خرمشهر تتقدم على صمت الخليج: خط بحري يغيّر موازين الملاحة جنوب العراق
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
3 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: طرحت طهران والبصرة معًا مسارًا بحريًا جديدًا يعبر شط العرب، يُراد له أن يتحول من خدمة موسمية إلى جسر دائم بين ضفتي دولتين تمسكان بجغرافيا السياسة والتاريخ.
وشرعت سلطات ميناء خرمشهر الإيرانية بالتعاون مع شركة النقل البحري العراقية في خطوات عملية لإطلاق خط ملاحي منتظم يربط خرمشهر بالبصرة، متجاوزًا الطابع الموسمي الذي كان يُميز تسيير الرحلات خلال موسم زيارة الأربعين، ومستندًا إلى إرادة سياسية معلنة بتحويله إلى ممر استراتيجي دائم.
وحرص المسؤولون الإيرانيون المشاركون في الاجتماع التنسيقي المنعقد قبل أيام في خرمشهر على التأكيد أن هذا المسار ليس مجرد مبادرة خدماتية، بل مشروع سيادي ذي أبعاد اقتصادية وتجارية ودينية، تسعى إيران من خلاله إلى ترسيخ نفوذها في جنوب العراق، عبر منصة النقل البحري كأداة ناعمة للتأثير وتعزيز الحضور.
وأكد علي عسكري، المدير العام لميناء خرمشهر، أن الخط سينطلق فعليًا الأسبوع المقبل، بواقع ثلاث رحلات يوميًا، ومزودًا بخدمات بحث وإنقاذ وتجهيزات سلامة تضمن الاستمرارية، في وقت كشفت فيه مصادر بحرية عن قرب تسلم العراق لسفن ركاب جديدة من الصين وإيران، ضمن خطة لتعزيز الأسطول المدني العراقي.
وأشارت تحليلات إلى أن الخط البحري لا يُقلق واشنطن فحسب، بل يفرض على الخليج مراجعة خرائط النفوذ البحري في مياهه الشمالية، إذ يربط بين أهم نقطتين في الجنوب الشيعي العراقي والمركز الحدودي الإيراني النشط، ويضع البصرة في مواجهة مباشرة مع أدوات إيران البحرية، بما يعزز ارتباطها الاقتصادي والتجاري واللوجستي بطهران، بدلًا من فتحها على بقية الموانئ العربية.
واستعاد متابعون في هذا السياق خريطة مسارات النفط والغاز وخطوط السكك المقترحة بين البلدين، فرأوا في الخط البحري امتدادًا طبيعيًا لمشروع الربط الإيراني العراقي الشامل، الذي يتعزز عامًا بعد آخر، متجاوزًا الارتباط الطقوسي الموسمي، إلى نوع من التوأمة اللوجستية على مدار العام، ما يفتح الباب لممرات اقتصادية صامتة تحت أعين القوى الإقليمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
انخفاض إمدادات إيران: ظلام يهدد صيف العراق المقبل
1 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: يعاني العراق أزمة طاقة متفاقمة جراء انخفاض إمدادات الغاز الإيراني المستورد، حيث كشفت وزارة الكهرباء العراقية عن فقدان نحو 3800 ميغاواط من القدرة التوليدية الوطنية نتيجة تراجع الكميات الموردة إلى 25 مليون متر مكعب يومياً، مقارنة بـ55 مليون متر مكعب متعاقد عليها.
وأدى هذا النقص المفاجئ إلى خروج عدد من المحطات الغازية عن الخدمة، مما زاد من معاناة المواطنين في ظل ظروف مناخية صعبة. ويفاقم الاعتماد الكبير على الغاز الإيراني، الذي يغطي نحو 40% من احتياجات العراق الكهربائية، الأزمة، حيث تشير تقديرات إلى أن البلاد تحتاج إلى 55 ألف ميغاواط خلال ذروة الصيف، بينما لا تتجاوز القدرة الإنتاجية الحالية 29 ألف ميغاواط.
وقال مدير مديرية الوقود في وزارة الكهرباء سعد فريح، في بيان إن “كميات الغاز المستورد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد شهدت تراجعاً كبيراً خلال الساعات الماضية، حيث انخفضت إلى ما يقارب النصف (25 مليون متر مكعب ) يومياً، مقارنة بالكميات المتعاقد عليها بين البلدين، والبالغة ( 55 مليون متر مكعب) يومياً”.
وتعمل الحكومة على مشاريع بديلة، مثل الربط الكهربائي مع دول الجوار كالسعودية والكويت، واستيراد الغاز من تركمانستان عبر اتفاقيات مبادلة، لكن هذه المشاريع تحتاج سنوات للاكتمال. وتسعى العراق إلى تقليل حرق الغاز المصاحب، حيث خفضت النسبة من 47% في 2021 إلى 33% في 2024، مع خطط للوصول إلى 20% بحلول 2026.
وتفاقمت الأزمة بسبب عدم وصول كميات الغاز المتعاقد عليها، حيث شهد العراق في نوفمبر 2024 فقدان 5500 ميغاواط نتيجة توقف الإمدادات بالكامل لأغراض الصيانة.
ويخشى العراق صيفاً قاسياً في 2025 إذا استمر الاعتماد على الغاز الإيراني، خاصة مع ضغوط أمريكية لخفض هذا الاعتماد بسبب العقوبات.
ويبرز إهمال استثمار الغاز الوطني كعامل رئيسي، حيث يُهدر العراق سنوياً 2.5 مليار دولار بحرق الغاز المصاحب.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts