الفاتيكان يشهد تنصيب البابا ليو الرابع عشر: أول أمريكي يقود الكنيسة الكاثوليكية
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
شهدت ساحة القديس بطرس صباح اليوم حدثًا تاريخيًا، حيث جرى تنصيب البابا ليو الرابع عشر رسميًا بابا للفاتيكان، في مراسم حضرها عشرات الآلاف من المؤمنين والوفود الرسمية من مختلف أنحاء العالم، وسط أجواء مهيبة اتسمت بالخشوع والتأمل.
وترأس البابا الجديد القداس الإلهي إيذانًا ببدء خدمته البطرسية كأسقف روما وقائد الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وهو الحدث الذي بثته كبرى الشبكات العالمية مباشرة، وتخللته صلاة "ريجينا كايلي" التقليدية التي تقام عقب التنصيب.
في أول ظهور علني له، فاجأ البابا ليو الرابع عشر الحضور برسالة إنسانية مباشرة، لم يتطرق فيها إلى لاهوت معقد أو البروتوكولات الفاتيكانية، بل اختار الحديث عن ما يمس العالم اليوم: السلام.
قال البابا بصوت هادئ وواضح:
"لن تكون بوصلتنا سوى العدالة، ولن يكون هدفنا سوى السلام... في عالم تمزقه الحروب وتتباعد فيه القلوب."
بهذا الخطاب القصير والمؤثر، رسم البابا الجديد ملامح حبريته، مؤكدًا على نهج إنساني شمولي، وسط تحديات عالمية تتراوح بين النزاعات المسلحة وتفاقم التفاوت الاجتماعي.
أول أمريكي في تاريخ الكنيسة يتولى السدة البابويةالبابا ليو الرابع عشر، الذي كان يُعرف سابقًا باسم الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، أصبح أول أمريكي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس الكنيسة الكاثوليكية. وقد اختير من قِبل مجمع الكرادلة في 8 مايو الجاري، خلفًا للبابا فرنسيس الراحل.
ويحمل اختياره للاسم البابوي "ليو الرابع عشر" دلالة رمزية، تكريمًا للبابا ليو الثالث عشر، المعروف بإصلاحاته الاجتماعية ودعمه للعمال وحقوقهم في نهاية القرن التاسع عشر، في مرحلة مفصلية من تاريخ الكنيسة والعالم.
استقبال الوفود واستمرار الطقوس
بعد انتهاء القداس، استقبل البابا ليو الرابع عشر الوفود الرسمية والدينية في كنيسة القديس بطرس، حيث عبّر ممثلو الدول والكنائس الأخرى عن تهانيهم ودعواتهم للبابا الجديد بأن يكون رمزًا للوحدة في عالم مضطرب.
وتوقّع المراقبون أن تكون بداية حبريته حافلة بالتوجهات الإنسانية والانفتاح على القضايا الاجتماعية، انطلاقًا من رسالته الأولى التي أكد فيها التزامه بخدمة كل إنسان، لا سيما الفقراء والمهمشين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا ليو الرابع عشر الفاتيكان تنصيب البابا القداس الإلهي ساحة القديس بطرس الكاردينال بريفوست الكنيسة الكاثوليكية أمريكا البابا فرنسيس العدالة السلام الكنيسة العالمية الحبر الأعظم الحوار بين الأديان وحدة المسيحيين مجمع الكرادلة حقوق الإنسان تاريخ الكنيسة البابا لیو الرابع عشر
إقرأ أيضاً:
عاجل- تنصيب البابا ليو الرابع عشر في حفل تاريخي بالفاتيكان وسط حضور دولي واسع
شهدت العاصمة الإيطالية روما، اليوم الأحد، حدثًا تاريخيًا تمثل في تنصيب البابا ليو الرابع عشر على الكرسي الرسولي، في قداس احتفالي كبير أُقيم بساحة القديس بطرس في الفاتيكان، بحضور عشرات الزعماء وممثلي نحو 200 دولة من مختلف أنحاء العالم، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها السلطات لتأمين الحدث العالمي.
ويُعد ليو الرابع عشر أول بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية من أصل أمريكي، حيث وُلد في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، وقضى سنوات من حياته في دولة بيرو، قبل أن يتولى الآن قيادة الكنيسة الكاثوليكية التي يتبعها نحو 1.4 مليار مؤمن حول العالم.
البابا ليو الرابع عشر يعرض استضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان البابا ليو الرابع عشر يعرض استضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان قيادة جديدة بعد رحيل البابا فرنسيسجاء تنصيب البابا الجديد بعد أسابيع قليلة من وفاة البابا فرنسيس، ليُفتح بذلك فصل جديد في تاريخ البابوية، وسط ترقب عالمي كبير لرؤية النهج الذي سيتبعه البابا ليو الرابع عشر.
ويؤكد مراقبون أن البابا الجديد سيواصل على الأرجح العديد من الخطوط العامة التي رسمها سلفه، لكنه في الوقت ذاته سيُضفي طابعًا خاصًا مستمدًا من خلفيته الثقافية وتجربته الحياتية المتنوعة.
مشاركة دولية رفيعة المستوى في القداسوشهد قداس التنصيب مشاركة واسعة من قادة وزعماء العالم، من بينهم رؤساء بيرو ونيجيريا، ورؤساء وزراء كل من إيطاليا وكندا وأستراليا، إلى جانب المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وملك إسبانيا فيليبي السادس والملكة ليتيثيا.
كما حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وممثلة روسيا وزيرة الثقافة أولغا ليوبيموفا، في مشهد يعكس الأهمية الدينية والسياسية للحدث.
رسائل البابا: دعوة للسلام والعدالة والحوار بين الأديانوخلال كلمته أمام السلك الدبلوماسي عقب مراسم التنصيب، دعا البابا ليو الرابع عشر إلى تعزيز السلام العالمي من خلال اجتثاث أسباب الحروب والتخلي عن السياسات القائمة على التسلط.
كما شدد على ضرورة تقوية دور المؤسسات الدولية لضمان العدالة الاجتماعية، مؤكدًا على أهمية الحوار بين الأديان كوسيلة للتفاهم والتقارب بين الشعوب.
وأكد البابا أن السلام الحقيقي لا ينبغي أن يُفهم على أنه مجرد هدنة بين حربين، بل هو حالة دائمة يجب السعي لتحقيقها عبر العدالة والمساواة والتعاون بين الأمم.
حشود غفيرة ومتابعة إعلامية عالميةوتُقدّر السلطات الإيطالية أن عدد الحاضرين في ساحة القديس بطرس لمتابعة القداس تجاوز 250 ألف شخص، فيما يُتوقع أن يبلغ عدد المشاهدين عبر شاشات التلفزيون حول العالم نحو 1.5 مليار شخص، في تغطية إعلامية غير مسبوقة لهذا الحدث الروحي الكبير.
وخلال القداس، ارتدى البابا الوشاح الأبيض التقليدي المزيّن بستة صلبان سوداء، ترمز إلى جراح المسيح، وهو تقليد متّبع في مراسم التنصيب البابوي.
ردود أفعال دولية على اختيار البابا الجديدوفي أول تعليق أمريكي رسمي، وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تنصيب ليو الرابع عشر بأنه "شرف عظيم للولايات المتحدة أن يكون البابا الجديد أمريكيًا"، في إشارة إلى الأهمية الرمزية لهذا الحدث بالنسبة للعالم الغربي والولايات المتحدة تحديدًا.
من جانبه، عاد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى مصر بعد زيارة رعوية استمرت أسبوعين، وذلك للمشاركة لاحقًا في التهاني الرسمية بمناسبة تنصيب البابا الجديد.