تقرير "ستانفورد 2025".. تَحولات في الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
عارف بن خميس الفزاري **
persware@gmail.com
في خضم التحولات الرقمية المُتسارعة، يبرُز تقرير جامعة ستانفورد للذكاء الاصطناعي لعام 2025 بوصفه مرآة لعالم يعيش على إيقاع طفرات تقنية مُتسارعة غير مسبوقة، ويكشف التقرير عن قفزات نوعية في تبني الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات.
وقد ارتفعت الاستثمارات العالمية في هذا المجال إلى أكثر من 252 مليار دولار أمريكي، وبلغ استخدام المؤسسات للذكاء الاصطناعي التوليدي نسبة 71% في عام في عام 2024م؛ وذلك في وظيفة واحدة على الأقل، وفقًا لمتوسط الاستخدام العالمي الذي شمل جميع المناطق الجغرافية، بما في ذلك أمريكا الشمالية (74%) وأوروبا (73%) والصين الكبرى (73%) وآسيا والمحيط الهادئ (68%) والأسواق النامية مثل الهند وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط (67%).
الولايات المتحدة تقود السباق باستثمارات بلغت 109.1 مليار دولار، أي ما يُعادل 12 ضعف ما أنفقته الصين. الذكاء الاصطناعي التوليدي وحده استقطب 33.9 مليار دولار على المستوى العالمي، مما يعكس تحوله من أداة تقنية إلى ركيزة اقتصادية بامتياز. وعلى صعيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي، يُتوقع أن تبلغ مساهمة الذكاء الاصطناعي نحو 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، ما يعادل أكثر من 10% من الناتج العالمي، مقارنة بمساهمة تقل عن 1.4 تريليون دولار في 2020. هذه الزيادة تضاعف آفاق الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز الإنتاجية وتقليص التكاليف في قطاعات مثل الخدمات اللوجستية والتصنيع والرعاية الصحية والتعليم. ففي سوق العمل، بدأت ملامح التأثير تتضح؛ حيث أفاد 49% من المستخدمين بأن الذكاء الاصطناعي حسن الإنتاجية في العمليات الخدمية، بينما أشار 43% إلى فوائده في سلاسل التوريد و41% في هندسة البرمجيات. وقد جاءت هذه النتائج من استطلاع دولي أجرته شركة McKinsey & Company في عام 2024، وشمل 1491 مشاركًا من 101 دولة، يمثلون مختلف الصناعات والمناطق والأحجام المؤسسية، وتم وزن البيانات وفق مساهمة كل دولة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي لضمان التمثيل العادل
وعلى صعيد الحوكمة، يشير التقرير إلى بطء ملحوظ في تطوير أدوات ومعايير السلامة والشفافية. أقل من 10% من الشركات الكبرى تنشر تقييمات واضحة للسلامة، وغالبًا ما تفتقر النماذج الكبرى إلى اختبارات مسؤولية موحدة. في هذا السياق، أطلقت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عدة مبادرات في عام 2024، من أبرزها قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي، وتأسيس شبكة عالمية لمعاهد سلامة الذكاء الاصطناعي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا واليابان ودولاً أخرى، حيث ترسم الدول الكبرى سياساتها في الذكاء الاصطناعي استنادًا إلى معطيات واضحة. عليه فإن التحديات والفرص التي يعرضها الذكاء الاصطناعي تمثل دعوة صريحة لتسريع بناء منظومة وطنية للذكاء الاصطناعي، ترتكز على رؤية عُمان 2040، وتستفيد من تجارب الدول الأخرى الإقليمية التي ضخت استثمارات ضخمة في البنية التحتية والحوكمة التقنية.
وبين الطفرات التقنية والتحديات التنظيمية، يُثبت تقرير ستانفورد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد تقنية مستقبلية؛ بل حاضرًا يفرض نفسه على السياسات الاقتصادية والاجتماعية. والمطلوب اليوم ليس فقط اللحاق بالركب؛ بل المساهمة الفعّالة في توجيه المسار، بضوابط أخلاقية واستراتيجيات مرنة توازن بين الابتكار والمسؤولية.
** باحث دكتوراة في إدارة المعرفة
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فريقان من جامعة البترا يحصدان مراكز متقدمة في هاكاثون الذكاء الاصطناعي 2025
صراحة نيوز ـ حصل فريق “بوت باسترز Bot Busters” من كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة البترا على المركز الثاني، وفريق “بترا تشالنجرز Petra Challengers” من الكلية ذاتها على المركز الرابع، في هاكاثون مبتكري الذكاء الاصطناعي 2025، الذي استضافته الجامعة مؤخرا. وشارك في المنافسة ثلاثة وخمسون فريقا يمثلون ثماني عشرة جامعة أردنية.
أعرب عميد كلية تكنولوجيا المعلومات الأستاذ الدكتور وائل هادي، الذي كان قد رعى انطلاق فعاليات الهاكاثون، عن فخره بهذا الإنجاز. وأكد أن ما حققه الطلبة يعكس التقدم الكبير الذي أحرزته الجامعة في مجالات التعليم التكنولوجي والابتكار، مشيرا إلى أن الكلية ستواصل دعم الطلبة الموهوبين وتشجيعهم على خوض تحديات علمية تسهم في تنمية قدراتهم وتعزيز آفاقهم المهنية.
تكون فريق “بوت باسترز” من الطالبين عبد الرحمن الكردي ومعتصم الزعاترة، وقدم مشروعا متقدما في مجال الوكلاء الذاتيين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تعلم الآلة والتعلم العميق، ما أهله لنيل المركز الثاني. وضم فريق “بترا تشالنجرز” الطالبين جهاد أبو طاعة وإبراهيم سالم، وتمكن من حصد المركز الرابع بعد تقديم حل ذكي ومبتكر.
أشرف على مشاريع الفريقين الدكتور عبد الكريم البنا من الكلية ومركز الإبداع والريادة.