم.
وتميز نصف الماراثون بمسارين يفصل بينهما سياج، تنافس البشر في أحدهما بينما تحكم 20 فريقا في روبوتات متفاوتة الحجم والقدرة على المسار الآخر.
وأشار ليان إلى أن البشر “في الماراثون يسلكون مسارهم الخاص، يختبرون فيه حدود قدراتهم الجسدية.. في حين تسير الروبوتات في مسار منفصل تتحدى فيه قدراتها معا دون أن تحاول تجاوز مسار البشر للوصول إلى خط النهاية. موضحا أن هذا التصور يعكس ما سيكون عليه المستقبل أيضا”.
وتحدث ليان للصحافيين من مقر شركة “إكس هيومانويد” المدعومة من الدولة والمعروفة أيضا باسم “مركز بكين لتطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر” والتي فاز روبوتها تيان جونغ ألترا بأول نصف ماراثون للروبوتات.
واستعرض أحد الموظفين في عرض تجريبي قدرة الروبوت على التصحيح الذاتي، إذ قام مرارا بتحريك قطعة من القمامة أو نزعها من يد الروبوت بشكل متكرر فيقوم الروبوت بإعادة التقاطها وإتمام المهمة حتى اكتمالها، ويؤكد المركز أن هذه المهارة ستكون عنصرا جوهريا في تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى عمال منتجين.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الروبوتات الشبیهة بالبشر
إقرأ أيضاً:
ناسا تعيد تشغيل محركات أبعد جسم من صنع البشر عن الأرض
تمكن مهندسو وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من إعادة تشغيل محركات احتياطية لمركبة "فوياجر 1"، التي تُعد أبعد جسم من صنع البشر عن الأرض، بعد أن توقفت عن العمل منذ 20 عاما، في خطوة وُصفت بالمنقذة للمهمة التي اقتربت من فقدان الاتصال نهائيا بالمركبة.
وذكر موقع "سبيس" في تقرير، أن هذه المحركات الاحتياطية، التي تُستخدم لضبط اتجاه المركبة، لم تفعل منذ عام 2004 وكانت تُعتبر غير صالحة للاستخدام.
ولفت إلى أن تدهور المحركات الرئيسية بسبب تراكم الرواسب قد يهدد قدرة "فوياجر 1" على توجيه هوائيها نحو الأرض، ما يُنذر بانقطاع الاتصال بها بعد قرابة 50 عاما من الخدمة المستمرة.
وأشار التقرير إلى أن المهندسين واجهوا مهلة حرجة لإتمام الإصلاح، إذ كان من المقرر أن يُغلق الهوائي الأرضي الذي يتواصل مع "فوياجر" في 4 أيار /مايو الجاري لإجراء ترقيات، ما كان سيجعل أي تدخل لاحق مستحيلا.
وكانت "ناسا" أطلقت مركبتي "فوياجر 1" و"فوياجر 2" عام 1977 لاستكشاف الكواكب الخارجية، قبل أن تتجه لاحقا لدراسة الفضاء بين النجوم.
وغادرت "فوياجر 1" النظام الشمسي في آب /أغسطس عام 2012، تلتها "فوياجر 2" في تشرين الثاني /نوفمبر عام 2018، وقد قطعتا معا أكثر من 46.7 مليار كيلومتر.
وأكد الموقع أن التحديات التقنية المرتبطة بالعمر الطويل وبعد المسافة عن الأرض دفعت "ناسا" لإيقاف بعض الأجهزة والسخانات للحفاظ على الطاقة، كما واجهت "فوياجر 1" خللا برمجيا في إحدى الشرائح تم حله مؤخرا، ما أعاد الاستقرار للمركبة.
ولفت التقرير إلى أن إحياء دافعات التدحرج الاحتياطية شكل "إنجازا هندسيا رائعا" ساهم في إنقاذ المهمة. وكانت هذه الدافعات توقفت عن العمل بعد تعطل السخانات المرتبطة بها، وفشل الفريق سابقا في إصلاحها عن بعد.
وقال كريم بدر الدين، مدير مهمة "فوياجر" في مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا"، "أعتقد أنه في ذلك الوقت، كان الفريق مرتاحًا لقبول أن محركات الدفع المتدحرجة الأساسية لم تعمل، لأن لديهم محركًا احتياطيا جيدا للغاية".
وأضاف أنه "وبصراحة، ربما لم يعتقدوا أن مركبات فوياجر ستستمر في العمل لمدة 20 عاما أخرى".
وبيّن التقرير أن الفريق واجه مخاطرة عالية عند إعادة تنشيط الدافعات، إذ تطلب الأمر إعادة محاذاة دقيقة لجهاز تتبع النجوم، تجنبًا لارتفاع الضغط الناتج عن إعادة تشغيل السخانات.
وقال تود باربر، قائد الدفع في البعثة، "لقد كانت لحظة مجيدة. كانت معنويات الفريق مرتفعة للغاية ذلك اليوم"، مضيفا “اعتُبرت هذه الدوافع معطلة. وكان هذا استنتاجًا سليمًا. كل ما في الأمر أن أحد مهندسينا أدرك وجود سبب محتمل آخر، وكان من الممكن إصلاحه. لقد كانت معجزة أخرى أنقذت فوياجر".
ويُظهر هذا النجاح مرونة تصميم المركبة وابتكار المهندسين الذين حافظوا على استمرارية مهمتها رغم مرور ما يقارب نصف قرن. ولا تزال المركبتان ترسلان بيانات فريدة من الفضاء بين النجوم، تُعزز فهم البشرية لمحيطها الكوني الأوسع، وفقا للتقرير.