طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية، بخبر عجيب يحمل في طياته تناقضات عبثية بامتياز، ومؤداه أن النجم الكبير الراحل كان قد طلق رسميا زوجته الإعلامية المشهورة، واستطاع ورثته أن يقدموا ما يثبت رسميا وقوع الطلاق، وبهذا لا يحق للأرملة الإعلامية أي حق في ميراث الراحل.
ولكن مهلا هذا ليس كل شيء، فالمشكلة ليست في وقوع الطلاق، ولكن في عودة وصلح -كما قيل- الإعلامية على الفنان الراحل وحياتها معه عشرين عاما بالتمام والكمال، حتى بات من الثابت وفي حكم اليقين عودتها له كزوجة، ولكن يبدو أن هذه العودة لم تُدعم بالأوراق الرسمية ليحفظ حق الزوجة كأرملة في ميراث الزوج الراحل، لأن المحكمة لا تأخذ بأي اعتبارات إلا بالأوراق الرسمية، ولهذا انقسم الناس والوسطين الفني والإعلامي إلى فريقين:
هذه الأزمة التي شكلت مشهد شديد العبثية، وانبرى وتسابق من يؤيد ومن يعارض ومن يشمت، وكأن مصرنا الحبيبة قد خلت من قضايا مصيرية حقيقية، تستحق منا أن نلتفت إلى حاضر هذه الأمة ومستقبلها ونأخذها مأخذ الجد
الأول: يقر بحكم المحكمة في عدم أحقية الأرملة الإعلامية في حقها في الميراث لعدم وجود مستند رسمي يؤكد هذا الزواج.
والفريق الثاني يرى أنه حكم جائر؛ لأنه وإن كان ليس هناك ما يؤكد رسميا هذا الزواج، إلا أن الصحيح أيضا الإشهار، وقد كان كل من الراحل والإعلامية تحت سقف واحد، ومرافقة له، بل وشريكة في كل تفاصيل حياته، وشهد على هذا القاصي والداني، فكيف لا تكون زوجته.. بعد أن أطلق الورثة عليها أنها كانت مجرد سكرتيرة أو مديرة أعمال المنزل!
ولكن هناك فريق ثالث يرى المسألة أعمق من مجرد خلاف على الميراث، فهو يرى أن الإعلامية قد خطفت الفنان الراحل من زوجته الأولى، وصنعت حياتها المخملية السعيدة على خراب بيت مستقر، غير آبهـة بتدمير أسرة هادئة سعيدة، ولهذا جاء انتقام الورثة الأبناء من تلك السيدة التي قوضت سعادتهم العائلية وضربت أمهم في مقتل.
هذا باختصار وإيجاز لكل ما أثير عن هذه الأزمة التي شكلت مشهد شديد العبثية، وانبرى وتسابق من يؤيد ومن يعارض ومن يشمت، وكأن مصرنا الحبيبة قد خلت من قضايا مصيرية حقيقية، تستحق منا أن نلتفت إلى حاضر هذه الأمة ومستقبلها ونأخذها مأخذ الجد، لنعبر بمصرنا الحبيبة إلى آفاق خصبة وثرية يملؤها الطموح والأمل لغد أفضل يؤسس لمشروعية مستحقة لجمهوريتنا الجديدة، التي أراها ويراها الكثيرون معي هي الأمل، وأيضا للوقوف أمام المعطيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إقليميا ودوليا. ولهذا فيقينا لن ننشغل بحروب الزواج والطلاق ومَن يؤيد مَن في هذه الأزمة التي أراها شخصية ولا مجال لها إلا في الغرف المغلقة فقط.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الطلاق ميراث الفنان المحكمة مصر طلاق فنان محكمة ميراث قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ثم ضاع الأمس مني
*ثم ضاع الأمس مني*
في اوائل القرن الماضى صنعت مزارع الراحل (معلوف) اجمل عصير مركز من البرتقال والمانجو والليمون، وكانت كل طبقات الشعب تستعمله في بيوتهم وفي افراحهم.
وانشأ الراحل (عزيز كافوري) أكبر مزرعة للابقار الحلوب، وصنع اول معمل للحليب المبستر والزبد النقي والكريم والقشطة وغيرهم، وكانت سياراته المتعدده تصل الي جميع سكان العاصمة في بيوتهم.
وأقامت شركه (جلاتلي هانكي) اكبر مصنع للزيوت وصابون الغسيل ماركه الغزالتين، وحاكتهم شركه بيطار في الزيوت، ومن بذره القطن صنعوا أجمل صابون فاخر للحمام ماركة جابي، برائحة الصندل وآخر برائحة الورود وثالث برائحة الياسمين.
وأنشأ (عثمان صالح) اكبر مطاحن القمح السوداني وكفَّى كل المخابز حيث لم ينقطع الخبز يوما واحدا في كل أرجاء السودان،
وأسس (اسطفانوس) اول طواحين فاخرة في الخرطوم بحري وكانت كل البلاد ترسل غلتها لمطاحنه حتي عُرفوا بعائله الطواحين.
وانتشرت معاصر الزيوت في كل ارجاء السودان من عصر السمسم بالطريقه اليدوية الى ان دخلت الميكنة والمصانع الحديثة، وكان السودان من اكبر مصدري الزيوت
. بدأها آل البربري في بورتسودان لتسهيل تصديرها لمصر والخليج وساحل شرق افريقيا ثم المادح للزيوت بأمدرمان
.
وأقام العم (سعد) مصنع حديثا للحلويات في الخرطوم، وصنع اجمل طحنية من السمسم السوداني المشبع بالزيوت النقية، وصنع أحلى الشيكولاتات وبسكويت كوكو (ويفر) وغلَّف حلوياته بأجمل الأغلفة والعلب الملونة التي فاقت المستوردة، وحاكاه مصنع (كريكاب) ثم تنافست المصانع وتطورت، ولا ننسى كراتين حلوى المولد التي كانت فيها ارقى وانظف تشكيلة من الحلويات.
وأسس الخواجة (جوليكيان) اول مصنع للادوات المنزلية من الصاج المطلي بألوان زاهية وصنع من الألمونية أجمل الاباريق والحلل والصحون.
واقام (اولاد مراد) مصنعا للعطور وصنعوا الكولونيا من انتاج النبوش الفرنسية وبنت السودان التي لا زال الشعب السوداني يستعملها في كل المناسبات.
أما صناعة النسيج فلقد بدأت منذ اوائل القرن الماضي، وصنع الاقباط النقادة اول مناسج يدوية، وانتجوا اجود (القنجات) من القطن السوداني وصنعوا منه اثواب النساء وجلاليب الرجال واجمل الشال المزخرف، وحتي الانجليز فصلوا منه (البردلوبات) و(الجاكتات) والشورتات، ثم قامت المصانع الحديثه واول مصنع أقامته شركة أمريكية وأنتجت الدبلان والدمورية وكفت كل الشعب من هذه السلعة،
وازدهرت الصناعة في السبعينيات وانتشرت المصانع في الحصاحيصا ومدني وشندي،
وصنع الراحل (كمال الدين) اجود الاثواب من القطن السوداني،
وأسس الراحل (خليل عثمان) اكبر مصنع للغزل والنسيج، ومعظم جيلى
يذكر سلوى بوتيك وتلك الصناعة الفاخرة للقمصان والمناطلين الرجالية ثم مصانع المهداوي للملابس الجاهزة.
، فى تلك الحقبة اكتفى السودان من النسيج وكان على وشك التصدير لولا الاهمال الفظيع الذي وجدته الزراعة والصناعة في حقبة التسعينيات وما تلاها.
في الستينيات تأسست الصناعات الغذائية الراقية وتعليب الخضروت وتجفيف الألبان والبصل والفواكه والتمور ..إلخ، واصبح السودان من عمالقة التصنيع الغذائي في افريقيا، وفي السبعينيات إزدهرت صناعة السكر ومنتجاته مثل الكحول الطبي والصناعي والعسل الاسود .
ظهرت المطابع في وقت مبكر من القرن العشرين أسس (مكاركوديل)
اول مطبعة نافست مطابع مصر ولبنان، وفي مجال الاعلام والانتاج الفني والدرامي
كانت شركة السودان للتمثيل والموسيقى
التى تأسست في منتصف الاربعينيات واستوردت أول أستوديو للإنتاج الفني والدرامي
في بداية الستينيات كان مجهزا بأحدث التقنيات التى لا يوجد مثلها في البلاد حتى الآن!
بالنسبة للعطور وادوات التجميل
، اقام الدكتور (وليم لوقا) مصنعا فاخرا في حلة القوز، وانتج الشامبو الفاخر وكريم نيفيا والعطور الجميلة
، وأنشأ (اولاد حداد) مصنعا حديثا بجواره وصنعوا اجمل العطور الفرنسية والالمانية وكريمات السيدات من انتاج لوريال الفرنسيه وكلونيا 4711 الالمانية واصباغ الشعر انتاج لوريال العالمية،
ولم ينسوا لوازم المنازل فصنعوا الصابون السائل (مستر برايت) ومبيد الحشرات (بيف باف) وايضا المعقمات لنظافه الارضيات (بيانول) بجانب مصانع الصابون وصابون الفنيك بشندي الذي اسسه عبد الرحيم محمد السيد عام ١٩٤٨.
وأقام (السلمابي) بالشراكة مع (حجَّار) اكبر مصنع للورق المقوى والكرتون والعلب، وفر قدراً هائلا من العملات الاجنبية، بجانب مصانع حجار لسجائر البرنجي.
وأنشا (ادريس الهادي) اكبر مصنع لاصابع اللحام، كان يغطي السوق المحلي ويُصدِّر الي الهند وانجلترا.
كذلك لن ننسى صناعة الجلود والمدبغة الحكومية العملاقة وكذلك
مدبغة عبدالله الحسن سالم بأمدرمان
ومدبغة المطبعجى فى عطبرة
ومدابغ فى كثير من مدن السودان المختلفة حيث كانت الجلود تصدر إلى بريطانيا وجزء منها إلى السوق المحلى لعمل المراكيب وغيرها من الاحذية المحلية . هذا بجانب بطاريات الروبي ومصانع باتا ولاركو للأحذية ومصنع تعليب لحوم كوستي ١٩٥١ الأكبر في افريقيا انذاك وتعليب الالبان ببانوسة ١٩٦٠ الاول في افريقيا والعالم العربي وتعليب الخضر والفواكه في كريمة وتجفيف البصل في كسلا ومصنع نسيج انزارا بالولاية الاستوائية ومحالج مارنجان والحاج عبدالله ونسيج الدويم ومعامل الأجبان المعلبة وغيرها…
كانت لدينا اطول واحسن
خطوط سكة حديد في افريقيا
وأحسن طيران في أفريقيا
وأحسن خطوط بحرية في افريقيا وافضل خدمة مدنية بجانب النقل النهري والمخازن والمهمات والمؤسسات والمصالح الفاعلة مثل المؤسسة العامة للحفريات ومصلحة السكك الحديدية وورشها بعطبرة ومصلحة التدريب المهني وغيرها…
وأكبر وأحسن مشروع مروي في افريقيا وهو مشروع الجزيرة.
ثم ضاع الامس مني
وانطوت في القلب حسرة
لماذا تراجعنا هكذا بدل أن نكون في مقدمة الأمم ؟
كتبه /
(مكرم ميلاد سلامة)