آخر تحديث: 18 ماي 2025 - 10:09 صبقلم:نـــــزار حيدر  ١/ هو أَضعفُ حضورٍ منذُ أَوَّل قمَّة عربيَّة [مصر (قِمَّة أَنشاص) عام ١٩٤٦] ولحدِّ الآن، وبرأيي فإِنَّ هناكَ عدَّة أَسباب أَهمَّها؛ *غَياب قرار الدَّولة السِّيادي في العراق بسببِ تنوُّعِ ولاءات الزُّعماء والتي تترُك آثاراً سلبيَّةً جدّاً على طبيعةِ السِّياساتِ الخارجيَّةِ، وهي الحقيقةُ التي يتخوَّفُ منها الزُّعماء العرَب [الكِبار] إِذ لا يرَونَ في حضورهِم قمَّةً في بغداد أَنَّ لهُ تأثيراً إِيجابيّاً على دعمِ الدَّولةِ العراقيَّةِ بعدَ أَن ثبُتَ للقاصي والدَّاني أَنَّ السُّوداني لا يُمثِّل أَكثر من واجِهةٍ تختفي وراءَها الدَّولة العميقة والفصائِل المُسلَّحة والفَساد والفَوضى السِّياسيَّة والإِداريَّة والفشَل وتضارُبِ المصالحِ بينَ السُّلطاتِ الثَّلاث!.

ولقد تأَكَّدَ ذلكَ بالفوضى السياسيِّة والإِعلاميَّة التي رافقَت فترة التَّحضير للقمَّة فكان صوتُ الدَّولة ضعيفاً أَمامَ صَوت الأَحزاب والميليشيات الذي كانَ طاغياً جدّاً!. *ضَعف دَور العراق وحضورهُ وثِقلهُ بالملفَّاتِ السَّاخنةِ في المنطقةِ، فكما هوَ معروفٌ فإِنَّ حجم وطبيعة الحضُور في القمَمِ العربيَّة يعتمدُ بالدَّرجةِ الأَساس على حجمِ وطبيعةِ وثقلِ حضُورِ الدَّولة المُضيِّفة لها في الملفَّاتِ الإِستراتيجيَّةِ الأَمنيَّةِ منها والسياسيَّةِ والإِقتصاديَّةِ. كذلكَ فإِنَّ أَغلبيَّة الزُّعماء ينتظرُونَ حضور الزَّعامات الأَساسيَّة على أَساسِ العلاقاتِ الشخصيَّةِ والعلاقاتِ العامَّةِ و [الميانةِ] القائمةِ على المالِ والمصالحِ الإِقتصاديَّةِ خاصَّةً مع الدُّولِ الفقيرةِ أَو التي تُعاني من أَزماتٍ، والعراق لا يمتلِكُ شيئاً من كُلِّ ذلكَ [باستثناءِ الحُنطةِ] لتعدُّدِ مراكزِ القرارِ في الدَّولةِ ولدَورِ اليدِ الخفيَّةِ التي تُريدُ عمداً إِفشالِ العراقِ!. *إِنَّ حالةَ القِمَمِ العربيَّة الشَّاملة أَصبحت من الماضي فلقد دخَلنا عهدَ التكتُّلاتِ المحدُودةِ والقِمم الثنائيَّةِ ذات المُشتركاتِ المُتشابِهةِ الواحِدةِ، فبعدَ أَن استعاضَت الدُّول العربيَّة قضاياها المركزيَّة كُلّاً حسبَ أَولويَّاتها واهتماماتِها على حسابِ القضيَّةِ المركزيَّةِ [فلسطين] لم يعُد الزُّعماء العرب يكترِثونَ كثيراً بقمَّةٍ لا تُغني ولا تُسمن من جوعٍ ولا تلبِّي حاجاتهُم وأَولويَّاتهُم الخاصَّة ذات الطَّبيعة [الوطنيَّة]. *لقد باتَ العراق اليَوم خارج الإِجماع العربي فالقِمَّةُ تبنَّت مبدأ حل الدَّولتَينِ فيما يخصُّ القضيَّة الفلسطينيَّة، [إِعلان بغداد، فصل القضيَّة الفلسطينيَّة/ المادَّة (٨)] فيما همَّشَ العراق في ذيلِ الإِعلانِ رافضاً ذلكَ إِلتزاماً منهُ بقانون [تجريم التَّطبيع] الذي شرَّعهُ البرلمان [مايس (أَيَّار) ٢٠٢٢] ولذلكَ لم يعُد بإِمكانهِ من الآن فصاعِداً أَن ينسجِمَ معَ الإِجماعِ العربي الذي يبدأ وينتهي من هذا الملفِّ تحديداً [لحاجةٍ في نفسِ يعقُوبَ يُريدُ قضاها]. ٢/ لا أَظنُّ أَنَّ سببَ ضَعفِ الحضُور الخليجي يعُودُ لموقفٍ تضامُنيٍّ معَ الجارةِ دَولةِ الكُويت. إِنَّما السَّببُ الأَساس، بالإِضافةِ إِلى ما وردَ أَعلاهُ، هو أَنَّ زيارة الرَّئيس الأَميركي ترامب لهذهِ الدُّول ومُخرجاتِ قمَّةِ الرِّياض حقَّقت الأَولويَّات التي كانت بغداد تنتظرَها وتحديداً ما يخصُّ الجارَة سوريا، ولذلكَ إِنتفَت الحاجة لحضورِ قمَّةِ بغداد التي لم تُنتِج أَكثر من خطابٍ سياسيٍّ وإِعلاميٍّ تعهَّدَ بكنسِ مُخلَّفاتِ الماضي على العكسِ من قمَّةِ الرِّياضِ التي رسمَت وأَطلقَت خُططاً عمليَّةً لبناءِ المُستقبلِ!. ٣/ ليسَ في واردِ العراقِ إِبداءِ ردَّ فعلٍ سلبيٍّ من كُلِّ ذلكَ، لأَنَّهُ مُنقسِمٌ على نفسهِ بينَ قُوى سياسيَّة شامِتة وأُخرى زعلانة في إِطارِ تنافُسٍ إِنتخابيٍّ قذر! وهوَ كذلكَ يبذِلُ جُهوداً كبيرةً لتحسينِ عِلاقاتهِ مع مُحيطهِ الإِقليمي والدَّولي، والتَّفكيرُ بهذهِ الطَّريقةِ يُعيدهُ إِلى المربَّع الأَوَّل خاصَّةً بعدَ عَودة سوريا للصفِّ العربي والدَّولي، إِذ قد يكونُ ذلكَ سببٌ لاستبدالِ دُول المنطقةِ دمشق ببغداد لأَسبابٍ عدَّةٍ، كالإِنسجامِ السِّياسي مع الأُولى وانعدامهِ مع الأُخرى. بغداد بدلاً من أَن تلقي باللَّومِ على ما حصلَ من ضعفٍ وفشلٍ، على عاتقِ غيابِ الزُّعماءِ العربِ، عليها أَن تُجيبَ على السُّؤَالِ الأَهمِّ ليُساعدها على تحسينِ الأَداءِ، وهوَ؛ لماذا لم يحضرُوا؟! لماذا فشلَت القمَّة؟! ما هي الأَسباب الحقيقيَّة؟!. على بغداد أَن تفكِّرَ بصوتٍ عالٍ وتتحمَّل مسؤُوليَّتها أَمامَ شعبِها أَوَّلاً!. عليها أَن تُعيدَ النَّظرِ في سياساتِها الخارجيَّة التي أَضعفت المَوقف والموقِع والدَّور العراقي بشكلٍ كبيرٍ ملحُوظٍ إِنعكسَ في قمَّةٍ بائِسةٍ بكُلِّ معنى الكَلمةِ.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني: التزامنا بتنفيذ خريطة الطريق التي قدمت للأمم المتحدة والأشقاء

قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول إبراهيم جابر، إن ما تتعرض له بلدنا بسبب ما تفعله ميليشيا الدعم السريع، مؤكدا على التزام السودان بتنفيذ خريطة الطريق التي قدمت للأمم المتحدة والأشقاء

وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ34: «خارطة الطريق المقدمة قائمة على وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن الفاشر»، مشدد على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار مصحوبا بانسحاب الدعم السريع من كل المناطق

القمة العربية الـ34

انطلق اليوم السبت 17 مايو 2025 أعمال القمة العربية الـ34 في بغداد، العاصمة العراقية التي تستضيف هذا الحدث للمرة الرابعة في تاريخها، تحت شعار «بغداد السلام تحتضن قضايا العرب».

وتأتي هذه القمة في ظرف استثنائي تمر به المنطقة، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة للشهر التاسع عشر على التوالي، والتي أسفرت عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، مما يضع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال قادة وممثلي الدول العربية المشاركة في القمة.

اقرأ أيضاًتوافد القادة والزعماء إلى مقر انعقاد القمة العربية الـ 34 في بغداد

عاجل| الرئيس السيسي يصل بغداد للمشاركة في القمة العربية الرابعة والثلاثين

مقالات مشابهة

  • وزيرة التخطيط: التكامل العربي ضرورة لمواجهة الصدمات التي تعصف بالعالم
  • رئيس الوزراء: العمل العربي المشترك هو مسار ارتقاء دولنا
  • منصور بن زايد يشارك في القمة العربية التي بدأت أعمالها في بغداد
  • أمير قطر: نأمل أن تنعكس مخرجات قمة بغداد على تعزيز التضامن العربي
  • نائب إطاري يدعو السوداني إلى التعامل بالمثل مع الدول العربية التي حضرت للقمة بمستويات أدنى
  • نائب رئيس مجلس السيادة السوداني: التزامنا بتنفيذ خريطة الطريق التي قدمت للأمم المتحدة والأشقاء
  • السوداني:قمة بغداد لتعزيز التضامن العربي
  • قمة بغداد.. فلسطين في صدارة الاهتمام العربي والتوافق على دعم غزة
  • أكبر 10 محطات كهرباء في الوطن العربي.. عملاقة الطاقة التي تقود 5 دول نحو المستقبل