«إعلان بغداد» يدعو إلى وقف فوري للحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
هدى جاسم (بغداد)
دعا «إعلان بغداد» إلى الإيقاف الفوري للحرب في قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية للضغط ووقف إراقة الدماء وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة.
وأكد الإعلان الصادر في ختام أعمال القمة العربية الـ 34 في العاصمة العراقية بغداد أمس، مركزية القضية الفلسطينية، مشيراً إلى الدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وحق العودة.
وطالب جميع الدول لتقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة التي اعتمدتها القمة العربية في 4 مارس 2025 ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في 7 مارس 2025 بجدة بشأن التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة في إطار مسار سياسي يؤدي إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين، ويضمن الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في أرضه، ومنع محاولات تهجيره، وتمكينه من ممارسته جميع حقوقه المشروعة.
وشدد على أهمية التنسيق المشترك للضغط باتجاه فتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي الفلسطينية، وتمكين وكالات الأمم المتحدة ولاسيما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «الأونروا» من العمل في الأراضي الفلسطينية، وتوفير الدعم الدولي لها للنهوض بمسؤولياتها واستئناف مهامها.
وكان الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد دعا في كلمة عقب تسلمه رئاسة القمة العربية بدورتها ال 34 في بغداد أمس، إلى حراك عاجل لتعزيز فرص الاستقرار العربي والإقليمي، مجدداً موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية.
وقال، إن القمة العربية تعقد في ظل ظروف أمنية معقدة وتحديات اقتصادية إذ يهدد شبح الحرب الأمن والاستقرار، ويعرقل الجهود التنموية فضلاً عن المشكلات التي بدت آثارها واضحة وأخذت تلقي بظلالها على حياة الشعوب العربية.
وبين أن «العراق يشدد على أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية والحوارات الثنائية المباشرة أو عبر الوسطاء»، رافضاً سياسة الإملاء والتدخلات الخارجية واستخدام القوة.
بدوره، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، تقديم 18 مبادرة أمام القمة العربية.
وقال السوداني، إن «العراق قدم 18 مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك، في مقدمتها مبادرة تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب».
وفي السياق، طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الأميركي دونالد ترامب ببذل الجهود لإيقاف إطلاق النار في قطاع غزة تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جادة، يكون فيها «وسيطاً وراعياً» تفضي إلى تسوية نهائية تحقق سلاماً دائماً.
وقال السيسي خلال أعمال القمة العربية، إن «القمة تعقد اليوم في ظرف تاريخي تواجه فيه المنطقة تحديات معقدة وظروفاً غير مسبوقة، تتطلب منا قادة وشعوباً وقفة موحدة للحفاظ على أمن الدول العربية، وصون حقوق ومقدرات شعوبها».
وأوضح أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة وأكثرها دقة.
وفي السياق، أكدت السعودية، ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة، وشددت على أهمية دعم استقرار سوريا.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير خلال القمة العربية: «المملكة تؤكد ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة، ورفض أي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين».
كما دعت مملكة البحرين إلى التمسك ببنود إعلان البحرين للقمة العربية الماضية بشأن دعم القضية الفلسطينية، وتعزيز التعاون العربي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني الذي ترأس وفد بلاده إلى قمة بغداد.
وقال الزياني، إن البحرين سعت خلال رئاستها القمة العربية بدورتها ال 33 إلى دفع مسارات العمل العربي المشترك نحو آفاق أرحب من الشراكة الأخوية والاستراتيجية بما يلبي تطلعات الشعوب العربية في الأمن والاستقرار.
بدوره، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أن بلاده اتخذت خطوات جادة نحو التعافي وتحقيق الاستقرار، مشدداً على أن سوريا لن تكون تحت وصاية أحد، أو ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
كما دعا رئيس الوزراء الأردني جعفر الحسان إلى تكثيف الجهود لإيقاف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، والعمل مع الشركاء من أجل إنهاء الكارثة الإنسانية، وحشد موقف دولي يدعم خطة إعادة إعمار غزة.
وقال الحسان في كلمة ألقاها خلال أعمال القمة العربية: إن الناجين من الحرب على غزة يعانون من الجوع والعطش والمرض والتدمير الذي طال المدارس والملاجئ والمخيمات والمستشفيات وما تبقى من المساكن، مشيراً إلى أن العالم وقف عاجزاً عن إنهاء هذه الحرب التي خرقت كل القوانين والأعراف الدولية، والتي تشكل تبعاتها الكارثية تحدياً صارخاً للإنسانية.
غوتيريش: لا يوجد ما يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إيقاف فوري للحرب في غزة، وإنهاء إعاقة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع فوراً.
وقال غوتيريش في كلمة ألقاها، خلال أعمال القمة العربية العادية ال 34 في بغداد، إنه لا يوجد ما يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، معرباً عن رفضه تهجير سكان غزة.
ودعا الأمين العام في الوقت نفسه إلى إطلاق سراح الأسرى، إلى جانب التركيز على الوضع السيئ في الضفة الغربية، مشيراً إلى أنه لا حل للصراع بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي إلا عبر «حل الدولتين».
إسبانيا: ضرورة إيجاد حلول للأزمة الفلسطينية
أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمس، ضرورة إيجاد حلول للقضية الفلسطينية، كاشفاً عن 4 سبل لحل الأزمات الفلسطينية أمام أنظار العالم، والسعي لإيجاد حلول تنهي معاناة الفلسطينيين.
جاء ذلك في كلمة لسانشير أمام مؤتمر القمة العربية العادية ال 34 في بغداد التي شارك فيها بصفته ضيف شرف.
وقال سانشيز، إن «فلسطين تنزف اليوم أمام أعيننا، وأن ما يحدث في غزة، وفي الضفة الغربية لا يمكن أن يغض عنه الطرف لا في أوروبا، ولا في أي مكان في العالم».
وأضاف، أن «الإغراءات بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بالقوة ستوقظ أسوأ كوابيس الماضي»، لافتاً إلى أن «الأزمة الإنسانية الخطرة التي تعاني منها غزة منذ أكتوبر 2023 خلفت إلى الآن 50 ألف قتيل و100 ألف جريح ومليوني نازح، وهي أرقام مهولة وغير مقبولة».
واقترح أن يتم تركيز الجهود على 4 أولويات، أولها المطالبة بإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور، كاشفاً عن أن إسبانيا وفلسطين تعملان على تقديم مشروع قرار جديد إلى الأمم المتحدة للمطالبة بإنهاء الحصار الإنساني المفروض على غزة من دون قيود.
«التعاون الخليجي»: الحاجة ماسة لموقف عربي موحد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، أمس، الحاجة الماسة لموقف عربي موحد وحازم لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وقال البديوي أمام القمة العربية: إن «اجتماع اليوم يعقد في ظرف بالغ الخطورة، حيث يواجه الشعب الفلسطيني عدواناً متمادياً وتطهيراً عرقياً ممنهجاً يهدد وجوده وهويته وكرامته».
وأضاف أنه «في ظل هذا المشهد الإنساني الكارثي تبرز الحاجة الماسة إلى موقف عربي موحد حازم ينهض إلى مستوى التحدي، ويعبر عن صوت الشعوب العربية»، مشدداً على أن «القضية الفلسطينية قضية التزام وحق بل أصبحت امتحاناً حقيقياً لقدراتنا كأمة تدافع عن حقها التاريخي الذي لا يسقط بالتقادم».
الجامعة العربية: القضية الفلسطينية ستظل القضية الجامعة والتاريخية
حذر أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية من «سياسة إسرائيل العدوانية في فلسطين وسوريا ولبنان والتي ستدخل المنطقة كلها في مواجهة وتصعيد للتوتر على كل الجبهات».
وقال أبوالغيط، في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال القمة العربية العادية ال 34 في بغداد، إن «هذه السياسة تعطي الاحتلال حق إشعال النيران في كل مكان بغرض التوسع تحت ذريعة الأمن والتمدد تحت حجة إقامة المناطق العازلة».
وشدد على رفض وإدانة الجامعة العربية هذه السياسة، محذراً من خطورتها الشديدة على استقرار هذه المنطقة وأمنها.
وقال، إن «قضية شعب فلسطين وحقه العادل في إقامة دولته المستقلة ستظل قضية الجامعة التاريخية والرئيسية حتى تتجسد الدولة الفلسطينية واقعياً وعملياً».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القمة العربية العراق المساعدات الإنسانية قطاع غزة منظمة التعاون الإسلامي بغداد غزة المساعدات الإنسانیة أعمال القمة العربیة القضیة الفلسطینیة القمة العربیة ال الشعب الفلسطینی فی کلمة ألقاها الأمین العام ال 34 فی بغداد فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
جلسة لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية
الثورة نت/..
ناقش مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الاثنين، في جلسة مفتوحة، الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، خالد خياري، إن “التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية يُسهم في زيادة العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأضاف خياري أن استمرار العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني غير مبرر، مؤكدا “رفض العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ورفض تهجير الفلسطينيين من أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة”.
ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، “إسرائيل” إلى السماح بدخول المساعدات إلى غزة بسرعة ودون عوائق.
من جهته، قال ممثل الجزائر إن أكثر من 18 ألف طفل استشهدوا في قطاع غزة، ونحو 12400 امرأة أعدمت، و4000 مسن قتلوا وهم يتنظرون دواء، إضافة إلى أن هناك 11200 مفقود بينهم 4700 طفل وامرأة، متسائلا: “هل كانوا يشكلون خطرا على أمن الاحتلال؟ وأي عقيدة عسكرية تبيح قصف الرضع؟ إنه القتل لأجل القتل ديدن المحتل وميثاق المجرم”.
وتابع: “بعض الأطفال واجهوا الجوع ليس بسبب نقص الحليب، بل نتيجة لتفشي الجريمة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يستمر فيه شبح المجاعة، تُهان كرامة الفلسطينيين عند أبواب ما يُسمى “مراكز توزيع المساعدات” التي تحولت إلى “مصائد موت”.
وأكد أن “شفاء غزة لا يكون من خلال المسكنات، بل عبر إجراءات جماعية مسؤولة نتخذها معًا، ليس بدافع الشفقة، بل انطلاقًا من واجبنا وإنسانيتنا”.
بدوره، أكد ممثل روسيا أن “إسرائيل” تتصرف بتجاهل للآثار الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، فحوالي 55 ألف فلسطيني ماتوا و120 ألف أصيبوا، إضافة إلى أن قطاع غزة تدمر بالكامل تقريبا و80% من أرضه أصبحت محظورة على الفلسطينيين، و470 عاملا إنسانيا قتلوا منهم 320 من موظفي الأمم المتحدة.
وقال: “للأسف لا يمكننا أن ننتظر أن يتوقف فزعنا قريبا، فالجيش الإسرائيلي عاد للتركيز على قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار مع إيران”.
من جانبه، قال ممثل الصين إن الشرق الأوسط يعلق في اضطرابات شديدة، “فإسرائيل” هاجمت جنوب لبنان وقطاع غزة بشكل كبير وتسببت بضحايا كثيرين، ومنذ استئناف الأعمال العسكرية في شهر مارس الماضي قتل أكثر من ستة آلاف شخص و80% من غزة أصبحت خاضعة لأوامر إخلاء، وبسبب الحصار أكثر من مليوني شخص يواجهون نقصا شديدا في الغذاء والدواء.
وأضاف: “في الضفة الغربية زادت “إسرائيل” من الوحدات الاستيطانية ووافقت على المزيد منها ودمرت 500 مبنى فلسطيني الشهر الماضي، والعمليات العسكرية الفلسطينية قتلت مئات من الفلسطينيين وأصابت نحو ألف بالضفة”.
وأشار إلى أن هذه الأفعال هي اختبار للنظام الدولي والقانون الإنساني، مؤكدا أنه يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه المعاناة، وإيصال المساعدات الإنسانية لغزة في ظل آلية عسكرية لتوزيع المساعدات لا تتناسب مع مبادئ النزاهة والحياد والاستقلالية.
وعارض ممثل فرنسا المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأي شكل من أشكال الضم التي تتعارض مع قرار 2334 (2016) والقانون الدولي.
وأكد أن بلاده فرضت 59 عقوبة فردية ضد مستوطنين متطرفين ارتكبوا أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.