وتيرة الاحتجاجات تتزايد بعدن وقوات مدعومة من أبوظبي تقمع المتظاهرين (شاهد)
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، جنوبي البلاد، السبت، تصاعدا في وتيرة الحراك الشعبي المندد بتدهور الأوضاع المعيشية وتردي الخدمات، بعد يوم من خروج حاشد لنساء المدينة الساحلية بنفس المطالب التي رفعها المتظاهرون السبت.
واحتشد الآلاف من المواطنين إلى ساحة العروض في مدينة خور مكسر، شرق عدن، رافعين شعارات تندد بتردي الخدمات من كهرباء ومياه وتدهور الأوضاع وانقطاع رواتب الموظفين العموميين.
يأتي ذلك وسط انتشار أمني كثيف من قبل قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات الذي يدير عدن بالشراكة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وهتف المتظاهرون بهتافات مناوئة لسلطات المجلس الانتقالي "برع برع" "والشعب يريد إسقاط الفساد"، في منحى جديد وبعد أيام من تعيين رئيس جديد للحكومة اليمنية التي تتخذ من عدن مقرا لها.
ووسط هذه الحشود، بدأت القوات التابعة للانتقالي بتفريق المتظاهرين من ساحة الاحتشاد بالقوة، حيث أظهرت مقاطع مصورة إطلاق نار كثيف من قبل عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.
فيما أظهرت مقاطع أخرى اعتقال عدد من المحتجين ونقلهم على المركبات العسكرية التابعة لقوات الانتقالي إلى أماكن مجهولة، وفق ناشطون.
خروج مظاهرة للرجال في ساحة العروض بـ #عدن احتجاجاً على تردي الأوضاع والخدمات الأساسية وعلى رأسها الكهرباء والمياه، مطالبين بسرعة وضع حد للأزمات المتفاقمة وتحسين مستوى المعيشة، وتأتي المظاهرة بعد مظاهرتين نسائيتين خلال الأيام الماضية#الجنوب_في_ظل_الاحتلال pic.twitter.com/7QYAnZBzki — الإعلام الشعبي اليمني (@PopularMediaY) May 17, 2025 يظنون ان التلويح بالسلاح وقمع المتظاهرين قد يخيف ابناء #عدن المدنيين المسالمين
و للاسف لم يقرأ الرفاق تاريخ عدن ولم يفهموا ابناء عدن لم ولن تخيفهم الاسلحة
واسالوا السير/تشارلز جونستون الجنرال/ويلشاير او حتى الامن المركزي والسقاف
فكلهم ذهبوا وبقيت عدن والعدنيين..#علي_النسي pic.twitter.com/PG3nvvuymR — علي النسي (@aalnaasi) May 17, 2025
"جريمة وقبح"
وفي السياق، قال الصحفي اليمني أحمد ماهر، إن ما حصل في عدن، من قيام المجلس الانتقالي بالركوب على المظاهرة التي خرجت للتعبير عن رأيها والمناداة بحقوقها "قبح وجريمة".
وأضاف ماهر في تصريح لـ"عربي21" أن خروج أبناء عدن للمطالبة بالخدمات، فيما أراد المجلس الانتقالي تسيس المظاهرة لصالحها من خلال رفع أعلامه فضلا عن صعود مجموعة تابعة له إلى منصة ساحة الاحتشاد بقيادة "أبو همام" وهو قيادي في المجلس الانتقالي، لكن تم رفض ذلك من قبل الشباب المحتجين الذين قاموا برمي قنينات مياه، رفضا لهذا الاستفزاز.
وأشار الصحفي والمعتقل السابق في سجون المجلس الانتقالي بعدن إلى أنه بعد ذلك، بادرت قوات الانتقالي بإطلاق النار لتفريق المحتجين، واعتقال عدد من المتظاهرين.
عندما تفشل العصابات المدعومة من الخارج في إدارة البلاد ويعرف الناس حقيقتها انها مجرد عصابة مهمتها فقط مساعدة المحتل على نهب الخيرات، تعود إلى استخدام القوة والأسلحة الثقيلة ضد الأحرار . ولكن قسماً أن سقطوهم اقترب. #عدن #الانتقالي_لا_يمثلني pic.twitter.com/4OUcTeG4vP — ????????يمني أصيل من أرض العوالق???????? (@Yamene11) May 17, 2025
وأكد على أنه من حق الناس أن تعبر عن آرائها وأن تطالب بحقوقها حتى لو كانت ضد المجلس الانتقالي نفسه، متسائلا في الوقت نفسه: ألم يخرج المجلس الانتقالي ضد الحكومة الشرعية واقتحم قصر المعاشيق الرئاسي (2019) وطرد أعضاء الحكومة منه؟ والآن، لماذا يستنكرون على شباب عدن الخروج للمطالبة بحقوقهم؟
وفي سياق متصل، قال بيان صادر عن اللجنة الأمنية في العاصمة المؤقتة للبلاد، عدن، (أعلى سلطة أمنية يدرها المجلس الانتقالي) إنه في ختام التظاهرة التي شهدتها ساحة العروض عصر اليوم، قامت مجموعة من العناصر المندسة بين صفوف المتظاهرين بمحاولة الاعتداء المباشر على الأطقم الأمنية وأفراد قوات الأمن، إضافة إلى إثارة أعمال الشغب، وإغلاق الطرقات، في تصرفات خارجة عن إطار السلمية، تهدف إلى تعكير صفو الأمن واستغلال الحريات المكفولة لأغراض تتنافى مع القيم المدنية والنظام العام.
وأضافت أن هذه الأعمال المرفوضة تمثل تهديدا مباشرا لأمن المواطنين واستقرار العاصمة، ولا تخدم سوى الأجندات التخريبية التي تسعى لزعزعة السلم الأهلي وجهود ترسيخ الأمن والاستقرار.
وأقرت السلطات الأمنية التي يديرها المجلس الانتقالي بعدن "منع تنظيم أي تظاهرات أو فعاليات جماهيرية في الوقت الراهن، إلى حين التأكد من توافر الظروف التي تضمن سلميتها والتزام منظميها بالضوابط القانونية".
والجمعة، شهدت عدن تظاهرة نسائية، حيث احتشدت المئات من نساء المدينة الساحلية إلى ساحة العروض للتنديد بتدهور الأوضاع المعيشية وللمطالبة بتحسين الخدمات.
ومنذ سنوات تشهد العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، أزمة في توليد الطاقة الكهربائية، إلا أنها تضاعفت مؤخرا، وصلت حد الانقطاع الكلي بسبب نفاذ الوقود.
ووصلت مدة انقطاع التيار الكهربائي في مدينة عدن، مقر الحكومة اليمنية المعترف بها، إلى ما يزيد عن 11 ساعة يوميا، وسط عجز رسمي لمعالجة هذه الأزمة التي أرقت سكان العاصمة المؤقتة.
وأدت أزمة شبكة الكهرباء إلى تزايد الغضب الشعبي والاحتجاجات المنددة بذلك، إذ شهدت مناطق مختلفة من عدن منتصف العام الماضي احتجاجات وخروج الناس إلى الشوارع تنديدا بتدهور الخدمات العامة ومنها الكهرباء.
وأضرم المحتجون حينئذ، النيران في إطارات السيارات، وأغلقوا عددا من الشوارع، احتجاجا على حالة التردي المتواصل للأوضاع المعيشية والخدمات العامة، في عجز حكومي عن حل هذه المعضلة.
وتنفق الحكومة اليمنية ما يعادل 1.200 مليار دولار سنويا بواقع 100 مليون دولار شهريا من أجل توفير الوقود واستئجار محطات توليد الكهرباء، فيما لا تصل الإيرادات إلى 50 مليون دولار سنويا، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز" الأمريكية.
فيما يشهد الريال اليمني انهياراً غير مسبوق فاقم من الأوضاع المعيشية الصعبة وزاد من تدهور الحالة الإنسانية في البلاد، في وقت يعيش فيه معظم السكان تحت خط الفقر، ضمن أزمة صنفتها الأمم المتحدة كواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية اليمنية عدن الحكومة احتجاجات احتجاجات اليمن الحكومة عدن الاوضاع المتردية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الانتقالی ساحة العروض
إقرأ أيضاً:
استقالة ثلاثة وزراء من حكومة الدبيبة وتصاعد الاحتجاجات في طرابلس
قال وزير الاقتصاد والتجارة الليبي محمد الحويج الجمعة، إنه استقال من حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، لينضم إلى وزيرين آخرين على الأقل استقالا في وقت سابق من اليوم وسط احتجاجات في العاصمة عقب اشتباكات عنيفة هذا الأسبوع.
والوزيران الآخران هما وزير الحكم المحلي بدر التومي ووزير الإسكان والتعمير أبو بكر الغاوي.
من جهتها، أصدرت حكومة الدبيبة بيانا قالت فيه، إنها تتابع ما يُنشر على بعض صفحات التواصل الاجتماعي بشأن استقالة وزيرين وعدد من الوكلاء، وأكدت أن ما ورد "لا يعكس الحقيقة".
وعبرت الحكومة عن تفهمها لـ"حجم الضغوط التي قد تُمارس في هذا الظرف"، ودعت كافة الوزراء إلى مواصلة عملهم بصفة طبيعية، وأن أي قرارات رسمية تصدر حصريا عبر القنوات المعتمدة، وليس من خلال منشورات غير موثوقة.
وتسارعت الأحداث في العاصمة الليبية طرابلس بعد إطلاق حكومة الوحدة هناك عملية عسكرية لإنهاء الميليشيات الخارجة عن القانون لإعادة هيبة الدولة وردع المخالفين.
وانتهت الأحداث بمقتل رئيس جهاز الدعم والاستقرار، التابع للمجلس الرئاسي الليبي، عبد الغني الككلي المشهور بـ"غنيوة" وسط حالة ذهول من الجميع كونه الرجل الأقوى في غرب ليبيا وكان يسيطر حتى على الحكومة ورئيسها، ما طرح تساؤلات حول دلالة الخطوة ورمزيتها.
وعلى إثر ذلك، خرجت مظاهرات عدة ما زالت تهتف بإسقاط الدبيبة وحكومته ومحاكمته على ما حدث في طرابلس وطرد قوات "مصراتة" من العاصمة، ما أجبر الدبيبة على وقف إطلاق النار ووقف العمليات.